الجيش اليمني تقدم في الجوف والحوثيون دفعوا بتعزيزات إلى التحيتا

الجيش اليمني تقدم في الجوف والحوثيون دفعوا بتعزيزات إلى التحيتا
TT

الجيش اليمني تقدم في الجوف والحوثيون دفعوا بتعزيزات إلى التحيتا

الجيش اليمني تقدم في الجوف والحوثيون دفعوا بتعزيزات إلى التحيتا

بعد 48 ساعة من دفع تعزيزات كبيرة لها إلى مديرية حيس، جنوب مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن، دفعت ميليشيات الحوثي الانقلابية بتعزيزات عسكرية باتجاه مديرية التحيتا جنوب الحديدة، الخميس، مع استمرارها بالتصعيد العسكري في المحافظة، المطلة على البحر الأحمر غرب اليمن، واستمرار اختطاف الانقلابيين لامرأتين بعد إطلاق ثلاث فتيات بفدية مادية شمال الحديدة.
وقالت ألوية العمالقة في جبهة الساحل الغربي بأنه في «إطار خروقاتها اليومية للهدنة الأممية ومواصلة التصعيد العسكري، حشدت ميليشيات الحوثي قوات كبيرة باتجاه مديرية التحيتا، وتم رصد تحركات لعشرات الآليات العسكرية الحوثية تقل مقاتلين تابعين للميليشيا نحو خطوط التماس في المديرية».
وذكرت أن «الميليشيات استهدفت المواقع التي تتمركز فيها قوات العمالقة بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة ومنها سلاح 14.5 وبالأسلحة القناصة مما أدى لإصابة جندي من قوات ألوية العمالقة برصاص الميليشيات»، وأن «جماعة الحوثي الموالية لإيران بالغت بخروقاتها وعملياتها العسكرية التي تستهدف مواقع ألوية العمالقة والقوات المشتركة بشكلٍ يومي في كافة مناطق محافظة الحديدة».
وكانت الميليشيات الحوثية دفعت بتعزيزات عسكرية، قبل يومين، جديدة نحو مديرية حيس، واستقدمت مئات المقاتلين المدججين بالأسلحة والعتاد والآليات العسكرية.
وفي ظل تصعيدها العسكري، أطلقت ميليشيات الانقلاب، مساء الأربعاء، النار وبكثافة على وحدات عسكرية للقوات المشتركة المرابطة في منطقة كيلو (16)، المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة، ومديرية الدريهمي حيث ذكرت وحدة الرصد والمتابعة التابعة للعمالقة «إقدام الميليشيات بقصف مواقع قوات العمالقة بعدد من أسلحة المعدل وقذائف الهاون عيار 120 ومدفع 23 وكذلك سلاحي 14.5 و12.7».
وفي الحديدة، أيضا، تواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية التمادي بانتهاكاتها ضد الإنسانية ومخالفة الأعراف اليمنية التي تولي المرأة التقدير والحماية للنساء. وكشفت رابطة أمهات المختطفين في الحديدة، في بيان لها، قيام «جماعة الحوثي المسلحة يوم 23 أبريل (نيسان) 2019م باختطاف امرأتين وثلاث بنات بمحافظة الحديدة، وهن فاطم أحمد شريبة 72 عاما، وجابرة حسن عواض 30 عاما، والطفلة حليمة قاسم حسن هبه 4 أعوام ورحمة قاسم حسن هبه 5 أعوام، وفاتن طلال حسن هبه 5 سنوات، بعد توقيف الباص (الحافلة) الذي كان يقلهن في نقطة الكدن، شمال الحديدة، الساعة التاسعة والنصف مساء، واقتيادهن بشكل مهين إلى أحد المنازل التي استولى عليها الحوثيون وحولوه إلى سجن للمواطنين».
وأشارت إلى أن الحوثيين «أفرجوا عن البنات بعد يوم من اختطافهن مقابل دفع فدية مالية قدرها «200» ألف ريال يمني، وأبقوا على الحاجة فاطم والسيدة جابرة داخل السجن في ظل حرارة شديدة دون تهوية، وسلبوا أموالهما التي كانت بحوزتهما، وتتعرضان للتعذيب النفسي؛ ورغم كبر سن الحجة فاطم وإصابتها بأمراض مزمنة وحاجتها لتلقي العلاج؛ فقد أضربت عن الطعام داخل السجن».
وناشدت الأمهات «الضغط لإطلاق سراح السيدتين فاطم وجابرة وإعادتهما إلى عائلتيهما دون قيد وشرط». كما دعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان العمل بـ«التزامها الإنساني والقانوني لإطلاق سراحهما ونشطاء حقوق الإنسان وحقوق المرأة مساندتنا لإنقاذهما وكل النساء في اليمن».
وحملت الأمهات في بلاغها «جماعة الحوثي المسلحة كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه النساء المختطفات». وطالبت «بسرعة إطلاق سراحهن دون قيد أو شرط، وبمحاسبة من اختطفهن وقام بتعذيبهن».
إلى ذلك، أفاد مصدر في المقاومة الشعبية في البيضاء، وسط اليمن، الـ«الشرق الأوسط» بـ«تجدد المعارك بين قبائل قيفة وميليشيات الحوثي بعد محاولة الانقلابيين التسلل إلى مواقع الجيش في جبل نوفان الاستراتيجي بمديرية القريشية». ولفت إلى أن «ميليشيات الحوثي تواصل قصفها على قرى منطقة الحبج بمديرية الزاهر بآل حميقان، الآهلة بالسكان».
جاء ذلك في الوقت الذي تمكنت فيه قوات الجيش الوطني، من اللواء التاسع حرس حدود التابع للمحور الشمالي في الجوف، شمالا، وبقيادة العميد هيكل محمد حنتف من إحراز تقدم جديد في مديرية الحشوة، التابعة لمحافظة صعدة من جهة محافظة الجوف، شمال شرقي البلاد.
وقال الإعلام الحربي للواء الأول حرس حدود، بأن «اشتباكات عنيفة، دارت منذ منتصف الليل من صباح الخميس، بين أفراد اللواء التاسع حرس حدود التابع للمحور الشمالي في الجوف بقيادة العميد هيكل محمد حنتف قائد المحور وقائد اللواء الأول حرس حدود بمديرية الحشوة في محافظة صعدة، من جهة، وبين عناصر ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، من جهة أخرى، شنت خلالها وحدات من الجيش الوطني هجوما مباغتا لمواقع الميليشيات الانقلابية خلف الربعة تجاه جبال بركان واستطاعت طرد الميليشيات من جميع المواقع التي كانت توجد فيها وتأمينها».
ونقل الإعلامي الحربي، عن مصدر عسكري في اللواء التاسع حرس حدود، تأكيده أن الجيش «باغت العدو (الميليشيات الحوثية) في مواقعهم التي كانوا يهاجمون فيها القوات الموجودة في الربعة كما كان لهم قناصة موجودة في تلك المواقع، وتمكنا من تأمين مواقعنا في الربعة وتقدمنا مسافة خمسة كيلومترات اتجاه الحشوة وانتزعنا من العدو عدة تباب كان يتمركز فيها».
وقال بأن «قوات اللواء بالتعاون والتنسيق مع قوات اللواء الأول حرس حدود في المحور الشمالي ستفاجأ العدو (الحوثيين) بعمليات عسكرية في الأيام القادمة»، متوعدا «الانقلابيين بمعارك حاسمة ستنهي وجودهم في كل من الحشوة ومديريات برط».
وفي الضالع بجنوب البلاد، استهدفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية، الأربعاء، معسكر «حلم» الخاضع لسيطرة الانقلابيين في مديرية قعطبة، شمالا، حيث تركز القصف على مواقع الانقلابيين في المعسكر وتجمعات أخرى في منطقة شليل وبأطراف منطقة هجار، شمال قعطبة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بصفوف الانقلابيين علاوة على تدمير آليات عسكرية.
واشتدت حدة المعارك، خلال الساعات الماضية، في الفاخر بجبهة العود، شمالا، في استماتة من الجيش والمقاومة الشعبية تطهير المنطقة من ميلشيات الانقلاب وسط تكثيف ميليشيات الحوثي من قصفها على القرى السكنية، وذلك بالتزامن مع مواجهات مماثلة شهدتها منطقة عزاب وهجار والقعرة في مريس، شمالا.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.