مؤتمر «كاسبرسكي لاب» السنوي: 1.6 مليون هجوم إلكتروني يومياً في المنطقة العربية... رُبعها جديد

بلدانها جاهزة للمشاريع العملاقة من حيث البنية التحتية التقنية والأمن الرقمي

أصبح بمقدور القراصنة استبدال شريحة الاتصال الخاصة بك وسرقة حساباتك المصرفية والدردشة مع الأهل والأصدقاء
أصبح بمقدور القراصنة استبدال شريحة الاتصال الخاصة بك وسرقة حساباتك المصرفية والدردشة مع الأهل والأصدقاء
TT

مؤتمر «كاسبرسكي لاب» السنوي: 1.6 مليون هجوم إلكتروني يومياً في المنطقة العربية... رُبعها جديد

أصبح بمقدور القراصنة استبدال شريحة الاتصال الخاصة بك وسرقة حساباتك المصرفية والدردشة مع الأهل والأصدقاء
أصبح بمقدور القراصنة استبدال شريحة الاتصال الخاصة بك وسرقة حساباتك المصرفية والدردشة مع الأهل والأصدقاء

سلّطت شركة «كاسبرسكي لاب»، المختصة في الأمن الإلكتروني، الضوء على أحدث توجهات الأمن الإلكتروني في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا، وذلك في مؤتمرها السنوي الذي عقدته بمدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي، والذي حضرته «الشرق الأوسط». وناقش خبراء الشركة والمختصون مختلف التهديدات التي تواجه المستخدمين من شركات وأفراد في الوقت الراهن، وتبادلوا الآراء والأفكار بشأن الخطوات اللازمة للحفاظ على أمنهم وأمن أنظمتهم.
وجرى التركيز في المؤتمر على أمن التقنيات الحديثة والناشئة، مثل «إنترنت الأشياء» و«بلوك تشين» والتهديدات الموجهة إلى قطاعات بعينها، والتي تُعدّ ذات تأثير مباشر في قدرة الشركات على مواصلة أعمالها التجارية بنجاح.

مخاطر مصرفية
ذكر الخبراء أن آليات التحقق من هوية المستخدم عبر إرسال رقم سري إلى هاتفه الجوال «One Time Password OTP» للدخول إلى الخدمات الإلكترونية المصرفية أو لدى شركات الاتصالات، غير مجدية، ذلك أنه توجد آلية لنقل رقم المستخدم إلى شريحة اتصال أخرى دون إذنه، يمكن من خلالها الدخول إلى حسابه المصرفي (بعد تعديل كلمة سر حسابه من خلال بيانات بسيطة يمكن جمعها عن المستخدم ووجود شريحة اتصال تحتوي على رقم هاتفه) وإدخال الرقم المرسل إلى بطاقة الاتصالات الجديدة في النظام. وتتم هذه العملية غالباً بتعاون داخلي من بعض الموظفين في شركات الاتصالات الذين لديهم مصالح مالية مع السارقين، وهي آلية تعرف باستبدال شريحة الاتصالات «SIM Swap». وعادة ما يستخدم القراصنة الشريحة الجديدة برقم المستخدم لتثبيت تطبيق «واتساب» وتفعيله عبر الرسالة النصية التي يرسلها، ومن ثم طلب إرسال حوالات مالية من الأهل والأصدقاء لحالة طارئة وتأكيد إعادة المبلغ بعد بضعة أيام؛ الأمر الذي سيجعل الطرف الثاني يثق به ويحول المبلغ المطلوب.
ويمكن للحكومات إجبار المصارف على عدم إجراء أي عملية مصرفية عبر الإنترنت أو الهاتف الجوال إلا بعد التأكد من شركات الاتصالات بأن شريحة الاتصال الخاصة بالمستخدم الذي يطلب العملية، قديمة أو لم يتم استبدالها في آخر 48 إلى 72 ساعة، أو رفض العملية إن كانت البطاقة جديدة وطلب الذهاب إلى مقر المصرف للتأكد من هوية المستخدم شخصياً، وذلك بهدف حماية المستخدمين في ظل تبادل التهم بين شركة الاتصالات والمصرف والمستخدم وضياع مدخراته المصرفية. وغالباً ما يتم استهداف المشاهير ورجال الأعمال وحتى كبار السن في هذه العمليات الاحتيالية.

اختراقات «إنترنت الأشياء»
أما بالنسبة للمنازل الذكية، فأصبح من السهل دخول القراصنة إلى الأجهزة الذكية المتصلة بالإنترنت في منزل المستخدم واستخدامها؛ إما لمراقبة المستخدم وابتزازه (من خلال الكاميرات المدمجة في التلفزيونات والمساعدات الذكية وكاميرات مراقبة الأطفال)، أو استخدام تلك الأجهزة لشن «هجوم الحرمان من الخدمة» Denial of Service DoS على مستخدمين آخرين من خلال تلك الأجهزة، أو أخذ تلك الأجهزة رهينة وطلب فدية لقاء تفعيلها، مثل التحكم بالقفل الإلكتروني لمنزل المستخدم وسيارته الكهربائية بعد عودته من السفر.
وصعد طفل عمره 13 عاماً إلى المسرح واستعرض كيفية اختراق شبكة «واي فاي» وقطع اتصال تطبيق على الهاتف الجوال بطائرة مُسيّرة عن بُعد (درون) تجارية يمكن شراؤها من أي متجر، حيث أوقف الاتصال بين تطبيق الطائرة على الهاتف الجوال والطائرة نفسها، ومن ثم ربط كومبيوتره بها من دون معرفة كلمة السر، وذلك باستغلال بروتوكولات اتصال غير آمنة تستخدمها الطائرة، ومن ثم التحكم بها بالكامل، بما في ذلك تفعيل بث الفيديو من الكاميرا المتصلة بالطائرة واستقباله على كومبيوتره وحفظه. واستطاع «روبين بول» الملقب بـ«النينجا الرقمي» Cyber Ninja القيام بذلك في أقل من 10 دقائق ومن خلال بضعة أوامر كتبها أمام الحضور، الأمر الذي يكشف عن الحجم المهول لفجوات الأمن الرقمي في الأجهزة المتصلة بالإنترنت والتدابير الأمنية المتدنية بشكل غير مقبول لملايين الأدوات والأجهزة الذكية المستخدمة يومياً. ويمكن تخيل الآثار السلبية جراء استهداف ملايين القراصنة المحترفين الأجهزة اللاسلكية المتصلة بالإنترنت الموجودة بين أيدي كثير من المستخدمين دون علمهم بأن مستويات الأمن الرقمي فيها شبه معدومة. وأكد ابن الثالثة عشرة أن ثمة حاجة ماسة إلى وضع تصاميم ونماذج جديدة للأمن الإلكتروني، «لأن ما نقوم به حتى الآن ليس كافياً»، وأنه «من المهم للمصنعين تطبيق ضوابط أمنية صارمة على أجهزتهم حرصاً على عدم تعريض المستهلكين للخطر. وحذر روبين من تحول «إنترنت الأشياء» إلى «إنترنت التهديدات» في ظل وجود 7 مليارات جهاز متصل بالإنترنت اليوم، وازدياد هذا العدد في كل عام.

التهديدات في المنطقة العربية
تم خلال الحدث تسليط الضوء على المعلومات ذات الصلة بمشهد التهديدات في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا خلال الربع الأول من عام 2019؛ حيث أبلغت الشركة عن وقوع أكثر من 150 مليون هجوم ببرمجيات خبيثة في الربع الأول وحده، وهو ما يمثل نحو 1.6 مليون هجوم يومياً بزيادة قدرها 8.2 في المائة عن الربع الأول من عام 2018. واجتذبت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا حصة كبيرة من هجمات البرمجيات الخبيثة التي تستهدف الهواتف الجوالة بسبب اشتمال المنطقة على واحد من أعلى معدلات انتشار الهواتف الجوالة في العالم. وتجاوز عدد الهجمات بالبرمجيات الخبيثة على الهواتف الجوالة في المنطقة خلال الربع الأول من العام الحالي 368 ألف هجوم، بمعدل 4.098 هجوماً في اليوم، وبارتفاع قدره 17 في المائة مقارنة بالربع الأول من العام الماضي.
وكشفت الشركة عن أنها تتعرف حالياً على 360 ألف هجوم جديد كلياً بشكل يومي؛ بمعدل 4 فيروسات في كل ثانية، بينما كان هذا العدد فيروساً واحداً في الساعة في عام 1994، وازداد ليصبح فيروساً في كل دقيقة في عام 2006، ومن ثم فيروساً في كل ثانية في عام 2011، وأن مشهد الهجمات الرقمية يتكون من هجمات تقليدية على أجهزة المستخدمين بنسبة 90 في المائة، و9.9 في المائة من الهجمات التي تستهدف المؤسسات، و0.1 في المائة تستهدف الأسلحة الرقمية للحكومات.
وواجهت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا خلال الربع الأول من 2019 هجمات مستمرة في مجالات تشمل: البرمجيات الخبيثة الخاصة بتعدين العملات الرقمية والتي بلغت 3.16 مليون هجوم، بمعدل يومي قدره 35 ألف هجوم، وزيادة بنسبة 146 في المائة عن الربع الأول من 2018. و«هجمات التصيد» التي بلغت 5.83 مليون هجوم؛ بمعدل يومي قدره 64 ألف هجوم، وزيادة بنسبة 334 في المائة عن الربع الأول من 2018. بالإضافة إلى «هجمات طلب الفدية» التي بلغ عددها 193 ألف هجوم، بمعدل يومي قدره 2.1 ألف هجوم، وانخفاض بنسبة 18 في المائة عن الربع الأول من 2018.
وكشفت الشركة كذلك عن التهديدات التي تواجهها البلدان في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا، حيث تُظهر النظرة المقربة أن مشهد التهديد ليس هو نفسه دائماً، وأن بعض الدول تشهد أنواعا معينة من التهديدات أكثر من غيرها. فعلى سبيل المثال، شهدت السعودية 1.6 مليون «هجوم تصيد» في الربع الأول من العام الحالي، و38 مليون «هجوم خبيث»، وأكثر من 70 ألف هجوم عبر الهواتف الجوالة. بينما شهدت الإمارات 1.1 مليون «هجوم تصيد»، و23 مليون «هجوم خبيث»، وأكثر من 52 ألف هجوم عبر الهواتف الجوالة. أما مصر، فشهدت 600 ألف «هجوم تصيد»، و19 مليون «هجوم خبيث»، وأكثر من 86 ألف هجوم عبر الهواتف الجوالة.
وتحدثت «الشرق الأوسط» مع أمير كنعان، المدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا في «كاسبرسكي لاب»، الذي قال إن كثيراً من بلدان المنطقة العربية جاهزة للمشاريع العملاقة من حيث البنية التحتية التقنية والأمن الرقمي، مثل مشاريع «نيوم»، و«المدينة الإدارية» الجديدة في مصر... وغيرها، «ذلك أن الحكومات تدمج تقنيات الأمن الرقمي خلال مرحلة تطوير البنية التحتية، ولا تضيف تقنيات الأمن الرقمي بعد اكتمال البنية التحتية».
من جهته أشار أمين حاسبيني، رئيس فريق البحث والتحليل العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا في الشركة، إلى الانخفاض في «هجمات طلب الفدية» مما يعني أن الاهتمام قد تحول إلى مجال آخر، وأن التهديدات المالية التي تواجه الأفراد والمؤسسات تزداد بشكل كبير.

توعية إلكترونية
وترى الشركة أن «جدار الحماية البشري» يتكون من التوعية والثقيف الإلكتروني لبناء حماية مستدامة لأي شركة، «ذلك أن الهجمات أصبحت تتمحور حول المستخدم، فتركيز مجرمي الإنترنت يزداد أكثر اليوم على الموظفين، لأنه من الأسهل بكثير اختراق تدابير الدفاع الإلكتروني من الداخل، عبر الاستفادة من الموظفين الذين يفتقرون إلى الوعي اللازم. وأطلقت الشركة منصة جديدة لتثقيف المستخدمين وفقاً لخبراتهم ومهاراتهم ومناصبهم في العمل، تحت اسم (منصة تدريب كاسبرسكي للتوعية الأمنية الإلكترونية) Kaspersky Automated Security Awareness Platform، والتي تهدف إلى مساعدة الشركات من جميع الأحجام في معالجة الفجوات المهارية والمعرفية في الأمن الإلكتروني لدى الموظفين، وتعزيز الوعي الأمني الإلكتروني للموظفين، ورفع كفاءة التدريب، مع تقديم تعليم مختص من خلال تقديم الدروس التدريبية والتعليمية بصيغ مختلفة، والتعزيز المستمر لقدرات الموظفين ومهاراتهم، وهي منصة تدعم اللغة العربية بالكامل. كما يجب توعية الأهل والمدارس والأطفال بالمخاطر الموجودة في الإنترنت؛ تماماً مثل عدم قبول الأهل تركهم في المدينة في منتصف الليل، فكيف يقبلون تركهم في الفضاء الإلكتروني مع الغرباء في منتصف الليل؟!».
وأظهرت إحصاءات الشركة أن 27.3 في المائة في المعدل من جميع المستخدمين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا قد تأثروا خلال الربع الأول من عام 2019 بحوادث مرتبطة بتهديدات الإنترنت، الأمر الذي يبرز الحاجة المستمرة إلى تعزيز الوعي والتثقيف الأمنيين. وضمت السعودية أكبر عدد من المستخدمين المتأثرين بهذه التهديدات بنسبة 35.9 في المائة، في حين كانت ناميبيا أقل الدول تأثراً بنسبة 18.5 في المائة. وأبلغ نحو نصف المستخدمين في المنطقة عن تهديدات محلية، مثل تلك التي تنتشر في الشبكات المحلية عبر الأقراص المدمجة أو وحدات التخزين المحمولة «يو إس بي».



«أبل» تطلق تحديثات على نظامها «أبل إنتلدجنس»... ماذا تتضمن؟

عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)
عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)
TT

«أبل» تطلق تحديثات على نظامها «أبل إنتلدجنس»... ماذا تتضمن؟

عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)
عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)

أطلقت شركة «أبل» الأربعاء تحديثات لنظام الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بها، «أبل إنتلدجنس»، الذي يدمج وظائف من «تشات جي بي تي» في تطبيقاتها، بما في ذلك المساعد الصوتي «سيري»، في هواتف «آيفون».

وستُتاح لمستخدمي هواتف «أبل» الذكية وأجهزتها اللوحية الحديثة، أدوات جديدة لإنشاء رموز تعبيرية مشابهة لصورهم أو تحسين طريقة كتابتهم للرسائل مثلاً.

أما مَن يملكون هواتف «آيفون 16»، فسيتمكنون من توجيه كاميرا أجهزتهم نحو الأماكن المحيطة بهم، وطرح أسئلة على الهاتف مرتبطة بها.

وكانت «أبل» كشفت عن «أبل إنتلدجنس» في يونيو (حزيران)، وبدأت راهناً نشره بعد عامين من إطلاق شركة «أوبن إيه آي» برنامجها القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي، «تشات جي بي تي».

وفي تغيير ملحوظ لـ«أبل» الملتزمة جداً خصوصية البيانات، تعاونت الشركة الأميركية مع «أوبن إيه آي» لدمج «تشات جي بي تي» في وظائف معينة، وفي مساعدها «سيري».

وبات بإمكان مستخدمي الأجهزة الوصول إلى نموذج الذكاء الاصطناعي من دون مغادرة نظام «أبل».

وترغب المجموعة الأميركية في تدارك تأخرها عن جيرانها في «سيليكون فالي» بمجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وعن شركات أخرى مصنّعة للهواتف الذكية مثل «سامسونغ» و«غوغل» اللتين سبق لهما أن دمجا وظائف ذكاء اصطناعي مماثلة في هواتفهما الجوالة التي تعمل بنظام «أندرويد».

وتطرح «أبل» في مرحلة أولى تحديثاتها في 6 دول ناطقة باللغة الإنجليزية، بينها الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والمملكة المتحدة.

وتعتزم الشركة إضافة التحديثات بـ11 لغة أخرى على مدار العام المقبل.