تسلق شاب مصري، هرم خوفو، أمس (الأربعاء)، ووصل إلى قمته بسرعة، وألقى الحجارة على عناصر تأمين منطقة الأهرامات بالجيزة (غرب القاهرة)، قبل أن تتمكن قوات الأمن من إلقاء القبض عليه، للتحقيق معه، ومعرفة دوافعه الشخصية لعملية التسلق وانتزاع المثلث الخشبي بقمة الهرم. وقال أشرف محيي مدير عام منطقة آثار الأهرامات، في بيان صحافي أمس: «تسلق شاب مصري الهرم الأكبر للملك خوفو، بعد دخوله منطقة الأهرامات الأثرية من البوابة الرئيسية كزائر مصري عادي بتذكرة دخول، ثم توجه إلى مدخل هرم خوفو الحالي، إلا أنه صعد إلى قمة الهرم».
وأضاف محيي: «حاول أفراد أمن الآثار وقوة من شرطة السياحة منعه من التسلق، إلا أنه قاومهم وألقى عليهم الحجارة، وفرّ هارباً إلى أعلى، ثم قام بانتزاع الساري الخشبي، الذي تم وضعه فوق قمة الهرم، في العصر الحديث، لتوضيح الارتفاع الأصلي له». وتابع مدير منطقة آثار الأهرامات: «استطاعت قوة شرطة السياحة والآثار وأفراد الأمن القبض عليه، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضده، وأحالته إلى النيابة العامة للتحقيق في الواقعة».
وعن استمرار الواقعة لمدة ساعة، أوضح مدير منطقة الهرم الأثرية، في تصريحات صحافية أمس: «حفاظاً على أرواح زوار المنطقة، حاول الأمن التدخل وإقناعه بالنزول والتراجع عما يفعله»، موضحاً أن «محاولات التفاوض معه استمرت نحو ساعة، استطاع خلالها الشاب انتزاع (الساري الخشبي) الموجود أعلى الهرم، وهو عبارة عن مثلث من الخشب وغير أثري». وأوضح: «يبدو من تصرفات الشاب أنه غير متزن نفسياً»، مشيراً إلى أنه «ستجري إعادة الساري الخشبي إلى موقعه بسرعة».
جدير بالذكر أن واقعة تسلق الهرم الأكبر، أمس، ليست جديدة، ففي منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أوقفت السلطات المصرية، جمَّالاً يعمل في منطقة الأهرام الأثرية، وفتاة، لاتهامهما بمساعدة سائح دنماركي وصديقته على التسلل خلسة إلى المنطقة الأثرية ليلاً، وتسلق الهرم الأكبر، وتصوير مشاهد إباحية.
وأثارت تلك الواقعة غضباً واسعاً في مصر وقتئذ، بعد نشر مقاطع الفيديو والصور على موقع «فيسبوك»، متهمين الشاب الدنماركي بإهانة رمز أثري وتاريخي كبير لمصر وللحضارة الفرعونية.
وفي شتاء عام 2016، قام شاب ألماني يدعى أندريه سيسيلسكي بتسلق هرم خوفو، أكبر أهرامات الجيزة، قبل أن يتم منعه من دخول مصر مدى الحياة. كما تمكن الطالب التركي فاتح كورموجو من تسلق هرم خوفو أيضاً في شهر يناير (كانون الثاني) عام 2017.
وأصدرت مصر قانوناً في نهاية تسعينات القرن الماضي، يحظر تسلق الأهرامات سواء للمصريين أو الأجانب حفاظاً على حجارة الأثر وعدم العبث به.
من جهته، قال الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، والمدير السابق لمنطقة أهرامات الجيزة لـ«الشرق الأوسط»: «طول أضلاع الهرم الأكبر يبلغ نحو 230 متراً، ما يصعب السيطرة عليه بشكل كامل، رغم رقابة أفراد الأمن الصارمة على مدار اليوم».
مصري يتسلق هرم خوفو وينتزع المثلث الخشبي
السلطات تحقق معه لتحديد دوافعه
مصري يتسلق هرم خوفو وينتزع المثلث الخشبي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة