الشايعي: التعاون حقق أرقاماً غير مسبوقة في كأس الملك

قال إن أمنيتهم السلام على خادم الحرمين الشريفين غداً

لاعبو التعاون يشكلون في الملعب كتلة واحدة تتحرك بأداء متناغم ليكون الفرح عنواناً للانتصار على منافسيهم (المركز الإعلامي بنادي التعاون)
لاعبو التعاون يشكلون في الملعب كتلة واحدة تتحرك بأداء متناغم ليكون الفرح عنواناً للانتصار على منافسيهم (المركز الإعلامي بنادي التعاون)
TT

الشايعي: التعاون حقق أرقاماً غير مسبوقة في كأس الملك

لاعبو التعاون يشكلون في الملعب كتلة واحدة تتحرك بأداء متناغم ليكون الفرح عنواناً للانتصار على منافسيهم (المركز الإعلامي بنادي التعاون)
لاعبو التعاون يشكلون في الملعب كتلة واحدة تتحرك بأداء متناغم ليكون الفرح عنواناً للانتصار على منافسيهم (المركز الإعلامي بنادي التعاون)

اتفق مجموعة من أبناء مدينة بريدة، العاصمة الإدارية لمنطقة القصيم، على إنشاء نادٍ رياضي مطلع عام 1956، وأطلقوا عليه اسم نادي الشباب أو «شباب بريدة»، وظل يشارك هذا النادي المغمور في دوري المنطقة دون منشأة خاصة، ويخوض مبارياته على ملعب ترابي، قبل أن يتكاتف صالح الوابلي مؤسس النادي وعبد الله القاسم، والأخير والد رئيس النادي الحالي، ومجموعة أخرى، في بناء ملعب متواضع جنوب المدينة.
وفي عام 1963 تحركوا بشكل مكثف لتسجيل النادي في الرئاسة العامة لرعاية الشباب بعد الإقبال الكبير الذي وجدوه من الشباب للانضمام للألعاب المختلفة كافة.
وتم اعتماده رسمياً من الرئاسة العامة لرعاية الشباب باسم نادي «التعاون»، ونصبوا صالح الوابلي أول رئيس رسمي للنادي باسمه الجديد، واختار التعاونيون اللون الأسود والأصفر والأبيض شعاراً لهم، وتم إضافة اللون الأزرق مع مرور السنين بدلاً من الأبيض، وظل فريقهم الكروي يصارع بين أندية المنطقة حتى صعوده لدوري الدرجة الأولى في عام 1976، وبات رقماً صعباً في دوري الأولى، وبات ينافس على الصعود لمصاف الأندية الممتازة، حتى تحقق الحلم التعاوني 1994. لكن الفريق سرعان ما عاد للأولى لموسم واحد وصعد من جديد لدوري الكبار، إلا أن الفريق القصيمي لم يستفد من الدرس الأول، وهبط لدوري الدرجة الأولى. وقرر التعاونيون بناء فريق قوي وقادر على مقارعة الكبار واستمر البناء لسنوات طويلة، لكن دون جدوى، حتى شكلوا مجلسا تنفيذيا تكون بيده السلطة لإدارة شؤون المنظومة الإدارية برئاسة فهد المحيميد وعضوية سليمان العمري وعبد العزيز الحميد وياسر المحيميد وأحمد أبا الخيل، مقابل الضخ المالي والتكفل بصفقات النادي من اللاعبين الأجانب والمحليين والأجهزة الفنية، وقطفوا ثمرة التخطيط الإداري السليم خلال موسم واحد فقط، وصعد النادي في موسم 2010 لدوري المحترفين، إلا أن الثلاثة المواسم الأولى له في الدوري لم تكن حسب تطلعات التعاونيين، قبل أن يتولى محمد القاسم سدة الرئاسة.
ولم يوفق التعاون في موسمه الرابع بعد ثلاث جولات من الدوري مع الجزائري توفيق روابح مدرب الفريق، وجاء عوضاً عنه البرتغالي غوميز الذي كان ضالة التعاونيين، وغرس البرتغالي داخل هذا النادي الطموح والبحث عن أمجاد جديدة، وفجر طاقات اللاعبين، وقدموا معه موسما رائعا لقي استحسان الجميع، وفي موسم البرتغالي الثاني مع التعاون، وبعد التعاقدات العريضة التي جاءت بتوصية منه ونفذتها الإدارة، توج التعاونيون فكرهم السليم ببناء فريق قادر على مقارعة الكبار وتحقيق منجز غير مسبوق بوصول الفريق للمشاركة في دوري أبطال آسيا 2016، بعد احتلال الفريق للمركز الرابع على سلم الترتيب.
واستمر النادي بكفاحه للوصول للهدف الثاني بعد تحقق الأول، وعينه على إحدى البطولات المحلية، ليأتي البرتغالي بيدرو بتوصية من ابن جلدته غوميز لقيادة الدفة التعاونية الفنية.
وباتت الطريقة التعاونية على أرض الملعب بالتنظيم الدفاعي، والهجوم المضاد بأكبر عدد من اللاعبين، حتى بات النقاد والمحليون يحتارون في مراكز اللاعبين، فيجدون المدافعين بأدوار هجومية والمهاجمين يعودون للخلف لمساندة الدفاع ككتلة واحدة تتحرك في جميع أنحاء الملعب، ولا يعتمدون على لاعب بعينه، وغاب عنهم أبرز اللاعبين في غالبية المباريات، إلا أن الأداء الجماعي والروح القتالية كانا الفيصل.
وحقق التعاون في هذا الموسم إنجازات متلاحقة لكونه ينافس بضراوة على المركز الثالث كأفضل إنجاز في تاريخه في الدوري السعودي للمحترفين، وحقق 52 نقطة بوصفها أعلى معدل نقطي في موسم واحد، ولا يفصله سوى نقطة وحيدة عن الشباب صاحب المركز الثالث، وعينه على المشاركة الآسيوية الثانية، والأهم من ذلك وصوله لنهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، بعد أن تخطى الهلال بخماسية تاريخية في نصف نهائي الكأس، ليثبت أن وصوله للنهائي لم يكن بمحض الصدفة وجاء وفق تخطيط استمر لعشرات السنين، وواصل تألقه وأزاح الهلال عن صدارة الترتيب في المواجهة الدورية وتغلب عليه بهدفين دون رد، وأهدى الصدارة لنادي النصر.
وينتظر التعاونيون نهائيا كبيرا أمام الاتحاد المتمرس في المباريات النهائية، ويؤكد علي الشايعي نائب رئيس النادي أن هذا التأهل كان أمنية لجميع التعاونيين للتشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين راعي المباراة النهائية، والأمنية الأخرى التتويج باللقب الأغلى والذي يحمل اسم الملك سلمان بن عبد العزيز، لافتاً إلى أن هذا الإنجاز تحقق بتكاتف الجميع بداية بالمجلس التنفيذي وشرفيي النادي والجهازين الفني والإداري والجماهير التي كانت خلف كل الانتصارات التعاونية، ووعد بتقديم البطولة هدية لكل من وقف خلف هذا الفريق.
وعن القوة الهجومية والصلابة الدفاعية في التعاون، بعدما أحرز الفريق في هذه المسابقة 18 هدفا، وظلت شباكه عصية على المنافسين، قال: «هذا إنجاز غير مسبوق من بين جميع الأندية السعودية، أن يصل فريق للنهائي دون أن تهتز شباكه في المباريات الخمس التي خاضها الفريق بداية من الدور الـ64، وخلف هذا العمل جهاز فني محترف، وجهاز إداري قدير، ونجوم على أرض الملعب، كان هدف بلوغ النهائي من المحطة الأولى، وهو ما تحقق بفضل الله، ثم بوقفة الجميع».


مقالات ذات صلة

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المدن السعودية ستكون نموذجاً للمعايير المطلوبة (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: فرصة سعودية لتغيير مفهوم الاستضافات

ستكون استضافة «كأس العالم 2034» بالنسبة إلى السعودية فرصة لإعادة صياغة مفهوم تنظيم الأحداث الرياضية العالمية؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤيتها الوطنية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية يُتوقع أن تجذب المملكة مستثمرين في قطاعات مثل السياحة، الرياضة، والتكنولوجيا، ما يعزز التنوع الاقتصادي فيها (الشرق الأوسط)

«استضافة كأس العالم» تتيح لملايين السياح اكتشاف جغرافيا السعودية

حينما يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، ستكون العين على الفوائد التي ستجنيها البلاد من هذه الخطوة.

سعد السبيعي (الدمام)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».