كل ما يحتاجه الصحافي لإنتاج تقرير بالهاتف الذكي

من الإضافات الأخرى للهاتف لتحسين جودة التّصوير «مُثبِّت للهاتف» لكي يعفيك من مهمة حمله
من الإضافات الأخرى للهاتف لتحسين جودة التّصوير «مُثبِّت للهاتف» لكي يعفيك من مهمة حمله
TT

كل ما يحتاجه الصحافي لإنتاج تقرير بالهاتف الذكي

من الإضافات الأخرى للهاتف لتحسين جودة التّصوير «مُثبِّت للهاتف» لكي يعفيك من مهمة حمله
من الإضافات الأخرى للهاتف لتحسين جودة التّصوير «مُثبِّت للهاتف» لكي يعفيك من مهمة حمله

مع تطوير الهواتف الذكية متاجر تطبيقاتها، تحولت تلك الأجهزة إلى أدوات إعلامية متكاملة، تخدم الصحافي الشامل. «صحافة الموبايل» باتت ظاهرة لا تقلّ شأناً عن مجالات الصحافة الأخرى، فبمستطاع المراسل اليوم إعداد تقرير مصوّر متكامل، ومن ثمّ «منتجته» ونشره، أو إرساله إلى قناة يعمل بها، من دون الاعتماد على مصوّر أو منتج. كل ما يحتاج إليه هو هاتف ذكي... ومهارات مطروحة في المقال.
من أهم هذه الأمثلة فيلم «أنساين» الذي عمل المخرج الشهير ستيفن سودربيرغ عليه. صوّر الفيلم بالكامل بعدسة كاميرا الهاتف الذكي، وضاهت جودته الإنتاجات الهوليوودية.
ينصح مارك إيغان، الصّحافي والخبير التقني البريطاني، بوضع إعدادات الهاتف على «إعداد الطيران» (Airplane Mode) عند التصوير كي لا تشوش المكالمات والرسائل عليه، كما يشدّد على أهمية تصوير الفيديو عرضياً، إن كان الغرض نشره على شاشة التلفزيون أو «يوتيوب»، وفقاً لما أفاده في ورشة عمل، حضرتها «الشرق الأوسط» على هامش منتدى الشّارقة الدُّولي للاتصال الحكومي، الشهر الماضي.
وفيما يلي نصائح أخرى كشفها إيغان، أثناء ورشة العمل:
> تأكد أنّ إعدادات الكاميرا ملائمة لإضاءة الغرفة، قبل البدء بالتصوير، لكي لا يكون الفيديو الملتقط داكناً. وتجنب تصوير الأشخاص، وخلفهم الشباك، لأن الصورة ستكون معتمة، الأفضل هنا التصوير في الخارج. لذا ينصح بالوقوف بشكل معاكس للشمس، أي أن تبقى أشعتها وراءك، كي لا يصبح الضوء ساطعاً أو يعكس ظلاً، وكذلك يُنصح بتجنب التصوير ليلاً، كي لا تكون الصورة مظلمة.
> الهواتف الذكية الحديثة مزودة بكاميرات عالية الدقة، توفر صورة ذات جودة «Full HD»، الخيار الأفضل لشاشة التلفزيون، لكن سيكون حجم الفيديو كبيراً وسيصعب إرساله وتحميله، لذا قد يفضل الاكتفاء بجودة «720p» أحياناً.
> احرص على أن ترفع الهاتف، ليكون على نفس طول الشّخص، ليستطيع النظر مباشرة إلى العدسة، وحاول أن تكون عيناه ضمن ثلثي الشاشة.
> لزيادة جودة الصوت، استخدم الميكروفون الموجود بسماعات الأذن الخاصة بالهاتف، أو بإمكانك شراء ميكروفون منفصل بسعر زهيد وشبّكه بالهاتف. هناك بعض الميكروفونات اللاسلكية التي يمكن أن تصلها بالهاتف عن طريق «بلوتوث». في حال كان هنالك ضجيج أو ريح «عند التصوير في الخارج» بالإمكان وضع منديل على الميكروفون.
> من الإضافات الأخرى للهاتف لتحسين جودة التصوير، عدسات إضافية، ومثبت للهاتف «Tripod» أو «Gimbal Stabiliser» لكي يعفيك من مهمة حمل الهاتف خلال التصوير.
> تطبيقات تساند في مرحلة التصوير؛ Filmic Pro، ProShot، Mavis، Cinema FV5. Open Camera
> بعد الانتهاء من التصوير، بالإمكان نقل المقاطع على «Flash disk» خاص بالهاتف الذكي، ومن ثمّ تُنقل إلى الكومبيوتر، لتبدأ مرحلة المونتاج. لكن تطبيقات الهواتف الذكية أثبتت مؤخراً جدارتها في هذا العالم، وأصبح بالإمكان المونتاج مباشرة على الهاتف.
> تطبيقات للمونتاج على الهاتف؛ iMovie، Luma Fusion، Power Director، Kinemaster، VLOGIT، CUTE CUT، INSHOT، Adobe Premier Rush
تمتلك صحافة الموبايل إمكانية وضع التقارير الإخبارية في أيدي المجتمعات الصغيرة، وتسهيل عملية تبادل المعلومات بين المستخدمين، نتيجة سهولة استخدام الهواتف الجوالة، مقارنة بوسائل الإعلام التقليدية، إلّا أنّ التطورات الأخيرة في جودة المحتوى المنتج، تجعلها منافسة في إعداد المحتوى للشّاشة الصّغيرة والكبيرة. وعلى غرف أخبار القنوات التلفزيونية ركوب الموجة من الآن وتدريب طواقمها على هذا النوع من الإنتاج، لأنّ الجيل الجديد الذي سيتخرّج وسيتوظف في تلك الغرف سيكون على دراية بهذه التقنيات، وسيوظفها في حياته اليومية، ومن المتوقع أن يبدع بها في حياته المهنية.


مقالات ذات صلة

إصابة مصورَين صحافيَين بنيران إسرائيلية في جنوب لبنان

المشرق العربي جنود إسرائيليون يقودون مركباتهم في منطقة قريبة من الحدود الإسرائيلية اللبنانية كما شوهد من شمال إسرائيل الأربعاء 27 نوفمبر 2024 (أ.ب)

إصابة مصورَين صحافيَين بنيران إسرائيلية في جنوب لبنان

أصيب مصوران صحافيان بجروح بعد إطلاق جنود إسرائيليين النار عليهما في جنوب لبنان اليوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي نازحون في أثناء عودتهم إلى قراهم بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024... الصورة في أبلح شرقي لبنان (أ.ب)

«انتصار للبيت الأبيض»... صحف تحلل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

رأى موقع «بوليتيكو» أن اتفاق وقف إطلاق النار «انتصار كبير للبيت الأبيض»، وقالت «نيويورك تايمز» إن بايدن يريد تذكّره بأنه وضع الشرق الأوسط على طريق تسوية دائمة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
آسيا خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

أفادت الأمم المتحدة، الثلاثاء، بأنها سجّلت 336 اعتداءً على صحافيين وعاملين في وسائل إعلام منذ عودة «طالبان» لحكم أفغانستان في أغسطس 2021.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)

تشكيلة جديدة للهيئات الإعلامية بمصر وسط ترقب لتغييرات

استقبلت الأوساط الإعلامية والصحافية المصرية، التشكيلة الجديدة للهيئات المنظمة لعملهم، آملين في أن تحمل معها تغييرات إيجابية.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
المشرق العربي المسؤول الإعلامي في «حزب الله» محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب) play-circle 00:40

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف تكون إسرائيل انتقلت من اغتيال القادة العسكريين في الحزب إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.

بولا أسطيح (بيروت)

فوز ترمب «يُحطم» البنية الإعلامية التقليدية للديمقراطيين

ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز)
ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز)
TT

فوز ترمب «يُحطم» البنية الإعلامية التقليدية للديمقراطيين

ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز)
ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز)

قد يكون من الواجب المهني الاعتراف بأن الجميع أخطأ في قراءة مجريات المعركة الانتخابية، والمؤشرات التي كانت كلها تقود إلى أن دونالد ترمب في طريقه للعودة مرة ثانية إلى البيت الأبيض. وترافق ذلك مع حالة من الإنكار لما كانت استطلاعات الرأي تُشير إليه عن هموم الناخب الأميركي، والأخطاء التي أدّت إلى قلّة التنبُّه لـ«الأماكن المخفية»، التي كان ينبغي الالتفات إليها.

لا ثقة بالإعلام الإخباري

وبمعزل عن الدوافع التي دعت جيف بيزوس، مالك صحيفة «واشنطن بوست»، إلى القول بأن «الأميركيين لا يثقون بوسائل الإعلام الإخبارية» لتبرير الامتناع عن تأييد أي من المرشحيْن، تظل «الحقيقة المؤلمة» أن وسائل الإعلام الأميركية، خصوصاً الليبرالية منها، كانت سبباً رئيسياً، ستدفع الثمن باهظاً، جراء الدور الذي لعبته في تمويه الحقائق عن الهموم التي تقضّ مضاجع الأميركيين.

صباح يوم الأربعاء، ومع إعلان الفوز الكاسح لترمب، بدا الارتباك واضحاً على تلك المؤسسات المكتوبة منها أو المرئية. ومع بدء تقاذف المسؤوليات عن أسباب خسارة الديمقراطيين، كانت وسائل الإعلام هي الضحية.

وفي بلد يتمتع بصحافة فعّالة، كان لافتاً أن تظل الأوهام قائمة حتى يوم الانتخابات، حين أصرت عناوينها الرئيسية على أن الأميركيين يعيشون في واحد من «أقوى الاقتصادات» على الإطلاق، ومعدلات الجريمة في انخفاض، وعلى أن حكام «الولايات الحمراء» يُضخّمون مشكلة المهاجرين، وأن كبرى القضايا هي المناخ والعنصرية والإجهاض وحقوق المتحولين جنسياً.

في هذا الوقت، وفي حين كان الجمهوريون يُسجلون زيادة غير مسبوقة في أعداد الناخبين، والتصويت المبكر، ويستفيدون من التحوّلات الديموغرافية التي تشير إلى انزياح مزيد من الناخبين ذوي البشرة السمراء واللاتينيين نحو تأييد ترمب والجمهوريين، أصرّت العناوين الرئيسية على أن كامالا هاريس ستفوز بموجة من النساء في الضواحي.

جيف بيزوس مالك «واشنطن بوست» (رويترز)

عجز عن فهم أسباب التصويت لترمب

من جهة ثانية، صحيفة «وول ستريت جورنال»، مع أنها محسوبة على الجمهوريين المعتدلين، وأسهمت استطلاعاتها هي الأخرى في خلق صورة خدعت كثيرين، تساءلت عمّا إذا كان الديمقراطيون الذين يشعرون بالصدمة من خسارتهم، سيُعيدون تقييم خطابهم وبرنامجهم السياسي، وكذلك الإعلام المنحاز لهم، لمعرفة لماذا صوّت الأميركيون لترمب، ولماذا غاب ذلك عنهم؟

في أي حال، رغم رهان تلك المؤسسات على أن عودة ترمب ستتيح لها تدفقاً جديداً للاشتراكات، كما جرى عام 2016، يرى البعض أن عودته الجديدة ستكون أكثر هدوءاً مما كانت عليه في إدارته الأولى، لأن بعض القراء سئِموا أو استنفدوا من التغطية الإخبارية السائدة.

وحتى مع متابعة المشاهدين لنتائج الانتخابات، يرى الخبراء أن تقييمات متابعة التلفزيون والصحف التقليدية في انحدار مستمر، ومن غير المرجّح أن يُغيّر فوز ترمب هذا المأزق. وبغضّ النظر عن زيادة عدد المشاهدين في الأمد القريب، يرى هؤلاء أن على المسؤولين التنفيذيين في وسائل الإعلام الإخبارية وضع مهامهم طويلة الأجل قبل مخاوفهم التجارية قصيرة الأجل، أو المخاطرة «بتنفير» جماهيرهم لسنوات مقبلة.

وهنا يرى فرانك سيزنو، الأستاذ في جامعة «جورج واشنطن» ورئيس مكتب واشنطن السابق لشبكة «سي إن إن» أنه «من المرجح أن يكون عهد ترمب الثاني مختلفاً تماماً عمّا رأيناه من قبل. وسيحمل هذا عواقب وخيمة، وقيمة إخبارية، وينشّط وسائل الإعلام اليمينية، ويثير ذعر اليسار». ويضيف سيزنو «من الأهمية بمكان أن تفكر هذه القنوات في تقييماتها، وأن تفكر أيضاً بعمق في الخدمة العامة التي من المفترض أن تلعبها، حتى في سوق تنافسية للغاية يقودها القطاع الخاص».

صعود الإعلام الرقمي

في هذه الأثناء، يرى آخرون أن المستفيدين المحتملين الآخرين من دورة الأخبار عالية الكثافة بعد فوز ترمب، هم صانعو الـ«بودكاست» والإعلام الرقمي وغيرهم من المبدعين عبر الإنترنت، الذين اجتذبهم ترمب وكامالا هاريس خلال الفترة التي سبقت الانتخابات. وهو ما عُدَّ إشارة إلى أن القوة الزائدة للأصوات المؤثرة خارج وسائل الإعلام الرئيسية ستتواصل في أعقاب الانتخابات.

وفي هذا الإطار، قال كريس بالف، الذي يرأس شركة إعلامية تنتج بودكاست، لصحيفة «نيويورك تايمز» معلّقاً: «لقد بنى هؤلاء المبدعون جمهوراً كبيراً ومخلصاً حقّاً. ومن الواضح أن هذا هو الأمر الذي يتّجه إليه استهلاك وسائل الإعلام، ومن ثم، فإن هذا هو المكان الذي يحتاج المرشحون السياسيون إلى الذهاب إليه للوصول إلى هذا الجمهور».

والواقع، لم يخسر الديمقراطيون بصورة سيئة فحسب، بل أيضاً تحطّمت البنية الإعلامية التقليدية المتعاطفة مع آرائهم والمعادية لترمب، وهذا ما أدى إلى تنشيط وسائل الإعلام غير التقليدية، وبدأت في دفع الرجال من البيئتين الهسبانيكية (الأميركية اللاتينية) والفريقية (السوداء) بعيداً عنهم، خصوصاً، العمال منهم.

يرى الخبراء أن تقييمات متابعة التلفزيون والصحف التقليدية في انحدار مستمر ومن غير المرجّح أن يُغيّر فوز ترمب هذا المأزق

تهميش الإعلام التقليدي

لقد كانت الإحصاءات تشير إلى أن ما يقرب من 50 مليون شخص، قد أصغوا إلى «بودكاست» جو روغان مع ترمب، حين قدم تقييماً أكثر دقة لمواقفه ولمخاوف البلاد من المقالات والتحليلات التي حفلت بها وسائل الإعلام التقليدية، عن «سلطويته» و«فاشيته» لتدمير المناخ وحقوق الإجهاض والديمقراطية. ومع ذلك، لا تزال وسائل الإعلام، خصوصاً الليبرالية منها، تلزم الصمت في تقييم ما جرى، رغم أن توجّه الناخبين نحو الوسائل الجديدة عُدّ تهميشاً لها من قِبَل الناخبين، لمصلحة مذيعين ومؤثّرين يثقون بهم. وبالمناسبة، فإن روغان، الذي يُعد من أكبر المؤثّرين، ويتابعه ملايين الأميركيين، وصفته «سي إن إن» عام 2020 بأنه «يميل إلى الليبرالية»، وكان من أشد المؤيدين للسيناتور اليساري بيرني ساندرز، وقد خسره الديمقراطيون في الانتخابات الأخيرة عند إعلانه دعمه لترمب. وبدا أن خطاب ساندرز الذي انتقد فيه حزبه جراء ابتعاده عن الطبقة العاملة التي تخلّت عنه، أقرب إلى ترمب منه إلى نُخب حزبه، كما بدا الأخير بدوره أقرب إلى ساندرز من أغنياء حزبه الجمهوري.