توتنهام «الطموح» يصطدم بنجوم أياكس الشباب من أجل حلم الوصول للنهائي

الفريقان اللذان حققا نتائج لافتة مستعدان لمواجهة الذهاب بنصف نهائي دوري أبطال أوروبا اليوم

لاعبو توتنهام مستعدون لمواجهة أياكس بعدما أثبتوا أنهم قادرون على تحدي الصعاب (رويترز)  -  أونانا حارس أياكس يؤمن بقدرة فريقه على الوصول إلى النهائي (أ.ف.ب)
لاعبو توتنهام مستعدون لمواجهة أياكس بعدما أثبتوا أنهم قادرون على تحدي الصعاب (رويترز) - أونانا حارس أياكس يؤمن بقدرة فريقه على الوصول إلى النهائي (أ.ف.ب)
TT

توتنهام «الطموح» يصطدم بنجوم أياكس الشباب من أجل حلم الوصول للنهائي

لاعبو توتنهام مستعدون لمواجهة أياكس بعدما أثبتوا أنهم قادرون على تحدي الصعاب (رويترز)  -  أونانا حارس أياكس يؤمن بقدرة فريقه على الوصول إلى النهائي (أ.ف.ب)
لاعبو توتنهام مستعدون لمواجهة أياكس بعدما أثبتوا أنهم قادرون على تحدي الصعاب (رويترز) - أونانا حارس أياكس يؤمن بقدرة فريقه على الوصول إلى النهائي (أ.ف.ب)

يدخل أياكس أمستردام الهولندي الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، من دون خوف، بعدما أقصى ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي، آملاً في إضافة توتنهام الإنجليزي إلى ضحاياه عندما يحل ضيفاً عليه ذهاباً في لندن اليوم.
وكان أياكس الذي تعجّ تشكيلته بالنجوم الشباب، قد أزاح بطل المواسم الثلاثة الماضية ريال مدريد الإسباني في الدور ثمن النهائي رغم خسارته ذهاباً على أرضه 1 - 2، قبل أن ينتفض ويلحق بمنافسه هزيمة قاسية وتاريخية 4 - 1 على ملعب سانتياغو برنابيو.
وفي ربع النهائي، سقط أياكس بطل المسابقة أربع مرات آخرها عام 1995، مجدداً في فخ التعادل 1 - 1 على ملعبه ضد يوفنتوس وبنجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، قبل أن يقلب الطاولة على فريق السيدة العجوز إياباً في تورينو ويفوز 2 – 1، ويبلغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1997.
وقال حارس أياكس الكاميروني أندري أونانا، 23 عاماً: «مع الوقت والنتائج بتنا نؤمن بالقدرة على الذهاب بعيداً في المسابقة، وما زلنا نؤمن. لكن لم يُحسم أي شيء حتى الآن، وتنتظرنا مواجهتان صعبتان ضد توتنهام. علينا أن نتحضر بشكل جيد ونُظهر أننا على قدر التحدي».
وتابع: «في نهاية المطاف، نحن لا نخاف من اللعب، من مواجهة الخصم، أكان ذلك على أرضنا أم خارجها. اللعب ضد هذه الفرق الكبيرة صعب لأنها تتمتع بلاعبين جيدين»، قبل أن يضيف مع ابتسامة: «لكن بعد إقصاء ريال مدريد ويوفنتوس، لا نخشى أي فريق»، مؤكداً في الوقت ذاته ضرورة «احترام» توتنهام لأنه يضم في تشكيلته لاعبين جيدين جداً.
لكن توتنهام سيخوض مباراة اليوم على ملعبه الجديد، وهو الأكبر لأحد الأندية في العاصمة الإنجليزية، في غياب ورقتيه الهجوميتين المتمثلتين في هدافه هاري كين الذي يعاني من إصابة في الكاحل يُتوقع أنها وضعت حداً لموسمه، والكوري الجنوبي سون هيونغ - مين بداعي الإيقاف.
وقدم أياكس عروضاً رائعة في المسابقة القارية هذا الموسم، ما أعاد إلى الأذهان جيل التسعينات بقيادة المدرب الشهير لويس فان غال الذي نجح في قيادته إلى التتويج الأوروبي على حساب ميلان الإيطالي عام 1995 في تشكيلة ضمت لاعبين شباناً أمثال باتريك كلويفرت (سجل هدف المباراة النهائية في عمر الـ19)، وإدغار ديفيدس وكلارينس سيدورف والحارس إدوين فان در سار والأخوين فرانك ورونالد دي بور.
ويتألق في تشكيلة أياكس أكثر من لاعب بدءاً بصانع الألعاب فرانكي دي يونغ الذي سينتقل إلى برشلونة الإسباني بنهاية الموسم الحالي مقابل 75 مليون يورو، بالإضافة إلى المدافع الصلب ماتيس دي ليخت الذي يحمل شارة القائد في عمر الـ19، والصربي دوسان تاديتش، والمغربي حكيم زياش والبرازيلي ديفيد نيريس، وهم لاعبون يثيرون اهتمام أندية كبرى في أوروبا.
كما يعوّل المدرب إريك تن هاغ على عدد من لاعبي الخبرة أبرزهم المدافع دالي بليند والهداف المخضرم كلاس يان هونتيلار.
ويعد أياكس أكثر الأندية الأوروبية تسجيلاً للأهداف هذا الموسم مع 160 في مختلف المسابقات (111 في الدوري المحلي، و17 في الكأس، و32 في دوري الأبطال مع التصفيات)، وبالتالي يتعين على مدافعي توتنهام ومن خلفهم الحارس الفرنسي هوغو لوريس، أن يكونوا في كامل جاهزيتهم.
وأبدى أونانا أمله أن يحرز فريقه الثلاثية هذا الموسم، وهو ما لم يحققه الفريق العريق منذ لاعبه الأسطوري الراحل يوهان كرويف عام 1972.
ويحتل أياكس المركز الأول في ترتيب الدوري المحلي بفارق الأهداف عن غريمه التقليدي إيندهوفن قبل نهاية البطولة بمرحلتين، كما بلغ نهائي الكأس المحلية، حيث سيلتقي مع فيللم في الخامس من مايو (أيار) المقبل.
وقال أونانا: «سيكون الأمر رائعاً. إنه الهدف الذي وضعناه ليس من أجل تحقيق هذا الإنجاز فحسب لكن من أجلنا لأنه بعد الموسم الحالي سيرحل العديد من اللاعبين. من المهم بالنسبة إلينا تحقيق أمر كبير وإذا كان ذلك يعني الفوز بالثلاثية سيكون الأمر رائعاً بكل بساطة».
في المقابل، يعد وجود توتنهام في نصف نهائي المسابقة القارية للمرة الأولى منذ 1962، إنجازاً لأن الفريق لم يتعاقد مع أي لاعب في مطلع الموسم الحالي واضطر مدربه الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو إلى التعامل مع الإصابات الكثيرة التي طالت الفريق على مدار الموسم.
ونجح توتنهام في إزاحة مانشستر سيتي، أحد أفضل الفرق في أوروبا حالياً، بالدور ربع النهائي بفارق الأهداف المسجّلة خارج أرضه، إذ فاز عليه في لندن 1 - صفر ذهاباً، وخسر إياباً 3 - 4 في مباراة دراماتيكية.
وتضم تشكيلة توتنهام أربعة لاعبين سبق لهم أن دافعوا عن ألوان أياكس، وهم المدافعان البلجيكيان يان فيرتونغن وتوبي ألدرفيلد، وصانع الألعاب الدنماركي كريستيان إريكسن والمدافع الكولومبي دافينسون سانشيز.
ويتطلع بوكيتينيو إلى أن يصبح فريقه من بين النخبة محلياً وقارياً.
وقال في هذا الصدد: «يتعين علينا أن نتصرف كنادٍ كبير. يجب أن نكون منافسين على الألقاب الكبيرة، أن نبدأ بالتفكير في الحقبة الجديدة».
وعانى توتنهام في بداية مشواره القاري، حيث لم يحصد سوى نقطة واحدة من أول ثلاث مباريات له في دور المجموعات، ولكنّ الفريق فاز على إنتر ميلان الإيطالي وإيندهوفن الهولندي قبل أن يفرض التعادل بهدف لمثله على مضيفه برشلونة الإسباني ليضمن العبور إلى الدور التالي. وقال بوكيتينيو: «الكل أجمع على أنها مهمة مستحيلة لكن كان رأينا مختلفاً. دائماً أقول إن كل الاحتمالات قائمة في كرة القدم إذا كان لديك الإيمان والكفاءة، لم أقل أبداً إن الأمر مستحيل».
ولعب توتنهام في دور الستة عشر أمام بروسيا دورتموند الألماني، حيث فاز ذهاباً 3 -صفر وإياباً 1 -صفر، قبل أن يصطدم بمواطنه مانشستر سيتي.
وقال ديلي إلي، نجم خط وسط توتنهام: «لقد أثبتنا جدارتنا ببلوغ المربع الذهبي، جنباً إلى جنب مع أفضل الفرق في العالم». وأضاف: «نريد أن نواصل التطور في كل موسم، وأعتقد أننا نفعل ذلك بالفعل. علينا أن نتقدم أكثر وأكثر في كل عام بدوري أبطال أوروبا».
وتلقى توتنهام ثالث ترتيب الدوري الإنجليزي، خسارة مفاجئة أمام ضيفه وستهام السبت (صفر - 1)، في نتيجة عكّرت استعداداته للقاء أياكس.
وعلق بوكيتينيو على تلك النتيجة بالقول: «كنا نشعر بالتعب. كنا نعرف أن المباراة ستكون صعبة، كنا نريد أن نحرز النقاط الثلاث لنكون في وضع جيد ونصل إلى دوري الأبطال بمزاج جيد جداً، لكن علينا أن نتقبل ذلك ونحاول أن نكون أقوياء».


مقالات ذات صلة

دوري الأبطال: بركلات الترجيح... الريال يقصي أتليتكو ويبلغ ربع النهائي

رياضة عالمية فرحة لاعبي ريال مدريد عقب ركلة الجزاء الأخيرة (إ.ب.أ)

دوري الأبطال: بركلات الترجيح... الريال يقصي أتليتكو ويبلغ ربع النهائي

بلغ ريال مدريد حامل اللقب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا بفوزه على مضيفه ومواطنه أتلتيكو مدريد في دربي العاصمة الإسبانية 4-2 بركلات الترجيح.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية أستون فيلا سيواجه باريس سان جيرمان في دور الثمانية (رويترز)

دوري الأبطال: أستون فيلا يتقدم لدور الثمانية

تأهل أستون فيلا إلى دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بفوز سهل 3-صفر على عشرة لاعبين من كلوب بروغ في إياب دور الستة عشر الأربعاء، ليتفوق 6-1.

«الشرق الأوسط» (برمنغهام (إنجلترا) )
رياضة عالمية أرسنال تغلب على أيندهوفن بسباعية في مباراة الذهاب (رويترز)

دوري الأبطال: أرسنال يتعادل مع أيندهوفن… ويصعد لربع النهائي

تأهل أرسنال الإنجليزي لدور الثمانية في بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عقب تعادله 2-2 على ضيفه أيندهوفن الهولندي، الأربعاء، في إياب دور الـ16 للمسابقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية جوزيه مورينيو (رويترز)

مورينيو: أطالب لاعبي فنربخشة بالفوز برباعية

يرى جوزيه مورينيو مدرب فنربخشة التركي أن فريقه أفضل من رينجرز، محذرا مدرب المنافس باري فيرغسون من اتباع طريقة دفاعية خلال مباراة الفريقين في إياب دور الـ16.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية فينالدوم خلال مواجهة دهوك العراقي (نادي الإتفاق)

أبطال الخليج: الاتفاق يودع من نصف النهائي

تأهل فريق دهوك العراقي للمباراة النهائية في دوري أبطال الخليج لكرة القدم بعد الفوز 1-صفر على ضيفه الاتفاق السعودي، اليوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.