«أساتذة التعاقد» في المغرب يعودون للعمل اليوم

TT

«أساتذة التعاقد» في المغرب يعودون للعمل اليوم

أنهى أساتذة التعاقد المغاربة إضرابهم الطويل وأعلنوا التحاقهم اليوم الاثنين بمقرات العمل لاستئناف عملية التدريس المتوقفة في عدد من المؤسسات التعليمية لأزيد من سبعة أسابيع، وذلك استجابة للدعوات التي تلقتها التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين من طرف عدد من الهيئات المدنية والسياسية والحقوقية من أجل حفظ مصلحة التلاميذ.
وقال ربيع الكرعي منسق جهة الدار البيضاء للأساتذة المتعاقدين، في لقاء صحافي عقدته التنسيقية أمس، بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في الرباط، «سنستأنف التدريس غدا (الاثنين) ويأتي قرارنا نتيجة لمجموعة من المناشدات التي تلقيناها من فيدرالية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، وحزب الاستقلال والمرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والنقابات التعليمية الخمس». وأضاف الكرعي «من جهتنا سنلتزم بالعودة إلى العمل، ونقول يجب على الوزارة الوصية أن تلتزم بمخرجات اجتماع 13 أبريل (نيسان)، وإلغاء العقوبات الزجرية في حق الأساتذة». وزاد قائلا «نناشد الوزارة ألا تقع في الخطأ الذي وقعت فيه»، في إشارة إلى ما قالت التنسيقية إنها «خروقات وقعت فيها الوزارة في الاتفاق الأولي بين الطرفين».
ودعا المتحدث ذاته الأساتذة المتعاقدين إلى الامتناع عن «تسلم أو توقيع أي وثيقة ذات طابع زجري أو تأديبي»، كما طالب الأساتذة المتعاقدون الوزارة بـ«ضرورة الوفاء بالتزاماتها واستئناف الحوار»، كما سبق وأعلنت في بيانها الذي رفضت فيه عقد الجولة الثانية من الحوار التي كان مقررا التئامها الثلاثاء الماضي.
وهدد ممثلو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين في اللقاء الصحافي الحكومة ووزارة التربية الوطنية بالعودة إلى الشارع في حال عدم وفائها بتعهداتها، حيث توعدوها بإشعال الشارع من جديد، وخوض أشكال نضالية وصفوها بـ«غير مسبوقة»، وذلك في محاولة لإرضاء الأصوات الغاضبة من داخل التنسيقية والتي اعتبرت قرار إنهاء الإضراب «استسلاما وهزيمة».
ودعت التنسيقة الوطنية للأساتذة المتعاقدين أعضاءها إلى وضع «شارات سوداء طيلة أيام العمل حدادا على كرامة الأستاذ»، وانتقد بشدة التدخل الأمني الذي فضت من خلاله السلطات المغربية محاولة الأساتذة تنفيذ اعتصام ومبيت ليلي أمام مبنى البرلمان، الأربعاء، حيث استخدمت فيه خراطيم المياه والهراوات لتفريقهم، الأمر الذي أدى إلى تسجيل إصابات عدة في صفوفهم، من ضمنها والد أحد الأستاذات الذي كان يرافق ابنته، وأصيب بكسر على مستوى الكتف وما زال تحت العناية المركزة في مستشفى ابن سينا، وهي الحالة التي نفى مصدر أمني مسؤول، أن تكون سجلت في التدخل الأمني. وأكدت التنسيقية أن إنهاء الإضراب جاء من أجل «ضمان وتحصين حق التلاميذ والتلميذات في زمن التعلم، الذي نحمل الوزارة الوصية على القطاع مسؤولية هدره نتيجة نهجها لسياسة الهروب إلى الأمام والقفز على مطالب التنسيقية».
وبعد استئناف أساتذة التعاقد عملية التدريس، تتجه الأنظار إلى رد الحكومة ووزارة التربية الوطنية على هذه الخطوة، وكيف تتجاوب معها، حيث يتوقع متابعون للملف أن تتم الدعوة إلى جلسة ثانية من الحوار بين الوزارة والأساتذة المتعاقدين من أجل بحث ملفهم بهدف إيجاد تسوية ترضي الجميع، خصوصا بعد الشد والجذب الذي عرفه الملف طيلة الأسابيع الماضية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.