ظهور «القاعدة» مجدداً يثير خيبة أمل العسكريين الأميركيين السابقين في العراق

جنرال يتحسر على القتلى من جنوده.. وكابتن يشبه ما يجري في الفلوجة بسقوط سايغون

الكابتن ماثيو غالاغر يجلس فوق مصفحة عسكرية عراقية مدمرة أوائل عام 2008 (واشنطن بوست)
الكابتن ماثيو غالاغر يجلس فوق مصفحة عسكرية عراقية مدمرة أوائل عام 2008 (واشنطن بوست)
TT

ظهور «القاعدة» مجدداً يثير خيبة أمل العسكريين الأميركيين السابقين في العراق

الكابتن ماثيو غالاغر يجلس فوق مصفحة عسكرية عراقية مدمرة أوائل عام 2008 (واشنطن بوست)
الكابتن ماثيو غالاغر يجلس فوق مصفحة عسكرية عراقية مدمرة أوائل عام 2008 (واشنطن بوست)

لا يزال الجنرال السابق يحتفظ بصندوق خشبي على مكتبه يضم مائتين وسبعة وخمسين صورة لجنود قتلوا خلال الخدمة في العراق تحت إمرته، والصور مرتبة بحسب تاريخ مقتل أصحابها. وخلال أوقات فراغه، التي عادة ما تكون بضع مرات أسبوعيا، يفتح مارك هرتلينغ الغطاء ثم يتفحص صور الجنود القتلى ويتحسر على فقدهم.
يقول هرتلينغ، الذي يعمل حاليا في مستشفى في أورلاندو: «أحاول تتبع ذكرى وفاتهم كي أصلي لهم ولعائلاتهم. وخلال مواسم الأعياد لا يسعك سوى تذكر الشباب والنساء الذين قتلوا عامي 2003 و2004 وأنهم لو عاشوا لكانوا في الـ30 وكان لديهم أولاد».
لم تكن الصلوات هينة على الإطلاق، فقد أصبحت أكثر إيلاما خلال العامين الماضيين، عندما شاهد هرتلينغ وجيل من القوات والمدنيين الذي عاشوا فترات خدمة مروعة في العراق يتعذر نسيانها، العراق يتشرذم مرة أخرى.
ربما لم تعلن الولايات المتحدة عن خسارة حرب العراق على الإطلاق. لكن الارتفاع الهائل في أعمال العنف خلال العام الماضي - وعودة «القاعدة» إلى محافظة الأنبار غرب العراق هذا الشهر يجبر الأميركيين الذين فقدوا الكثير من الأرواح لنجاح الحرب على الإجابة على هذه الأسئلة المؤرقة.
ويتساءل الكابتن مات غالاغر: «هل يمكن لشخص عاقل أن يقنعني بأن العلم الأسود لـ(القاعدة) الذي يرفرف فوق الفلوجة ليس مشابها لسقوط سايغون؟» ويتابع غالاغر، الذي ترك الجيش ليواصل عمله في الكتابة في نيويورك، الوضع في العراق عن كثب منذ انتهاء خدمته في العراق كقائد كتيبة على أطراف بغداد عام 2009. واشترك في خدمة تنبيه «غوغل» لتزويده بآخر الأنباء بشأن قرية سبع البور، قرية صغيرة شمال غربي بغداد، حيث قضت كتيبة المشاة التي قادها 15 شهرا من الرعب بسبب القنابل الخارقة للدروع المزروعة على جانب الطريق وفي رهبة تعقيدات السياسات القبلية.
شعر غالاغر، الذي كان جزءا من زيادة القوات التي أمرت بها إدارة الرئيس جورج بوش، بالغثيان قبل شهر عندما وصله فيديو لتفجير انتحاري في أرض معركته القديمة. وشعر بنفس رد الفعل وهو يشاهد لقطات غير واضحة لمقاتلي «القاعدة» الملثمين الذين رفعوا علما أسود في الفلوجة. وقال إنه توصل تدريجيا إلى الاقتناع بأن السلام الذي حارب هو وزملاؤه من أجله لم يدم. وأضاف غالاغر، الذي كان يدير مدونة شهيرة وتحظى بانتشار واسع خلال خدمته: «إنه لمن المربك والقبيح للغاية أن أتأقلم كفرد».
وفي كامب ليجون، بولاية نورث كارولاينا، جلس السارجنت في مشاة البحرية البالغ من العمر 30 عاما، الذي خدم عدة مرات في الفلوجة والرمادي، يفكر في الأنباء. كان يتذكر كيف كانت أفكاره في أول مرة يخدم فيها في العراق، عندما كان قد انتهى للتو من التدريب الأساسي. وقال باول، الذي طلب ذكر اسمه الأول فقط لأنه لا يزال يخدم ضمن القوات الخاصة: «كنت مذعورا نصف المدة. ما زلت أذكر نفسي وأنا في الـ20 من العمر، كنت أعتقد أنني أقاتل الشر في العالم، في مكان يعامل فيه الناس ويقتلون بقسوة وليس لديهم أي حقوق». لكن التفكير في الماضي، يجعل من تلك المثالية نوعا من العبث والذكريات مؤلمة. وأضاف أنها «تجعلني أشعر بقدر كبير من الغضب. وأشعر أنها مضيعة كبيرة للوقت، الأمر أشبه بالقول: لماذا قتل كل هؤلاء الناس هناك؟ ليس هناك هدف لذلك».
في بداية الأسبوع الحالي، عندما سئل الجنرال راي أوديرنو، قائد الجيش وأحد مهندسي زيادة عدد القوات عام 2009 إنه وآخرون عدوها نجاحا استراتيجيا، عما إذا كانت الولايات المتحدة تفكر في نشر القوات في العراق مرة أخرى، نفى ذلك قائلا: لا. ووصف الجنرال الموقف في العراق بالمخيب للآمال».
بدورها، جلست البريطانية، التي كانت مستشارة لفترة طويلة لأوديرنو في العراق والتي تتحدث اللغة العربية وتدرس سياسات الشرق الأوسط حاليا في جامعة ييل، صامتة عندما شاهدت لمحات من التقارير الإخبارية خلال العمل أخيرا. وتعد إيما سكاي العراق خسارة كبيرة، لكن المشهد كانت تقشعر له الأبدان. وقالت: «أعادت إلى ذهني ذكريات العراق الأكثر ظلمة التي كنا جميعا نأمل أن نتركها خلفنا. هناك الكثير من الجنود الأميركيين الذي تخلوا عن حياتهم وفقدوا أرواحهم لمنح العراق الأمل لمستقبل أفضل مما كانوا عليه تحت حكم صدام».
هرتلينغ، الذي لا يزال يحدوه الأمل بشأن العراق، سيظل على الدوام منزعجا من حصيلة القتلى التي أثرت على أسرته. فقد خدم نجلاه وزوجة أحدهما ما مجموعه 12 سنة في العراق. وفقد كل من نجليه جنودا تحت إمرته، الأمر الذي ترك آثاره النفسية في حياتهم. وكان هرتلينغ يناقش هذا الأسبوع التساؤل حول جدوى ذلك كله. وقال «الحيرة هي بين ما إذا كان ذلك إخفاقا كاملا أو هل بذلنا أقصى ما نستطيع وسلمنا إليهم المسؤولية عندما كانت الأوضاع أهدأ نسبيا؟ كل من خدم في العراق أو أفغانستان لم يفقد ذلك الجزء منهم عندما عادوا إلى بيوتهم، فقد أصبح جزءا من حياتهم».
* خدمة: «واشنطن بوست»
* خاص بـ«الشرق الأوسط»



البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.