كانت عقارب الساعة تشير إلى الـ10 صباحاً ويوشك تدريب فريق يوفيل تاون الذي ينافس في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي على التحرك. كانت البوابات المؤدية إلى مركز ألفينغتون للتنمية الرياضية مفتوحة، ووقفت مجموعة معدودة من السكان المحليين من حاملي التذاكر الموسمية في متابعة لاعبي الفريق. كان القائم بأعمال مدرب الفريق، نيل مارمون قد قرر السماح بحضور جماهير في جميع الجلسات التدريبية، وذلك بعد تعيينه في هذا المنصب في مارس (آذار)، في أعقاب إقالة دارين واي.
خلف مجموعة من الحواجز، جرى تخصيص منطقة للجماهير يمكن من خلالها مشاهدة كيف يخطط لاعبو نادي يوفيل للهروب من شبح الهبوط. كانت رياح قوية تهب على أرض الملعب، لكن الأسبوع الماضي أحضر زوجان مقعدين لمتابعة مباراة عقدت في إطار التدريبات والاستمتاع بالجلوس تحت أشعة الشمس.
وينبع إلهام مارمون إزاء فتح التدريبات علانية أمام الجماهير من قضائه الجزء الأكبر من الأعوام الـ50 الماضية في ألمانيا، تحديداً الشمال. كان مارمون قد لعب في صفوف ناديي أوسنبروك وهانوفر قبل الانتقال لموسم في غلوشستر (وخلال الموسم خاض مواجهة أمام يوفيل في المباراة الافتتاحية للموسم على أرض هويش بارك)، ثم انتقل إلى نادي هامبورغ، حيث بدأ نجم هجوم ألمانيا ميروسلاف كلوزه مسيرته الكروية.
وعندما انتقل مارمون إلى مجال التدريب في نادي إس في إلفرسبيرغ، كان يريد ضم كلوزه المهاجم الذي أصبح اليوم الهداف الأول على مستوى ألمانيا بأسرها. وقال: «اصطحبته إلى منزل رئيس النادي وعرضت عليه عقداً، لكنه كان قد تعاقد بالفعل مع نادي كايزرسلاوترن».
وعن قرار فتح التدريبات أمام الجماهير لمشاهدتها، قال المدرب البالغ 57 عاماً إنه كان قراراً لا يحتاج إلى تفكير. وأضاف: «في ألمانيا، كنا معتادين دوماً على مشاهدة أي شخص نرغب في مشاهدته. أما في إنجلترا، تقع معظم ملاعب التدريب بعيداً عن الاستادات، وعادة ما تكون منغلقة على نفسها للغاية ولا تتوافر أمام أي شخص فرصة مقابلة اللاعبين في أطر ودية، بعيداً عن الأجواء المتوترة التي تتسم بها المباريات».
وشرح: «كنت أعلم أن بايرن ميونيخ يفتح ملعب التدريب أمام جميع الجماهير، باستثناء جلسة تدريبية واحدة كل أسبوع يغطون خلالها الملعب بستائر. كانت هناك ضجة كبيرة حول الأرجنتيني مارسيلو بيلسا مدرب ليدز يونايتد وفريق العمل المعاون له عندما ينزلون إلى أرض الملعب أو محاولة متابعة خصومه المقبلين، لكننا لا نضطلع بهذه الجهود السرية هنا. لقد كشفت كل شيء أمام العيان».
وأوضح أنه اليوم: «باستطاعة الجماهير رؤية كيف يتدرب اللاعبون، وربما حينها يدركون لماذا يدفع المدرب بلاعب بعينه خارج التشكيل والتفكير القائم وراء مثل ذلك القرار. ويمكن للجماهير كذلك الحصول على توقيعات تذكارية من اللاعبين وتبادل أطراف الحديث معهم ومع فريق العمل. أنظر إلى هذا الأمر باعتباره مجرد تفاعل، هذا هو كل ما يعنيه الأمر، وأعتقد أن هذا يسهم في الحصول على علاقة أفضل على الصعيد العام. وبالنسبة لي، بدا من الطبيعي تماماً أن يفد الناس لمشاهدة التدريب. ولم يكن هذا بالحدث الجلل، ومع هذا فإنه بمجرد أن ذكرت هذه الفكرة هنا، نظر إلى الجميع بدهشة ولسان حالهم يقول: ماذا سيحدث هنا؟».
داخل هامبورغ، كان مارمون جزءا من فريق لا ينسى في تاريخ بطولة كأس ألمانيا ونجحوا في هزيمة بايرن ميونيخ بنتيجة 4 - 2 تحت قيادة المدرب يوب هاينكس عام 1991 على أرض الملعب الأوليمبي. وعن ذلك، قال: «كان شعور بالرهبة يسيطر علي طيلة الشوط الأول، ولم أكن أصدق كيف يجولون من حولي. وكان في صفوفهم رولاند غراهامر وهانز بفلوغر وتوماس سترونز وستيفان إيفينبرغ وبريان لودروب وبرونو لاباديا ومازينيو. إلا أننا بدأنا في المناورة بالكرة بعض الشيء وسيطر الغضب على إيفينبرغ. ولم أكن قادراً على الحديث بالألمانية حينها بنفس الطلاقة التي أتحدث بها اليوم، وفوجئت به يهاجمني. وكانوا يطلقون على الإنجليز أبناء جزيرة القرود. وكان بايرن ميونيخ حامل اللقب، لذا كان نصراً مدوياً».
بالنسبة لمارمون الذي انضم إلى يوفيل في يناير (كانون الثاني) لمساعدة واي باعتباره «زوجا إضافيا من الأيدي»، تحمل العودة إلى بريطانيا وبخاصة مقاطعة سومسرت قيمة خاصة بالنظر إلى أنه حصل على منحة من قبل في مدرسة ميلفيلد القريبة. ولد مارمون في بورنموث، وقضى ثماني سنوات من طفولته في ماليزيا، حيث عمل والده مدرساً في معسكر تيرينداك العسكري قرب مالاكا. وهناك، منح سلطان بروناي أسرته منزلاً على الشاطئ لقضاء العطلات به.
إلا أنه حتى بداية العام، كان مارمون يعيش في مرتسيغ، على بعد 10 دقائق من حدود لكسمبورغ وقريباً من فرنسا. لذا من غير المثير للدهشة أن نجد أن مارمون الذي يحمل جواز سفر ألمانيا يتحول على نحو غريزي إلى الحديث بلغته الأم أثناء حديثه عن كيف كان بعض أبناء ألمانيا الشرقية يتسللون إلى داخل الشطر الغربي من البلاد للحصول على بعض المال، وأحداث يوم سقوط سور برلين.
وقال ضاحكاً: «أعتقد أنني أتحدث إلى الفريق بالألمانية على نحو أفضل عنه بالإنجليزية ـ أتحدث بقوة أكبر. وكثيراً ما يضحك الصبية لأنني أقول بعض التعبيرات الألمانية بالإنجليزية. تتحسن قدرتي على الحديث بالإنجليزية يوماً بعد آخر، لكن عندما تتحدث لغة ما مثلي ستجد أنك تفكر وتحلم بتلك اللغة. إنني أتحدث الألمانية كل يوم في المنزل مع زوجتي».
داخل التدريب، تولى مارمون وبول تيري، مدرب الفريق الأول والشقيق الأكبر لقائد تشيلسي السابق، جون، تقسيم الملعب إلى «مربعات» للتدريب على تمرير الكرة، بينما عمل اختصاصي العلاج الطبيعي، مايك ميتشي مع مجموعة أخرى من اللاعبين. ومن خلال تيري الذي قضى أربعة سنوات في يوفيل كلاعب وعاد إلى النادي الصيف الماضي بعد فترة وجيزة في أولدهام، سيتدرب الفريق في أستون فيلا في طريقه إلى كرو يوم «الجمعة الطيبة». استمرت الجلسة التدريبية 90 دقيقة وجرى التدريب خلالها على اللعب من لمسة واحدة، ومع اقترابها من نهايتها دخل المدافع عادل غافيطي في حديث جانبي مع الجماهير.
من جانبه، يعتقد حارس المرمى ناثان باكستر، 20 عاماً، المنضم للنادي على سبيل الإعارة قادماً من تشيلسي أن التجربة ممتعة بالنسبة للاعبين والجماهير على حد سواء. وقال: «ذات مرة أحرزنا هدفاً من كرة ثابتة وكانت الجماهير قد شاهدتنا في التدريبات نتدرب على مثل هذه الكرات. وقد راق لهم الأمر كثيراً لأنهم رأوا بأعينهم أن ما نفعله خلال الأسبوع يسهم بالفعل في أدائنا داخل الملعب. وقد سبق وأن شاركت في أندية هواة كانت تسمح بحضور الجماهير للتدريبات، لذا فأنا معتاد بعض الشيء على هذا الأمر».
يوفيل يسمح للجماهير بمشاهدة التدريبات في خضم معركة البقاء
فريق دوري الدرجة الثانية الإنجليزية يأمل بالنجاح على {الطريقة الألمانية}
يوفيل يسمح للجماهير بمشاهدة التدريبات في خضم معركة البقاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة