مجلس الوزراء اليمني يناقش توصيات البرلمان ويحرك ملف الموازنة

TT

مجلس الوزراء اليمني يناقش توصيات البرلمان ويحرك ملف الموازنة

بعد مداولات وعرض شفاف لموازنة الدولة شهدته أولى جلسات البرلمان اليمني منتصف شهر أبريل (نيسان) الحالي، اتخذ مجلس الوزراء اليمني جملة إجراءات مستنيرا بتوصيات النواب، وكلّف بمتابعاتها، وذلك خلال استعراض المجلس في اجتماعه الاستثنائي بالعاصمة المؤقتة عدن أمس التوصيات المقدمة من مجلس النواب للحكومة، على ضوء إقرار الموازنة العامة للدولة للعام 2019. وآليات التعامل معها وتنفيذها وفقا للأولويات العاجلة.
ووافق المجلس في الجلسة التي ترأسها رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، على المصفوفة الحكومية التنفيذية لتوصيات مجلس النواب الخاصة بالموازنة العامة للدولة للعام المالي للعام 2019. والمقدمة من رئيس الوزراء، وكلف لجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء الدكتور سالم الخنبشي، وعضوية الأمين العام لمجلس الوزراء، والمدير التنفيذي لجهاز تسريع مساعدات المانحين، تتولى مراجعة المصفوفة والاطلاع على السياسات والإجراءات المقدمة من الوزارات وفق المحددات الرئيسية، الهادفة إلى توحيد الجهود للتسريع باستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.
ووفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، وجه المجلس نواب رئيس الوزراء والوزراء مراجعة السياسات والإجراءات الواردة في المصفوفة كل فيما يخصه، وتقديم أي ملاحظات للجنة بشأنها خلال أسبوع من تاريخه، وكلف أمين عام مجلس الوزراء بمتابعة الوزارات للتنفيذ وفقا للمواعيد المحددة في المصفوفة ورفع تقارير عن مستوى الإنجاز بصورة دورية.
كما وجه وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى بتزويد هيئة رئاسة مجلس النواب بما يؤيد الأعمال الحكومية المنفذة لتوصيات المجلس من وثائق بهذا الشأن أولا بأول والتنسيق في القضايا التي تستدعي الضرورة بحثها المشترك من قبل السلطتين. ونوه مجلس الوزراء، بالتعاطي الإيجابي والمسؤول لمجلس النواب في إقرار الموازنة العامة للدولة وإشادته بالحكومة لتقديمها في ظل الظروف الراهنة وبعد غياب أربع سنوات، واعتبرها خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح وبرنامج عمل سنوي للحكومة لضبط الجوانب المالية والاقتصادية والاجتماعية في سبيل استعادة الدولة ومؤسساتها.
وجدد المجلس التزامه الكامل بتنفيذ توصيات مجلس النواب وفق الظروف والإمكانات الحالية وفي ظل الأوضاع الاستثنائية في هذه المرحلة من تاريخ اليمن... مؤكدا حرص الحكومة، على تعزيز الإيرادات وترشيد استخدامها لمصلحة الوطن والمواطنين، وإفساح المجال أمام مرحلة جديدة من الانتظام وكذلك الانضباط المالي وفق القواعد الواضحة التي حددتها الموازنة العامة.
وشدد الدكتور معين عبد الملك، على الوزراء وكافة الجهات الحكومية التعامل بمسؤولية مع توصيات وملاحظات نواب الشعب، والارتقاء بأعمالهم إلى مصاف التحديات القائمة لتجاوزها، لافتا إلى الحرص وبتوجيهات من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، على بناء علاقة تكاملية بين الحكومة والبرلمان وبما يسهم في تلافي أي جوانب قصور أولا بأول.
وأكد رئيس الوزراء أن الانتصار الكبير الذي تحقق في مدينة سيئون بانعقاد جلسات مجلس النواب وإقرار الموازنة العامة للدولة، واكتمال عمل السلطات الثلاث، أغضب الميليشيات الانقلابية الحوثية المدعومة من إيران الأمر الذي دفعها للتصعيد العسكري باتجاه الضالع وكرش وأجزاء من الحد بيافع... مشيرا إلى أن كل تلك المحاولات البائسة والانهزامية لن تطيل في عمر الانقلاب، الذي بات سقوطه أقرب من أي وقت مضى.
وأثنى على استمرار الموقف الدولي الموحد تجاه قضية اليمن والوقوف مع الشرعية ودعم تطبيق القرارات الدولية لإنهاء الانقلاب، وتنفيذ اتفاق ستوكهولم كمقدمة للحل السياسي الشامل بناء على المرجعيات المتوافق عليها محليا والمؤيدة أمميا ودوليا. وأكد مجلس الوزراء دعمه للخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة لحمل النظام الإيراني على وقف سياساته المزعزعة للاستقرار ودعمه ورعايته للإرهاب حول العالم... مؤملا أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تغيير إيران لسياساتها في المنطقة بحيث تكف عن تصدير الفتن الطائفية وإطلاق عواصف التعصب المذهبي والأحلام الإمبراطورية وأن تنتقل إلى ممارسة دور إيجابي بدءاً باحترام الشرعية الدولية والقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار.
وخصص مجلس الوزراء حيزا من اجتماعه لمناقشة الأوضاع الأمنية ومستجداتها في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، حيث قدم نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، تقريرا حول المستجدات الأخيرة بما فيها ملف المهاجرين الأفارقة والضغوطات الشديدة التي تتعرض لها الوزارة وأجهزتها الأمنية جراء التدفق الكبير وغير المسبوق للمهاجرين غير الشرعيين مؤخرا... داعيا إلى تكاتف كافة الجهات المعنية للقيام بمهامها تجاه هذه الظاهرة ومواجهة تداعياتها على الأمن والاستقرار.
وتطرق وزير الداخلية إلى الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة تعز مؤخرا، والجهود التي بذلت لاحتوائها، والخطط الضامنة لعدم تكرارها وتوجيه الجهود نحو العدو الحقيقي الذي يتربص بالوطن والمواطنين والمتمثل بميليشيا الحوثي الانقلابية.
وشدد مجلس الوزراء على الدور الشعبي والمجتمعي لمساندة جهود الأجهزة الأمنية وقيادات السلطات المحلية في تحقيق الأمن والاستقرار، انطلاقا من المسؤولية التكاملية في هذا الجانب.
وأكد أن «الوطن ضاق ذرعاً بالصراعات ولم يعد يحتمل التبعات الكارثية لأي سلوكيات عبثية تشتت أو تصرف النظر عن مواجهة العدو الحقيقي، وأنه أحوج ما يكون اليوم إلى الأمل الذي يشعره بقرب انتهاء الكابوس الجاثم على صدره، الأمر الذي يستدعي من جميع الأطراف والمكونات السياسية والاجتماعية إلى تغيير سلوكها ومنهجها بما يتفق مع الأولويات الملحة للوطن والشعب اليمني في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من تاريخهما».
وأقر مجلس الوزراء، تنظيم أوقات الدوام الرسمي خلال شهر رمضان المبارك، بناء على المشروع المقدم من وزير الخدمة المدنية والتأمينات، على أن يبدأ الدوام الساعة العاشرة صباحاً وينتهي الساعة الثالثة عصراً.
وكلف المجلس وزير الخدمة المدنية والتأمينات اتخاذ الإجراءات اللازمة بتنفيذ حملات تفتيشية خلال شهر رمضان للتأكد من التزام وحدات الخدمة العامة بمواعيد الدوام المحددة.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.