داود أوغلو يخرج عن صمته ويحمّل إردوغان مسؤولية أزمات تركيا

اعتقال عضو في الحزب الحاكم و5 آخرين بعد الاعتداء على زعيم المعارضة

أنصار حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض يحتجون بعد الاعتداء على زعيمه في أنقرة أمس (أ.ف.ب)
أنصار حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض يحتجون بعد الاعتداء على زعيمه في أنقرة أمس (أ.ف.ب)
TT

داود أوغلو يخرج عن صمته ويحمّل إردوغان مسؤولية أزمات تركيا

أنصار حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض يحتجون بعد الاعتداء على زعيمه في أنقرة أمس (أ.ف.ب)
أنصار حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض يحتجون بعد الاعتداء على زعيمه في أنقرة أمس (أ.ف.ب)

وسط مؤشرات قوية على استعداده لإطلاق حزب سياسي جديد سيضمّ في قوامه العديد من القيادات السابقة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، التي تم تهميشها بسبب خلافات في الرؤى مع الرئيس رجب طيب إردوغان خرج رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، عن صمته ببيان مطول أمس (الاثنين)، وجّه فيه انتقادات حادة إلى سياسة إردوغان وأسلوب قيادته للحزب وتعامله مع القيادات التي قادت مسيرة الكفاح من أجل وصول الحزب إلى المرتبة التي بلغها خلال السنوات التي تلت تأسيسه عام 2001، والذي اعتبره نوعاً من «انعدام الوفاء».
وقال داود أوغلو، في بيانه المكون من 15 صفحة والذي نشره عبر صفحته على «فيسبوك» وتناقلته على نطاق واسع وسائل الإعلام داخل تركيا وخارجها، إن الانتخابات المحلية الأخيرة التي أُجريت في 31 مارس (آذار) الماضي كشفت بشكل واضح عن حالة الضعف التي وصل إليها حزبنا (العدالة والتنمية)، معتبراً أن تشكيل «تحالف الشعب» مع حزب الحركة القومية كان قراراً خاطئاً أضر بالحزب.
وذكر داود أوغلو، وهو نائب بالبرلمان التركي عن مدينة كونيا (وسط) عن حزب العدالة والتنمية الحاكم: «تظهر نتائج الانتخابات المحلية أن سياسات التحالف أضرت بحزبنا، سواء على مستوى الأصوات أو كيان الحزب». وعلى الرغم من فوز تحالف العدالة والتنمية والحركة القومية (تحالف الشعب) بالأغلبية في الانتخابات بنسبة 51.4% فإنه مني بخسائر فادحة بفقده البلديات الرئيسية الثلاث (إسطنبول وأنقرة وإزمير) فضلاً عن 5 بلديات أخرى لمدن كبرى من أبرزها أنطاليا (جنوب) لصالح المعارضة، ليأتي الفوز في الانتخابات مفرغاً من مضمونه وبطعم الهزيمة.
وأضاف داود أوغلو أن نتائج الانتخابات المحلية لا بد أن تُقرأ بعناية وبدقة شديدة، مشيراً إلى أن حزب العدالة والتنمية بدأ يعاني ضعفاً ظهر نسبياً في الاستفتاء على تعديل الدستور للانتقال إلى النظام الرئاسي في 16 أبريل (نيسان) 2017 وفي الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة في 24 يونيو (حزيران) الماضي التي بدأ فيها التحالف مع الحركة القومية، لكنه ظهر بشكل واضح في الانتخابات المحلية في 31 مارس الماضي.
وتابع: «حزبنا كان الحزب الأول في تركيا، لكنّ تواصلنا مع الشعب في أنحاء البلاد بدأ يضعف. وفي الانتخابات الأخيرة التي خضناها ضمن (تحالف الشعب) مع حزب الحركة القومية، جعل الحزب يتجه فقط إلى الناخبين في منطقتي الأناضول والبحر الأسود، ويفقد سواحل تركيا (غرب البلاد)»، مشيراً إلى أنه «حتى في داخل الأناضول هناك توازنات وتغيُّر معادلة الحزب بالاتجاه إلى التحالف مع الحركة القومية جعل حزبنا محدوداً جغرافياً وأضر بشعبيته وكيانه».
ويتمتع داود أوغلو بمكانة بارزة في الحزب، وتولى رئاسة الحزب والحكومة بين 2014 و2017 قبل أن تدب الخلافات بينه وبين إردوغان بسبب إصرار الأخير على تطبيق النظام الرئاسي ونزع صلاحيات الحكومة، لينتهي الخلاف باستقالة داود أوغلو في مايو (أيار) عام 2017 عقب الاستفتاء على تعديل الدستور ليحل محله بن علي يلدريم، الذي ساير إردوغان في توجهه نحو النظام الرئاسي حتى تم تطبيقه بعد انتخابات 24 يونيو 2018، وتولى يلدريم بعد ذلك رئاسة البرلمان التي تركها بعد أن رشحه إردوغان لمنصب رئيس بلدية إسطنبول في الانتخابات المحلية في 31 مارس الماضي، والتي خسرها لصالح مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو.
وقال داود أوغلو إن تركيا مرت بأحداث عصيبة منذ احتجاجات «جيزي بارك» في إسطنبول في مايو 2013 التي تطورت إلى احتجاجات واسعة في أنحاء تركيا على حكم إردوغان الذي كان رئيساً للوزراء في ذلك الوقت (وكان داود أوغلو وزيراً للخارجية)، بالإضافة إلى محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016. وذكر داود أوغلو أنه في جميع هذه الأحداث، كان يتحدث إلى إردوغان، كما قدم توصياته ووجهة نظره في جميع الأحداث التي تمر بها البلاد وكيفية التعاطي معها إلى رئاسة الجمهورية (أصبح إردوغان رئيساً للجمهورية في 2014)، لكنه لم يجد استجابة. وقال إن ما دفعه إلى الحديث الآن، هو الوضع الذي وصل إليه الحزب بسبب الممارسات الخاطئة التي أضعفته بعد أن كان حزباً مركزياً يحتضن مختلف أطياف الشعب ورمزاً للإنسانية وحرية التعبير والدفاع عن حقوق الإنسان. واعتبر داود أوغلو أن «الحزب تحول إلى حزب يقوم على الجمود والبحث عن أي وسيلة للبقاء».
وانتقد سياسات الحزب الاقتصادية، والقيود التي يفرضها على وسائل الإعلام، والضرر الذي قال إنه لحق بالفصل بين السلطات وبالمؤسسات. وعبّر عن الوضع الذي وصل إليه الحزب تحت قيادة إردوغان وما تعرضت له القيادات التي اضطلعت بدور مهم في تأسيس الحزب ونجاحه بعبارات مغلفة بانتقادات حادة لإردوغان دون الإشارة إليه بالاسم، قائلاً: «إن العمل السياسي يقوم على منظومة أخلاقية في الأساس. وتاريخياً كان من أهم الأسس التي قام عليها حزبنا، لكنها تضررت بسبب الخطاب الذي أصبح قائماً على الشعارات وإظهار التمسك بالقيم والمبادئ والتصرف بعكس ذلك، ما جعل المواطنين يفقدون الثقة في خطابنا». وأضاف: «فضلاً عن التعامل بتعالٍ، والإصرار على الظهور الدائم بلا انقطاع، واستغلال أمور مقدسة (نابعة من الدين) من أجل تحقيق مكاسب سياسية». وتابع: «كما نسي البعض أن العمل السياسي وقيادة البلاد هي منوطة بشخص من يتولى القيادة دون تدخل من عائلته أو الدائرة المحيطة به في صنع القرار. كما أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتجييش من يقومون من خلالها بترويج الافتراءات، وتشويه أي منافس على الساحة، ومحو اعتبار مَن كانوا رفاق كفاح في مسيرة الحزب هو بمثابة (انعدام الوفاء) لمن بذلوا الكثير من أجل نجاح الحزب».
وسبق أن تعرض داود أوغلو لحملة عبر مواقع التواصل في تركيا اتهمته بـ«الخيانة» ولمّحت إلى علاقات تربطه بفتح الله غولن، الحليف الأوثق لإردوغان قبل أن يتهمه بتدبير محاولة الانقلاب ضده في 2016، في محاولة لتشويه صورته بعد رفضه النظام الرئاسي واقتطاع صلاحيته كرئيس للوزراء، مفضلاً الاستقالة، التي قيل إنه أُجبر عليها بعد أن وصلت الأمور إلى حد الصدام مع إردوغان.
وأشار إلى أن الضغوط المباشرة وغير المباشرة على رؤساء فروع الحزب، ورؤساء وأعضاء مجالس البلديات المنتخبين في أنحاء البلاد خلّفت «جراحاً غائرة» في نفوس مَن بذلوا جهوداً كبيرة من أجل مواجهة التحديات الخطيرة التي مرت بها البلاد، ولم يجدوا تقديراً لجهودهم أن شخصاً واحداً يضع نفسه فوق جميع التشكيلات والهيئات المؤسسية داخل الحزب وفي مجلس البلديات ويمارس الضغوط بجميع الأشكال.
وأثار بيان داود أوغلو تكهنات حول ما إذا كان هذا البيان هو إعلان تمهيدي أو «نزع الفتيل» لإشهار حزبه الجديد، الذي أطلق جهوداً وقام بتحركات منذ فترة تمهيداً للإعلان عنه. لكنه لم يشر صراحة في البيان إلى أي احتمال لتشكيل حزب جديد، بل شدد على الحاجة إلى الإصلاح داخل الحزب. وقال: «أدعو المسؤولين التنفيذيين في حزبنا والكيانات المعنية إلى تقييم كل هذه الأمور، ورؤيتنا المستقبلية بعقلانية وهدوء». وأوضح أن الحزب يجب أن يواجه حقيقة تناقص الدعم الشعبي بسبب سياسات «الغطرسة» والتعالي، ودعا إلى مراجعة مسألة انتماء رئيس الجمهورية إلى حزب سياسي (استعاد إردوغان رئاسة الحزب بعد تطبيق النظام الرئاسي وهي المرة الأولى التي يكون رئيس الجمهورية منتمياً إلى حزب)، وكذلك تحالفه مع حزب الحركة القومية، محذراً من انحراف تركيا عن مبادئ السوق الحرة.
وحمّل داود أوغلو الذي كان في السابق مستشاراً لإردوغان في مجلس الوزراء قبل أن يصبح وزيراً للخارجية في 2014، إردوغان المسؤولية عن الأزمة الاقتصادية واستمرارها، قائلاً: «لا يمكننا إدارة الأزمة الاقتصادية الواقعة من خلال إنكار وجودها. أزمة الحكم تكمن في جذر الأزمة الاقتصادية التي نعيشها».
ويعد بيان داود أوغلو أول مواجهة مباشرة من أحد قيادات حزب العدالة والتنمية لإردوغان الذي داوم على التحذير من «الخيانة»، ولم يُظهر أي تسامح مع أي مؤشرات للمعارضة داخل حزبه.
وتصاعدت النقاشات في تركيا، قبل الانتخابات المحلية الأخيرة، حول احتمالات ظهور حزب سياسي جديد يتولى قيادته عدد من القيادات القديمة في حزب العدالة والتنمية الحاكم، في مقدمتهم الرئيس السابق عبد الله غل وداود أوغلو. وتفاعلاً مع هذه النقاشات، قال إردوغان إن «هناك كثيراً من المنشقين عن حزب العدالة والتنمية، ولا داعي لذكر أسماء، فهؤلاء يستحيل أن نسير معهم ثانية في طريق واحد... ومَن نزلوا من القطار يستحيل أن يعودوا إليه... هناك من أسسوا أحزاباً من قبل، والجميع يعرف عاقبتهم... الصدق والإخلاص أمران مهمان للغاية».
على صعيد آخر، اعتقلت الشرطة التركية أمس، ستة أشخاص بينهم عضو في حزب العدالة والتنمية الحاكم بعد الاعتداء على زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، وفق ما ذكر الحزب الحاكم والإعلام المحلي.
وحققت الشرطة بدايةً مع تسعة أشخاص ولكنها أفرجت عن ثلاثة منهم في وقت لاحق، كما ذكر ممثل للمعارضة. وتعرض كليتشدار أوغلو (70 عاماً)، زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، لاعتداء في أنقرة، الأحد، في أثناء جنازة جندي قُتل في اشتباك مع مسلحين أكراد جنوب شرقي البلاد.
ويأتي الاعتداء بعد أيام من الفوز الذي حققه حزب الشعب الجمهوري في أنقرة وإسطنبول في الانتخابات المحلية في 31 مارس، على حساب حزب العدالة والتنمية في ضربة لحكم إردوغان.
وأظهر تسجيل فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة من الناس يتدافعون حول كليتشدار أوغلو بينما كان يشق طريقه عبر الحشود. وأثار الشريط استياءً وتم تداوله تحت هاشتاغ «كليتشدار أوغلو لست وحدك».
واعتُقل المشتبه به الرئيسي في وسط الأناضول واقتيد إلى تشوبوق، كما ذكر تلفزيون «إن تي في» الخاص. وكشف الحزب الحاكم لاحقاً هويته وقدمه على أنه عثمان ساريغون، وقال إنه عضو في الحزب سيواجه جلسة تأديبية ليُطرد من صفوفه.



ملالا يوسفزاي تؤكد دعمهما للفلسطينيين بعد انتقادات لمشاركتها هيلاري كلينتون إنتاج مسرحية

الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)
الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)
TT

ملالا يوسفزاي تؤكد دعمهما للفلسطينيين بعد انتقادات لمشاركتها هيلاري كلينتون إنتاج مسرحية

الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)
الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)

نددت الباكستانية ملالا يوسفزاي حاملة جائزة نوبل، الخميس، بإسرائيل وأعادت التأكيد على دعمها للفلسطينيين في غزة، في أعقاب انتقادات عنيفة لمشاركتها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في إنتاج مسرحية موسيقية.

وواجهت يوسفزاي التي نالت جائزة نوبل للسلام عام 2014 ردود فعل عنيفة في موطنها باكستان لعملها مع كلينتون المؤيدة الصريحة لحرب إسرائيل في غزة. وتتناول المسرحية الموسيقية التي تحمل عنوان "Suffs" وتعرض في برودواي في نيويورك منذ الأسبوع الماضي نضال المرأة الأميركية للحصول على حق التصويت في القرن العشرين.

وكتبت يوسفزاي على إكس "أريد ألا يكون هناك أي لبس بشأن دعمي لشعب غزة"، مضيفة "لا نحتاج لرؤية المزيد من الجثث والمدارس المقصوفة والأطفال الذين يتضورون جوعا لندرك أن وقف إطلاق النار أمر ملح وضروري".

أضافت "لقد أدنت الحكومة الإسرائيلية وسأظل أدينها بسبب انتهاكاتها للقانون الدولي وجرائم الحرب التي ترتكبها".

وشهدت باكستان العديد من الاحتجاجات القوية المؤيدة للفلسطينيين منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقالت الكاتبة الباكستانية المعروفة مهر ترار على منصة إكس "إن تعاونها المسرحي مع هيلاري كلينتون (...) التي تمثل الدعم الأميركي المطلق للإبادة الجماعية للفلسطينيين (...) يشكّل ضربة قوية لمصداقيتها كناشطة في مجال حقوق الإنسان". أضافت "أنا أعتبر الأمر مأساويا تماما".

وفي حين أيدت كلينتون الحملة العسكرية للقضاء على حماس ورفضت المطالب بوقف إطلاق النار، إلا أنها دعت أيضا إلى توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين. ونددت يوسفزاي علنا بسقوط ضحايا مدنيين ودعت إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ملالا البالغة 26 عاما وضعت دبوسا باللونين الأحمر والأسود خلال افتتاح المسرحية الخميس الماضي للدلالة على دعمها لوقف إطلاق النار. لكن الكاتبة والأكاديمية نيدا كيرماني اعتبرت على منصة إكس أن قرار ملالا مشاركة كلينتون "يثير الجنون ويفطر القلب في نفس الوقت. يا لها من خيبة أمل مطلقة".

وشغلت كلينتون منصب وزيرة الخارجية خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما التي أشرفت على حملة غارات بالطائرات المسيّرة استهدفت مقاتلي طالبان في باكستان والمناطق الحدودية الأفغانية. وحصلت يوسفزاي على جائزة نوبل للسلام بعد إصابتها برصاصة في رأسها على يد حركة طالبان الباكستانية عندما كانت تطالب بتعليم الفتيات عام 2012.

ومع ذلك، تسببت حرب الطائرات المسيّرة بمقتل وتشويه عشرات المدنيين في المنطقة التي عاشت فيها ملالا، ما تسبب بمزيد من الانتقادات عبر الإنترنت التي استهدفت أصغر حائزة على جائزة نوبل، عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها. وغالبا ما يُنظر إلى يوسفزاي بريبة في باكستان، حيث يتهمها منتقدوها بالترويج لأجندة سياسية نسوية وليبرالية غربية في الدولة المحافظة.


300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
TT

300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)

تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم خلال عام 2023، وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون منه إلى 282 مليوناً، وفق تقرير أصدرته 16 منظمة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى أمس (الأربعاء).

ويشكل هذا العدد زيادة قدرها 24 مليوناً مقارنة بعام 2022، ولا تزال الآفاق «قاتمة» للسنة الراهنة على ما جاء في التقرير العالمي الأخير حول الأزمات الغذائية، الذي تعدّه شبكة المعلومات حول الأمن الغذائي.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مقدمة التقرير: «في عالم يتمتع بالوفرة، ثمة أطفال يموتون جراء الجوع. وتؤدي الحروب والفوضى المناخية وأزمة غلاء المعيشة، المترافقة مع تحرك غير مناسب، إلى مواجهة نحو 300 مليون شخص أزمة غذائية حادة في 2023»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف أن «التمويل غير متناسب مع الحاجات. على الدول زيادة الموارد المتوافرة للتنمية المستدامة»، خصوصاً أن تكلفة توزيع المساعدات زادت أيضاً.

وهذه السنة الخامسة على التوالي التي تشهد ارتفاعاً في عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.


«فيتو» روسي ضد مشروع قرار بمجلس الأمن لمنع نشر أسلحة نووية في الفضاء

سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)
سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)
TT

«فيتو» روسي ضد مشروع قرار بمجلس الأمن لمنع نشر أسلحة نووية في الفضاء

سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)
سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)

استخدمت روسيا، الأربعاء، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صاغته الولايات المتحدة ويدعو الدول إلى منع سباق تسلح في الفضاء الخارجي، وهي خطوة دفعت الولايات المتحدة إلى التساؤل عما إذا كانت موسكو تخفي شيئا ما.

وجاء التصويت بعد أن اتهمت واشنطن موسكو بتطوير سلاح نووي مضاد للأقمار الصناعية لوضعه في الفضاء، وهو ما نفته روسيا. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو تعارض نشر أسلحة نووية في الفضاء.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للمجلس بعد التصويت «حق النقض اليوم يطرح هذا السؤال: لماذا؟ لماذا، إذا كنتم تتبعون القواعد، لا تدعمون قرارا يعيد التأكيد عليها؟ ما الذي يمكن أن تخفوه؟... هذا أمر محير ومشين»، وفق ما نقلته «رويترز».

واتهم سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا واشنطن بمحاولة تشويه صورة موسكو، وقال إن روسيا ستبدأ قريبا مفاوضات مع أعضاء المجلس بشأن مشروع قرار من جانبها يهدف إلى الحفاظ على السلام في الفضاء.

وأضاف «نريد حظرا على نشر أي نوع من الأسلحة في الفضاء الخارجي وليس فقط (أسلحة الدمار الشامل). لكنكم لا تريدون ذلك... دعوني أطرح عليكم نفس السؤال: لماذا؟»، موجها سؤاله للسفيرة الأميركية.

وطرحت الولايات المتحدة واليابان مشروع القرار للتصويت بعد ما يقرب من ستة أسابيع من المفاوضات. وحصل القرار على تأييد 13 صوتا بينما امتنعت الصين عن التصويت واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو).

ويؤكد نص مشروع القرار الالتزام بمعاهدة الفضاء الخارجي ويدعو الدول إلى «المساهمة بفاعلية في تحقيق هدف الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي ومنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي».

وتمنع معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 الموقعين عليها، ومنهم روسيا والولايات المتحدة، من وضع «أي أجسام تحمل أسلحة نووية أو أي نوع آخر من أسلحة الدمار الشامل في مدار حول الأرض».


300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
TT

300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)

تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم خلال عام 2023، وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون منه إلى 282 مليوناً، وفق تقرير أصدرته، الأربعاء، 16 منظمة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى. ويشكل هذا العدد زيادة قدرها 24 مليوناً مقارنة بعام 2022. ولا تزال الآفاق «قاتمة» للسنة الراهنة على ما جاء في التقرير العالمي الأخير حول الأزمات الغذائية، الذي تعدّه شبكة المعلومات حول الأمن الغذائي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مقدمة التقرير: «في عالم يتمتع بالوفرة، ثمة أطفال يموتون جراء الجوع. وتؤدي الحروب والفوضى المناخية وأزمة غلاء المعيشة، المترافقة مع تحرك غير مناسب، إلى مواجهة نحو 300 مليون شخص أزمة غذائية حادة في 2023»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف أن «التمويل غير متناسب مع الحاجات. على الدول زيادة الموارد المتوافرة للتنمية المستدامة»، خصوصاً أن كلفة توزيع المساعدات زادت أيضاً.

صدمات جديدة

وهذه السنة الخامسة على التوالي التي تشهد ارتفاعاً في عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، الذي يشير إلى وضع تكون فيه حياة الفرد أو سبل عيشه مهددة بخطر داهم لأنه عاجز عن توفير الغذاء بشكل مناسب.

600 ألف شخص على شفا المجاعة في غزة (رويترز)

وهذا التفاقم الأخير ناجم جزئياً أيضاً عن زيادة في عدد المناطق المشمولة بالتقرير. وأوضحت فلور فوتيرس، المديرة المساعدة لمكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود في منظمة الفاو، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن الوضع عائد أيضاً إلى «صدمات جديدة أو متفاقمة»، فضلاً عن «تدهور ملحوظ في أزمات غذائية رئيسية مثل السودان وقطاع غزة». وثمة 700 ألف شخص على شفا المجاعة في 2023، بينهم 600 ألف في غزة. وقد ارتفع هذا العدد في قطاع غزة خلال السنة الراهنة بسبب استمرار الحرب التي تشنّها إسرائيل، وانتشار الجوع ليصل إلى 1.1 مليون نسمة.

تفاقم الحروب

منذ أن بدأت الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية، التي تمثل تحالفاً من منظمات أممية وأخرى تابعة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمات إنسانية، في بدء إعداد التقرير عام 2016: «انتقل عدد الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي من 108 ملايين إلى 282 مليوناً، في حين أن معدل الانتشار (نسبة السكان المعنيين في منطقة معينة) انتقل من 11 في المائة إلى 22 في المائة»، بحسب فلور فوتيرس. والأزمة الغذائية متواصلة منذ ذلك الحين في أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا ونيجيريا، فضلاً عن سوريا واليمن، بحسب المصدر نفسه.

تسببت الحرب بالسودان في تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في البلاد (أ.ف.ب)

من جهتها، قالت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين خلال عرض للتقرير عبر الإنترنت: «نُدرك جميعاً سبب ارتفاع الجوع في مناطق كثيرة من العالم، ونعرف ما الحلول. لكن في غياب الموارد والإرادة السياسية الضرورية لتطبيقها، سنستمر في الطريق الحالية». ورأت منظمة «أوكسفام» غير الحكومية أن «الأزمة الغذائية العالمية هي في الأساس أزمة أخلاقية»، مضيفة: «إنه أمر لا يغتفر أن يعاني أكثر من 281 مليون شخص من الجوع الحاد، في حين يستمر أغنى أغنياء العالم في تحقيق أرباح طائلة؛ بما يشمل شركات صناعات الطيران والدفاع التي تغذي النزاعات، السبب الرئيسي للجوع». وأشارت فلور فوتيرس إلى أن تطور الوضع في 2024 «سيكون رهناً بوقف القتال»، مضيفة أنه ما إن تتمكن المنظمات الإنسانية من الدخول إلى غزة والسودان، فستساهم المساعدة «سريعاً» في خفض الأزمة الغذائية. كما قالت إن ثمة كثيراً من عدم اليقين بشأن هايتي: «حيث استولت مجموعات مسلحة على أراض زراعية (...) ونهبت محاصيل». إلى ذلك، قد تؤدي ظاهرة إل نينيو المناخية «إلى جفاف حاد في غرب أفريقيا وجنوبها».


سيدني: توقيف 7 أشخاص في إطار عملية لمكافحة الإرهاب

صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني
صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني
TT

سيدني: توقيف 7 أشخاص في إطار عملية لمكافحة الإرهاب

صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني
صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني

قالت الشرطة الأسترالية الأربعاء، إنها أوقفت سبعة أشخاص يشكلون «خطراً وتهديداً غير مقبولين» على الجمهور بعد مداهمات لمكافحة الإرهاب شارك فيها 400 شرطي.

وكشف اثنان من كبار الضباط أن الأفراد على صلة بشاب يبلغ من العمر 16 عاماً متهم بطعن أسقف آشوري، ويتبنون «آيديولوجية متطرفة ذات دوافع دينية...». وكانت الشرطة قد أعلنت في وقت سابق أنها اعتقلت خمسة أشخاص، على ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

ورجّح نائب مفوّض الشرطة دايف هادسون، أن تكون المجموعة «تخطّط لهجوم، بالرغم من عدم تحديد هدف خاص». وصرّح للصحافيين أن «سلوكهم، وهم قيد المراقبة، دفعنا إلى الظنّ أنه في حال أرادوا ارتكاب فعلة ما، لن يكون في وسعنا منع ذلك». وقال: «خلصنا خلال التحقيق إلى أرجحية حدوث هجوم».

شرطة الطب الشرعي ومركباتها خارج كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في ضاحية واكلي الغربية بسيدني (أ.ف.ب)

وأشارت الشرطة إلى أن كلّ الموقوفين قاصرون.

وكان الأسقف مار ماري عمانوئيل تعرض للطعن في الرأس والصدر، في حادثة نفّذها فتى في السادسة عشرة من العمر في كنيسة «المسيح الراعي الصالح» الآشورية، بينما كان الأسقف يلقي عظة.

وعلى مرأى من المصلّين داخل الكنيسة، ومتابعي العظة عبر الإنترنت، انقضّ المهاجم بسكّينه على الأسقف، في هجوم أثار حالة من الذعر والغضب العارمين في أوساط أتباع الكنيسة الآشورية في غرب سيدني.

وصنّفت الشرطة الحادثة «عملاً إرهابياً»، فشُكّل فريق عمل لمكافحة الإرهاب من عناصر الشرطة الفيدرالية والإقليمية والمخابرات، وفتَحَ تحقيقاً في المسألة.

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الزهور بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)

والأسقف الذي تلقى عظاته بالعربية والإنجليزية متابعة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، اكتسب شهرة واسعة بسبب مواقفه.

وفي السياق ذاته، حذر المدير العام لمنظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية مايك بيرجيس من احتمالية أن يحسن الذكاء الاصطناعي من إمكانيات أعداء البلاد، مما يؤدي إلى زيادة التجسس، والمعلومات المضللة والتطرف السياسي، حسبما ذكرت «وكالة بلومبرغ للأنباء».

وقال بيرجيس، إن الإنترنت بالفعل «هو حاضنة أقوى تطرف في العالم. ومن المحتمل أن يجعل الذكاء الاصطناعي التطرف السياسي أسهل وأسرع». وذكر أن منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية تعتقد أن الذكاء الاصطناعي «سيسمح بتغير كبير» في قدرات أعداء أستراليا.

وتردد تصريحات بيرجيس، صدى مشاعر رئيسي مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي وجهاز الأمن البريطاني عن «استغلال الإرهابيين للقدرة الهائلة للتكنولوجيا». وأشارت التصريحات التي ترجع إلى أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى أن الذكاء الاصطناعي «يجلب مستوى من التهديد لم تتم مواجهته من قبل».


ما سبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية؟

طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
TT

ما سبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية؟

طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)

اشتدت الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة على الحرب في غزة، واتسع نطاقها، خلال الأسبوع الماضي، مع إقامة عدد من المخيمات الآن في جامعات؛ منها كولومبيا وييل ونيويورك. واستدعت عدة جامعات الشرطة لاعتقال متظاهرين، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويتزر» للأنباء.

وفيما يلي تفاصيل عن الاحتجاجات:

ما الذي يطالب به المتظاهرون؟

أصدر الطلاب في الجامعات التي اندلعت بها الاحتجاجات، دعوات لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإنهاء المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، وسحب استثمارات الجامعات من شركات توريد الأسلحة، وغيرها من الشركات المستفيدة من الحرب، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية أو الطرد بسبب الاحتجاج.

مؤيدون للفلسطينيين يتجمعون خارج جامعة كولومبيا (أ.ف.ب)

من المتظاهرون؟

اجتذبت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين طلاباً وأعضاء هيئة التدريس من خلفيات مختلفة تشمل الديانتين الإسلامية واليهودية. ومن المجموعات المنظمة للاحتجاجات «طلاب من أجل العدالة في فلسطين»، و«الصوت اليهودي من أجل السلام».

وشهدت المخيمات أيضاً إقامة صلوات بين الأديان وعروضاً موسيقية، فضلاً عن مجموعة متنوعة من برامج التدريس.

وأنكر المنظمون مسؤوليتهم عن العنف ضد المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل أو تأييدهم له، غير أن بعض الطلاب اليهود قالوا إنهم يشعرون بالقلق من الهتافات التي يقولون إنها معادية للسامية.

* ماذا كان رد السلطات؟

اتخذ القائمون على إدارة الجامعات وسلطات إنفاذ القانون إجراءات صارمة ضد الاحتجاجات.

فقد أوقفت جامعة كولومبيا، وكلية بارنارد التابعة لها، عشرات الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، وأُلقي القبض على أكثر من 100 متظاهر في كولومبيا، حيث استدعت رئيسة الجامعة مينوش شفيق شرطة نيويورك لإخلاء المخيم، بعد يوم من إدلائها بشهادتها أمام لجنة بمجلس النواب. وقالت إن المخيم انتهك القواعد المناهضة للاحتجاجات غير المصرّح بها.

ضباط الشرطة يسيرون خارج جامعة كولومبيا (أ.ف.ب)

واعتقلت شرطة ييل أكثر من 60 متظاهراً، يوم الاثنين، بعد أن منحتهم «عدة فرص للمغادرة وتجنب الاعتقال»، وفقاً للجامعة.

وقالت إدارة شرطة نيويورك إن الضباط اعتقلوا 120 شخصاً في جامعة نيويورك، خلال وقت متأخر من يوم الاثنين. وقال مسؤولو الجامعة إنهم طلبوا تدخل الشرطة لأن المتظاهرين لم يتفرقوا، وكانوا «يؤثرون على سلامة وأمن مجتمعنا».

ضباط الشرطة يعتقلون متظاهرين بالقرب من منزل زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر في حي بروكلين بنيويورك (أ.ف.ب)

* ما التأثير على الحياة العادية في الحرم الجامعي؟

بعد عقد جميع الفصول الدراسية افتراضياً، يوم الاثنين، أعلنت جامعة كولومبيا أنها ستعتمد نظام دراسة مختلطاً من الحضورين الشخصي والافتراضي لبقية الفصل الدراسي. وقالت شفيق، في بيان، إنها لن تسمح لأي مجموعة بتعطيل حفل التخرج.

طلاب وأعضاء هيئة التدريس بجامعة نيويورك يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة بواشنطن سكوير بارك (د.ب.أ)

وألغت جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية في هومبولت الحضور الشخصي حتى اليوم الأربعاء، بعد أن تحصَّن طلاب بمبنى إداري، وطالبوا الجامعة بالكشف عن جميع العلاقات مع إسرائيل، وقطع العلاقات مع جامعاتها.

وقالت جامعة ميشيجان إنها ستسمح بحرية التعبير والاحتجاج السلمي في احتفالات التخرج، خلال أوائل مايو (أيار)، لكنها ستوقف «التعطيل الكبير» للدراسة.

* كيف يستجيب القادة السياسيون؟

قال الرئيس الديمقراطي جو بايدن، الذي انتقده المتظاهرون لتزويده إسرائيل بالتمويل والأسلحة، للصحافيين، يوم الاثنين، إنه يستنكر «الاحتجاجات المعادية للسامية»، و«أولئك الذين لا يفهمون ما يحدث مع الفلسطينيين».

متظاهرون يغلقون الشارع بالقرب من منزل زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر في حي بروكلين بنيويورك (أ.ف.ب)

ووصف الرئيس السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري لانتخابات عام 2024، الاحتجاج في الحُرم الجامعية بأنه «فوضوي».


أذربيجان تؤكد أن السلام مع أرمينيا «أقرب من أي وقت»

الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)
الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)
TT

أذربيجان تؤكد أن السلام مع أرمينيا «أقرب من أي وقت»

الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)
الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الثلاثاء، أن التوصل إلى اتفاق للسلام مع أرمينيا بات أقرب من أي وقت مضى، في حين بدأ فريقان من البلدين عملية ترسيم الحدود على أمل إنهاء عقود من النزاعات على الأراضي.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، يأتي تفاؤل علييف في ظل التقدّم الذي تم تحقيقه بشأن ترسيم الحدود رغم احتجاجات في أرمينيا لم تتجاوز صدمة سيطرة باكو على إقليم ناغورنو كاراباخ إثر عملية خاطفة العام الماضي.

والثلاثاء، أقام فريقان من البلدين أول علامة حدودية بعدما اتفق مسؤولون على ترسيم جزء بناء على خرائط عائدة إلى الحقبة السوفياتية.

وقال علييف الثلاثاء في إشارة إلى إمكان التوصل إلى اتفاق سلام: «نقترب من ذلك أكثر من أي وقت مضى».

وأضاف: «لدينا الآن فهم مشترك للكيفية التي يجب أن يبدو عليها اتفاق السلام. علينا فقط التعامل مع التفاصيل».

وتابع: «يحتاج الطرفان إلى وقت... لدى كلانا الرغبة السياسية في القيام بذلك».

وافق رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الشهر الماضي على إعادة أربع قرى حدودية كانت جزءاً من أذربيجان عندما كان البلدان ضمن جمهوريات الاتحاد السوفياتي.

احتجاجات في أرمينيا

أكد علييف الثلاثاء أنه وافق على مقترح قدّمته كازاخستان باستضافة اجتماع لوزراء الخارجية.

وحاولت عدة بلدان في الماضي أداء دور الوسيط بما فيها روسيا وإيران والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، إلا أن سنوات من المحادثات فشلت.

وقلل علييف من أهمية الحاجة إلى تدخل أطراف ثالثة. وقال: «لا نتحدث عن أي نوع من الوساطة؛ لأن ما يحصل الآن عند حدودنا يُظهر أنه عندما نُترك وحدنا... يمكننا الاتفاق في أقرب وقت».

وأقام خبراء من البلدين أول علامة حدودية، الثلاثاء، وفق ما جاء في بيانين متطابقين.

واندلعت احتجاجات في وقت سابق في أرمينيا؛ إذ عطّل متظاهرون حركة السير لمدة وجيزة عند عدة نقاط على الطريق السريعة الرابطة بين أرمينيا وجورجيا خشية انتهاء العملية بتنازل يريفان عن مزيد من الأراضي.

وأكدت يريفان الثلاثاء أنها لن تنقل «الأراضي التابعة لسيادة أرمينيا» إلى جارتها.

وانتزعت القوات الأرمينية في التسعينات المناطق المهجورة الأربع التي ستعاد إلى أذربيجان، أسكيابارا السفلى وباغانيس أيروم وخيريملي وغيزيلهاجيلي، ما دفع سكانها المنتمين للعرقية الأذربيجانية إلى الفرار. لكن سكان القرى المجاورة الأرمن يخشون من عزلهم عن باقي البلاد، ومن إمكان انتهاء بعض المنازل ضمن الأراضي الأذربيجانية.

وتحمل المنطقة أهمية استراتيجية بالنسبة لأرمينيا.

وقد يتم تسليم عدة أجزاء صغيرة من الطريق السريعة المؤدية إلى جورجيا التي تعد حيوية للتجارة.

وستمر الحدود التي يتم ترسيمها قرب أنبوب روسي رئيسي للغاز في منطقة توفر أيضاً مواقع عسكرية متميّزة.

مؤشر سلام

شدد باشينيان على ضرورة حل النزاع الحدودي «لتجنّب حرب جديدة». وقال السبت إن الحراس الروس المنتشرين في المنطقة منذ عام 1992 سيُستبدلون «وسيتعاون حرس الحدود من أرمينيا وأذربيجان لحراسة حدود الدولة بأنفسهم».

وأضاف أن ترسيم الحدود يمثّل «تغيراً كبيراً»، مضيفاً أن فصل البلدين بـ«حدود لا خط تماس هو مؤشر على السلام».

واستعادت القوات الأذربيجانية الخريف الماضي إقليم ناغورنو كاراباخ من قبضة الانفصاليين الأرمن في إطار عملية استغرقت يوماً واحداً، ووضعت حداً لنزاع دامٍ مستمر منذ عقود على المنطقة. لكن المطالبات بالأراضي شكلت تهديداً متواصلاً بتصعيد جديد.

تطالب باكو بأربع قرى إضافية تقع في جيوب أعمق ضمن الأراضي الأرمينية. كما تطالب بإقامة ممر برّي عبر أرمينيا لربط البر الرئيسي بجيب ناخيتشيفان وصولاً إلى حليفتها تركيا.

وتشير يريفان بدورها إلى جيبها في أذربيجان وإلى الأراضي التي انتزعتها باكو على مدى السنوات الثلاث الأخيرة خارج كاراباخ.


بدء ترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان

أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)
أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)
TT

بدء ترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان

أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)
أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)

أعلنت أرمينيا وأذربيجان اليوم الثلاثاء عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما، في خطوة تكتسي أهمية كبيرة للبلدين اللذين تواجها في نزاعات دامية في منطقة القوقاز.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، جاء في بيان صادر عن وزارة الداخلية في أذربيجان أن مجموعة من الخبراء شرعت في «توضيح الإحداثيات على أساس دراسة هندسية مساحية (جيوديسية)».

وأكّدت وزارة الداخلية الأرمينية من جهتها «أعمال ترسيم» الحدود، مستبعدة «نقل أيّ جزء من أراضي أرمينيا السيادية» إلى باكو في أعقاب العملية.

قبل رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الشهر الماضي طلب باكو استعادة أربع بلدات حدودية استولت عليها قوّات يريفان خلال حرب في التسعينات.

وأثار هذا القرار احتجاج مئات الأرمن في منطقة محاذية لأذربيجان يخشون أن يعزلوا وأن تصبح بعض أملاكهم تحت السيادة الأذرية.

وهم قطعوا الاثنين لفترة وجيزة مسلكا مروريا محاذيا يربط أرمينيا بجورجيا يشكّل للسكان المحليين المعبر الأساسي إلى العالم الخارجي. وحاولوا أيضا عرقلة أعمال لإزالة الألغام.

والثلاثاء، اندلعت احتجاجات جديدة في عدّة مناطق في أرمينيا، لا سيّما في محيط بحيرة سيفان ومدينة نويمبريان.

وكان البلدان الواقعان في منطقة القوقاز قد أعربا الأسبوع الماضي عن نيّتهما ترسيم الحدود على أساس خرائط تعود للحقبة السوفياتية.

وشدّد باشينيان على ضرورة حلّ الخلافات الحدودية بغية «تفادي حرب جديدة» مع أذربيجان.

وقد تواجهت الدولتان اللتان كانتا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا في حربين داميتين، أوّلاهما في التسعينات خرجت منها أرمينيا منتصرة وأودت بحياة أكثر من 30 ألف شخص، والثانية في 2020 كسبتها أذربيجان وأدّت إلى مقتل أكثر من 6 آلاف شخص.

وبعد هزيمة أرمينيا في 2020، اضطرت يريفان إلى التخلّي عن أجزاء كبيرة في ناغورنو كاراباخ وفي محيط هذه المنطقة التي كانت تسيطر عليها منذ حوالى ثلاثين سنة.

وفي سبتمبر (أيلول) 2022، أطلقت باكو هجوما خاطفا أدّى إلى استسلام الانفصاليين الأرمن في خلال بضعة أيّام أعادت إثره فرض سيطرتها على منطقة ناغورنو كاراباخ برمّتها.


فيروس الحرب

من حرب فيتنام (إنترنت)
من حرب فيتنام (إنترنت)
TT

فيروس الحرب

من حرب فيتنام (إنترنت)
من حرب فيتنام (إنترنت)

يقول الرئيس البريطاني الراحل، ونستون تشرشل، إنه يمكن اختصار تاريخ العالم بالتالي: «عندما تكون الدول قويّة، فهي ليست عادلة. وعندما تريد أن تكون عادلة، فهي لم تعد قويّة». فهل للقوّة علاقة بالعدل؟ وهل يعكس عدل الدولة ضعفها؟ وماذا تريد الدولة أصلاً؟ أن تكون محبوبة، أم مرهوبة الجانب، أم أن تكون الاثنين معاً؟ هنا لا بد من الاستعانة بنصائح نيكولو ماكيافيللي لأميره.

الحرب مثل الفيروس. تظهّر الحرب نقاط الضعف والهشاشة لدى المتقاتلين. هكذا يتصرّف الفيروس، يدخل إلى جسم الإنسان، يحتل مكاناً مهماً يؤمّن استمراريته، وذلك على حساب الجسم المُضيف. يتغيّر الفيروس في الجسم الذي يحضنه، كما يتغيّر الجسم الحاضن إلى غير رجعة (Mutation). فبمجرّد نجاح الفيروس في غزوته، فهذا يعني أن الهشاشة قائمة. فهل هناك لقاح ضدّ الحرب، كما هناك لقاح ضدّ الفيروس؟ بالطبع كلا، فعودة الفيروس متكرّرة كما علّمنا علم الفيروس (Virology). كما وقوع الحرب هو أيضاً أمر مُستدام كما علّمتنا علوم الحروب. وإذا ابتكر الإنسان اللقاح ضد الفيروس، فهذا الأمر يعني فقط محاولة الإنسان تخفيف تأثير الفيروس الصحي على الإنسان. في المقابل، يقول العالم الاجتماعي الأميركي الراحل شارلز تيللي: «صنعت الحرب الدولة، لتعود الدولة بعدها لصنع الحرب». فما هو لقاح الدولة، أو الدول بالأحرى لتخفيف تأثير الحروب؟ بعد تجارب الإمبراطوريّات والدول للحروب الدمويّة، وبعد ارتفاع تكلفة هذه الحروب، سعت الدول المهيمنة إلى ابتكار لقاح ضد هذه الحروب للتخفيف من وطأتها. تظهّر هذا اللقاح عبر خلق المؤسسات الدوليّة، والبيروقراطيات المساعدة لها، بهدف السعي لمنع وقوع الحرب إذا أمكن، وإلا محاولة إدارة الأزمة بهدف التخفيف من وطأتها.

تذهب الأمم عادة إلى الحرب لأسباب عدّة أهمها: الخوف، والمكانة، والمصلحة، ومن ثمّ الانتقام. إذا كنا قد اعتبرنا أن الحرب هي مثل الفيروس، فهي حتماً قابعة في عقل وجسم الإنسان. وإذا كانت الحرب تبدأ من عقل الإنسان وفكره، ألا يجب البدء من عقل وفكر الإنسان لوقف الحروب؟

قصف إسرائيلي على رفح في قطاع غزّة (أرشيفية - رويترز)

تشكّل وتكوّن بعض الحروب عقداً نفسيّة لبعض الدول. فقد خلقت حرب فيتنام للولايات المتحدة الأميركيّة ما يُسمّى بـ«متلازمة فيتنام». بقي هذا الفيروس الحربي في الجسم الأميركي حتى النصر في حرب الخليج الأولى. أمنّت هذه الحرب اللقاح الشافي للعم سام. عادت أميركا إلى اجتياح العراق في عام 2003 لعدّة أسباب منها: حادثة 11 سبتمبر (أيلول)، كما فائض القوّة الذي تملكه أميركا في عالم كان آنذاك آحادي القطب. أدى الغرق الأميركي في العراق، إلى خلق عقدة نفسيّة جديدة، هي عقدة العراق. حتى الآن، لا تزال عقدة العراق تلاحق أميركا؛ لأن الاستثمار الأميركي الكبير والمُكلف جدّاً في أرض الرافدين، كان لمصلحة الأعداء، وهذا أمر يناقض المفاهيم السياسيّة كما العسكريّة.

شكّلت حرب اجتياح لبنان عام 1982 الكثير من العقد النفسيّة لإسرائيل. فقد غيّرت هذه الحرب إسرائيل، كما غيّرت لبنان. تعاني إسرائيل اليوم مما أنتجته حربها على لبنان، أي الجبهة الشماليّة. وإذا ما ربطنا هذه الجبهة بالعمقين السوري والعراقي، فقد يمكن القول إن أميركا تعاني اليوم مما أنتجته حربها على العراق عام 2003.

ديناميكيّة الحرب الجديدة في غزّة

أتى قرار سحب الفرقة 98 من خان يونس مفاجئاً، خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان قد قال إن السبيل الوحيد لتدمير «حماس» وتحرير الأسرى والرهائن، هو عبر القوّة العسكريّة؛ فكيف سيتمّ الأمر بعد الانسحاب العسكري؟ وفي ظلّ غياب المعلومات الدقيقة لتحليل هذا الأمر، فقد يمكن القول إنه لا بد من وجود سبب منطقي في العقل الإسرائيلي لهذا الانسحاب. فكيف أصبحت الديناميكية التكتيكيّة في قطاع غزّة؟

سحبت إسرائيل الفرقة 98 من خان يونس لعدّة أسباب، أهمها وصول الحرب إلى نقطة الذروة دون تحقيق الأهداف العليا. فبعد نقطة الذروة يبدأ مردود الحرب يصبح سلبياً وخطراً، كما أن العمل من خارج القطاع يرفع الضغوطات الأميركيّة عن إسرائيل.

المنطقة العازلة

شقّت إسرائيل كوريدور نتزاريم في جنوب مدينة غزّة بطول 6 كيلومترات وعرض 350 متراً. الهدف منه هو فصل الشمال عن الجنوب ومنع الغزيين من العودة إلى الشمال. كذلك الأمر، تركت لواء معزّزاً «ناحال» (وحدة من اللواء المدرّع 401) لحماية الكوريدور واعتباره نقطة انطلاق لعمليات مقبلة.

في الوقت نفسه، وإرضاء للأميركيين اتّبعت إسرائيل مبدأ التعهد (Maintenance) في رفح عبر استهداف أي هدف مهمّ ذات قيمة استراتيجيّة عند تظهّره، خاصة القيادات من «حماس».

في الوقت نفسه وبسبب الضغوط من المجتمع الدوليّ، فتح باب المساعدات وطرقها إلى القطاع.

لكن المهم يبقى تأمين الحرية والحركية التكتيكيّة للجيش الإسرائيلي من دون مقاومة في داخل القطاع.

السعي إلى «روتنة» الحرب (من روتين) على أن تصبح عمليات عسكرية تكتيكية لكن مستمرّة حتى خفض كلّ قدرات «كتائب القسام».

وأخيراً وليس آخراً، الاستعداد لما قد يطرأ في المنطقة.


الإنفاق الدفاعي العالمي بلغ 2443 مليار دولار عام 2023 وسط 55 نزاعاً

قاذفة استراتيجية روسية خلال عرض جوي (أرشيفية - رويترز)
قاذفة استراتيجية روسية خلال عرض جوي (أرشيفية - رويترز)
TT

الإنفاق الدفاعي العالمي بلغ 2443 مليار دولار عام 2023 وسط 55 نزاعاً

قاذفة استراتيجية روسية خلال عرض جوي (أرشيفية - رويترز)
قاذفة استراتيجية روسية خلال عرض جوي (أرشيفية - رويترز)

العالم في حالة حرب. صحيح أن الأضواء مسلطة على الحرب الروسية ــ الأوكرانية التي انطلقت منذ أكثر من عامين، وعلى الحرب الإسرائيلية على غزة التي تلج قريباً شهرها السابع، ومؤخراً التصعيد الإيراني ــ الإسرائيلي، إلا أن العالم يشهد راهناً 55 نزاعاً بمستويات عنف متنوعة، وفق التقرير الصادر مؤخراً عن مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة التي تؤكد أن العالم «واجه نادراً هذا العدد من الأزمات المتكاثرة»، معدداً من بينها حروب القرن الأفريقي، ومنطقة الساحل وخليج غينيا والسودان ونيجيريا، إضافة إلى الحروب المنسية مثل بورما والأحداث المتكررة في بحر الصين، وتصاعد التوترات في آسيا وعلى رأسها الحرب التي يمكن أن تندلع ما بين الصين وتايوان.

ولأن الحروب تحتاج إلى سلاح وإلى ميزانيات عسكرية، فإن الأرقام التي جاءت في التقرير الصادر، الأحد، عن معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام «سيبري»، تعكس حالة العالم اليوم؛ حيث يؤكد أن الميزانيات العسكرية، على مستوى العالم، لم تعرف أبداً، منذ عام 2009، هذا المستوى من الارتفاع؛ حيث وصلت نسبته إلى 6.8 بالمائة في عام 2023، قياساً على العام الذي سبقه. وبالأرقام، فإن المصاريف العسكرية في العام بلغت العام الماضي 2443 مليار دولار؛ حيث إن تكلفة كل إنسان، على وجه الكرة الأرضية، 306 دولارات.

وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس مع نظيره السنغافوري بمناسبة تسليم غواصة ألمانية للبحرية السنغافورية الاثنين (رويترز)

سباق التسلح الأميركي ــ الصيني

الثابتة الرئيسية التي يؤكدها التقرير هي أن الولايات المتحدة تستأثر بحصة الأسد في الميزانيات العسكرية الدولية؛ حيث إن مصاريفها بلغت 916 مليار دولار (بزيادة نسبتها 2.3 في المائة قياساً للعام الماضي)؛ ما يعني أن واشنطن تنفق 37.5 في المائة من مجمل المصاريف الدفاعية في العالم. ورغم ما يقال عن سباق التسلح بينها وبين الصين، فإن الأرقام تبين أن بكين، التي تحتل المركز الثاني في المصاريف الدفاعية على مستوى العالم، ما زالت بعيدة لسنوات ضوئية قبل أن تلحق حقيقة بالولايات المتحدة. ووفق أرقام المعهد السويدي، فإن الإنفاق الدفاعي الصيني زاد بنسبة 6 بالمائة ليصل إلى 296 مليار دولار؛ ما يعني عملياً أن واشنطن تنفق نحوي 3 أضعاف ونصف ما تنفقه بكين. ورغم ذلك، فإن ارتقاء الميزانيات الدفاعية الصينية من عام إلى عام يبين طموحات بكين الجيو ــ استراتيجية سواء في سعيها للحاق بواشنطن من جهة، أم للتمتع بوضع الهيمنة في منطقة آسيا ــ أوقيانيا؛ حيث إن ميزانيتها تساوي نصف ما تنفقه كل دول هذه المنطقة.

وفي أية حال، فإن واشنطن وبكين تنفقان معا 1212 مليار دولار للتسلح ما يساوي نصف الإنفاق الدولي. ونظراً لمخاوف تايبيه من الأخ الصيني الأكبر الذي ما فتئ يهدد بإعادة تايوان إلى «بيت الطاعة» سلماً أو عنوة، فإن الأخيرة زادت نفقاتها الدفاعية العام الماضي بنسبة 11 في المائة لتصل إلى 16.6 مليار دولار، لكن هذه الميزانية تقل عن 6 في المائة من الميزانية الصينية.

ملصق ضخم ضد إسرائيل في العاصمة الإيرانية طهران (إ.ب.أ)

لا يمكن فصل الميزانية الأميركية عن ميزانية حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تتزعمه واشنطن. وليس سراً أن الجانب الأميركي ما فتئ يدفع أعضاء الحلف من الأوروبيين للوفاء بالتزاماتهم بتخصيص 2 في المائة على الأقل من ناتجهم الداخلي الخام للاحتياجات الدفاعية. وتبلغ الميزانية الإجمالية للأطلسي 1341 مليار دولار تبلغ ضمنها الحصة الأميركية 68 بالمائة. وتبين الأرقام أن الأطلسي وحده ينفق 55 بالمائة من إجمالي الإنفاق العالمي على التسلح. والواضح أن الحرب الروسية على أوكرانيا قد دفعت الجناح الأوروبي للحلف إلى رفع ميزانيته الدفاعية نظراً لما يعده تهديداً روسياً لأمن القارة، ولأن الحلف يبقى المظلة الوحيدة القادرة على حماية أعضائه الذين وصل عددهم إلى 32 مع انضمام فنلندا والسويد. وتشكل ألمانيا حالة على حدة. فبعد أن كانت ميزانيتها العسكرية، عمدت إلى دفعها بقوة إلى الأعلى مع تخصيص مبلغ 100 مليار يورو للدفاع، بحيث تحتل ميزانيتها المرتبة الثانية أوروبياً بعد بريطانيا. وبذلك تصبح ألمانيا في الموقع السابع عالمياً بعد بريطانيا والمملكة السعودية والهند وروسيا والصين والولايات المتحدة.

روسيا ما زالت بعيدة

حقيقة الأمر أن واشنطن وبكين تتقدمان بأشواط على متابعيهم في سباق التسلح. ذلك أن أقرب منافس لهما هو روسيا. لكن موسكو رغم الحرب في أوكرانيا، ما زالت بعيدة جداً عنهما. ووفق أرقام المعهد السويدي فقد عمدت موسكو، بسبب حرب أوكرانيا، إلى رفع ميزانيتها العسكرية بنسبة 24 بالمائة بحيث بلغت العام الماضي 109 مليارات دولار. لكنها ما زالت بعيدة جداً عن اللحاق ببكين أو واشنطن. بيد أن ميزانية موسكو تبقى متقدمة على الإنفاق الدفاعي الأوكراني الذي بلغ 64.8 مليار دولار ما يشكل زيادة سنوية نسبتها 51 بالمائة. وتخصص كييف 58 بالمائة من إنفاقها الحكومي للدفاع مقارنة بـ15 في المائة من الإنفاق الروسي. بيد أن ما يساعد أوكرانيا على تحمل تخصيص أكثر من نصف ميزانيتها للدفاع هي بلا شك المساعدات التي تتلقاها من الغرب ومن دول أخرى مثل اليابان أو كوريا الجنوبية. وآخر تجلياتها موافقة الكونغرس الأميركي على منحها 61 مليار دولار مساعدات عسكرية، وهو أكبر مبلغ خُصص لها منذ بدء الحرب.

مدفع أوكراني ذاتي الحركة يطلق قذيفة باتجاه مواقع روسية (أرشيفية - أ.ف.ب)

واحتلت أوكرانيا المرتبة الثامنة عالمياً. ونقل المعهد السويدي ألكسندر لورتس، خبير نزع السلاح في «منظمة السلام الأخضر»، أن «ألمانيا تقدم الآن مساهمة كبيرة في سباق التسلح العالمي».

أما في الشرق الأوسط، فإن التوترات التي يعيشها تدفع الإنفاق الدفاعي إلى الأعلى. ووفق المعهد السويدي، فإن الإنفاق ضرب رقماً قياسياً العام الماضي؛ حيث وصل إلى 200 مليار دولار مع نمو نسبته 9 في المائة. وتحتل إسرائيل المرتبة الثانية مع 27.5 مليار دولار وارتفاع نسبته 24 بالمائة. ولا يفصل المعهد السويدي ما إذا كانت هذه الميزانية تتضمن المساعدات العسكرية التي تتلقاها إسرائيل من الولايات المتحدة أو ما تضخه واشنطن في برامج الأبحاث العسكرية المشتركة بين البلدين. وجاء آخر تجلٍّ لهذا الدعم في تصويت الكونغرس على مساعدات تزيد على 20 مليار دولار.