«سابك» تحقق 900 مليون دولار أرباحاً في الربع الأول

الرئيس التنفيذي: التغير عن نتائج الربع المماثل بسبب تباطؤ نمو الطلب

جانب من المؤتمر الصحافي لإلقاء الضوء على أداء شركة «سابك» خلال الربع الأول من العام (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي لإلقاء الضوء على أداء شركة «سابك» خلال الربع الأول من العام (الشرق الأوسط)
TT

«سابك» تحقق 900 مليون دولار أرباحاً في الربع الأول

جانب من المؤتمر الصحافي لإلقاء الضوء على أداء شركة «سابك» خلال الربع الأول من العام (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي لإلقاء الضوء على أداء شركة «سابك» خلال الربع الأول من العام (الشرق الأوسط)

حققت شركة «سابك» أرباحاً صافية بلغت 3.4 مليار ريال (900 مليون دولار) في الربع الأول من 2019، بزيادة قدرها 5 في المائة، مقارنة بـ3.2 مليار ريال (850 مليون دولار) حققتها في الربع السابق من 2018.
وبلغ إجمالي المبيعات خلال الربع الأول من هذا العام 37.4 مليار ريال (9.9 مليار دولار)، بانخفاض قدره 7 في المائة على أساس سنوي مقارنة بالربع الأول من عام 2018، و11 في المائة على أساس فصلي مقارنة بالربع الأخير من 2018.
وقال يوسف البنيان؛ الرئيس التنفيذي لشركة «سابك»، إن التغير في نتائج الربع الأول من 2019 مقارنة بالربع المماثل من 2018 حدث بسبب تباطؤ نمو الطلب، فضلاً عن البداية البطيئة التي شهدتها الاقتصادات هذا العام، والمستوى العالي في المخزون، مضيفاً أن الأسواق في 2019 واجهت تحديات عدّة؛ منها تذبذب أسعار النفط، وزيادة الفائدة، والحرب التجارية بين أميركا والصين، بالإضافة إلى «بريكست»، وزيادة الإنتاج في صناعة البتروكيماويات، موضحاً أن هذه الأسباب أدت إلى زيادة الضغط على أسعار المنتجات.
وأشار البنيان إلى أنه بالنظر إلى النتائج التي حققتها الشركة، فإن أداء «سابك» جاء قوياً رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها الأسواق العالمية، مشيراً إلى أن «سابك» أظهرت «قوة ومرونة في أدائها المالي في ظل ظروف السوق الصعبة، بالإضافة إلى انخفاض أسعار البتروكيماويات، الذي أثر سلباً على نتائج (سابك) في الربع الأول، إلا إن (سابك) واصلت تقديم أداء تشغيلي قوي، حيث حققت أعلى مبيعات فصلية خلال الفترات الربعية الأربعة الأخيرة».
وأضاف البنيان، خلال مؤتمر صحافي لإلقاء الضوء على أداء الشركة خلال الربع الأول، في الرياض أمس، أن شركة «سابك» ترحب بـ«الموافقة المبدئية لشركة (أرامكو) وصندوق الاستثمارات العامة، على الاستحواذ على حصة صندوق الاستثمارات العامة من قبل شركة (أرامكو)»، موضحاً أن شركة «(سابك - ومن خلال استراتيجياتها - تبحث عن النمو للوجود في إحدى الأسواق في الصين أو الولايات المتحدة أو أفريقيا».
وأكد أن «(سابك) لا تزال تمضي قدماً في مسيرة التحول التي بدأتها قبل 3 سنوات، والتي تواصل خلالها العمل لتحقيق تقدم في مجال المنتجات المتخصصة، والبقاء على المسار الصحيح في الجهود التحولية في المغذيات الزراعية. بالإضافة إلى العمل على دمج العمليات التشغيلية في شركتي (صدف) و(بتروكيميا)، بما يؤدي إلى زيادة الكفاءة وتعزيز القدرة التنافسية وخفض التكاليف، حيث من المتوقع الانتهاء من هذه الخطوة في النصف الثاني من العام الحالي». وأضاف البنيان أن الاستدامة تشكل محوراً للتركيز بالنسبة لشركة «سابك»، مضيفاً أن «الشركة وقّعت في أواخر العام الماضي مذكرة تفاهم مع شركة (بلاستيك إنيرجي)، التي يقع مقرها في المملكة المتحدة، حيث تمحورت الاتفاقية حول إنتاج مواد لقيم للبتروكيماويات مُعاد تدويرها يتم استخدامها في مواقع (سابك) في أوروبا... ومنذ ذلك الحين، حققت (سابك) إنجازاً آخر فيما يتعلق بإنتاج بوليمرات مُعتمدة مُعاد تدويرها، وذلك باستخدام مواد لقيم مُنتجة من النفايات البلاستيكية المختلطة».
وأوضح الرئيس التنفيذي لـ«سابك» أن «توقعات النمو للاقتصاد العالمي في عام 2019 تدور حول مستوى 3 في المائة»، مشيراً إلى أن «النمو في السعودية كان عند مستوى 2.2 في المائة في 2018، بينما التوقعات للعام الحالي كانت في حدود 1.3 في المائة، إلا إن وزير المالية السعودي أعلن مؤخراً أن توقعات النمو للاقتصاد السعودي في 2019 ارتفعت إلى مستوى 1.8 في المائة نتيجة لإعادة هيكلة الاقتصاد والبرامج التي سوف تدعمها السعودية».
وتابع البنيان أن التوقعات للعام الحالي أشارت إلى أن النمو في الولايات المتحدة سيقتصر على 2.3 في المائة، «لكن نتائج الربع الأول كانت إيجابية ووصلت إلى 2.9 في المائة»، مؤكدا أن «تلك النتائج تعد إشارات محفزة على الطلب في صناعة البتروكيماويات، خصوصاً في سوق مثل السوق الأميركية».
وأشار البنيان إلى أن «هناك تراجعاً في التوقعات الخاصة بأوروبا؛ حيث بلغت 1.1 في المائة، وذلك لأسباب عدة؛ أهمها (بريكست)، بالإضافة إلى تأثر بعض العملات مقابل الدولار في أوروبا». وأضاف أن الحكومة الصينية «ارتأت أن ارتفاع إجمالي الناتج المحلي خلال 2019 سيكون بين 6.0 و6.5 في المائة، في حين أفريقيا لا يزال بها نمو إيجابي، حيث بلغ النمو 3.9 في المائة، بينما تواجه تحديات هيكلية سواء في الحوكمة أو أنظمة الاستثمار».


مقالات ذات صلة

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

أسهمت النتائج المالية الإيجابية والأرباح التي حققها قطاع البنوك وشركات عاملة بقطاع الطاقة في صعود مؤشر الأسهم السعودية وتحقيقه مكاسب مجزية.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال المائدة المستديرة في الرياض (تصوير: مشعل القدير)

مائدة مستديرة في الرياض تشدد على ضرورة «بناء أنظمة طاقة نظيفة ومرنة»

شدد مختصون بالطاقة النظيفة على ضرورة تنويع مصادر الإمداد وتعزيز قدرات التصنيع المحلية لضمان أمن الطاقة على المدى الطويل وتقليل نقاط الضعف.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الاقتصاد تتولى الهيئة الملكية لمدينة الرياض تنفيذ عدد من المشاريع الضخمة بالعاصمة السعودية (الهيئة)

«بارسونز» الأميركية تفوز بعقد قيمته 53 مليون دولار لبرنامج الطرق في الرياض

فازت شركة «بارسونز» الأميركية بعقد لإدارة تطوير شبكة الطرق بالرياض، في وقت تستعد العاصمة السعودية لاستضافة «إكسبو 2030» وكأس العالم لكرة القدم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 
TT

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة)، قبل أن تصبح اليوم أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، وحاصلة على 9 شهادات قياسية من «غينيس».

وسميت «الكنداسة» اشتقاقاً من اسمها اللاتيني (Condenser) والتي تعني المكثف، هذه الآلة كانت تعمل بالفحم الحجري لتكثيف وتقطير مياه البحر لتنتج المياه العذبة.

وفي عام 1926، وبسبب معاناة الحجاج والمعتمرين من قلة المياه العذبة عند وصولهم إلى جدة، إذ كانت بالكاد تكفي السكان، أمر الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود باستيراد آلتين كبيرتين لتقطير مياه البحر لتأمين احتياجهم من الماء.

أما نقطة التحول فكانت في 1974، العام الذي أنشئت فيه المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في السعودية (الهيئة السعودية للمياه حالياً). وتدير حالياً 33 محطة تحلية، من بينها 8 محطات على ساحل الخليج العربي و25 محطة على ساحل البحر الأحمر.

وتنتج هذه المحطات 5.6 مليون متر مكعب من المياه العذبة يومياً، ما يعادل نحو 70 في المائة من إنتاج المياه المحلاة في المملكة، ما يجعلها أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم.

وقد سجّلت في فبراير (شباط) الماضي المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تسعة أرقام قياسية سعودية جديدة في موسوعة «غينيس» العالمية، وذلك لإنتاجها ما يزيد على 11.5 مليون متر مكعب يومياً.

استثمارات ضخمة

أصبحت السعودية من كبرى الدول في العالم من حيث حجم الاستثمارات في تحلية المياه، إذ ضخت استثمارات كبيرة في بناء محطات التحلية، بحسب وكيل الرئيس للشراكات الاستراتيجية والمحتوى المحلي في الهيئة السعودية للمياه المهندس محمد آل الشيخ، خلال حديثه في مؤتمر الأطراف (كوب 16) المقام حالياً في الرياض.

وأوضح آل الشيخ أن العاصمة الرياض على سبيل المثال تحصل على المياه المحلاة من بحر الخليج العربي عبر خط أنابيب يمتد لمسافة 500 كيلومتر، وهو نظام نقل مياه متطور لنقل المياه المحلاة، مضيفاً أن هناك استثمارات في البنية التحتية قد تمت على مدار أكثر من أربعة عقود.

ووفقاً لآخر الأرقام المعلنة، فقد رصدت البلاد ميزانية تجاوزت 80 مليار دولار لتنفيذ مئات المشاريع المائية خلال السنوات المقبلة.

تعميم التجربة

ولم تدخر السعودية الخبرات التي جمعتها منذ أن تحولت تحلية المياه من «الكنداسة» إلى أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم.

فقد وقّعت في يوليو (تموز) 2024 اتفاقية مع البنك الدولي تهدف في أحد بنودها إلى تعميم تجربة المملكة الناجحة في قطاع المياه إلى الدول الأقل نمواً.

وتشمل أيضاً نقل المعرفة وتبادل الخبرات في إدارة الموارد المائية وتقليل التكاليف التشغيلية للمرافق.

وتسعى البلاد إلى مساعدة الدول الأخرى في تحسين كفاءة قطاع المياه وتطوير حلول مستدامة، ما يحقق الهدف السادس لهيئة الأمم المتحدة: «المياه النظيفة والنظافة الصحية»، وفق البيان.

تقنيات الطاقة

وفيما يخص التقنيات المتطورة في تحلية المياه، تحدث آل الشيخ عن التوجهات المستقبلية لتحسين تقنيات التحلية، إذ انتقلت المملكة من استخدام تقنيات التحلية الحرارية إلى تقنيات أكثر كفاءة وأقل استهلاكاً للطاقة بنسب تصل في توفير الطاقة لأكثر من 80 في المائة، وتهدف إلى أن تصبح 83 في المائة من مياه البحر المحلاة، وتعتمد على تقنية التناضح العكسي، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة.

وتُستخدم تقنية التناضح العكسي بشكل واسع في تحلية مياه البحر للحصول على مياه صالحة للشرب، وفي معالجة مياه الصرف الصحي، وكذلك في العديد من التطبيقات الصناعية التي تحتاج إلى مياه نقية وخالية من الشوائب.

آل الشيخ متحدثاً للحضور خلال إحدى الجلسات على هامش مؤتمر (كوب 16) بالرياض (الشرق الأوسط)

وأشار آل الشيخ إلى أن المملكة قامت بتنفيذ تجارب مبتكرة، مثل المشروع التجريبي في مدينة حقل (شمال غربي السعودية)، من خلال إنشاء محطة هجينة تعتمد على الطاقة الشمسية والرياح والطاقة التقليدية.

و«قد أثبت المشروع أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تساهم في تقليل استهلاك الطاقة في تشغيل محطات التحلية، حيث يمكن للطاقة المتجددة أن تساهم في تشغيل المحطات بنسبة تصل إلى 60 في المائة في بعض الفصول».

انخفاض تكلفة الإنتاج

وفيما يتعلق بتكاليف الإنتاج، أكد آل الشيخ أن تكلفة تحلية المياه قد انخفضت بشكل ملحوظ، إذ كانت تكاليف إنتاج متر مكعب واحد من الماء تتجاوز 4 ريالات (1.06 دولار) في الماضي، بينما الآن لا تتجاوز التكلفة 2.5 ريال (نحو 0.67 دولار)، مع توقعات بتحقيق انخفاض أكبر في المستقبل.

وخلال الجلسة الحوارية على هامش «كوب 16»، قال المدير العالمي لقطاع الممارسات العالمية للمياه بمجموعة البنك الدولي ساروج كومار جاه إن الدول التي تعاني من ندرة المياه يجب أن تسعى إلى إعادة استخدام كل قطرة مياه في البلاد عدة مرات.

وأشار إلى أن سنغافورة تعد نموذجاً في هذا المجال، حيث تعيد استخدام كل قطرة مياه 2.7 مرة. وفيما يتعلق بالسعودية، ذكر أن المملكة تستخدم المياه مرتين تقريباً، مع إمكانية تحسين هذه النسبة بشكل أكبر في المستقبل.

المدير العالمي لقطاع الممارسات العالمية للمياه بمجموعة البنك الدولي ساروج كومار خلال الجلسة الحوارية (الشرق الأوسط)

وفيما يخص تكلفة تحلية المياه، قال إنها انخفضت بنسبة 80 في المائة تقريباً عالمياً، بفضل استخدام الطاقة الشمسية وتطور التقنيات المستخدمة في التحلية، مما يجعل هذه الطريقة أكثر جدوى في البلدان مثل السعودية التي تقل فيها معدلات هطول الأمطار.

ولفت كومار جاه إلى زيارته الأخيرة منطقة أنتوفاغاستا في تشيلي، وهي الأشد جفافاً في العالم، إذ لا تسقط فيها الأمطار على الإطلاق.

ورغم ذلك، تُعد هذه المنطقة من أكثر المناطق الاقتصادية ازدهاراً في العالم، بفضل تبني تقنيات تحلية المياه وإعادة استخدامها، مما يعكس إمكانية بناء المرونة المائية في المناطق الجافة مثل السعودية، بحسب كومار جاه.