اكتشاف معسكر ضخم لتدريب المتشددين في سريلانكا

الكنيسة الكاثوليكية تناشد جميع الطوائف الصبر وضبط النفس

جنود سريلانكيون ينتشرون في نيغومبو بعد اندلاع أعمال عنف متفرقة بين مسيحيين ومسلمين شمال كولومبو (أ. ف.ب)
جنود سريلانكيون ينتشرون في نيغومبو بعد اندلاع أعمال عنف متفرقة بين مسيحيين ومسلمين شمال كولومبو (أ. ف.ب)
TT

اكتشاف معسكر ضخم لتدريب المتشددين في سريلانكا

جنود سريلانكيون ينتشرون في نيغومبو بعد اندلاع أعمال عنف متفرقة بين مسيحيين ومسلمين شمال كولومبو (أ. ف.ب)
جنود سريلانكيون ينتشرون في نيغومبو بعد اندلاع أعمال عنف متفرقة بين مسيحيين ومسلمين شمال كولومبو (أ. ف.ب)

اكتشفت الشرطة السريلانكية أول من أمس الأحد معسكرا على مساحة عشرة أفدنة ببلدة كاتانكودي في شرق البلاد يعتقد أن المتشددين الذين لهم صلات بهجمات عيد القيامة تدربوا فيه على إطلاق النار وصنع القنابل. ويقع المعسكر في منطقة سكنية فقيرة على مشارف البلدة التي هي مسقط رأس زهران هاشم الذي يعتقد بأنه أدى دورا رئيسيا في التدبير للهجمات التي وقعت يوم 21 أبريل (نيسان). وأعلن «تنظيم داعش» المسؤولية عن التفجيرات التي استهدفت كنائس وفنادق وأسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصا.
ويحيط بالمنطقة التي يقع بها المعسكر برج مراقبة من أربعة طوابق وأشجار مانجو وحظيرة دجاج وسقيفة للماعز. وقال ضابط شرطة كبير في منطقة باتيكالوا طالبا عدم نشر اسمه لأنه غير مسموح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام: «أرادوا أن يجعلوا هذا المكان يبدو عاديا. إذا جاء أحد لكي يرى فسيبدو المكان مثل مزرعة ولكن ما كانوا يفعلونه هو إرهاب». وقال الضابط إن الشرطة عثرت على ثقوب ناجمة عن أعيرة نارية في الجدار الواقع على أحد جانبي المكان، بالإضافة إلى أنابيب طويلة يعتقد أنها تحوي قنابل.
في غضون ذلك، دعا رأس الكنيسة الكاثوليكية في سريلانكا أمس إلى الهدوء وناشد جميع الطوائف بالصبر وضبط النفس بعد اندلاع أعمال عنف متفرقة بين مسيحيين ومسلمين شمال كولومبو مما دفع الشرطة إلى فرض حظر تجول. وفي أحداث العنف الأولى من نوعها منذ تفجيرات أحد الفصح التي نفذها متطرفون واستهدفت ثلاث كنائس وثلاثة فنادق أودت بحياة 257 شخصاً، تم تدمير الكثير من المنازل التي يقطنها مسلمون والسيارات في نيغومبو. ولم تعلن السلطات بعد عن أي توقيفات أو إصابات في الأحداث، لكن تسجيلات مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت عددا من مثيري الشغب يرشقون الحجارة على متاجر لمسلمين وأثاثا مدمرا داخل منازل ونوافذ مهمشة وسيارات منقلبة. ولم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية بعد من التأكد من صحة التسجيل. ونشرت تعزيزات ضمت بضع مئات من عناصر الشرطة والجيش في ساعة متأخرة الأحد فيما فرضت السلطات حظر تجول ليلي في البلدة. وقال الكاردينال مالكوم راجينث في كلمة بثها التلفزيون الوطني أمس: «أناشد جميع المسيحيين والبوذيين والمسلمين التحلي بالصبر وضبط النفس والحفاظ على السلام الذي حققناه بعد تفجيرات عيد الفصح».
وحجبت الحكومة مواقع للتواصل الاجتماعي مثل واتساب وفيسبوك لمنع انتشار ما قالت إنها شائعات وتسجيلات تسعى إلى إثارة أعمال الشغب الدينية. وقتل أكثر من 100 شخص في كنيسة سانت سيباستيان في نيغومبو. وهذا أكبر عدد من حصيلة الضحايا الذين سقطوا في اعتداءات 21 أبريل. ورفع حظر التجول صباح أمس الاثنين وقالت الشرطة إنها فتحت تحقيقاً في المواجهات التي وقعت مساء أول من أمس. ويقع المطار الرئيسي لسريلانكا في تلك المنطقة، لكن الشرطة أكدت عدم تعطل الحركة الجوية. يمثل المسلمون نحو 10 في المائة من سكان سريلانكا البوذية في غالبيتها، فيما يمثل المسيحيون نحو 7.6 في المائة منهم. وفتحت المدارس الحكومية بعد عطلة مطولة بمناسبة عيد الفصح، وسط انتشار مكثف لقوات الشرطة والجيش في محيط المدارس وقيود مشددة على ركن السيارات. ولا تزال حالة الطوارئ في سريلانكا مفروضة منذ تفجيرات عيد الفصح. ومُنحت قوات الأمن والشرطة صلاحيات واسعة تسمح لها بتوقيف واعتقال مشتبه بهم لفترات طويلة. ووجهت الحكومة أصابع الاتهام في التفجيرات إلى منظمة متطرفة محلية بايعت «تنظيم داعش». من جهة أخرى، قامت قوات الأمن في سريلانكا بتمشيط آلاف المدارس أول من أمس، قبل يوم واحد من إعادة فتحها بعد عطلة مطولة أعقبت التفجيرات التي شهدتها البلاد مؤخرا.
وأوضحت الشرطة أن عمليات التمشيط تأتي في إطار التدابير الأمنية التي تم اتخاذها بعدما قررت الحكومة البدء في إعادة فتح المدارس على مرحلتين، أولاهما أمس الاثنين. وذكرت الشرطة في بيان أن «الحكومة قررت فقط فتح فصول طلاب ما بعد الصف السادس فما أعلى خلال هذا الأسبوع، وإرجاء فتح فصول الصفوف من الأول للسادس للأسبوع المقبل. وكانت الحكومة قررت في البداية إعادة فتح جميع المدارس لكافة الصفوف بداية من يوم غد، إلا أنها تراجعت وقررت فتحها على مرحلتين بسبب الإجراءات الأمنية». ولقي 257 شخصا حتفهم جراء تفجيرات وقعت خلال احتفالات عيد الفصح واستهدفت ثلاث كنائس وثلاثة فنادق فاخرة وموقعين آخرين. ورغم القرار الحكومي، أعطى رئيس الكنيسة الكاثوليكية في البلاد الكاردينال مالكوم رانجيث توجيهات للمدارس الكاثوليكية بعدم فتح أبوابها، لدواع أمنية. تجدر الإشارة إلى أن القوات الحكومية تواصل عمليات البحث في أنحاء البلاد، حيث تعثر على أسلحة ومتفجرات وغير ذلك من مواد محظورة.


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
TT

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، في مقابلة تلفزيونية، الأحد، أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا، مبدياً قلقه بشأن «التصعيد» الراهن.

ومنذ فوز الملياردير الجمهوري في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، يخشى الأوروبيون أن تقلّص الولايات المتّحدة دعمها لأوكرانيا في هذا النزاع، أو حتى أن تضغط عليها لتقبل باتفاق مع روسيا يكون على حسابها.

واختار الرئيس المنتخب الذي سيتولّى مهامه في 20 يناير (كانون الثاني)، كل أعضاء حكومته المقبلة الذين لا يزال يتعيّن عليهم الحصول على موافقة مجلس الشيوخ.

وفي مقابلة أجرتها معه، الأحد، شبكة «فوكس نيوز»، قال والتز إنّ «الرئيس ترمب كان واضحاً جداً بشأن ضرورة إنهاء هذا النزاع. ما نحتاج إلى مناقشته هو مَن سيجلس إلى الطاولة، وما إذا كان ما سيتمّ التوصل إليه هو اتفاق أم هدنة، وكيفية إحضار الطرفين إلى الطاولة، وما الذي سيكون عليه الإطار للتوصل إلى ترتيب».

وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «هذا ما سنعمل عليه مع هذه الإدارة حتى يناير، وما سنواصل العمل عليه بعد ذلك».

وأوضح والتز أنّه «بالنسبة إلى خصومنا الذين يعتقدون أنّ هذه فرصة لتأليب إدارة ضد أخرى، فهم مخطئون»، مؤكّداً في الوقت نفسه أن فريق الإدارة المقبلة «قلق» بشأن «التصعيد» الراهن للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.

وفي الأيام الأخيرة، صدر عن مقرّبين من الرئيس المنتخب تنديد شديد بقرار بايدن السماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع.

وخلال حملته الانتخابية، طرح ترمب أسئلة كثيرة حول جدوى المبالغ الهائلة التي أنفقتها إدارة بايدن على دعم أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لهذا البلد في 2022.

ووعد الملياردير الجمهوري مراراً بإنهاء هذه الحرب بسرعة، لكن من دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.

وبشأن ما يتعلق بالشرق الأوسط، دعا المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي للتوصّل أيضاً إلى «ترتيب يجلب الاستقرار».

وسيشكّل والتز مع ماركو روبيو، الذي عيّنه ترمب وزيراً للخارجية، ثنائياً من الصقور في الإدارة المقبلة، بحسب ما يقول مراقبون.

وكان ترمب وصف والتز، النائب عن ولاية فلوريدا والعسكري السابق في قوات النخبة، بأنه «خبير في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي».