تونس دون محامين أو قطارات بسبب الإضرابات

الاحتجاجات تكبد شركة السكك الحديدية خسائر بنحو 157 مليون دولار

TT

تونس دون محامين أو قطارات بسبب الإضرابات

نفذ المحامون التونسيون إضراباً عاماً عن العمل، أمس، بجميع محاكم البلاد، احتجاجاً على تعرض رئيس فرع المحامين بمنطقة جندوبة (شمال غربي) إلى اعتداء لفظي وبدني من قبل بعض رجال الأمن.
كما ينفذ المحامون، اليوم، وقفة احتجاجية بمقر المحكمة الابتدائية بجندوبة، مع تنظيم وقفة احتجاجية بالزي الرسمي أمام مقر وزارة الداخلية. وتأتي هذه الموجة الجديدة من الاحتجاجات بسبب تبادل اتهامات بتنفيذ اعتداء جسدي بين المحامين ورجال الأمن. وكان فيصل النقاطي، رئيس الفرع الجهوي للمحامين بجندوبة، قد اتهم أعوان الأمن بالاعتداء على شخصه، وهي التهمة نفسها التي وجهها رجال الأمن إلى ممثل عمادة المحامين في الجهة، الذي أكد أن التهم «كيدية ومفبركة»، مشدداً على أن رجال الأمن وجهوا له تهماً لا أساس لها من الصحة.
وطالبت نقابة المحامين وزارة الداخلية التونسية بالاعتذار رسمياً للمحامين، «لعجزها البين عن تأطير رجال الأمن، والتراخي في فتح تحقيق جدي حول الاعتداء على هياكل المحاماة». كما أعلنت النقابة في بيان لها «رفض مجلسها محاولة السلطة السياسية التغول، وانتهاج سياسة القمع وجزر الحريات، واستباحة الحقوق الأساسية للتونسيين».
في السياق ذاته، قرر مجلس عمادة المحامين إعلام هيئات المحامين العربية والإقليمية والدولية كافة بمحاولات «استهداف قطاع المحاماة في تونس، ومحاولة التضييق على الحريات الفردية والجماعية، والعودة إلى مربع الاستبداد». من جهته، أكد رئيس الفرع الجهوي للمحامين بجندوبة تعرضه للاعتداء والركل والدفع، وتفوه بعض رجال الأمن ضده بعبارات نابية لدى محاولته منعهم من التحفظ على زوجته دون تقديم إذن قضائي، وذلك بعد مشاركتها في اجتماع مع عدد من الناشطات. غير أن قوات الأمن داهمت المكان دون تقديم إذن قضائي يسمح بدخول محلات الغير وجلب المشتبه بهم.
وتزامن إضراب المحامين مع إضراب ثانٍ يمتد ليومين، نفذه موظفو الشركة التونسية للسكك الحديدية (مؤسسة حكومية) بجميع خطوط الشبكة الحديدية، وذلك على خلفية عدم فتح الخط رقم 13، الرابط بين صفاقس وقفصة وتوزر، والمغلق منذ سنة 2012. علاوة على مطالب مهنية أخرى، من بينها المطالبة بإرجاع 19 موظفاً إلى العمل بعد مثولهم أمام مجلس التأديب لارتكابهم أخطاء جسيمة، تتمثل في الغياب غير القانوني، ما فرض اتخاذ قرارات إدارية تقضي بعزلهم عن العمل.
وقدمت الشركة التونسية للسكك الحديدية اعتذارها للموظفين في ظل احتقان اجتماعي كبير، نتيجة تعطل مصالح كثير من مستعملي السكة الحديدية. موضحة أنه «لا يمكن قانوناً إرجاع موظف إلى العمل بالشركة بعد مثوله أمام مجلس التأديب، وإصدار عقوبة العزل عن العمل ضده».
ويطالب الطرف النقابي بإدماج أطر وموظفي شركة أشغال السكك الحديدية (شركة متفرعة عن الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية)، البالغ عددهم نحو 850 موظفاً، واعتبرت أن إدماج هذا العدد الكبير ضمن موظفي القطاع العام سيكون له تأثير مالي قوي على موازنات الشركة، التي تضررت من الإضرابات، وقطع السكك الحديدية، ومنع نقل مادة الفوسفات باستخدام النقل الحديدي.
يذكر أن الشركة الوطنية للسكك الحديدية تكبدت خسائر مالية لا تقل عن 470 مليون دينار تونسي (نحو 157 مليون دولار)، نتيجة الإضرابات والاعتصامات، وقطع خط السكك الحديدية، الرابط بين مناطق إنتاج الفوسفات في قفصة ومنطقة تصنيعه في قابس، وتمكين أصحاب الشاحنات الثقيلة من تعويض القطارات وتحقيق أرباح مالية كبيرة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.