الحوثي يهدد باستئناف الهجمات البحرية واستهداف الرياض وأبوظبي

TT

الحوثي يهدد باستئناف الهجمات البحرية واستهداف الرياض وأبوظبي

ظهر زعيم الميليشيات الحوثية عبد الملك الحوثي مساء الاثنين في أول مقابلة تلفزيونية له، محاكياً في ذلك زعيم «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، ليهدد مجدداً بقصف الرياض وأبوظبي بالصواريخ التي قال إن جماعته باتت تملك منها ما يصل إلى ما بعد الرياض، على حد زعمه.
وهدد الحوثي، في مقابلته التي بثتها قناة «المسيرة»، التابعة لجماعته الممولة من «حزب الله» اللبناني، بأن ميليشياته ستعود مجدداً لتهديد الملاحة في البحر الأحمر، إذا استمرت الحكومة الشرعية في تجفيف وصول الوقود الإيراني المجاني إلى جماعته في الحديدة، من خلال تطبيق القرار الحكومي 75.
وفي حين أبدى قائد الميليشيات الموالية لإيران أسفه على مصرع القيادي في الجماعة رئيس مجلس حكمها الانقلابي صالح الصماد، اعترف بأنه يواصل احتجابه عن الظهور المباشر بين أتباعه خشية الاستهداف، مشيراً إلى أن شاشة التلفزة استطاعت بالنسبة له أن تحل هذه المشكلة.
ولقيت مقابلة زعيم الجماعة الحوثية هجوماً من الناشطين اليمنيين، وقال السياسي القيادي السابق في الجماعة علي البخيتي إن زعيم الحوثيين لم يأتِ بجملة واحدة جديدة في حديثه الذي وصفه بـ«الممجوج المكرور» المقلد فيه لحسن نصر الله، حتى على مستوى المصطلحات.
وقال البخيتي، في سلسلة تغريدات على «تويتر»: «عبد الملك الحوثي نسخة مشوهة من ‎حسن نصر الله، لا يوجد برأسه شيء سوى 200 كلمة بالكثير يرددها منذ 10 سنوات، تسمع خطابه ولا تخرج منه بموقف جديد».
وجدد زعيم الميليشيات في المقابلة معه تمسك جماعته بالحديدة وموانئها، وقال إن «اتفاق السويد قام على أساس إعطاء دور رقابي للأمم المتحدة في ميناء الحديدة، وتحييد الحديدة عسكرياً، مع بقاء وضعها الإداري والأمني مرتبطاً بصنعاء، وفق القانون اليمني»، على حد زعمه.
وزعم أن «هناك فرصة الآن لتنفيذ الخطوة الأولى في اتفاق السويد، والوصول إلى تفاهمات حول عمليات مرتبطة بالموانئ تعتمد على تنفيذ انسحاب أولي»، وقال: «قدمنا عروضاً للأمم المتحدة بتنفيذ الخطوات الأولى المتعلقة بالموانئ، لكنها كانت تريد التأخير كي لا تظهر محرجة أمام تعنت الطرف الآخر».
وترفض الحكومة الشرعية الفهم الحوثي لاتفاق السويد، وتقول إن الاتفاق يعني انسحاب الميليشيات الحوثية من الحديدة وموانئها، وخضوعها للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، بموجب القانون اليمني.
وفي حين اتهم زعيم الميليشيات الحكومة الشرعية بعدم الجدية في تنفيذ اتفاق الأسرى والمعتقلين، ووصف المقترحات المقدمة لحل مشكلة الوضع الأمني والإداري في الحديدة وموانئها بـ«الساذجة غير قابلة للتطبيق».
وفي تهديده باستهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر، رداً على الإجراءات الحكومية لمنع وصول النفط الإيراني للجماعة، قال الحوثي إن هذه الإجراءات إذا استمرت سيكون لجماعته الحق فيما سماه «تطوير وسائل الردع، سواء على مستوى القوة البحرية أو القوة العسكرية بشكل عام».
وفيما لم يكف زعيم الحوثيين عن ترديد الاتهامات لبريطانيا وأميركا، هدد باستهداف دولة الإمارات، وقال إن اقتصادها «سيكون معرضاً لمخاطر حقيقية»، على حد زعمه.
وقال إن جماعته مستمرة في تطوير قدراتها الصاروخية، وإنها باتت قادرة على الوصول إلى ما بعد الرياض وأبوظبي، وإن بإمكانها استهداف مناطق حساسة، بحسب زعمه.
ويؤكد مراقبون عسكريون أن الصواريخ الحوثية إيرانية المنشأ، إذ يتم تهريبها إلى الجماعة مجزأة، فيما يشرف خبراء إيرانيون وآخرون من «حزب الله» اللبناني على إعادة تركيبها، وتدريب عناصر الجماعة على عمليات الإطلاق.
ويقدر ناشطون سياسيون موالون للحكومة الشرعية أن خطاب الحوثي دليل إضافي على عدم رغبة الجماعة في إنهاء الانقلاب، والاعتراف بالشرعية، والعودة إلى المسار الانتقالي الذي انقلبت عليه الجماعة.
ويرجح الناشطون أن تهديدات الحوثي بصواريخه مجدداً، وباستهداف الملاحة البحرية، جاءت بإيعاز إيراني، بعد إحكام الخناق من قبل الولايات المتحدة على صادرات النفط الإيرانية.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم