الرئيس الإسرائيلي ينتقد العلاقات مع قوى اليمين المتطرف في الغرب

جنرال يحذر في ذكرى المحرقة النازية من «عواقب التسلط على شعب آخر»

TT

الرئيس الإسرائيلي ينتقد العلاقات مع قوى اليمين المتطرف في الغرب

في وقت أحيت إسرائيل والوكالة اليهودية، وغيرها من المنظمات اليهودية العالمية، ذكرى ضحايا المجزرة النازية، «الهولوكوست»، أمس، وجه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين انتقاداً غير مباشر إلى حكومة بنيامين نتنياهو وقوى يمينية تقيم علاقات مع أحزاب اليمين التي يؤمن بعضها بالنازية الجديدة.
وقال ريفلين في خطاب بمناسبة ذكرى المحرقة، إن «القوى السياسية التي تستخدم معاداة السامية والعنصرية كجزء من لغتها وتراثها وروحها، يجب ألا تكون حليفتنا أبداً. إن لم نتعلم أن نكون واضحين وحازمين في ذلك، فكيف يمكننا أن نطلب من شعوب العالم تحمل المسؤولية وتربية الأجيال الشابة على ذكرى المحرقة ودروسها؟».
ورأى أن «معاداة السامية تتغلغل إلى قلب القيادة السياسية الأوروبية»، لافتاً إلى أن «أوروبا اليوم، مثل أجزاء أخرى في العالم كله، تغير وجهها من جديد وتطاردها أشباح الماضي؛ نظريات التفوق العرقي، ونقاء العرق القومي، وكراهية الغرباء، ومعاداة للسامية مستفزة من اليمين واليسار، في جميع أنحاء أوروبا».
وأضاف أن «اليهود ليسوا على شفا محرقة ثانية، لكن من المستحيل تجاهل معاداة السامية الجديدة القديمة التي عادت لترفع رأسها من جديد في جميع أنحاء أوروبا، مدفوعة بموجات الهجرة والأزمات الاقتصادية وخيبة الأمل من المؤسسة السياسية. في شرق وغرب أوروبا نرى كيف تتم إعادة إحياء الحركات والأفكار المعادية للسامية والعنصرية التي تجد طريقها إلى الحكومات والبرلمانات الأوروبية».
وخرج الجنرال المتقاعد عميرام لفين، بتصريح دعا فيه الحكومة الإسرائيلية إلى وقف الاحتلال للمناطق الفلسطينية المحتلة. وقال إن «من يريد أن يحيي ذكرى ضحايا النازية اليهود بإخلاص، فعليه أن يتعلم الدرس ولا يسمح لنفسه بأن يدوس حقوق شعب آخر».
وتعرض لفين لهجمة واسعة من جراء هذا التصريح، في شبكات التواصل الاجتماعي، لدرجة اتهامه بالخيانة. ووصموه بأنه «يساري متخاذل» و«إنسان غير طبيعي». وردّ عليهم جميعاً قائلاً: «لا أحد من هؤلاء الذين يتهمونني بالخيانة حارب مثلي في قيادة الجيش الإسرائيلي. الفارق بيننا أنني أعرف ما هي التضحية الحقيقية وما هي الحرب. إذا كنا نريد أن نتعلم الدرس من إبادة ستة ملايين يهودي على أيدي النازية، ومما سبق هذه الإبادة من ممارسات نازية ضد اليهود، فعلينا أن ننهي سيطرة الجيش الإسرائيلي على العرب. إن وصية هؤلاء الملايين الستة لنا باتت في خطر من جراء ما نفعله للفلسطينيين».
وفي تل أبيب، أقام مواطن يهودي مظاهرة فريدة بمناسبة إحياء ذكرى ضحايا النازية، إذ وقف في الساحة المركزية للمدينة عارياً وقيّد نفسه بالأغلال، قائلاً إن «إحياء ذكرى الهولوكوست تحول إلى ضرب من عبادة الأصنام، ولم يعد بمثابة دروس نتعلم منها... ففي إسرائيل هناك نحو ربع مليون إنسان ممن نجوا من المذبحة النازية، خمسهم يعيشون في فقر وجوع وذل. فكيف نفسر هذا؟ هل هذه حكومة تحرص على ضحايا النازية فعلاً؟ ونحن نقوم بممارسات سيئة ضد الفلسطينيين، فهل هذا يدل على أننا تعلمنا الدرس؟».
وكانت نتائج دراسة نُشرت في تل أبيب حول كراهية اليهود في العالم، عشية إحياء ذكرى ضحايا النازية، تبين منها أن عدد الاعتداءات اللاسامية في أنحاء العالم سجل العام الماضي ارتفاعاً حاداً نسبته 13 في المائة قياساً بالعام الذي سبقه، فبلغ نحو 400 حادث. وكان أخطر هذه الاعتداءات في الولايات المتحدة، حين قام إرهابي أميركي بإطلاق الرصاص على المصلين في الكنيس اليهودي بمدينة بيتسبرغ، فقتل 11 وجرح عشرات.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.