هنية مستعد للقاء عباس من أجل مواجهة «صفقة القرن»

رئيس «حماس» يؤكد أن الحديث حول سيناء مجرد «خزعبلات»

TT

هنية مستعد للقاء عباس من أجل مواجهة «صفقة القرن»

قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إنه مستعد للقاء سريع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل استعادة الوحدة الوطنية ضمن مواجهة صفقة القرن.
وأضاف هنية خلال كلمة له في مؤتمر وطني حمل اسم «متحدون في مواجهة صفقة القرن»، أنه قد «تطلب الأمر عقد لقاء يجمع قيادة حركة فتح برئاسة الرئيس محمود عباس مع قيادة حماس فنحن جاهزون في غزة جاهزون... في القاهرة جاهزون... في أي مكان جاهزون». وتابع: «ليس لدى حماس أي فيتو على أي لقاء بأي شكل بما يضمن تكريس الوحدة وإنهاء الانقسام من أجل توفير عناصر الصمود والمواجهة في وجه صفقة القرن». وأوضح هنية: «المصالحة والوحدة مطلب عاجل... ولا نريد بديلاً لمنظمة التحرير».
وحديث هنية حول المنظمة جاء ردا على اتهامات سابقة من مسؤولين في منظمة التحرير لحركة حماس بالسعي لتشكيل إطار بديل للمنظمة وضرب المؤسسات الرسمية، داعين كل الفصائل الفلسطينية بمقاطعة الهيئة العليا التي تسعى حماس لتشكيلها بدعوى مواجهة «صفقة القرن». وكان القيادي في حركة حماس صلاح البردويل كشف عن تحضيرات بدأتها الحركة من أجل تشكيل الهيئة الوطنية العليا لمواجهة «صفقة القرن» المقرر إعلانها من الإدارة الأميركية عقب انتهاء شهر رمضان.
وقال هنية إن «الهدف من اللقاء بين الفصائل الفلسطينية هو الاتفاق على ميثاق شرف وطني تتوافق عليه القوى والفصائل لمواجهة صفقة القرن، يستند إلى مغادرة اتفاق أوسلو، واستعادة الوحدة الوطنية ضمن خطوات محددة، وإطلاق حراك شعبي في الأراضي الفلسطينية للتأكيد على رفض الشعب الفلسطيني لصفقة القرن، وتعزيز التعاون والإسناد والتشاور مع دول العالم أجمع لمواجهة الصفقة المشبوهة، ورفض التطبيع مع العدو».
وأضاف: «الكل الفلسطيني يستشعر خطورة المرحلة الحالية التي تشهدها الساحة الفلسطينية خاصة فيما يتعلق بصفقة القرن». وتابع: «شعبنا مصمم على حماية القضية الفلسطينية من جميع الأخطار والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، وخاصة صفقة القرن، مهما كانت التكاليف وبلغت التضحيات».
ولفت هنية إلى أن الساحة الفلسطينية تعرضت لثلاثة مشاهد خطيرة «أولها الحراك الصهيوأميركي لتصفية القضية الفلسطينية من خلال ما يُسمى صفقة القرن وأخطر ما في هذا التحرك أنه للمرة الأولى في تاريخ الصراع يتم العمل على تصفية القضية السياسية للشعب الفلسطيني، والتي بدأت من خلال الإعلان أن القدس عاصمة إسرائيل وتصفية الأونروا وإعطاء الجولان السوري للاحتلال ليصبح جزءا منه وإعطاء الضوء الأخضر للاحتلال ليفرض سيطرته على الجزء الأكبر في الضفة المحتلة والعمل على الفصل السياسي بين الضفة وقطاع غزة. والمشهد الثاني الخطير الذي عاشته الساحة الفلسطينية، انطلاق قطار التطبيع ومحاولات اختراق إسرائيل للجسم العربي من البوابة الرسمية وهذا مؤشر على أن الصفقة التي يجري تطبيق فصولها على الأرض تسير في مسارين اثنين، الأول مسار فلسطيني والثاني مسار إقليمي، والمشهد الثالث هو مشهد الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وصفقة القرن».
ورفض هنية كل الاتهامات لحماس بمحاولة فصل قطاع غزة. وقال إن «غزة لن تتمدد إلا في إطار الجغرافيا الفلسطينية». وأضاف أن «كل ما يروج عن أخذ أراض في سيناء خزعبلات لا أساس لها من الصحة». وأردف: «لا الإخوة في مصر يقبلون بالمساس بالسيادة المصرية على أي شبر، ولا نحن بصفتنا فلسطينيين نقبل أن يكون لنا سيادة إلا على أرضنا وحدودنا».
وتابع: «لا دولة في غزة ولا دولة من دون غزة، ولا للوطن البديل ولا للتعويض عن حق العودة ولا للتفريط في شبر من القدس». وأعرب هنية عن ارتياح حركته «لكل ما نسمعه من أشقائنا في مصر». وأضاف: «الموقف المصري واضح، وأنها ما زالت ترى دولة فلسطينية على كامل فلسطين وحق العودة». وقال هنية إن حركته تريد إعادة الوحدة وترى أن ذلك «يتطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية سياسية من الفصائل تعمل على إجراء انتخابات شاملة رئاسية تشريعية وانتخابات للمجلس الوطني ثم تعمل على توحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية في الضفة وغزة». وقال هنية إن خطورة المرحلة تستوجب منا فتح صفة جديدة وإزالة التباينات فيما بيننا.
لكن دعوة هنية قوبلت بتشكيك لدى قيادة فتح. وقال مسؤول إن الرئيس عباس ليس بحاجة لدعوة من أحد لأنه أول من بدأ في مواجهة الصفقة والوحيد الذي يعطلها الآن.
وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لو أرادت حماس مواجهة الصفقة فعليها أن تطبق اتفاق المصالحة فورا بلا تلكؤ أو تباطؤ، لأنها بإصرارها على إدامة الانقسام، إنما تساعد في تنفيذ الصفقة».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».