هل يمكن أن يتعثر مانشستر سيتي في طريقه للاحتفاظ باللقب؟

فوز الفريق في مبارياته الثلاث المتبقية يعني تتويجه بغض النظر عن نتائج ليفربول

آمال سيتي في حصد اللقب ازدادت بعد تخطي يونايتد (رويترز)
آمال سيتي في حصد اللقب ازدادت بعد تخطي يونايتد (رويترز)
TT

هل يمكن أن يتعثر مانشستر سيتي في طريقه للاحتفاظ باللقب؟

آمال سيتي في حصد اللقب ازدادت بعد تخطي يونايتد (رويترز)
آمال سيتي في حصد اللقب ازدادت بعد تخطي يونايتد (رويترز)

نحتفل جميعاً في نادي يوفنتوس الإيطالي هذا الأسبوع بحصول فريقي الرجال والسيدات على لقب الدوري الإيطالي الممتاز هذا الموسم. وفي الحقيقة، لم يكن هناك توقيت أفضل من ذلك للاحتفال بهذا الحدث الرائع، حيث هزمنا فيرونا بثلاثية نظيفة، لنفوز باللقب الثاني في غضون عدة سنوات، في الوقت الذي فاز فيه فريق الرجال بالنادي بلقب الدوري الإيطالي الممتاز للموسم الثامن على التوالي. لقد جئت إلى يوفنتوس وأنا معجبة للغاية بدماء الفوز الذي تجري في عروق هذا النادي، وأشعر بسعادة غامرة للفوز بلقب الدوري في أول موسم لي مع هذا النادي الإيطالي العريق.
لقد كانت فترة ممتعة حقاً قبل أيام قليلة من خوضنا للمباراة النهائية لكأس إيطاليا يوم الأحد المقبل أمام فيورنتينا، حيث سنسعى بكل قوة للحصول على الثنائية المحلية، بالجمع بين الدوري والكأس. لقد مررنا بفترة عصيبة في شهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، لكننا تحملنا كل الضغوط، وعملنا بكل قوة، وكنا ندرك جميعاً أن طعم الفوز في نهاية الموسم سيكون أحلى عندما نتذكر كم عملنا بكل جد وقوة من أجل تحقيق هذا الهدف.
وقد منحنا الطاقم الفني ثلاثة أيام للاحتفال والاسترخاء، وقضاء بعض الوقت مع عائلاتنا، قبل أن نعود للاستعداد للمباراة النهائية للكأس. ويبدو الأمر كما لو كنت قد انتهيت من ماراثون طويل، ثم يتعين عليك الركض لمسافة 200 متر بعد ذلك مباشرة. ومن الواضح أن الحالة المزاجية في ملعب التدريب لا تصدق، لكننا ندرك جيداً أننا سنخوض مباراة مهمة يوم الأحد، وأن فيورنتينا سيحاول بكل قوة تعويض خسارته لبطولة الدوري. ويتعين علينا أن نتأكد من أننا قد انتهينا تماماً من فترة الاحتفالات والراحة، وأن نركز بشكل كامل على هذه المباراة، رغم أننا نعلم أننا حققنا شيئاً رائعاً بالفعل.
وفي هذا الصدد، ينبغي التأكيد على أن أحد مفاتيح الفوز بأي لقب يتمثل في عدم تشتيت التركيز من قبل الفريق المنافس لك، فبمجرد أن تركز على ما يفعله الفريق المنافس، فإن مهمتك في تحقيق الفوز في مبارياتك ستكون أكثر صعوبة، لأنك ستلعب من دون تركيز. وقد أنعش مانشستر سيتي آماله في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد الفوز على غريمه التقليدي مانشستر يونايتد في عقر داره في «أورد ترافورد» بهدفين نظيفين يوم الأربعاء الماضي، وبالتالي فإن فوز الفريق في مبارياته الثلاث المتبقية يعني رسمياً تتويجه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، بغض النظر عن نتائج ليفربول الذي يلاحقه بكل قوة.
ويمكنكم أن تلاحظوا بسهولة أن المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا قد غرس في نفوس لاعبيه الرغبة في تحقيق الفوز في المباريات، وعدم التركيز على ما يفعله ليفربول. وقد حقق مانشستر سيتي الفوز في 11 مباراة متتالية، وزاد الضغوط على خصومه ومنافسيه، ولم يعد بحاجة للتفكير في النتائج التي سيحققها ليفربول. وفي المقابل، أصبح ليفربول هو من ينتظر تعثر مانشستر سيتي، بدلاً من التركيز على المباريات التي سيخوضها هو.
في البداية، دعونا نتفق على أنه ليس من السهل بناء فريق قادر على حصد البطولات والألقاب بشكل مستمر، وهذا هو السبب الذي يجعل لزاماً علينا أن نشيد بغوارديولا الذي نجح في بناء فريق قوي يقدم مستويات رائعة على مدار الموسمين الماضيين. ودائماً ما تكون الفترات الأخيرة من الموسم مليئة بالضغوط، لكن مانشستر سيتي يضم لاعبين من أصحاب الخبرات الكبيرة، مثل فينسنت كومباني وديفيد سيلفا وسيرجيو أغويرو، الذين يمكنهم مساعدة زملائهم في مثل هذه الفترات. لقد فاز هؤلاء اللاعبون بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز 3 مرات بالفعل مع مانشستر سيتي، وبالتالي سيلعبون دوراً كبيراً في غرفة خلع الملابس من أجل مساعدة زملائهم على التركيز في كل مباراة من المباريات الحاسمة المقبلة.
أما ليفربول، فسيتابع مباريات مانشستر سيتي، وينتظر تعثره في أي مباراة. إنه لأمر صعب للغاية على ليفربول أن يحقق الفوز في آخر 12 مباراة له، ولا يفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. وبالنظر إلى المباريات المتبقية، فأنا لست متأكدة مما إذا كان مانشستر سيتي سيفقد نقاطاً في المباريات المقبلة أم لا، لأنه سيلعب أمام بيرنلي اليوم (الأحد) قبل أن يستضيف ليستر سيتي على ملعبه، ثم برايتون خارج ملعبه في الجولة الأخيرة. لكن على أي حال، لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيحدث في سباق الدوري.
لكن المباراة التي أنتظرها حقاً ستكون مباراة ليفربول أمام وولفرهامبتون واندررز، في الجولة الأخيرة من المسابقة، نظراً لأن وولفرهامبتون واندررز قد تسبب في إزعاج كبير للفرق الكبرى في الدوري الإنجليزي الممتاز، وكان آخرها الفوز على آرسنال بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد يوم الأربعاء. كما يتعلق الأمر أيضاً بالهدف الذي يلعب كل فريق من أجل تحقيقه، فما هو الحافز الذي يجعل ليستر سيتي، الذي يحتل المركز العاشر في جدول الترتيب، يلعب من أجل الفوز على مانشستر سيتي، حتى لو كان قد حقق هذا الأمر بالفعل في الدور الأول من الموسم؟
ومن المؤكد أن العامل النفسي سيكون حاسماً للغاية في هذه المرحلة الصعبة. وهذا هو الموسم الذي اقترب فيه ليفربول بشدة من الفوز باللقب لأول مرة منذ عام 2014، وهو ما يعني أن النادي قد استغرق 5 سنوات كاملة من أجل بناء فريق قادر على المنافسة على البطولات والألقاب، وهي فترة طويلة في حقيقة الأمر. وبعد مباراة مانشستر سيتي أمام مانشستر يونايتد يوم الأربعاء الماضي، قال نجم مانشستر يونايتد السابق روي كين إن مانشستر يونايتد يمكن أن يصبح «ليفربول الجديد»، ويفشل في الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لأكثر من 20 عاماً، إذا لم يتمكن من حل المشكلات التي يواجهونها في الوقت الحالي.
وبالنسبة لكثير من المحايدين، يفضل كثيرون أن يفوز ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، لأنه سيكون إنجازاً رائعاً بعد ما يقرب من 30 عاماً من الانتظار. كما أن فوز مانشستر سيتي باللقب للعام الثاني على التوالي لن يكون له الوقع نفسه من الإثارة والتشويق.
وسيكون من الرائع أن يفوز ليفربول باللقب تحت قيادة المدير الفني الألماني يورغن كلوب، لكن ربما تكون الفرصة سانحة الآن أكثر من أي وقت آخر أمام ليفربول للفوز باللقب، وربما يجد صعوبة بالغة للغاية في الفوز به في المواسم المقبلة، نظراً لقوة مانشستر سيتي، واحتمال انضمام توتنهام هوتسبير للمنافسة بكل قوة الموسم المقبل.
وسيكون من الصعب للغاية على كلوب ولاعبيه أن يحصلوا على ما يقرب من 100 نقطة، ولا يحصلون على اللقب، وربما كان الأمر سيكون أخف ضرراً وقسوة لو أنهى الفريق الموسم في المركز الثاني بفارق 20 نقطة كاملة!
لكن هذا الأمر يُلقي الضوء على قوة مانشستر سيتي، للدرجة التي تجعل فريق ليفربول بهذه القوة يعجز عن الفوز باللقب. إن قوة مانشستر سيتي قد جعلت الأندية التي ترغب في ملاحقته كافة تعمل بكل قوة على تطوير مستواها، حتى لو فشل غوارديولا ولاعبوه في الذهاب بعيداً في دوري أبطال أوروبا. إنه موسم لا يصدق، من حيث المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وبغض النظر عن الفريق الفائز، فإننا محظوظون للغاية لأننا نرى هذه المنافسة الشرسة بين هذين الفريقين الكبيرين.


مقالات ذات صلة

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

رياضة عالمية أموريم (أ.ب)

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

كانت الإشارة لافتة إلى حد ما في أول مقابلة لروبن أموريم مع شبكة «سكاي سبورتس» بعد المباراة، لكنها أثارت رداً بدا واضحاً.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية الحكم الإنجليزي ديفيد كوت خلال مباراة بين ليفربول وأستون فيلا (أ.ب)

نقاش مع صديق حول «بطاقة صفراء» يُخضع الحكم الإنجليزي كوت للتحقيق

يخضع ديفيد كوت، الحكم الموقوف عن التحكيم في الدوري الإنجليزي الممتاز، للتحقيق، من قبل الاتحاد الإنجليزي، بعد مزاعم بأنه ناقش إشهار بطاقة صفراء مع صديق له.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (رويترز)

غوارديولا: مانشستر سيتي «هش»

قال بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي إن فريقه «هش» بعد أن أهدر تقدمه بثلاثة أهداف في المباراة التي تعادل فيها مع فينورد 3-3 في دوري أبطال أوروبا.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أموريم عمل على توجيه لاعبي يونايتد أكثر من مرة خلال المباراة ضد إيبسويتش لكن الأخطاء تكررت (رويترز)

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

أصبح أموريم ثاني مدير فني بتاريخ الدوري الإنجليزي يسجل فريقه هدفاً خلال أول دقيقتين لكنه لم يفلح في الخروج فائزاً

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».