الدبيش لـ«الشرق الأوسط»: الميليشيات تجاهلت خطة لوليسغارد وصعّدت عسكرياً

TT

الدبيش لـ«الشرق الأوسط»: الميليشيات تجاهلت خطة لوليسغارد وصعّدت عسكرياً

أفاد مصدر عسكري يمني لـ«الشرق الأوسط» بأن الميليشيات الحوثية تجاهلت الرد النهائي على اتفاق إعادة الانتشار في المرحلة الأولى، في الموعد المحدد، وكثفوا من عملياتهم القتالية في الحديدة والضالع قبيل وصول المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى صنعاء، على الرغم من تكبدهم عشرات القتلى والجرحى.
وقال المتحدث باسم عمليات تحرير الساحل الغربي، وضاح الدبيش، لـ«الشرق الأوسط»، إن غريفيث وصل صنعاء أمس، بعد أن جاء الرد الحوثي متأخراً وغير إيجابي على خطة إعادة الانتشار، وذلك ضمن مسعاه لإقناع الجماعة بتنفيذ المرحلة الأولى خلال 10 أيام.
وأوضح الدبيش أن رئيس الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار، اللواء صغير بن عزيز، كان أبلغ الجنرال مايكل لوليسغارد بالرد الحكومي الإيجابي على الخطة، قبل الوقت المحدد للرد في 29 أبريل (نيسان) الماضي، وأبدى استعداد القوات الحكومية الكامل للبدء في تنفيذ الاتفاق. وكشف الدبيش، أن اللواء بن عزيز حاول مرتين خلال الأيام الماضية الاتصال بالجنرال الأممي مايكل لوليسغارد، قبل أن يبلغه الأخير بعدم وصول رد الجماعة الحوثية على الخطة للبدء في التنفيذ، مؤكدا أن القوات الحكومية لن تصبر إلى ما لا نهاية، وأنها تنتظر تنفيذ الحوثيين لعملية الانسحاب في الوقت المحدد قبل تاريخ 15 مايو (أيار)، بحسب المهلة التي وضعتها اللجنة الرباعية.
وأشار إلى أن منظمة الغذاء العالمي تمكنت من الوصول أمس إلى مطاحن البحر الأحمر ومخازن الغذاء رفقة خبير ألغام أممي، عن طريق مناطق سيطرة القوات الحكومية، وبمعية 18 عاملاً وموظفاً محلياً للبدء في تطهير كميات القمح الموجودة وإعادة تشغيل المطاحن.
وأوضح أنه تم الاتفاق مع منسقة منظمة الأغذية العالمية، سارة فولستيك، على تشغيل المولدات وتنقية القمح التالف ونقله عبر شاحنات خلال 10 أيام، ومن ثم البدء في طحن الكميات المتبقية خلال 15 يوماً، والبدء بتوزيعها عبر الأمم المتحدة إلى مختلف المناطق.
وعن التصعيد الحوثي، قال الدبيش إن القوات الحكومية أفشلت محاولة تقدم حوثية في منطقة الجبلية، جنوب محافظة الحديدة، بعد تقدم عناصر الميليشيات في موقعين، وكبدتهم أكثر من 18 قتيلاً؛ حيث تم دفن الجثث من قبل كتائب اللواء 21 مشاة، بقيادة اللواء هيثم طاهر.
وقال الدبيش إن القوات الحكومية دمرت نفقاً ضخماً في مديرية الدريهمي، كان الحوثيون يقومون من خلاله باستهداف المواقع الحكومية في المديرية، مؤكداً مقتل 8 حوثيين على الأقل خلال عملية تدمير النفق.
وعن مستجدات المعارك التي تخوضها القوات الحكومية في مناطق محافظة الضالع، أكد الدبيش أن ألوية العمالقة وقوات الحزام الأمني والمقاومة في الضالع تمكنت أمس من تطهير جميع الجيوب الحوثية التي تسللت إلى قعطبة ومحيطها. وأشار إلى أن الميليشيات الحوثية تنفذ أشبه ما يكون بعمليات الانتحار، مؤكداً أن نحو 150 جثة حوثية ما زالت متناثرة في الجبال والوديان، فيما تتجه القوات الحكومية باتجاه مناطق الفاخر وجبال العود، لتطهيرها شمال وغرب الضالع.


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».