تعيين مدير جديد للمخابرات الأردنية

TT

تعيين مدير جديد للمخابرات الأردنية

قرر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس، تعيين اللواء أحمد حسني مديراً لجهاز المخابرات العامة خلفاً للواء عدنان الجندي، بعد إحالة قيادات في الجهاز إلى التقاعد، نهاية الشهر الماضي، ما مهّد لتسلم اللواء حسني موقعه الجديد.
والمدير الجديد سبق له أن تسلم مواقع متقدمة في الجهاز الأكثر محورية في صناعة السياسة المحلية واتخاذ القرارات. وكان مديراً لمخابرات العاصمة عمان برتبة عميد خلال السنوات الخمس الماضية التي شهد فيها الشارع الأردني تبدلات واسعة على مستوى الشعارات والمطالب.
وأكدت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» أن اللواء حسني «تسلم مهامه ضمن جهود استكمال عمل تطوير جهاز المخابرات العامة، وهيكلته ضمن معايير تعزيز كفاءة الدائرة الأكثر اتصالاً بمؤسسات الدولة الدستورية، واستكمالاً لتغييرات تشمل طبيعة عمل بعض المؤسسات الرسمية التي تراجع أداؤها في المرحلة السابقة».
والتحق اللواء حسني بعمله ضابطاً في دائرة المخابرات العامة مطلع ثمانينات القرن الماضي، وذكرت مصادر أنه كان من ضباط العمليات في الجهاز، وتسلم إدارة شؤون الأجانب وإدارة الشؤون الخارجية، قبل أن يتسلم إدارة مخابرات عمان، وينتقل منها كأبرز مساعدي المدير السابق اللواء الجندي. وتشير مصادر سياسية إلى أن من أبرز صفات المدير الجديد «العمل الميداني في جميع المواقع التي عمل بها، والاحتواء الناعم للأزمات».
ويأتي قرار العاهل الأردني بعد أسبوع تقريباً من تغييرات هيكلية في طاقم مستشاري الملك، واستدعاء السفير الأردني في باريس بشر الخصاونة مستشاراً لشؤون التنسيق والاتصال، وكمال ناصر مستشاراً للإعلام، ونقل منار الدباس من منصبه مدير مكتب خاص إلى مستشار خاص. وتحدثت مصادر سياسية في عمان عن تغييرات وشيكة في قيادات الأجهزة الأمنية. وسترافق هذه التغييرات «هيكلة جديدة لقطاعات الإعلام الرسمي تسمح بتعزيز التواصل مع الرأي العام، بعد تراجع أثر مؤسسات الإعلام الرسمي في نقل الأخبار والمعلومات، على حساب انتشار تأثير إعلام مواقع التواصل الاجتماعي الذي يفتقر إلى الدقة والصدقية»، بحسب مسؤولين أردنيين.
ويأتي تغيير مدير المخابرات السابق عدنان الجندي الذي تسلم مهامه في ربيع عام 2017، وسط مخاوف رسمية من عودة الحراك الشعبي في ذكراه الأولى مع بداية شهر رمضان، وهو الحراك الذي ضغط لإقالة حكومة هاني الملقي، وتكليف عمر الرزاز خلفاً له. لكن حكومة الرزاز تواجه اليوم نقداً شعبياً على خلفية السياسات الاقتصادية والمعيشية التي تشهدها البلاد.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».