اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وكندا يتوافق مع المعاهدات الأوروبية

مظاهرة احتجاجاً على اتفاقية «سيتا» أمام المفوضية الأوروبية في بروكسل (تصوير: عبد الله مصطفى)
مظاهرة احتجاجاً على اتفاقية «سيتا» أمام المفوضية الأوروبية في بروكسل (تصوير: عبد الله مصطفى)
TT

اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وكندا يتوافق مع المعاهدات الأوروبية

مظاهرة احتجاجاً على اتفاقية «سيتا» أمام المفوضية الأوروبية في بروكسل (تصوير: عبد الله مصطفى)
مظاهرة احتجاجاً على اتفاقية «سيتا» أمام المفوضية الأوروبية في بروكسل (تصوير: عبد الله مصطفى)

رحبت الحكومة البلجيكية أمس (الثلاثاء)، بالرأي الاستشاري، الذي صدر عن محكمة العدل الأوروبية، في لوكسمبورغ، حول التوافق بين المعاهدات الأوروبية ونظام محكمة الاستثمار، وهو نظام تسوية المنازعات بين البلدان والمستثمرين، وهو جزء من الاتفاقية الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي وكندا والمعروفة باسم اتفاقية «سيتا» للتجارة الحرة.
وكانت الحكومة الفيدرالية البلجيكية قد توصلت إلى اتفاق أكتوبر (تشرين الأول) عام 2016، مع المناطق والمجتمعات المحلية في البلاد، وبالتحديد حكومة منطقة والونيا الناطقة باللغة الفرنسية في بلجيكا، بتقديم طلب الحصول على مشورة محكمة العدل الأوروبية حول التوقيع على اتفاقية «سيتا»، التي دخلت حيز التنفيذ بشكل مؤقت سبتمبر (أيلول) عام 2017، باستثناء الأمور التي جرى اللجوء بشأنها إلى المحكمة الأوروبية، وصدق البرلمان البلجيكي على الاتفاقية يوليو (تموز) العام الماضي.
ويأتي قرار محكمة العدل الأوروبية الذي يقر تطابق هذا النظام مع القوانين والمعايير الأوروبية، ليزيل آخر العقبات القانونية وليتيح التطبيق الكامل لـ«سيتا». وعبر وزير الخارجية البلجيكي ديديه رايندرس عن قناعته بأن الاتفاقية الأوروبية - الكندية قد حققت لبلاده كثيراً من المكاسب رغم تطبيقها جزئياً.
وقال رايندرس: «بفضل اتفاقية (سيتا) وصلت الصادرات البلجيكية نحو كندا إلى 30 في المائة من مجموع الصادرات مقابل 6 في المائة في السابق». وتصدر بلجيكا نحو كندا مواد كيمياوية لتصنيع الأدوية ومعدات للصناعات الزراعية، وغير ذلك من التجهيزات الصناعية.
وأشار الوزير البلجيكي إلى أن نظام حل النزاعات بين الدول والمستثمرين سيشكل خطوة أولى حول وضع محكمة خاصة بالاستثمارات تضطلع مستقبلاً بمهمة حل النزاعات التجارية بين الدول والشركات والمستثمرين.
وكانت حكومة والونيا المحلية في بلجيكا قد اعترضت، من بين أمور أخرى، على نظام حل النزاعات في اتفاقية «سيتا»، ما أدى إلى تعطيلها على المستوى الأوروبي لفترة أشهر قبل أن يتم تطبيقها جزئياً بانتظار رأي محكمة العدل الأوروبية.
وتحتاج غالبية الاتفاقية التجارية الموقعة بين الاتحاد الأوروبي وأطراف خارجية، إلى مواقفة كل البرلمانات المحلية والفيدرالية في الدول الأعضاء، وقد يختلف الأمر بحسب طبيعة كل اتفاق. وكان موقف الحكومة الوالونية التي كان يسيطر عليها الاشتراكيون في ذلك الوقت، قد أثار كثيراً من الغضب لدى باقي الأحزاب، خصوصاً الحزب الليبرالي الذي ينتمي إليه وزير الخارجية ديديه رايندرس.
ويخشى المعارضون لمعاهدة «سيتا» من تأثيرها السلبي على المنتجات الأوروبية وعلى معايير السلامة وشروط العمل والقدرة التنافسية للشركات والمستثمرين الأوروبيين، على حساب الشركات متعددة الجنسيات. غير أن مجلس الاتحاد الأوروبي، يقول إن الاتفاقية ستسهم في إزالة أكثر من 99 في المائة من الرسوم الجمركية التي تفرض حالياً على التجارة بين كندا والاتحاد، وبالتالي من المتوقع أن يرتفع حجم التجارة الثنائية لتصل إلى 12 مليار يورو سنوياً.



رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
TT

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)

قال الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما، إنه لن يتخلى عن حزمة الإنقاذ البالغة 3 مليارات دولار والتي حصلت عليها البلاد من صندوق النقد الدولي، لكنه يريد مراجعة الاتفاق لمعالجة الإنفاق الحكومي المسرف وتطوير قطاع الطاقة.

وأضاف ماهاما، الرئيس السابق الذي فاز في انتخابات 7 ديسمبر (كانون الأول) بفارق كبير، لـ«رويترز» في وقت متأخر من يوم الجمعة، أنه سيسعى أيضاً إلى معالجة التضخم وانخفاض قيمة العملة للتخفيف من أزمة تكاليف المعيشة في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا.

وكان ماهاما قال في وقت سابق، إنه سيعيد التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي الذي حصلت عليه حكومة الرئيس المنتهية ولايته نانا أكوفو في عام 2023.

وقال ماهاما: «عندما أتحدث عن إعادة التفاوض، لا أعني أننا نتخلى عن البرنامج. نحن ملزمون به؛ ولكن ما نقوله هو أنه ضمن البرنامج، يجب أن يكون من الممكن إجراء بعض التعديلات لتناسب الواقع». وأعلنت اللجنة الانتخابية في غانا فوز ماهاما، الذي تولى منصبه من 2012 إلى 2016، بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 56.55 في المائة من الأصوات.

وقد ورث الرئيس المنتخب لثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، دولة خرجت من أسوأ أزمة اقتصادية منذ جيل، مع اضطرابات في صناعتي الكاكاو والذهب الحيويتين.

التركيز على الإنفاق والطاقة ساعد اتفاق صندوق النقد الدولي في خفض التضخم إلى النصف وإعادة الاقتصاد إلى النمو، لكن ماهاما قال إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتخفيف الصعوبات الاقتصادية.

وقال ماهاما، الذي فاز حزبه المؤتمر الوطني الديمقراطي بسهولة في تصويت برلماني عقد في 7 ديسمبر: «الوضع الاقتصادي مأساوي... وسأبذل قصارى جهدي وأبذل قصارى جهدي وأركز على تحسين حياة الغانيين».

وأوضح أن «تعدد الضرائب» المتفق عليها بوصفها جزءاً من برنامج صندوق النقد الدولي، جعل غانا «غير جاذبة للأعمال». وقال: «نعتقد أيضاً أن (صندوق النقد الدولي) لم يفرض ضغوطاً كافية على الحكومة لخفض الإنفاق المسرف»، مضيفاً أن المراجعة ستهدف إلى خفض الإنفاق، بما في ذلك من جانب مكتب الرئيس.

ولفت إلى أن صندوق النقد الدولي وافق على إرسال بعثة مبكرة لإجراء مراجعة منتظمة، مضيفاً أن المناقشات ستركز على «كيفية تسهيل إعادة هيكلة الديون» التي وصلت الآن إلى مرحلتها الأخيرة. وقال إن الاتفاق المنقح مع صندوق النقد الدولي سيسعى أيضاً إلى إيجاد حلول مستدامة لمشاكل الطاقة، لتجنب انقطاع التيار الكهربائي المستمر.

وقال ماهاما: «سنواجه موقفاً حرجاً للغاية بقطاع الطاقة. شركة الكهرباء في غانا هي الرجل المريض لسلسلة القيمة بأكملها ونحن بحاجة إلى إصلاحها بسرعة».