تتنافس القنوات التلفزيونية الحكومية والخاصة في تونس بضراوة على شدّ انتباه المشاهد بأعمال درامية تراوح بين الكوميدي الخفيف، والعمل الدرامي الذي يعالج قضايا اجتماعية شائكة. وعادت مؤسسة التلفزة التونسية (الحكومية) إلى «حلبة المنافسة» بعد أعوام من الإنتاج الشّحيح وأنتجت خصيصاً لشهر رمضان 2019. ثلاثة أعمال درامية وهي «زنقة الباشا» و«المايسترو»، إضافة إلى سلسلة «مسرح العائلة». ويجمع مسلسل «زنقة الباشا» بين الجد والهزل ويحاول عرض أحوال العائلة التونسية بطريقة طريفة ويلعب أدواره الرئيسية كل من كمال التواتي وتوفيق البحري ودرصاف مملوك وفيصل بالزين.
أمّا مسلسل «المايسترو» فهو من بطولة فتحي الهداوي وأحمد الحفيان ودرة زروق الممثلة التونسية المقيمة في مصر، ويطرح مشاكل الأطفال الذين يقعون ضحية أعمال إجرامية فيزجّ بهم في الإصلاحيات، وهي سجون مخصّصة للأطفال دون الـ 18 سنة، ولا يتحملون مسؤولية أعمالهم الإجرامية. وتعول التلفزة الحكومية على مسرح العائلة لسهرات رمضانية عائلية تطغى عليها الابتسامة، وأنتجت لهذا الغرض 15 مسرحية عائلية لتعود إلى هذا النوع من المسرح بعد نحو 30 سنة من الغياب وتسعى إلى الاقتراب من العائلات التونسية المحافظة التي لا تقبل على المسلسلات التي تعرض أعمالاً فيها نسبة عالية من العنف المسلط على الأطفال والنساء.
ويتوقّع السّاهرون على المرفق العمومي أن تجد تلك الأعمال الدّرامية منافسة كبرى من قبل التلفزات الخاصة التي تنتظر سنوياً شهر رمضان لضمان مداخيل مالية هامة متأتية من الدعاية والإشهار، لذلك تسعى إلى دخول مجال المنافسة من أوسع أبوابه.
وفي هذا الشأن، أعدت قناة نسمة الخاصة سلسلة «دار نانا»، وهو عمل كوميدي من بطولة منى نور الدين وعلي بن جمعة ويونس الفارحي وسماح الدشراوي، وهذا العمل يحل مكان سلسلة «نسيبتي العزيزة» التي تواصلت لثمانية مواسم متتالية فيما بات يعرف بأعمال «قناة العائلة التونسية».
وتدخل قناة الحوار التونسي الخاصة مجال المنافسة بمسلسل «أولاد مفيدة» ومسلسل «قسمة وخيان» وهما عملان من إخراج سامي الفهري، وقد جمع فيهما عدداً مهماً من الممثلين التونسيين على غرار هشام رستم ووحيدة الدريدي ويعتمد الفهري عادة على نصيب كبير من الإثارة في أعماله التلفزيونية ويتطرّق لمواضيع مسكوت عنها، وهي غالباً ما تجلب الفئات التونسية الشّابة لجرأتها في تناول العلاقات الأسرية والزوجية.
من جانبها تراهن قناة «حنبعل» الخاصة، على عمل درامي يحمل اسم «عائلة سي الطيب»، وهو يعرض صراعات وتقلّبات على مستوى العلاقات على الطريقة الأميركية، ويتناول عمليات تحايل تنفذها عصابات دولية تنشط بين تونس وروما ولندن ويسجل هذا العمل عودة الممثل التونسي نور الدين بن عياد إلى التلفزة بعد غياب دام سنوات طويلة.
وتعرض قناة «التاسعة» الخاصة مسلسلين، الأول عنوانه «شورب»، وهو الجزء الثاني من العمل الذي انطلق في رمضان الماضي، والثّاني «القضية 460»، وهما عملان اجتماعيان يعرضان مواقف تعيد وقائع تاريخية في حياة التونسي «علي شورب» الذي عُرف في تونس ببطشه واعتماده العنف طريقة للتّفاهم مع الآخرين.
قنوات التلفزة التونسية تتنافس بشدة لجذب المشاهدين
قنوات التلفزة التونسية تتنافس بشدة لجذب المشاهدين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة