جامعة يابانية تمتنع عن تعيين أساتذة من المدخنين

في إطار حملة لمناهضة التدخين

جامعة ناغازاكي
جامعة ناغازاكي
TT

جامعة يابانية تمتنع عن تعيين أساتذة من المدخنين

جامعة ناغازاكي
جامعة ناغازاكي

أعلنت جامعة في اليابان امتناعها عن تعيين أي أعضاء في هيئة التدريس بها من المدخنين إلا إذا تعهد بالإقلاع عن التدخين، وهو قرار كان بعيداً عن التفكير في دولة لم تبدأ في استهداف الشراهة في التدخين سوى منذ وقت قريب. وذكرت جامعة ناغازاكي أن سياستها، التي أعلنتها الأسبوع الماضي، جاءت في إطار حملة أكبر لمناهضة التدخين. وكانت الجامعة قد أعلنت خلال العام الماضي حظر التدخين داخل الحرم الجامعي بداية من أغسطس (آب)، مشيرة إلى اعتزامها حظر حيازة أي مواد أو أدوات متعلقة بالتدخين بدءاً من أبريل (نيسان) 2020. وقال شيغيرو كونو، رئيس الجامعة، خلال الأسبوع الماضي بحسب صحيفة «أساهي شيمبون»: «مهمتنا كجامعة هي تنمية الموارد البشرية، ونشعر أننا ملتزمون بحثّ الناس على عدم التدخين، حيث بدأت بعض الشركات بالفعل في الامتناع عن تعيين المدخنين». وقال يوسوكي تكاكورا، المتحدث باسم الجامعة، إن الجامعة على ثقة من أن سياستها لن تكون مخالفة لقوانين التمييز. وأوضح في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية: «لقد توصلنا إلى استنتاج هو أن المدخنين غير مناسبين للعمل في قطاع التعليم».
وليست جامعة ناغازاكي هي الوحيدة التي تبذل مثل تلك الجهود، حيث قال سيغو كيتانو، رئيس جامعة أويتا، يوم الثلاثاء، إن الجامعة قد «منحت الأولوية لغير المدخنين» في التعيين. ولم يكن من بين الـ161، الذين تم تعيينهم ضمن أعضاء هيئة التدريس بها خلال فصل الربيع الحالي، سوى 3 من المدخنين، بحسب ما أوضح كيتانو.
ظلت تلك الخطوات غير مرجحة في اليابان لفترة طويلة، حيث تعد لعقود طويلة مكاناً صديقاً للمدخنين، في ظل عدم وجود كثير من القوانين المقيدة، أو عدم بذل محاولات وجهود تتعلق بالصحة العامة. مع ذلك كان معدل التدخين على المستوى القومي عام 2018 منخفضاً طبقاً لشركة التبغ متعددة الجنسيات «جابان توباكو» المملوكة للحكومة. ففي عام 1966، وهو العام الذي شهد أوجّ مجدها، كان 49 في المائة من البالغين من المدخنين؛ 84 في المائة منهم رجال، في حين بلغت نسبة المدخنين من البالغين خلال العام الماضي 18 في المائة، وكان 28 في المائة منهم رجالاً. مع ذلك لا تزال تلك النسب مرتفعة طبقاً للمعايير الدولية، وهو ما يثير قلق الكثيرين مع استعداد طوكيو لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية عام 2020. وتشترط اللجنة الأولمبية الدولية توفير بيئة خالية من الدخان للألعاب، والتزمت المدينة بحظر التدخين في الأماكن المغلقة، وكذا في الأماكن المفتوحة التي تشهد تنظيم أي من الألعاب الأولمبية.
كذلك أقرّت طوكيو قانون حظر التدخين داخل الحانات والمطاعم، ومن المزمع أن يدخل حيز التنفيذ قبل بضعة أشهر من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية. وكانت الحكومة قد حظرت خلال العام الماضي التدخين في الأماكن العامة، لكن كانت هناك مقاومة ومعارضة شديدتان من جانب المطاعم، ما أدى إلى إعفاء 55 في المائة من أماكن تناول الطعام من تنفيذ القرار.
ولا يزال التدخين يمثل جزءاً من ثقافة العمل في اليابان، حيث يحرص كثير من الشركات وأماكن العمل على توفير مساحة خاصة للتدخين بها أثناء أوقات الاستراحة، في حين تبذل بعض الشركات الأخرى جهوداً من أجل مناهضة التدخين. ومنحت إحدى الشركات الموظفين غير المدخنين أيام إجازة إضافية، وهو ما ساعد البعض في الإقلاع عن التدخين.

- (خدمة نيويورك تايمز)


مقالات ذات صلة

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

صحتك السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

كشفت دراسة أميركية عن وجود تأثيرات فورية لاستخدام السجائر الإلكترونية على وظائف الأوعية الدموية، حتى في حالة عدم احتوائها على النيكوتين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق المتجر يُلبِّي احتياجات الراغبين في الإقلاع بتوفير «دزرت» بجميع النكهات (واس)

«دزرت» تطلق أول متاجرها في السعودية للحد من التدخين

أطلقت «دزرت» (DZRT)، العلامة التجارية للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، أول متاجرها داخل السعودية، وذلك في «منطقة بوليفارد سيتي»، بالتزامن مع انطلاق «موسم الرياض»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
علوم يتيح اكتشاف التغيرات في بنية العظام بين بقايا مستخدمي التبغ لعلماء الآثار تصنيف بقايا دون أسنان لأول مرة (جامعة ليستر)

اكتشاف علمي: التدخين يترك آثاراً في العظام تدوم لقرون

التبغ يترك بصمات على العظام تستمر لقرون بعد الوفاة.

«الشرق الأوسط» (ليستر)
صحتك المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين (رويترز)

دراسة: المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في أفواههم

كشفت دراسة علمية جديدة أن المدخنين لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».