مؤشرات إيجابية لأداء القطاع العقاري في الرياض على المدى الطويل

على ضوء تطوير الصناعة الوطنية واللوجيستية وتعزيز الشفافية وبرنامج جودة الحياة

مؤشرات إيجابية لأداء القطاع العقاري في الرياض على المدى الطويل
TT

مؤشرات إيجابية لأداء القطاع العقاري في الرياض على المدى الطويل

مؤشرات إيجابية لأداء القطاع العقاري في الرياض على المدى الطويل

توقع تقرير اقتصادي صدر أمس زيادة الطلب على القطاع العقاري في الرياض وتعزيز أدائه على المدى الطويل، إثر الإعلان عن المشاريع الضخمة والتحسينات في اللوائح الحكومية التي تم الإفصاح عنها خلال الربع الأول من العام الجاري، بالإضافة إلى البدء في تنفيذ الإصلاحات بما يتماشى مع «رؤية 2030» التي تركز على تعزيز الشفافية وتحسين قطاع الخدمات اللوجيستية، ونوعية المعيشة بشكل عام للمواطنين في العاصمة السعودية الرياض.
كانت الحكومة خلال الربع الأول من العام الجاري قد أعلنت عن تخصيص 86 مليار ريال (23 مليار دولار) لمشروع يهدف إلى تحسين جودة الحياة، حيث يرمي مشروع حديقة الملك سلمان إلى زيادة المساحات الخضراء في العاصمة الرياض، إلى جانب الجهود المبذولة لزيادة تملك المنازل لرفع الطلب على الوحدات السكنية في الرياض على المدى الطويل.
وقال التقرير الصادر من شركة «جيه إل إل» للاستشارات والاستثمارات العقارية عالمياً، الذي يحمل عنوان «نظرة عامة على سوق العقارات في الرياض» للربع الأول لعام 2019، إن إعلان وزارة الإسكان عن خطط إطلاق مؤشر أسعار الإيجارات من أداء تنظيم السوق، وبالتالي زيادة الشفافية التي ستؤدي إلى زيادة حجم المعاملات، وهو ما سينعكس إيجابياً على القطاع السكني.
وقالت دانا سلباق مدير أول في قسم الأبحاث في «جيه إل إل» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «رغم أن أداء العقاري للربع الأول اتسم بهدوئه النسبي خلال الربع الأول، من المرتقب أن تنعكس الجهود الرامية لتحفيز النمو إيجابياً على معنويات السوق، مما يدفع إلى زيادة الطلب على العقارات في العاصمة. ونثق بأن الأثر الإيجابي على القطاع العقاري في السعودية على المدى الطويل سيحقق تغيراً نوعياً في الأداء بفضل تعزيز الشفافية التي ستزيد من حجم التعاملات».
ومن المرتقب أن يلعب برنامج تطوير الصناعة واللوجيستيات في السعودية الذي تم الإفصاح عنه في يناير (كانون الثاني) الماضي، دوراً جوهرياً في أداء القطاع التجاري، يهدف إلى جذب 1.6 تريليون ريال (426 مليار دولار) من الاستثمارات الأجنبية بحلول عام 2030 في مختلف الصناعات.
وقال التقرير إن الطلب على المساحات المكتبية منخفض خلال الربع الأول، ولكنه من المتوقع أن يرتفع على المدى الطويل على خلفية المبادرات الحكومية لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد، خصوصاً المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ما سيعزز الطلب على الوحدات المكتبية الأصغر والمرنة والمجهزة ضمن مشاريع متعددة الاستخدامات.
وفيما يخص قطاع الفنادق فإنه من المتوقع أن ينعكس تنامي الطلب على السياحة المحلية وجهود السعودية الدؤوبة في تطوير البنية التحتية لتطوير قطاع السياحة إيجابياً على قطاع الفنادق في الرياض. وقد حققت إيرادات الغرف في الرياض أعلى عائدات مقارنةً بأداء الغرف في مختلف أنحاء البلاد، رغم أن القطاع في الوقت الراهن سجل انخفاضاً ملحوظاً.
ولفتت «جيه إل إل» إلى أنه مع الطلب المتنامي فقد توجه قطاع التجزئة إلى تنويع عروضه من خلال توفير المرافق الترفيهية، وتضمين العلامات التجارية المحلية ومفاهيم المطاعم المحلية المختلفة، مع توقعات بالبدء في تبني توجهات رقمية لمواكبة قطاع التجارة الإلكترونية لتوفير خدمات تلائم تطلعات المستهلكين للتسوق عبر الأجهزة الجوالة والتسوق الإلكتروني وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يُذكر أن البيانات الصادرة عن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية أفادت بارتفاع نسبة المستخدمين عبر الإنترنت المهتمين بالتسوق عبر الإنترنت في عام 2018 إلى 50%، مقارنةً بـ48% في عام 2017 و37% في عام 2016.
يذكر أن مؤشر وزارة العدل قد كشف عن تنفيذ 6138 صفقة عقارية خلال الشهر الماضي، منها 5660 صفقة سكنية، و478 صفقة تجارية، وكان نصيب منتج الأراضي نحو 5562 صفقة لشراء منها 5133 قطعة أرض مخصصة للسكن و429 مخصصة للقطاع التجاري، فيما سجل منتج الشقة صفقات بعدد 390 صفقة منها 347 شقة سكنية، و43 صفقة للشقق السكنية، في الوقت الذي تشهد فيه العاصمة حراكاً طفيفاً في تداولات العقارات فيما يتعلق بالفيلات السكنية خلال الفترة الماضية.


مقالات ذات صلة

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

أسهمت النتائج المالية الإيجابية والأرباح التي حققها قطاع البنوك وشركات عاملة بقطاع الطاقة في صعود مؤشر الأسهم السعودية وتحقيقه مكاسب مجزية.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال المائدة المستديرة في الرياض (تصوير: مشعل القدير)

مائدة مستديرة في الرياض تشدد على ضرورة «بناء أنظمة طاقة نظيفة ومرنة»

شدد مختصون بالطاقة النظيفة على ضرورة تنويع مصادر الإمداد وتعزيز قدرات التصنيع المحلية لضمان أمن الطاقة على المدى الطويل وتقليل نقاط الضعف.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الاقتصاد تتولى الهيئة الملكية لمدينة الرياض تنفيذ عدد من المشاريع الضخمة بالعاصمة السعودية (الهيئة)

«بارسونز» الأميركية تفوز بعقد قيمته 53 مليون دولار لبرنامج الطرق في الرياض

فازت شركة «بارسونز» الأميركية بعقد لإدارة تطوير شبكة الطرق بالرياض، في وقت تستعد العاصمة السعودية لاستضافة «إكسبو 2030» وكأس العالم لكرة القدم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.