الربع الأول شهد تحركاً ملحوظاً في سوق العقارات الكويتية

يتوقع أن تشهد الحركة في سوق العقارات الكويتية حالة من الركود المؤقت خلال شهر رمضان المقبل (الشرق الأوسط)
يتوقع أن تشهد الحركة في سوق العقارات الكويتية حالة من الركود المؤقت خلال شهر رمضان المقبل (الشرق الأوسط)
TT

الربع الأول شهد تحركاً ملحوظاً في سوق العقارات الكويتية

يتوقع أن تشهد الحركة في سوق العقارات الكويتية حالة من الركود المؤقت خلال شهر رمضان المقبل (الشرق الأوسط)
يتوقع أن تشهد الحركة في سوق العقارات الكويتية حالة من الركود المؤقت خلال شهر رمضان المقبل (الشرق الأوسط)

قال تقرير عقاري، صدر مؤخراً، إن السوق العقارية الكويتية شهدت بجميع قطاعاتها، خلال الربع الأول من العام الحالي، تحركاً ملحوظاً، وسط حالة من التماسك والاستقرار، ما يشير إلى استمرار هذه الحركة خلال هذا العام.
وقال التقرير إنه من الواضح أن القطاع العقاري في المجمل ما زال يدر عوائد جيدة ومغرية، خصوصاً مع انعدام الفرص الاستثمارية الأخرى، وكذلك لارتباطه باحتياجات المواطنين والوافدين.
ولفت التقرير الصادر من وكالة الأنباء الكويتية إلى أنه على الرغم من الحركة النشطة التي شهدها القطاع منذ مطلع العام الحالي، إلا أن حالة من الركود سادت خلال شهر مارس (آذار) الماضي، بسبب اتجاه الكثير من المستثمرين لتوجيه دفة استثماراتهم نحو بورصة الكويت، التي شهدت ارتفاعات، وأغرت البعض بهجر السوق العقارية، مؤقتاً، لاقتناص الفرص في الأوراق المالية.
وشهدت الشقق السكنية التي تشكل جزءاً جوهرياً من سوق الإيجار السكني، استقراراً في الاتجاهات الإيجارية في الربع الأول، إذ تراوحت إيجارات الشقق في محافظتي العاصمة وحولي، المكونة من غرفتين، بين 240 و290 ديناراً كويتياً شهرياً (بين 790 إلى 960 دولاراً أميركياً).
في هذا السياق، رأى عقاريان كويتيان أن حركة السوق العقارية خلال الربع الأول من العام الحالي، كانت على القطاع السكني في معظم المناطق، لا سيما المناطق الجديدة، وتوقعا استمرار وتيرة ازدياد الحركة خلال شهر أبريل (نيسان) الحالي، لتدخل في مرحلة هدوء نسبي في شهر مايو (أيار) المقبل، الذي يتزامن مع بدء شهر رمضان المبارك.
وقال سليمان الدليجان مدير «مكتب الدليجان العقاري» لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، أول من أمس، إن السوق كانت خلال الربع الأول من العام الحالي تسير بوتيرة متوازنة، وهو ما عكسته أرقام المبيعات، التي تشير إلى استمرار قوة التداول وارتفاع الأسعار في بعض المناطق السكنية، فضلاً عن استمرار الطلب على الأراضي الاستثمارية بغرض التطوير.
وأوضح الدليجان أن الطلب على القطاع التجاري شهد نمواً في جميع المناطق، خصوصاً في المناطق قليلة العرض مثل جليب الشيوخ والجهراء والمباركية، ما يزيد من فرص ارتفاع أسعارها مستقبلاً.
وتوقع استمرار الطلب على العقارات في منطقة الشويخ الصناعية والري والعارضية الحرفية وأسواق القرين، وعلى العقار بشكل عام، لاستمرار المستثمرين في المضاربة أو التطوير نتيجة عدم توفر فرص أخرى حالياً بالسوق المحلية.
وتوقع أن يشهد العقار الاستثماري والتجاري داخل مدينة الكويت، وخارجها، تغيرات خلال الفترة المقبلة في ظل استمرار الإنفاق الحكومي، وعدم توفر فرص مناسبة بالقطاع السكني نتيجة قوانين صادرة منذ عام 2013.
كما توقع عدم ارتفاع أسعار العقار في السكن الخاص خلال الفترة المقبلة، لعدة اعتبارات، منها عدم تغير شروط الاقتراض من البنوك، وتوجه كثير من الأموال للقطاع الاستثماري.
من جهته، قال عبد العزيز الدغيشيم رئيس مجلس إدارة شركة «الدغيشيم العقارية»، إن أداء السوق العقارية خلال الربع الأول من العام الحالي، شهد نشاطاً ملحوظاً، لا سيما في القطاعات الاستثمارية والتجارية والمخازن.
وأضاف الدغيشيم أن هذا الزخم أثر إيجاباً على قطاع المزادات، الذي شهد ارتفاعاً في الأسعار، لا سيما في الأماكن الاستراتيجية التي عرضت قسائمها، ما جعل منوال المضاربة حاضراً في هذه المزادات، نظراً للفرص التي تحملها، خصوصاً في القطاع السكني، ما زاد من الشح في العروض الجيدة في كل المناطق.
ورأى أن السوق ما زالت متعطشة للفرص المواتية، لا سيما في القطاع السكني، إذ إن الفرص التي تعرض في هذا القطاع تباع بسرعة، ويقبل عليها من يمتلك السيولة الفورية، وهذا الأمر تعززه رغبة المشترين في اقتناء الفرص للسكن، ورغبة البعض الآخر الشراء بغرض الاستثمار.
وتوقع أن تشهد الحركة في السوق حالة من الركود المؤقت خلال الشهر المقبل، بسبب شهر رمضان، إذ تقل الرغبة في الاتجاه الاستثماري للقطاع، وقد يمتد هذا الركود حتى انتهاء فترة الإجازات الصيفية، ومن ثم تعود الدورة إلى نشاطها مجدداً صوب الفرص الجديدة.


مقالات ذات صلة

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

الاقتصاد يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

في حدث استثنائي شهدته مدينة جدة، جرى تدشين مشروع برج ترمب، بحضور إريك ترمب، نائب رئيس منظمة ترمب.

أسماء الغابري (جدة)
عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».