«داعش» يضرب «الجيش الوطني» الليبي في سبها ويوقع 9 قتلى

دبابة تابعة للجيش الوطني الليبي (أرشيف - أ.ف.ب)
دبابة تابعة للجيش الوطني الليبي (أرشيف - أ.ف.ب)
TT

«داعش» يضرب «الجيش الوطني» الليبي في سبها ويوقع 9 قتلى

دبابة تابعة للجيش الوطني الليبي (أرشيف - أ.ف.ب)
دبابة تابعة للجيش الوطني الليبي (أرشيف - أ.ف.ب)

هاجم تنظيم «داعش» الإرهابي، مقر الكتيبة «160»، التابعة لـ«الجيش الوطني» الليبي في مدينة سبها، جنوب البلاد، وقتل 9 من جنودها بالرصاص فجر أمس، في عملية تعد الأولى بعد تعهد زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي باستمرار استهداف الجيش، ومطالبة أنصاره في البلاد بـ«استنزاف العدو».
وبعد أقل من 5 ساعات من الهجوم، تبنى تنظيم «داعش» العملية، وقال في بيان نشرته وكالة «أعماق»، التابعة له أمس، إن عناصره قتلوا وأصابوا 16 شخصاً في هجوم على مقر قيادة منطقة سبها العسكرية، المعروفة باسم «كتيبة جبريل البابا»، بعدما اشتبكوا مع جنودها بمختلف أنواع الأسلحة، مبرزاً أنه «تمكن من تحرير جميع الأسرى المحتجزين داخل المعسكر، وإحراق عدد من الدبابات والمخازن بعد اغتنام آليات وذخائر».
وفيما حمل المجلس الرئاسي حفتر مسؤولية هجوم «داعش» في سبها، قال خالد المحجوب، آمر المركز الإعلامي التابع للقيادة العامة، لوسائل إعلام محلية، أمس، إن التنظيم استهدف الكتيبة، وأوقع كثير القتلى في هجوم «إرهابي»، أكد مركز سبها الطبي استقبال 9 قتلى، ولفت إلى أنه «لا يوجد جرحى بين ضحايا العملية».
وأدان المجلس البلدي ببلدية سبها، الهجوم، الذي وصفه بـ«الإرهابي الغادر»، على مقر الكتيبة، والطريقة «اللاإنسانية التي نكل بها ضحايا الهجوم». وقال في بيانه، أمس، إن «هذه الأعمال الإجرامية لا تمت بصلة إلى الإسلام في شيء، خصوصاً أن هذه المجزرة ارتكبت ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك».
وناشد المجلس البلدي، القيادة العامة للقوات المسلحة، «بتكليف قوة لحماية وتأمين المرافق الحيوية بالجنوب، وتقديم الدعم اللازم للقوات المسلحة، الموجودة بسبها لتحمل مسؤولياتها، والدفاع عن المكسبات والممتلكات العامة والخاصة بأسرع ما يمكن»، وناشد المجتمع الدولي دعم جهود «الجيش الوطني»، التي «ستسهم في قاعدة هرم دولة المؤسسات والقانون، التي يتطلع إليها كل الليبيين، وصولاً لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة».
كان البغدادي قد حث في نهاية أبريل (نيسان) الماضي، أنصاره على مواصلة العمليات الإرهابية في جنوب ليبيا، فيما سماه «استنزاف العدو وضربه في كل مكان»، في إشارة إلى قوات «الجيش الوطني»، التي سبق لها شن حملة عسكرية لتطهير مدن الجنوب المترامية في الصحراء من «الإرهابيين والمتمردين التشاديين». كما أشاد البغدادي، الذي لم يظهر للعلن منذ نحو خمسة أعوام، باستهداف أنصاره لبلدة الفقهاء جنوب البلاد، التي قضي فيها مدنيون وعسكريون تابعون للجيش نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ورأت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أن الهجوم الذي وصفته بـ«الإرهابي»، «دليل آخر على ما تعانيه ليبيا من خطر داهم»، مشيرة إلى أن مثل هذه الجماعات والكيانات المتطرفة «تمثل تهديداً على الأمن والسلم المحلي والدولي»، ودعت «كل القوى الوطنية والأطراف السياسية والقبائل والعشائر والمدن والقرى إلى توحيد الجهود لمواجهة خطر الإرهاب»، وضرورة «إنهاء حالة ازدواجية المواقف والمعايير إزاء خطر التنظيمات الإرهابية، لما تشكله من تهديد على كل المكونات الاجتماعية والسياسية في البلاد». في شأن متصل، قالت وزارة الداخلية التابعة لحكومة «الوفاق»، في بيان، أمس، إنها «ضبطت شخصين بتهمة انتمائهما إلى تنظيم (داعش)».


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».