الأزهر يعقد لقاءات توعوية عن «الوطن» بقطاعات الأمن في مصر

تأهيل وعاظ ليبيا ونيجيريا لمواجهة أفكار الجماعات الإرهابية

TT

الأزهر يعقد لقاءات توعوية عن «الوطن» بقطاعات الأمن في مصر

يعقد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر لقاءات توعوية لأفراد وجنود الأمن المركزي في قطاعات وزارة الداخلية، وذلك في إطار خطة الأزهر الشاملة في مجال التوعية والوجود المستمر بين الناس. وقال المجمع إنه «من المقرر أن ينتشر وعاظ الأزهر لعقد لقاءات توعوية في نحو 66 قطاعاً من قطاعات الأمن المركزي في مختلف محافظات مصر، للتواصل مع هذه الشريحة المهمة التي تقوم على جانب تأمين المواطنين، حيث يركز الوعاظ في هذه اللقاءات على بيان أهمية العمل الذي يقومون به، وفضل الجندية، وأجر الإخلاص في العمل عند الله». وأكد مصدر في الأزهر، أن «هذه اللقاءات تأتي في إطار التعاون المشترك والمستمر بين الأزهر ممثلاً في مجمع البحوث الإسلامية، وبين وزارة الداخلية بجميع قطاعاتها في التوعية المستمرة للجنود والضباط؛ لأجل نشر الفهم الصحيح للدين وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تروج لها الجماعات المتطرفة». وأكد مجمع البحوث أن «اللقاءات التي سيتم تنفيذها ستركز أيضاً على كل ما يتعلق بالتضحية والفداء، لأجل تراب هذا الوطن الغالي، كما تركز على قيم المواطنة والانتماء والعيش المشترك، بالإضافة إلى قيم الوفاء والإيثار، وحب الناس، كما تشمل العديد من الموضوعات المهمة التي يحتاج إليها جنود الأمن المركزي مثل الحفاظ على الوطن ومقدراته، وفضل التضحية في سبيله»، لافتاً إلى أن «اللقاءات لا تقتصر على جنود الأمن المركزي فقط، وإنما تأتي بجانب الندوات التثقيفية والتوعوية التي سيتم عقدها لنزلاء السجون في 19 قطاعاً على مستوى مصر يومي الأحد والأربعاء من كل أسبوع».
من جهته، قال الدكتور نظير محمد، أمين مجمع البحوث الإسلامية، في تصريحات له: إننا «في مرحلة مهمة تحتاج منا جميعاً إلى مزيد من الأداء وتحمل الأعباء، فنحن نتعامل مع فئات متنوعة من المجتمع في حاجة ملحة إلى المعرفة في الكثير من الأمور التي ترتبط بحالهم ارتباطاً مباشراً، كما أن ثقة الناس بالأزهر وعلمائه الأجلاء تزيد من تلك الأعباء وتفرض علينا مسؤولية إضافية». في غضون ذلك، أكد الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي، نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، التي يرأس مجلس إدارتها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن «العلماء والأئمة مطالبون (اليوم) في مثل هذه الظروف التي يعيشها العالم من انتشار للإرهاب وعمليات القتل، أن ينشروا السلام والنماء، في مواجهة الدمار والتطرف والخراب الذي يسببه المتطرفون ومروّجو الفتنة». جاء ذلك خلال حفل ختام دورتَي ليبيا ونيجيريا، اللتين أقامتهما المنظمة خلال الفترة الماضية بمقرها في القاهرة، لتأهيل عدد من الأئمة والوعاظ، وذلك لتحقيق أهدافها في نشر وترسيخ المنهج الأزهري الوسطي المعتدل، وتأهيل أئمة العالم الإسلامي لمواجهة الأفكار المتطرفة. وتضمنت الدورات عدة محاضرات في «العلوم الإسلامية» شاملة تفنيد الأفكار المتطرفة وترسيخ الوسطية، وتطوير المهارات الشخصية، وكيفية استخدام الحاسب الآلي في رصد أفكار الجماعات المتطرفة وتفنيدها. وأوضح أكرم الجراري، رئيس فرع المنظمة في ليبيا، أن «هذه الدورات تأتي في ظل تصاعد وتيرة العنف وانتشار الأفكار الظلامية»، مؤكداً «ضرورة نشر المنهج الوسطي في ربوع ليبيا ورصد وتفنيد ما تنشره الجماعات الإرهابية من أفكار متطرفة».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.