منظمة العفو: إيران أعدمت قاصرَين سراً بعد محاكمة جائرة

منظمة العفو: إيران أعدمت قاصرَين سراً بعد محاكمة جائرة
TT

منظمة العفو: إيران أعدمت قاصرَين سراً بعد محاكمة جائرة

منظمة العفو: إيران أعدمت قاصرَين سراً بعد محاكمة جائرة

اتهمت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشونال) السلطات الإيرانية بجلد شابين دون الثامنة عشرة وإعدامهما سراً، ووصفت ذلك بأنه "انتهاك سافر للقانون الدولي ولحقوق الطفل".
وذكرت المنظمة في بيان نشره موقعها أنه في 25 أبريل (نيسان) أُعدم مهدي سهرابي‌ فر وأمین صداقت اللذان تجمعهما صلة قربى عائلية، في سجن عادل آباد في شيراز جنوب إيران، موضحة أن الشابين قبض عليهما وكان عمرهما 15 عاما، وأدينا بتهم اغتصاب متعددة بعد "محاكمة جائرة"، وفق البيان.
وقال المسؤول في منظمة العفو فيليب لوثر: "أثبتت السلطات الإيرانية مرة أخرى أنها على استعداد، بشكل مثير للاشمئزاز، لإعدام الأطفال في تجاهل صارخ للقانون الدولي. ويبدو أنها لم تُعلم هذين الشابين بحكم الإعدام الصادر بحقهما على مدى عامين، وعرضتهما للجلد في اللحظات الأخيرة من حياتهما، ثم نفذت عملية الإعدام فيهما سراً".
وأضافت المنظمة أن أهالي الفتيين ومحاميهما لم يبلغوا بعملية الإعدام مسبقا، وصُدم الأقرباء عندما تلقوا فجأة مكالمة من منظمة الطب الشرعي الإيرانية، تبلغهم بتنفيذ عملية الإعدام وتطلب منهم تسلم الجثتين.
واعتبرت "العفو" أن الإجراءات القانونية المؤدية إلى إدانة الشابين والحكم عليهما كانت جائرة وتنتهك بشكل صارخ مبادئ قضاء الأحداث، بدليل أنه بعد اعتقالهما احتجزا لمدة شهرين في مركز احتجاز تابع للشرطة، حيث قالا إنهما تعرضا للضرب ولم يتمكنا من الاتصال بمحام خلال مرحلة التحقيق.
ولفتت المنظمة إلى أن إخضاع الأطفال لاستجواب الشرطة في غياب ولي الأمر أو المحامي، هو انتهاك لاتفاقية حقوق الطفل التي تنص على وجوب ضمان تقديم المساعدة القانونية العاجلة للأطفال المخالفين للقانون.
وأضاف لوثر: "لاحظنا توجها لدى السلطات الإيرانية نحو تنفيذ عمليات إعدام الأحداث الجانحين سرا، ومن دون تقديم إخطار مسبق إلى العائلات، في محاولة متعمدة على ما يبدو لتجنب إثارة الغضب العالمي".
وقد سجلت منظمة العفو الدولية إعدام 97 شخصا في إيران، كانوا دون سن 18 عاما وقت ارتكابهم أفعالاً جرمية، بين عامي 1990 و2018، فيما لا يزال أكثر من 90 آخرين عرضة لخطر الإعدام.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.