تدابير قمعية حوثية لتكميم الأفواه في صنعاء

TT

تدابير قمعية حوثية لتكميم الأفواه في صنعاء

كشفت مصادر مطلعة في صنعاء عن اعتزام الميليشيات الحوثية فرض إجراءات قمعية جديدة لتكميم الأفواه في صنعاء والتضييق على الإعلاميين ومراسلي وكالات الأنباء المحلية وملاك المواقع المحلية على شبكة الإنترنت.
وذكرت المصادر أن الجماعة الحوثية تعتزم سحب تراخيص الكثير من وسائل الإعلام المحلية والدولية وفرض قيود على المحتوى الإعلامي على الشبكة العنكبوتية في مسعى منها للتغطية على الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق السكان.
وبحسب ما أوردته المصادر دعت وزارتها للإعلام في حكومة الانقلاب غير المعترف بها كافة الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة والمراسلين والمكاتب الإعلامية الخدمية إلى مراجعة ديوان عام الوزارة لتصحيح أوضاعها القانونية، على حد ما جاء في التحذير الحوثي. وشددت الميليشيات في إعلانها التحذيري على كافة مالكي الصحف والمجلات والإذاعات والقنوات ووكالات الأنباء والمواقع الإلكترونية ومكاتب الخدمات الإعلامية ومراسلي وسائل الإعلام المحلية والخارجية وغيرها من المنشآت الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية، بمراجعة قادة الميليشيات في إعلام الجماعة خلال ثلاثين يوما.
وتوعدت الجماعة باتخاذ أقصى العقوبات بحق من يرفض الحضور إلى مقر وزارتها في صنعاء للحصول على التعليمات الجديدة ودفع مبالغ مالية مقابل تجديد تراخيص العاملين في وسائل الإعلام المختلفة التي لا تزال تعمل من داخل صنعاء.
وكانت الميليشيات الحوثية أغلقت أغلب وسائل الإعلام الحزبي والأهلي، وسيطرت على كافة مؤسسات الإعلام الحكومي في صنعاء وبقية المحافظات التابعة لها وحولتها إلى منابر طائفية تروج لأفكار الجماعة المستمدة من الملازم الخمينية.
وفرضت الجماعة على من بقي من مراسلي الوكالات الأجنبية والصحف الدولية قيودا تعسفية تتمثل في عدم السماح بالعمل الميداني إلا بعد الحصول على ترخيص من سلطاتها الإعلامية ومن جهاز الأمن القومي الخاضع لها في صنعاء.
وسبق أن تعرض الكثير من مراسلي الإعلام الدولي للاحتجاز أكثر من مرة في سجون الميليشيات لمجرد التصوير على الرغم من حصولهم على تصاريح مسبقة.
ووفق ما أفادت به مصادر إعلامية في صنعاء فإن الجماعة تحاول أن تشدد على الإعلاميين للتعتيم على انتهاكاتها بحق السكان، من خلال فرض رقابة مسبقة على المواد الإعلامية المصورة قبل بثها.
ومنذ سيطرة الميليشيات على صنعاء أقدمت على حجب كافة المواقع على شبكة الإنترنت باستثناء المواقع التابعة لها ولإعلام إيران و«حزب الله» اللبناني، لجهة سيطرتها وتحكمها مركزيا في وسائل الاتصال وخدمة الإنترنت.
على صعيد قمعي متصل، ذكرت مصادر محلية في صنعاء أن الميليشيات وجهت، تعميماً بمنع استخدام مكبرات الصوت في صلاة التراويح خلال رمضان المقبل، وحذرت من مغبة مخالفة ذلك.
وجاء في نص التعميم الحوثي - بحسب ما أورده - ناشطون يمنيون أنه «يمنع منعاً باتاً استخدام مكبرات الصوت فيما تسمى صلاة التراويح والقيام وعلى الجميع الالتزام بهذا التعميم وسوف تتخذ الإجراءات الصارمة في كل من لم يلتزم ونحملكم المسؤولية».
ولا تزال الجماعة الموالية لإيران تحتجز نحو 13 إعلاميا في سجونها منذ أربعة أعوام بعد أن لفقت لهم تهما بموالاة الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها، وقادتهم إلى محاكمات غير قانونية بعد أن وجهت إليهم تهم «الخيانة».
وبحسب تقارير غربية فإن الميليشيات الحوثية استخدمت تقنيات إيرانية لتقييد المحتوى وبرامج تجسس على هواتف السياسيين والناشطين الموجودين في مناطق سيطرتها، كما أنشأت فرقا خاصة لقرصنة المواقع والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.