شاشة الناقد: The Highwaymen

مشهد من فيلم The Highwaymen
مشهد من فيلم The Highwaymen
TT

شاشة الناقد: The Highwaymen

مشهد من فيلم The Highwaymen
مشهد من فيلم The Highwaymen

The Highwaymen
> إخراج: جون لي هانكوك
> تقييم: (جيد)
فرنك وماني ضد بوني وكلايد
يستبدل سيناريو جون فوسكو المعالجة الرومانسية لشخصيتي بوني وكلايد التي وردت في فيلم آرثر بن الشهير (1967) بأخرى تصنفهما قاتلين لا يستحقان الرحمة.
في فيلم بن «بوني وكلايد» صورة رومانسية لمجرمين وقع كل منهما في حب الآخر. بوني باركر (فاي داناواي) أحبت كلايد بارو (وورن بيتي) لأنه لا يهاب سرقة المصارف. شاركته المغامرة بشغف وأخلصت إليه وخاطرت معه في كل موقف. من ناحيته، أحب كلايد ما يقوم به إذ شعر بأنه يمثل بذلك فئة من الناس عانت الأمرين في سنوات البؤس الاقتصادي التي بدأت سنة 1929 وامتدت لنهاية الثلاثينات. كلايد وزّع بعض ما سرقه من المصارف على المحتاجين. هؤلاء أحبوه وساندوه ولو أن بعضهم في النهاية غدر به وأوشوا به.
مقتل بوني وكلايد في نهاية ذلك الفيلم كان تعزيزاً لتلك الصورة الرومانسية. اختار المخرج أن يأتي كإدانة لرجال القانون رغم أن الثنائي ارتكب جرائم قتل ورغم أن رجال القانون كانوا يقومون بواجبهم.
لكن «بوني وكلايد»، رغم كل ذلك فهو فيلم مهم في سياق السينما الأميركية وعمل فني بالغ الجودة.
للأسف لا يأتي «هايوايمن» بالمرتبة ذاتها. لا يحقق الشأن ذاته. لكنه يقص الحكاية من زاوية رجال القانون وباندفاع واجبهم المقدّس في النيل من المجرمين. بذلك يخترق الصورة الرومانسية السابقة ويبددها. إذا ما كان هناك من يستحق الإعجاب فليكن رجلا المهمّات الخاصة فرنك هامر (كَفن كوستنر) وماني غولت (وودي هارلسن). هما من بقايا مجموعة من رجال القانون وُلدت في رحى الغرب الأميركي باسم «تكساس رانجرز» تم توكيلهما بالبحث عن بوني وكلايد والقبض عليهما أو قتلهما. وهما ينطلقان بحثا عن هذين المجرمين منتقلين، في الثلاثينات، من ولاية لأخرى. السفر طويل والإيقاع يصطدم بعراقيل الرتابة لكن السياق جيد والتوقعات مرتفعة خصوصا أن شغل المخرج هانكوك يتضمن معالجة شخصيتيه على نحو واقعي. كلاهما مدفوع لإتمام المهمة بعناد ونجاح مع استبعاد أي احتفاء بمشاهد معارك ترفع من إيقاع العمل.
كذلك يعني الفيلم بتقديم سمات تلك فترة سنوات «اليأس الاقتصادي»، فيصوّر أكثر من مرّة حال العائلات الأميركية الفقيرة الباحثة عن حياة أفضل، كما لو كان ينتزع صفحات من رواية جون ستاينبك «عنب الغضب». لا يفوته التفاف الناس العاديين حول بوني وكلايد كونهما، وكما يقول أحدهم «سرقا من المصارف ولم يسرقا من الفقراء».
المشهد الأخير يختلف في مصادره وبنائه عن ذلك في فيلم آرثر بن. يحافظ على مهمة نزع البطولة من الشخصيتين الشهيرتين إذ يتم قتلهما كونهما مجرمين وليسا ضحيتين.



شاشة الناقد: أفلام على اختلافها لم تأتِ جيدة جداً

«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)
«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)
TT

شاشة الناقد: أفلام على اختلافها لم تأتِ جيدة جداً

«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)
«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)

معطراً بالنعناع ★★☆

رسائل شفهية في عتمة الأماكن

فيلم محمد حمدي الأول مختلف جداً عن أي فيلم مصري (أو عربي) حٌقّق في تاريخ السينما العربية. الاختلاف بحد ذاته لا يمنح الفيلم درجة التقييم. من الممكن أن يكون مختلفاً وبديعاً أو مختلفاً ورديئاً وهو أقرب إلى التصنيف الثاني. فيلم داكن في الصورة وفي الذوات البشرية التي تسكنه. يجد المخرج لها مبررات مناسبة. هذا لأن أبطاله يتقدمهم دكتور محبط (علاء الدين حمادة)، يعيشون حالات من الكآبة المطلقة تزداد عبثاً مع تناولهم الحشيشة طوال الوقت. أي نحو 90 دقيقة من مدة عرض الفيلم (التي تبلغ 113 دقيقة). وعوض استمتاعهم بهذه «السلطنة» تبقى أدمغتهم واعية وقادرة على الحديث في مسائل وجودية وسياسية (على الخفيف) مع قليل من الشّعر وكثير من الذكريات التي تتشابك بحيث لا تتضح لها زاوية فعلية تنطلق منها أو تعود إليها.

في دقائقه الـ10 الأولى يؤسّس أسلوب عمله من حالات شخصية وتصوير (قام به بنفسه) وإيقاع. هذا الإيقاع خافت باستمرار والمُشاهد عليه أن يفتح أذنيه جيداً ليتمكّن من التقاط الكلمات المتبادلة. هذا لأن الإيقاع الخافت يشمل كذلك الأداء والتلقين وتشخيص الحالات. الدكتور وأصحابه (من ثلاثة لأربعة حسب المشاهد) يركضون في الظلمة مثل جرذان هاربة من مطاردين (لا نعرفهم) ويأوون دوماً إلى خرابات تضمّهم بعتمتها أو إلى شِقق هي بدورها تبدو كخرابات كلّ شيء فيها قديم وباهت. حتى في ساعات النهار فإن النور مبتسر تأكيداً أو ترميزاً للحالة التي يمر بها أشخاص الفيلم.

الصورة، على الرغم من سوداويتها، هي أهم وأفضل من الموضوع المطروح. صحيح أن رجال الفيلم يتعاطون، لجانب الحشيش، مسائل تهمّهم، لكن ليس كل ما يهم شخصية ما في فيلم ما يهم المشاهدين. بالضرورة. لذا تنحصر الحسنات في الصورة. بينما تمرّ المَشاهد بإيقاع خافت ورتيب، مما يحدّ كثيراً من قدرة الفيلم على التواصل مع مشاهديه.

* عروض حالياً في مهرجان مراكش

Maria ★★★

العمق العاطفي لماريا كالاس

«ماريا» هو ثالث فيلم بيوغرافي ينجزه المخرج التشيلي بابلو لاراين (حسب اللفظ الأسباني) بعد (Jackie) «جاكي»، 2016 و(Spencer) «سبنسر»2021. مثل سابقيه هو فيلم عن امرأة ومثلهما هو عن شخصية حقيقية هي مغنية الأوبرا ماريا كالاس (هناك حفنة أفلام عنها أهمها «Maria By Callas» لتوم وولف، 2017) إلى جانب فيلم إيطالي آخر في التحضير بعنوان «Maria‪/‬Callas» لروبرت دورنهلم.

«ماريا» (ذِ أبارتمنت)

معالجة لاراين تختلف كونها متّصلة بالكيفية التي يحاول فيها تقديم رؤيته لشخصياته فهو يسعى دائماً إلى التقاط العمق العاطفي أكثر مما يهتم لسرد السيرة حكائياً. على ذلك، «ماريا» كما يقدّمه هنا يبقى على السطح أكثر من الدخول في عمق شخصيّته. ما يشغله في سرد الأيام الأخيرة من حياة بطلته هو التصاميم الفنية والديكوراتية وتحريك الكاميرا عبرها وهذا جيد لولا إنه يأتي على حساب تحديدٍ أفضل لمن هي ماريا كالاس.

يسرد الفيلم أحداثها الأخيرة وبعض مواقفها الشخصية والفنية لكن الحكاية يمكن لها أن تكون عن أي شخصية لمغنية وإن كانت خيالية. بطبيعة الحال، وكما بات مألوفاً، يعمد المخرج إلى مشاهد استرجاعية (الفلاشباك) بالأبيض والأسود لكن أهم عنصر في هذه الدراما هي محاولة ماريا التغلّب على ذكرياتها مع أرسطو أوناسيس (الذي تركها للزواج من جاكي كينيدي، شخصية فيلم لوراين السابق).

* عروض حالياً في مهرجان البحر الأحمر

TROIS AMIES ★⭐︎

حوارات ومشاهد تُراوح مكانها

لا يبتعد المخرج موريه في فيلمه «ثلاث صديقات» عن التيمة التي اختارها سابقاً لمعظم ما حقّقه من أفلام مثل «تغيير عنوان» (Changement d'adresse) 2007، و«هل نُقبّل» (Shall We Kiss) 2007، و«الأشياء التي نقولها، الأشياء التي نفعلها» (Les Choses qu'on dit, les Choses qu'on fait) 2020. التيمة المذكورة لا تخرج عن نطاق تداول وتناول العلاقات المتأرجحة ما بين الحب والجنس، أو الحب من دون جنس أو العكس.

«ثلاث صديقات» (موبي دَك فيلمز)

القصّة في عنوانها: 3 صديقات جوان (إنديا هير)، ريبيكا (سارا فورستييه) وأليس (كامل كوتان) والعديد من الحكايات السابقة (تشعر جوان إنها مسؤولة عن موت حبيبها السابق إريك لأنها تركته)، وفي الحكايات الحاضرة يتداولن التجارب التي مررن بها مع آخرين. لا الأحداث مهمّة ولا الحوار (يمتد بلا نهاية) يعني كثيراً. كل ذلك يَرِد مثل قراءة صفحة واحدة من مجلة إشاعات ومن دون لمسات فنية تذكر. بدورها كل لقطة تشبه، تأسيساً وإدارة. ما يسبقها وما يليها.

* عروض: حالياً في صالات فرنسية

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز