أميركي استلهم {مجزرة المسجدين} يهاجم كنيساً في كاليفورنيا

أودى بحياة سيدة ستينية... وأعلن إيمانه بنظرية تفوق العرق الأبيض

سيدة تعلق كلمات تعاطف مع ضحايا هجوم استهدف كنيساً في كاليفورنيا أمس (أ.ف.ب)
سيدة تعلق كلمات تعاطف مع ضحايا هجوم استهدف كنيساً في كاليفورنيا أمس (أ.ف.ب)
TT

أميركي استلهم {مجزرة المسجدين} يهاجم كنيساً في كاليفورنيا

سيدة تعلق كلمات تعاطف مع ضحايا هجوم استهدف كنيساً في كاليفورنيا أمس (أ.ف.ب)
سيدة تعلق كلمات تعاطف مع ضحايا هجوم استهدف كنيساً في كاليفورنيا أمس (أ.ف.ب)

قتل شاب في التاسعة عشرة من العمر، قال إنه معادٍ للسامية وللإسلام، امرأة، وجرح ثلاثة رجال، أحدهم حاخام، عندما فتح نيران رشاشه في كنيس بالقرب من مدينة سان دييغو، جنوب ولاية كاليفورنيا الأميركية.
وأدان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الهجوم الذي وقع في اليوم الأخير من عيد الفصح اليهودي، بمدينة باواي التي تضم خمسين ألف نسمة. وهو يأتي بعد ستة أشهر تماماً من الهجوم الذي أودى بحياة أحد عشر شخصاً في كنيس بيتسبرغ.
وقال ستيف فاوس، رئيس بلدية منطقة باواي، لشبكة «إم إس إن بي سي» الإخبارية: «كان هناك أربعة أشخاص مصابين بأعيرة نارية، وتُوفي أحدهم»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».
من جهته، صرّح المسؤول في شرطة منطقة سان دييغو بيل غور، في مؤتمر صحافي، بأن سيدة تبلغ من العمر ستين عاماً تُوفيت بعد إصابتها، فيما عرّف باقي الجرحى بـ«قاصرة وحاخام ورجل في الرابعة والثلاثين من العمر». وأضاف أن الجرحى تجاوزوا مرحلة الخطر.
وأعلنت الشرطة المحلية أن مطلق النار هو شاب من سان دييغو يبلغ من العمر 19 عاماً، تم اعتقاله. وأوضحت أنه يُدعى جون تي إرنست، ولم يكن معروفاً من قِبَل الشرطة من قبل. فيما ذكرت وسائل الإعلام المحلية أنه أعلن على الإنترنت نيته قتل يهود.
وقال غور: «لدينا نسخ من منشوراته على شبكات التواصل الاجتماعي ورسالته المفتوحة، وسندرسها للتأكد من صحتها، ونعرف ما يمكن أن تقدمه للتحقيق». ويؤكد النص الذي ذكرت وسائل الإعلام أن إرنست كتبه، أن الرجل استوحى هجومه من برنت تارانت الأسترالي الذي يؤمن بتفوق العرق الأبيض وقتل خمسين شخصاً في هجوم على مسجدين بمدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا، 15 مارس (آذار) الماضي. وتبنّى مطلق النار في النص أيضاً إحراق مسجد في كاليفورنيا، بعد أسبوع من هجمات كرايستشيرش.
وأوضح قائد شرطة سان دييغو أن الشاب دخل إلى كنيس «شاباد» قبل منتصف اليوم، بينما كان نحو مائة مصلٍّ مجتمعين. وأضاف أنه أطلق النار من سلاح تعطل، وهذا ما يفسر عدد الضحايا القليل، وفق المسؤول.
واستخدم المهاجم بندقية هجومية من طراز «إيه آر - 15». وكان هذا السلاح استُخدم في عمليات إطلاق نار عدة في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة.
وروى كريستوفر فولتس الذي يقيم بالقرب من الكنيس، لشبكة التلفزيون المحلية «إن بي سي 7»: «كنتُ أمام منزلي وأستعد للعناية بحديقتي عندما سمعت ست أو سبع طلقات نارية». وأضاف: «توقف ذلك، وسمعت صوت رجل يصرخ، ثم ست أو سبع طلقات أخرى».
وأشار غور إلى أن المسلح هرب بالسيارة لدى وصول الشرطة، غير أنه اعتقل لاحقاً، ونُقل إلى قسم الشرطة في سان دييغو. وأوضح قائد شرطة سان دييغو، ديفيد نيسليت، أن أحد عناصر حرس الحدود كان في عطلة وأطلق النار على المشتبه به عند فراره، وأصاب سيارته. وقامت بتوقيفه كتيبة مزودة بكلاب هرعت إلى المنطقة.
وأضاف: «عندما أوقف الشرطي الرجل، رأى بشكل واضح بندقية على المقعد الخلفي. ووضع الشاب في التوقيف الاحتياطي دون أي مشكلات أخرى». وأعلنت شرطة لوس أنجليس أنها ستعزز مراقبة الكنس، وأماكن العبادة الأخرى.
من جهته، أشاد رئيس بلدية باواي بـ«أعضاء الكنيس الذين تصدوا لمطلق النار، وتجنبوا حادثاً كان يمكن أن يكون أخطر بكثير». كما أعرب الرئيس الأميركي عن «تعازيه الحارّة»، وقال: «في هذه المرحلة، يبدو أن الأمر يتعلّق بجريمة بدافع الكراهية. أقدم تعازي الحارّة لجميع المتضررين».
وخلال تجمع عام في مدينة غرين باي بولاية ويسكونسين (شمال) في وقت لاحق، قال ترمب: «هذا المساء، قلبُ أميركا مع ضحايا عملية إطلاق النار المروعة داخل كنيس». وأضاف أن «أمّتنا بكاملها في حداد وتُصلّي من أجل الجرحى، وتُبدي تضامنها مع المجتمع اليهودي». وتابع «ندين بشدة شرور معاداة السامية والكراهية التي يجب هزيمتها».
وقُتل 11 شخصاً قبل ستة أشهر فقط، في 27 أكتوبر (تشرين الأول)، في إطلاق نار داخل كنيس في بيتسبرغ ببنسلفانيا (شرق). وكان هذا الهجوم الأكثر دمويّة ضدّ المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة.
من جهته، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إنه «حان الوقت للتحرك وإعلان حرب (على معاداة السامية) بتصميم، وليس مجرد إدانتها ما يسمح لقوى الكراهية بإحياء أكثر ساعات التاريخ ظلاماً».
وأكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن «عملاً جديداً عنيفاً معادياً للسامية في اليوم الأخير من عيد الفصح يصدمنا»، معتبراً أن «الهجوم على كنيس شاباد في بواواي بسان دييغو يعنينا جميعاً».
كما شدّد مركز «سيمون فيسنتال» في لوس أنجليس على أن «أي هجوم على مكان للعبادة، من كنائس سريلانكا وفرنسا مروراً بكنس القدس وصولاً إلى مسجدي كرايستشيرش، هو اعتداء على الكرامة الإنسانية». وكانت «رابطة مكافحة التشهير» (المنظمة التي تكافح معاداة السامية) تحدثت عن ارتفاع بنسبة 57 في المائة في الحوادث المعادية للسامية في الولايات المتحدة في 2017، أكبر زيادة منذ سبعينات القرن الماضي.


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».