ضباط سابقون يحذرون من ضرب معنويات الجيش

أصبحوا نواباً في المجلس الحالي

TT

ضباط سابقون يحذرون من ضرب معنويات الجيش

حذر ستة نواب في البرلمان اللبناني كانوا ضباطاً في الأسلاك العسكرية والأمنية وتقاعدوا منها، أن النقاشات التي توحي بأن الجيش والقوى الأمنية والمتقاعدين هم سبب إفلاس الدولة وانهيارها «يضرب معنويات الجيش، لأن معنويات العسكري داخل المؤسسة مرتبطة بمعنويات العسكري خارجها».
وعرض الرئيس اللبناني ميشال عون أمس موضوع موازنة العام 2019 لا سيما ما يتعلق منها بالأسلاك العسكرية والأمنية، مع النواب الضباط المتقاعدين: جميل السيد، الوليد سكرية، شامل روكز، وهبة قاطيشا، أنطوان بانو، وجان طالوزيان.
وأشار السيد الذي تحدث باسم الوفد للصحافيين، إلى أن العسكريين والمتقاعدين يمثلون شريحة مكونة من 700 ألف مواطن لبناني مع عائلاتهم. وإذ أكد أن الجيش والأجهزة الأمنية يحملان أمانة الأمن، وقاما بواجباتهما وقدما التضحيات تجاه لبنان بأسره، من دون منة لأن هذا واجبهما، أشار إلى أن «الموازنة الحالية والتصريحات التي صدرت، توحي للرأي العام اللبناني، مع الأسف، بأن سبب إفلاس الدولة وانهيارها، هو الجيش والأجهزة الأمنية والمتقاعدون».
وأضاف: «ليس هناك لبناني (غشيم) ولا يعرف، وغير مطلع، ولا يقرأ أو يسمع أن الهدر في الدولة موجود في كل الأمكنة، وأقل جزء منه موجود في المؤسسات العسكرية والأمنية». وشدد على أن «ما يجري يضرب معنويات الجيش، لأن معنويات العسكري داخل المؤسسة مرتبطة بمعنويات العسكري خارجها».
وأضاف: «في نهاية المطاف تمنينا على فخامة الرئيس ما يلي: على ضوء التصريحات المغلوطة التي تصدر عن مسؤولين في الدولة، مع الأسف، يقولون فيها إنه لا مساس بحقوق العسكريين وبحقوق الجيش، اطلعنا في مجلس الوزراء بالأمس، على النقاشات التي دارت، والتي وصلت إلى حد طرح المساس بالتدبير الرقم 3 المتعلق بالعسكريين، علما بأن الجيش بحسب المرسوم الرقم واحد تاريخ 1991 مكلف بحفظ الأمن على كل الأراضي اللبنانية». وأوضح أنه «إذا كانوا لا يريدون التدبير الرقم 3 فهناك حل: أعيدوا الجيش إلى الثكنات، ويبقى فقط على الحدود وفي عرسال، وتولوا أنتم الأمن. عندما تُنزل الجيش إلى الشارع، عليك أن تدفع له أعباء الأخطار والتعويضات، وبعده عن عائلته، وأعباء وجوده 24 ساعة على 24 تحت الشمس أو تحت المطر، لكي تتمكن أنت كسياسي من إدارة البلد بالشكل الصحيح وليس سرقته».
وتمنى الوفد على الرئيس عون «أن يعيد كل النقاط في الموازنة المرتبطة بالجيش والمتقاعدين والأجهزة الأمنية، إلى وزارة الدفاع، وأن تتشكل سريعا لجنة مشتركة من وزارة الدفاع والمتقاعدين والأجهزة الأمنية، وهم يعلمون أكثر من غيرهم، أين يجب أن يخفضوا التكلفة والمصاريف التي يمكن أن تساهم في تعزيز خزينة الدولة والمال العام، لا أن يتم الموضوع عشوائيا واعتباطيا على الجميع من دون استثناء، بشكل يضر بالمعنويات وبأسس العمل وحتى بالأمن، من خلال تدابير تعسفية وتخفيضات تؤدي إلى ضرب المعنويات والتشويش أكثر ما تؤدي إلى نتيجة».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.