«ذا بالم كورت»... القاعة التي شهدت ولادة تقليد الشاي الإنجليزي

الأفضل لعام 2018 والأقدم في لندن

قاعة جميلة بديكورات «آرت ديكو» الراقية
قاعة جميلة بديكورات «آرت ديكو» الراقية
TT

«ذا بالم كورت»... القاعة التي شهدت ولادة تقليد الشاي الإنجليزي

قاعة جميلة بديكورات «آرت ديكو» الراقية
قاعة جميلة بديكورات «آرت ديكو» الراقية

زيارة لندن لا تكتمل إلا بتذوق الشاي الإنجليزي على الطريقة التقليدية في أحد فنادق المدينة الراقية، الخيارات كثيرة، لأن العاصمة البريطانية لا تبخل على أهلها وزوارها بما تزخر به من تحف معمارية تتهامس الأسرار ما وراء جدران وقفت صامدة على مر السنين لتصبح أجمل وأرقى، وتحكي قصصاً كثيرة عاشها من واكب الفترة الباروكية والفيكتورية وغيرها، وقد تكون الحقبة الفيكتورية من بين أهم الريش التي رسمت بها معالم لندن الخالدة، ولا تزال هناك عدة تقاليد لم يتخلّ عنها البريطانيون تعود إلى تلك الحقبة، وعلى رأسها تقليد الشاي الإنجليزي الذي يقدم فترة بعد الظهر، وهذا التقليد تبنته نسبة كبيرة من المقاهي العصرية، ولكن وكما يقول المثل الشعبي «أعطَ خبزك للخباز...» وبمعنى آخر فلا يصح إلا الصحيح، ولا يتقن التقليد إلا من قدّمه بحذافيره، وبكل ما يستحق من تقدير.
تقليد الشاي الإنجليزي أو ما يعرف بـ«Afternoon Tea» بدأ في بريطانيا منذ أكثر من 150 عاماً، ولكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن هذا التقليد بدأ يقدم للعموم في صالة «ذا بالم كورت» The Palm Court داخل فندق «ذا لانغهام» The Langham في شارع «ريجنتس ستريت» بوسط لندن.
فمن داخل هذه القاعة، بدأ تقديم الشاي الإنجليزي على أنغام الموسيقى منذ افتتاح الفندق عام 1865، عندما كان يتهافت مواكبو تلك الفترة الزمنية من الطبقة الفيكتورية المخملية بالمجيء إلى الفندق لتناول الشاي مع الحلوى والسندويتشات المنمقة لكسر تراتبية تناول الشاي في المنزل.
واستطاع الفندق المحافظة على جميع مفردات الحقبة الفيكتورية على الرغم من عملية الترميم والتجميل الرائعة التي خضع لها، فعند ولوجك إلى قاعة «ذا بالم كورت» تشعر بالهيبة، وكأنك تعبر الأزمان وتعود إلى الوراء وتمشي على خطى النبلاء والأرستقراطيين الذين كانوا يأتون يومياً إلى هذه القاعة للتسامر والغوص في مناقشات ساخنة، واليوم هذه القاعة بقيت على حالها مع اختلاف بسيط في المواضيع الساخنة التي تناقش فيها لأن «بريكست» هو الشغل الشاغل للبريطانيين والزوار على حد سواء، ولكن ولحسن الحظ فلن يؤثر القرار الأخير فيما إذا كانت بريطانيا ستعيش في عزلة عن باقي بلدان القارة العجوز أم لا، لأن المنتجات التي تستخدم في الشاي الإنجليزي من سندويتشات وحلوى ومربى كلها محلية الصنع وأصلية.
ما يجعل تجربة تناول الشاي الإنجليزي على أصوله هو الحفاظ على التفاصيل التقليدية القديمة، فلا بد من وجود عازف بيانو يأخذك إلى عام من السحر بنغمات تنسجها أصابعه الرشيقة، ولا بد أن يكون الديكور راقياً والقاعة أشبه بغرف القصور، ولا بد أن يكون المدخل ترجمة للرقي والغنى والأصالة، ومتى اجتمعت هذه الميزات فيكون الشاي ناجحاً، ولكن هذا النجاح تحدده نوعية المأكولات وطريقة تقديمها والسخاء.
تدخل إلى «ذا بالم كورت» عبر بوابة من الحديد مزخرفة تخبئ وراءها عبق التاريخ المرصع بمفردات «الأرت ديكو» والمرايا والأسقف العالية، طاولات مستديرة تحوم حولها الكراسي الوثيرة وبالقرب من كل منها منصة حديدية تحتضن الأطباق الجميلة من تصميم شركة «ويدجوود» للبورسلين العريقة في بريطانيا، بنقشات الورود الملونة، وبالنسبة للشاي، فيأتي بعدة خيارات وأسعار، فسعر الشاي التقليدي العادي الذي يقتصر على أصناف الشاي وسندويتشات وحلوى سكونز مع المربى بسعر 49 جنيهاً إسترلينياً للشخص الواحد، ويزيد السعر مع ازدياد الأصناف التي تقدم، فوقع خيارنا على ما يعرف بالـ«هاي تي» High Tea، وهذا النوع من الشاي يكون بمثابة غداء وشاي ما بعد الظهر معاً، لأنه يقدم طبقاً رئيسياً إلى جانب الحلوى والسندويتشات، والأطباق التي تُقدم تختلف من موسم إلى آخر، لأن الطاهي يلتزم بما تقدمه الطبيعة في موسمها الأصلي، ولكن الطبق الذي أنصحكم بتذوقه في حال أردتم تجربة الشاي مع الطعام، وليس فقط السندويتشات والسكونز، جبن الموتزاريلا الإيطالي مع صلصة الحبق «بيستو»، وهذه الأجبان تُصنع في منطقة أكتون بشمال لندن على يد سيدة إيطالية، وتقوم بتصنيع كرات صغيرة من الجبن خصيصاً لفندق «ذا لانغهام»، ومن الأطباق اللذيذة الأخرى، «تونا تارتار»، أي سمك تونا غير مطهو مع صلصة لذيذة جداً يدخل فيها الزنجبيل والطبق الأخير هو عبارة عن قطعة «كيش» (عجين مطهو بالفرن ومحشو بالجبن والدجاج ويمكن تناوله على الطريقة النباتية أيضاً).
تقليد الشاي الإنجليزي هو تجربة أكثر منه لملء البطون، ولهذا السبب أنصح دائماً بتناوله في مكان ذائع الصيت يتقن صنعه، ويقدمه في أجواء راقية جداً، لأن الرقي هو الصفة الملازمة لعيش هذه التجربة نسبة لتاريخ التقليد وقصته.
والشاي لا يكتمل إلا بتناول «Scone» طازجة، ولا تزال ساخنة مع وضع القشطة والمربى بداخلها والتلذذ بالمذاق الرائع، ونسيان مسألة السعرات الحرارية (الحياة قصيرة استمتعوا).

كلام في سرك
> كان سعر الشاي بعد الظهر الذي بدأ فندق «ذا لانغهام» بتقديمه في قاعة «ذا بالم كورت» بسعر سبعة بنسات ونصف البنس في عام 1865.
> الحلوى التي تُقدّم في «ذا بالم كورت» تعتمد على أفضل أنواع السكر التي يعمد الشيف المتخصص بالحلوى أندرو غرافيت لتكون صحية وخالية من الدسم، مع المحافظة على المذاق اللذيذ.
> «ذا بالم كورت» في فندق لانغهام الأفضل لتناول الشاي بعد الظهر لعام 2018 في استطلاع شمل أهم الفنادق اللندنية.

قصة الشاي الإنجليزي
> في بدايات القرن التاسع عشر ازداد معدل تناول الشاي في بريطانيا. ويقال إنه في خلال هذه الفترة، اشتكت الدوقة السابعة لبيدفورد «آنا» من «شعور بالنعاس» في فترة ما بعد الظهيرة. وفي هذا الوقت، كان من المعتاد أن يتناول الأفراد وجبتين فقط من الطعام خلال اليوم، وهما وجبتا الإفطار والعشاء في نحو الساعة 8 مساء. وكان الحل بالنسبة للدوقة يتمثل في تناول فنجان من الشاي وقطعة من الكيك التي تتناولها سراً في حجرة ملابسها في فترة ما بعد الظهيرة.
وبعد ذلك، كانت الدوقة تدعو الأصدقاء لمشاركتها في وجبتها الخفيفة في الغرف الخاصة بها في ووبرن ابي، وقد أصبح ذلك تقليداً صيفياً، حيث استمرّت الدوقة على ذلك عندما عادت إلى لندن، حيث كانت تقوم بإرسال بطاقات الدعوة إلى الأصدقاء، لتطلب منهم تناول «الشاي والسير بين الحقول».
وقد التقط أصحاب الطبقات الاجتماعية المخملية هذا التقليد الذي أصبح يحتل مكانة رفيعة حتى إنه قد انتقل إلى غرف الرسم الخاصة بهؤلاء. وبعد ذلك، حافظ معظم أفراد المجتمع الراقي على تناول بعض الوجبات الخفيفة في فترة ما بعد الظهيرة. وكانت الفنادق تقدم من آن إلى آخر «شاي آخر النهار». وكانت الطبقات الراقية تتناول شاي «أول النهار» و«ما بعد الظهيرة» في نحو الساعة الرابعة قبل التجول في حديقة «هايد بارك». وكانت الطبقات الفقيرة والمتوسطة تتناول «شاي آخر النهار» لاحقاً، في نحو الساعة الخامسة أو السادسة، بدلاً من العشاء.



كيف وأين تتناول طعاماً رائعاً وبأسعار مناسبة حول العالم؟

ديكور مطعم فلوريج الجميل (الشرق الاوسط)
ديكور مطعم فلوريج الجميل (الشرق الاوسط)
TT

كيف وأين تتناول طعاماً رائعاً وبأسعار مناسبة حول العالم؟

ديكور مطعم فلوريج الجميل (الشرق الاوسط)
ديكور مطعم فلوريج الجميل (الشرق الاوسط)

ليس بالضرورة أن تنفق ثروة في تجربة مطعم رائد عالميّاً: إحدى طرق لتحقيق ذلك هي اختيار قائمة الغداء، التي غالباً ما تكون نسخة أقصر وأقل تكلفة من قائمة تذوق الطعام المسائية. والخيار الآخر هو اختيار مكان يقدم قائمة طعام انتقائية وقت الغداء، مما يجعلك أنت المتحكم في حجم إنفاقك. استكشف وجهات تناول الطعام الرائعة بقيمة مناسبة التي ظهرت في قوائم أفضل 50 مطعماً في العالم.

«فلوريلج» - طوكيو

يقع هذا المطعم في أطول مبنى بطوكيو، وتُعتبر قائمة تذوق الغداء ذات اللمسات الفرنسية، التي يقدمها الشيف هيروياسو كاواتي، واحدة من أفضل الخيارات من حيث القيمة في قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم لعام 2025. في غرفة طعام ذات إضاءة خافتة، يتشارك الضيوف طاولة واحدة تتسع لـ16 مقعداً، امتثالاً لمفهوم «طاولة المضيف» الخاص بكاواتي، والمصمم لتشجيع الحوار حول الطعام. تركز القائمة على المكونات النباتية، باستخدام المكونات المحلية لخلق طابع ياباني مميز إلى جانب البراعة الفرنسية الكلاسيكية المكتسبة من فترة عمل كاواتي في مطعم «لو جاردان دي سانس» الفرنسي في مونبلييه.

الغداء في سيبتيم بباريس أرخص من العشاء (الشرق الاوسط)

«سيبتيم» - باريس

سوف تحتاج إلى التنظيم الجيد إذا أردتَ حجز طاولة في «سيبتيم»: يتم إصدار الحجوزات قبل ثلاثة أسابيع وتُحجز بسرعة في الغالب. ومع قائمة تذوق متعددة الأطباق بسعر معقول كهذه، فمن السهل أن نفهم السبب. هذا المطعم، الذي احتل المرتبة 40 في قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم لعام 2025، هو مطعم بأسلوب «النزعة الصناعية الجديدة»، ويديره الشيف بيرتراند غريبو الذي تحوَّل من مصمم غرافيك إلى شيف، وقد أسر رواد المطعم لأكثر من عقد من الزمان، مقدماً فن الطبخ الفرنسي العصري والمبدع. توقع أطباقاً موسمية تعتمد على المكونات الطازجة مع لمسات عالمية - على سبيل المثال، الهليون الأبيض مع صلصة «البوليت» وصلصة «إكس أو»، وليمون ماير المحفوظ، أو توستادا سمك السلمون المرقط مع الورد والشمندر.

«لا كولومب» - كيب تاون

اجتذبت قوائم تذوق «لا كولومب» ذات الأسعار الجيدة اهتمام العالم، مما أكسب هذا المطعم الأشبه ببيت الشجرة المرتبة 55 في التصنيف الموسَّع لأفضل مطاعم العالم لعام 2025. يقع المطعم على قمة ممر «عنق كونستانتيا» الجبلي في مزرعة «سيلفرميست» للنبيذ العضوي، حيث ستستمتع بمناظر خلابة عبر الوادي، جنباً إلى جنب مع ثمانية أطباق من إبداع الشيف جيمس غاغ وفريقه. ترتكز الأطباق على التقنية الفرنسية وتتميز بلمسات آسيوية، مع الاعتماد بشكل كبير على المنتجات المحلية والموسمية وتقديم الأطباق بأسلوب متقن والكثير من العروض التقديمية على الطاولة.

«سيليلي» - كارتاخينا

يلتزم الشيف خايمي رودريغيز بإضفاء الطابع الديمقراطي على الطهي القائم على البحث. في عام 2021، قرر التوقف عن تقديم قوائم تذوق الطعام في مطعم «سيليلي»، الذي احتل المرتبة 48 في قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم لعام 2025. وبدلاً من ذلك قدم قائمة طعام انتقائية تحتفي بالتنوع البيولوجي وثقافة الطهي لمنطقة الكاريبي الكولومبية. بناء على تجارب مكثفة التقى فيها بالشعوب الأصلية ووثق الوصفات، تتميز قائمة «سيليلي» بمكونات نادرة مثل الأوريخيرو (بذور الأشجار التي غالبا ما تُصنع منها عجينة حلوة) والجومبالي (فاكهة برية)، بالإضافة إلى أطباق تحتوي على زهور الكاريبي، وأوراق اليوكا، وشوكولاتة لا سييرا نيفادا دي سانتا مارتا.

من أطباق ماسك (الشرق الاوسط)

«ماسك» - مومباي

«ماسك» هو أول مطعم في مومباي يقدم تجربة قائمة تذوق متعددة الأطباق، وقد أكسبه سعيه المتطور باستمرار لإعادة ابتكار فن الطهي الهندي الكلاسيكي المرتبة 68 في قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم لعام 2025. يدير الشيف فارون توتلاني المطعم، الذي يتخذ من منطقة مصانع النسيج الصناعية السابقة في مومباي مقراً له. تتغير قائمة التذوق المكونة من 10 أطباق حسب المواسم، وتتميز بالمنتجات التي يتم الحصول عليها من المزارعين المحليين ومن رحلات البحث عن الطعام البري. يهدف توتلاني إلى تغيير تصورات رواد المطعم عن المطبخ الهندي، مسلطاً الضوء على مكونات غير معروفة خارج النطاق المحلي للغاية، مثل الحنطة السوداء، والتوت البري.

«كول» - لندن

عندما افتتح سانتياغو لاسترا مطعم «كول»، أراد أن يتبنى تحدي ابتكار المطبخ المكسيكي في مناخ لا تنمو فيه المكونات التقليدية.

لن يجد رواد المطعم الأفوكادو، أو الليمون، أو الصبار في القائمة - بدلاً من ذلك، أسفر بحث لاسترا المكثف عن بدائل من المملكة المتحدة مثل الكرنب الساقي، ونبق البحر، وعنب الثعلب المخمر، والأعشاب البحرية. احتل مطعم «كول» المرتبة 47 في قائمة أفضل مطاعم العالم لعام 2025، ويستورد فقط الذرة والشوكولاتة والفلفل الحار من المكسيك، في حين تتبنى القائمة نهجاً بريطانياً موسمياً للغاية مستلهماً من ذكريات لاسترا عن المكسيك. وعلى الرغم من أن أغلب الأطباق تتغير باستمرار، ستجد دائماً طبق المطعم الشهير وهو تاكو الروبيان مع الفلفل الحار المدخن، والملفوف المخلل، ولمسة منعشة من نبق البحر في القائمة.

من أطباق سانت بيتر (الشرق الاوسط)

«سانت بيتر» Saint Peter - سيدني

يقع هذا المكان المغطى بالخرسانة في ضاحية بادينغتون بسيدني، وهو موطن لشيف يُنسب إليه الفضل على نطاق واسع في إعادة كتابة قواعد طهي الأسماك. لن تجد طبق سمك «دُفر سُول على طريقة مونييه» في مطعم «سانت بيتر» - بدلاً من ذلك، يفضل الشيف جوش نيلاند استخدام أجزاء السمك التي يتجاهلها الطهاة الآخرون. يدافع مطعمه، الذي يحتل المرتبة 66 في قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم لعام 2025، عن تقنيات «الرأس إلى الذيل» المستخدَمة بشكل أكثر شيوعاً للحوم، مثل التعتيق الجاف، والتقطيع، واستخدام الأحشاء. وفي حين أن قائمة «طاولة الشيف» تحتوي على أطباق جريئة، مثل حساء مع نودلز عظام سمك الترويت المرجاني، وفطيرة كبد سمك «جون دوري» بالباتيه. وتقدم قائمة الغداء ذات الأسعار المعقولة الروح المبدعة ذاتها بأسعار أقل.

«روزيتا» Rosetta - مكسيكو سيتي

يُعد مطعم «روزيتا» للشيف إيلينا ريغاداس المفضل لدى السكان المحليين والمسافرين الباحثين عن تذوق الطعام على حدٍ سواء. تدربت الشيف (التي فازت بجائزة أفضل شيف أنثى في العالم لعام 2023) في المعهد الفرنسي للطهي في نيويورك، وأمضت أربع سنوات في لندن في مطعم «لوكاندا لوكاتيلي» قبل أن تعود إلى موطنها المكسيك لافتتاح مطعمها الخاص. التأثير العالمي واضح في قائمة طعام «روزيتا» — فبينما يتم الحصول على المكونات من منتجين محليين صغار، تكتسب الأطباق طابعا عالميا: خبز البريوش مع بيض النمل وصلصة بيرنيز بالتراغون، وكابيلاتشي الجبن المدخن ومرق الذرة، وتاكو الملفوف السافوي الشهير مع صلصة «بيبيان» بالفستق والروميريتوس، على سبيل المثال لا الحصر. إذا لم تتمكن من الحصول على طاولة هنا (المطعم يحتل المرتبة 45 في قائمة أفضل مطاعم العالم لعام 2025)، فإن المخبز الموجود في الموقع والمتخصص في خبز العجين المخمّر هو وسيلة أكثر اقتصادية لتجربة مواهب ريغاداس.


البطاطس حاضرة دائماً في كل مطبخ

بطاطس محشوة بالجبن ومقلية (الشرق الأوسط)
بطاطس محشوة بالجبن ومقلية (الشرق الأوسط)
TT

البطاطس حاضرة دائماً في كل مطبخ

بطاطس محشوة بالجبن ومقلية (الشرق الأوسط)
بطاطس محشوة بالجبن ومقلية (الشرق الأوسط)

تظهر البطاطس دائماً كبطلة متعددة الأدوار على المائدة، وتفرض حضورها بقوة في كل مطبخ، لتتألق في الوجبات كافة، سواء كطبق جانبي أو رئيسي.

هذا التنوع والتجدد الذي لا يتوقف يجعل البطاطس خياراً مثالياً للطهاة المحترفين والمبتدئين في المطبخ على حد سواء؛ إذ يلجأون إليها لسهولة تحضيرها والإبداع في تحضيرها.

من بين هؤلاء، الشيف المصرية ديجا موسى، صاحبة مدونة «مطبخ ديجا موسى»، ترى أن البطاطس تظل المكوّن المفضل، باعتبارها كنز المطبخ الذي يتيح فرصاً لا حدود لها للإبداع.

وترجع الشيف، لـ«الشرق الأوسط»، السر وراء هذا التنوع إلى طبيعة البطاطس نفسها، تقول: «طعم البطاطس حيادي، وهذه ميزة تسمح لأي نكهة أو تتبيلة أن تضاف إليها؛ حيث تتميز بقدرتها الفائقة على امتصاص التتبيلات والبهارات بشكل ممتاز، مما يضفي طعماً غنياً وعمقاً لأي وصفة».

وترى أن «هذا هو السبب وراء الإبداعات التي لا تتوقف والتي نراها في قوائم الطعام، من البطاطس المقرمشة والبيوريه الناعمة، إلى الطواجن الشهية والوصفات المبتكرة، التي وصلت إلى حد تحويلها إلى حلوى غير تقليدية اقتصادية ولذيذة».

تقول الشيف: «البطاطس ليست مجرد نوع من الخضراوات، بل هي مكوّن سهل التشكيل وسريع التحضير، والأهم من ذلك أنها تناسب الأذواق والثقافات الغذائية تقريباً كافة. وهذا التنوع هو ما يجعلها خياراً للطهاة وربات البيوت؛ فهي تمنح الجميع المرونة والسرعة والجودة في آن واحد، كما تفتح الباب أمامهم للابتكار من خلالها».

وصفات لذيذة وسهلة التحضير (الشرق الأوسط)

تقدم الشيف ديجا من خلال مطبخها عدداً من الوصفات للبطاطس التي تناسب أفراد الأسرة كباراً وصغاراً، منها ما يلي:

كرات البطاطس الكريسبي

المكونات:

3 حبات بطاطس مسلوقة ومهروسة

2 ملعقة كبيرة من الدقيق

نصف كوب جبن موتزاريلا مبشور

ملح، فلفل، بابريكا

بيضة

بقسماط ناعم للتغطية

الطريقة:

تخلط البطاطس المهروسة مع الدقيق والملح والفلفل والبابريكا.

تُشكّل البطاطس على شكل كرات ويوضع بداخل كل منها قليل من الجبن.

تُغمس الكرات في البيض المخفوق، ثم في البقسماط.

تدخل الكرات إلى الثلاجة لمدة نصف ساعة لتتماسك وتقرمش.

تُقلى في الزيت حتى تأخذ اللون الذهبي، أو يمكن وضعها في الفرن أو في المقلاة الهوائية (الإير فراير).

أقراص البطاطس الذهبية المقرمشة

المكونات:

3 حبات بطاطس كبيرة مسلوقة ومهروسة

1 بيضة

1 بصلة صغيرة مبشورة

2 ملعقة كبيرة بقدونس مفروم

2 ملعقة كبيرة جبن مبشور (اختياري)

ملح، فلفل، كمون

3 ملعقة كبيرة بقسماط ناعم أو دقيق للتماسك

الطريقة:

تخلط البطاطس مع البيضة، والبصل، والبقدونس، والجبن، والبهارات.

يُضاف البقسماط أو الدقيق تدريجياً حتى يتماسك القوام ويصبح قابلاً للتشكيل.

تُشكّل على شكل أقراص وتقلب في الدقيق أو البقسماط.

تُقلى حتى تحمر من الجهتين وتأخذ اللون الذهبي.

تُرفع على ورق مطبخ وتقدم ساخنة.

يمكن حشو الأقراص بالجبن أو اللحم المفروم.

كفتة البطاطس المحشية موتزاريلا

المكونات:

4 حبات بطاطس مسلوقة ومهروسة

2 ملعقة كبيرة نشا

ملح وفلفل أسود وبابريكا

كوب جبنة موتزاريلا مكعبات صغيرة

بيضة

بقسماط للتغطية

الطريقة:

تهرس البطاطس ويضاف النشا والملح والفلفل والبابريكا.

تُشكّل البطاطس على شكل كرات، ويُحشى كل منها بمكعب جبنة موتزاريلا، ثم تُغلق جيداً.

تُغمس الكرات في البيض، ثم في البقسماط.

تدخل الفريزر نصف ساعة.

تُقلى في الزيت حتى تأخذ اللون الذهبي وتصبح مقرمشة.

تُقدم ساخنة حتى تكون الجبنة مطاطية.

بطاطس بالزبدة والثوم

المكونات:

4 حبات بطاطس متوسطة

2 ملعقة زبدة

2 ملعقة زيت

3 فصوص ثوم مهروس

بابريكا، زعتر، ملح، فلفل

القليل من الليمون (اختياري)

الطريقة:

تغسل البطاطس وتقطع إلى «ودجز» (شرائح سميكة بالقشرة).

تُسلق نصف سلقة بماء وملح.

تُصفّى وتترك لتبرد.

في طاسة، يُوضع الزبدة والزيت والثوم ويُقلّب المزيج لثوانٍ.

تُضاف التوابل وتقلب جيداً، ثم البطاطس لتأخذ مذاق التتبيلة.

تُرص في صينية وتدخل الفرن على حرارة عالية حتى تحمّر من كل الجوانب.

يُرش عليها زعتر والقليل من الليمون عند التقديم.

بودنج البطاطس الحلو

المكونات:

2 حبة بطاطس مسلوقة ومهروسة ناعمة

2 كوب لبن

3 ملاعق كبار سكر (حسب الرغبة)

2 ملعقة نشا

رشة فانيليا

ملعقة زبدة

الطريقة:

يوضع اللبن مع السكر والنشا على النار ويُقلّب.

تُضاف البطاطس المهروسة ويستمر التقليب حتى يصبح الخليط ناعماً.

تُضاف الفانيليا والزبدة ويستمر التقليب.

يُسكب الخليط في كاسات ويُدخل الثلاجة لمدة ساعة.

يُقدّم مع رشة قرفة أو جوز الهند.

فطائر البطاطس المسكّرة

المكونات:

2 حبة بطاطس مسلوقة ومهروسة ناعمة

2 كوب دقيق

3 ملاعق سكر

2 ملعقة زبدة

نصف كوب لبن دافئ

ملعقة خميرة فورية

رشة فانيليا

رشة ملح

الطريقة:

تُخلط البطاطس المهروسة مع السكر والزبدة والفانيليا.

يُضاف الدقيق والملح والخميرة، ثم يُزوّد اللبن تدريجياً حتى تتجانس العجينة وتصبح لينة.

تُترك العجينة لتخمّر نصف ساعة.

تُفرد العجينة إلى كرات صغيرة وتحشى بالسكر أو القرفة أو شوكولاته سبريد.

تُغلق الكرات جيداً مع الضغط قليلاً.

تُقلى في زيت متوسط السخونة حتى تأخذ اللون الذهبي.

تُرفع ويرش عليها سكر بودرة.


«إل غاتوباردو»... لمسة من السينما الإيطالية على موائد لندن

دفء الالوان يذكرك بمقاهي إيطاليا (الشرق الاوسط)
دفء الالوان يذكرك بمقاهي إيطاليا (الشرق الاوسط)
TT

«إل غاتوباردو»... لمسة من السينما الإيطالية على موائد لندن

دفء الالوان يذكرك بمقاهي إيطاليا (الشرق الاوسط)
دفء الالوان يذكرك بمقاهي إيطاليا (الشرق الاوسط)

في قلب حي مايفير الأنيق في لندن، حيث تتقاطع الفخامة مع الذوق الرفيع، يبرز مطعم إل غاتوباردو (Il Gattopardo) كوجهة إيطالية تحمل سحر البحر الأبيض المتوسط وروح الستينات في كل تفصيل من تفاصيلها. منذ افتتاحه، جذب المطعم عشاق المذاق الإيطالي الأصيل والباحثين عن تجربة طعام فاخرة توازن بين الأناقة والمرح. من الديكور الذهبي والإضاءة الخافتة إلى التيراميسو الأسطوري الذي غزا مواقع التواصل الاجتماعي، يقدم «إل غاتوباردو» أكثر من مجرد وجبة؛ إنه تجربة حسية متكاملة تنقلك إلى قلب إيطاليا دون مغادرة لندن.

سلة خبز تضم الفوكاتشيا اللذيذة (الشرق الاوسط)

يعني اسم «إل غاتوباردو» فهداً. والتسمية واضحة في الديكور، حيث يتصدر تمثال الحيوان بهيبته صدر المطعم، الذي يستمد إلهامه من رواية الكاتب الإيطالي جوزيبي تومازي دي لامبيدوزا، الألوان في شتى أنحاء المكان دافئة والجلسات مريحة، والأهم هو وجود جلسة خارجية عند مدخل المطعم الرئيس، وأخرى تعرف بالـ«تيراتزا» أو الشرفة المصممة بطريقة ذكية، تحول الغرفة إلى مساحة خضراء مكشوفة عندما يسمح المناخ بذلك، والميزة الأخرى للمطعم الواقع في قلب مايفير هي تقسيمه إلى عدة أركان، لمنح الذواقة جرعة إضافية من الخصوصية، وغرفة في الطابق السفلي مخصصة للحفلات والجلسات الخاصة، يقدم فيها المطعم جميع خدماته مع طاقم عمل خاص.

من المقبلات الخاصة بلائحة طعام نهاية الاسبوع (الشرق الاوسط)

«إل غاتوباردو» تابع لمجموعة تعمل في 3 قارات، حيث قامت بتوسيع نطاق عملياتها عبر الاستحواذ على علامات تجارية مرموقة، مثل بار دي بري كما أطلقت وجهات متميزة تعكس أسلوب الحياة الراقي، من بينها مطعم إيل غاتّوباردو. وقد افتُتح الفرع الأصلي لـ«إل غاتّوباردو» في منطقة مايفير، لندن في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مقدّماً رؤية المجموعة في تقديم تجارب ضيافة تجمع بين الأصالة والأناقة.

اشتهر «إل غاتوباردو» منذ افتتاحه في لندن بطبق حلوى التراميسو، الذي يحمل صورة الفهد الشهيرة المرسومة بواسطة بودرة الكاكاو، وتحول المطعم بسبب هذا الطبق إلى ظاهرة على وسائل التواصل الاجتماعي، فكان الزبائن تأتي من شتى أنحاء العالم، وما زالوا، خصوصاً من منطقة الشرق الأوسط، لطلب التيراميسو المميز، ولالتقاط الصور أمام المطعم لنشرها على «إنستغرام»، وغيرها من المنصات الإلكترونية.

تشكيلة من الاسماك على لائحة طعام نهاية الاسبوع (الشرق الاوسط)

واليوم، إلى جانب شهرة حلوى التيراميسو، يقدم المطعم تجربة خاصة بعطلة نهاية الأسبوع التي تمزج ما بين الرقي اللندني والنكهات الإيطالية المميزة، فيضع ألذّ ما تزخر به لائحة الطعام اليومية على قائمة طعام خاصة بنهاية الأسبوع، تم اختيار كل أطباقها بعناية لتكون كاملة ومتكاملة وترضي الجميع، لأنها تضم السلطة والخضار والبيتزا والمعكرونة واللحم والسمك والحلوى. فمن الأطباق التي تقدم في عطلة نهاية الأسبوع، سلة من الخبز وسلطة الموتزاريلا وبيتزا وطبق اللحم والسمك ومعكرونة أرابياتا لذيذة جداً، بالإضافة إلى التيراميسو والآيس كريم الإيطالية. وسيكون بإمكان الزبون اختيار الأطباق التي يريدها من القائمة الخاصة بسعر 58 جنيهاً إسترلينياً للشخص الواحد.

لحم بقري يذوب بالفم (الشرق الاوسط)

أجواء المطعم جميلة ومريحة جداً، كما أنها مناسبة للعائلات، خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهذا ما حثّ المطعم على خلق لائحة خاصة وغنية بالأطباق التي ترضي العائلات وبأحجام كبيرة مناسبة للمشاركة.

ميزة المطعم الأخرى هي الخدمة الجيدة والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، فهناك جلسة عند المدخل لمحبي مشاهدة الطاهي وهو يقوم بتحضير الأطباق، وهذه الجلسة محدودة المقاعد، والصفة الإيجابية الأخرى هي طريقة توزيع الطاولات بشكل يمنح الخصوصية لأنها ليست قريبة جداً بعضها من بعض، كما الحال في كثير من المطاعم للفوز بمساحة أكبر تتسع لعدد إضافي من الكراسي.

جلسات مريحة وطاولات واسعة (الشرق الاوسط)

عندما تدخل إلى «إل غاتوباردو» تشعر وكأنك تشاهد مشهداً من السينما الإيطالية، فطابع المكان أنيق، وأجواؤه تنقلك إلى ستينات القرن الماضي مع لمسة أناقة ناعمة، وهناك مدفأة تضيف رونقاً على المكان في ركن خاص.

كما أن الأرائك تتميز بألوانها ونقوشها المختلفة، ما يجعلها مختلفة، والطاولات دائرية بمعظمها، وكبيرة الحجم، فتتسع لعدة أطباق على عكس الطاولات التي تجدها حالياً في المطاعم التي تكون الأطباق فيها أكبر حجماً من الطاولة، وهذه مشكلة حقيقية في بعض الأحيان، لأنها تشعر الزبون بالانزعاج.

ونعود إلى موضوع الطعام والنكهات، فهي بالفعل لذيذة جداً، تشعرك وكأنك تأكل في مطعم داخل إيطاليا لأن المكونات طازجة وتستخدم بطريقة صحيحة، كما أن نوعية اللحم فائقة الجودة وتذوب بالفم لأنها تمزج ما بين النوعية وطريقة الطهي.