مصر: أحكام بالسجن المؤبد والمشدد لـ53 متهماً في «أحداث النهضة»

TT

مصر: أحكام بالسجن المؤبد والمشدد لـ53 متهماً في «أحداث النهضة»

عاقبت محكمة مصرية، أمس، 53 شخصاً بأحكام تراوحت بين السجن المشدد والمؤبد، فضلاً عن الحبس لاثنين آخرين لمدة سنة واحدة، وبرأت 10 من التهم المنسوبة إليهم ضمن جلسات إعادة إجراءات محاكمة المتهمين بـ«الاشتراك في تجمهر جماعة الإخوان في ميدان النهضة بالجيزة في عام 2013».
ويبلغ إجمالي المتهمين في القضية 379 متهماً من بينهم 189 متهماً محبوسون. وتضمن قرار المحكمة، إلزام المحكوم عليهم بدفع مليوني جنيه لحديقة الأورمان، ومبلغ 10 ملايين جنيه لمحافظة الجيزة، و25 مليون جنيه لكلية الهندسة بجامعة القاهرة لما لحق بها من أضرار.
وأسندت النيابة العامة للمتهمين، ارتكاب جرائم «تدبير تجمهر في ميدان النهضة هدفه تكدير الأمن والسلم العام وتعريض حياة المواطنين للخطر، ومقاومة رجال الشرطة المكلفين بفض تجمهرهم والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والشروع فيه، وقطع الطرق ومناهضة ثورة 30 يونيو، وحيازة أسلحة نارية وذخيرة دون تصريح».
وكانت محكمة النقض، رفضت الشهر الماضي، طعن 66 من المتهمين في القضية نفسها (خضعوا لأول جولات المحاكمة)، وأيدت الأحكام الصادرة ضدهم، كما قضت المحكمة ذاتها ببراءة 115 متهماً، وانقضاء الدعوى الجنائية لمتهمين لوفاتهما، وبتغريم جميع المتهمين 39 مليون جنيه عما أتلفوه في حديقة الحيوان والأورمان ومحافظة الجيزة، وكلية هندسة جامعة القاهرة.
وفضت أجهزة الأمن المصرية في 14 من أغسطس (آب) 2013 اعتصامي «رابعة» بالقاهرة، و«النهضة» بالجيزة، عقب عزل الرئيس المصري محمد مرسي المنتمي لتنظيم «الإخوان»، الذي تعتبره السلطات إرهابياً، عن السلطة في يوليو (تموز) 2013.
من جهة أخرى، قررت محكمة جنايات القاهرة، تأجيل نظر إعادة محاكمة مرسي وعدد من قيادات وعناصر جماعة الإخوان، في قضية «اقتحام السجون المصرية واقتحام الحدود الشرقية» إلى جلسة السبت المقبل لتعذر حضور المتهمين من محبسهم.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.