«الملياردير الروسي» يقتحم دور العرض الأوروبية بسرقة بنك في مونت كارلو

ليس من السهل على المرء أن يكون مليارديراً، وفجأة يفقد كل ثروته، وخلال دقيقة يتحول إلى إنسان يحتاج المساعدة. في مواقف كهذه يجتاح الذهن الكثير من الأفكار، بعضها منطقي وبعضها الآخر لاواقعي ومضحك، إلا أن الثري الذي اعتاد حياة الرخاء مستعد للقيام بأي عمل كي يستعيد حياته، حتى لو تطلب الأمر منه الاعتراف بأولاده غير الشرعيين وسرقة بنك. هذا ما فعله ماتفيي ليفين، الشخصية الرئيسية في فيلم «ملياردير» ويؤدي دور البطولة فيه (شخصية ماتفيي) الممثل الروسي الشهير فلاديمير ماشكوف، بمشاركة مجموعة من الممثلين الشباب، الذين تمكنوا خلال فترة وجيزة من الحصول على إعجاب واسع لدى المشاهدين المحليين، ويستعدون معاً لإطلالة خارجية، عبر دور السينما في بريطانيا، والولايات المتحدة وكندا، بعد إطلالتهم عبر الشاشات في عدد آخر من الدول الأوروبية، ودور السينما في روسيا.
تبدأ قصة الفيلم من ماتفيي، الملياردير الذي عاش حياة كلها بزخ، وكانت له علاقات متشعبة مع كثيرات، أنجب منهن أطفالا، إلا أنه كان يبذل كل ما بوسعه لعدم الاعتراف بأبنائه «غير الشرعيين». فجأة تغير كل شيء، عندما توفي شريكه في البيزنس، وكان قد احتفظ له بثروته كاملة وديعة في بنك، إلا أن وفاته حالت دون الحصول على تلك الوديعة. وعندما شعر ماتفيي أنه خسر ثروته كاملة ودفعة واحدة، ودخل في حالة يأس بعد إفلاسه، يقرر أخيرا الاعتراف بأولاده غير الشرعيين، لكن ليس حبا بهم وإنما ليستعيد ثروته، عبر سرقة بنك في مونت كارلو، لاستعادة تلك الوديعة. وبعد جهد يتعهد لأولاده الشرعيين بمنحهم «مليار دولار» مكافأة على مساعدتهم لهم، ويشكل معهم عصابة تخطط وتنفذ عملية سرقة البنك. تتنقل مشاهد الفيلم ما بين الدراما والكوميديا والبوليسي، إلا أن طابعة العام «مغامرة كوميدية».
منذ بداية عرضه على الشاشات في دور السينما الروسي، سجل فيلم «مليار» إقبالا واسعا من جانب المشاهدين، وحصيلة العروض خلال يومي عطلة نهاية الأسبوع، احتل المكانة الأولى على «شباك التذاكر» في روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة، بمبيعات بلغت 175.8 مليون روبل (280 ألف دولار تقريباً). وتقدم على عروض فيلم (After) الأميركي. وبعد عروض ناجحة بدأت منذ 21 أبريل (نيسان) الجاري في عدد كبير من الدول الأوروبية، بينها ألمانيا والنمسا وبلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا والسويد وإسبانيا والدنمارك وقبرص، يستعد فيلم «مليار» لاقتحام دور السينما في بريطانيا، والولايات المتحدة وكندا، اعتباراً من 23 أبريل.
ويقول نقاد إن فيلم «مليار» عمل مميز في مسيرة الإبداع السينمائي في روسيا خلال الآونة الأخيرة، جمع نخبة من أبرز الممثلين الروس، الذين يتمتعون بشهرة تتجاوز الجغرافيا الروسية، فضلا عن إبداعات قدموها للمشاهدين المحليين عبر عشرات الأفلام والمسلسلات من مختلف الألوان. وبالنسبة لبطل الفيلم، الممثل والمخرج فلاديمير ماشكوف، فإن تجسيده الشخصية الرئيسية يُعد أول عمل كوميدي له بهذا المستوى، طيلة مسيرته الفنية. تجدر الإشارة إلى أن ماشكوف، ممثل وكاتب سيناريو ومخرج سينمائي سوفياتي - ومن ثم روسي، دخل العمل المسرحي بعد أن تم فصله من معهد تقني كان يدرس فيه، على خلفية شجار مع «زميل دراسة». وقرر الذهاب إلى موسكو ومتابعة الدراسة. هناك بدأ يعمل مصمم ديكور في مسرح موسكو الفني الشهير، ومن ثم بدأ يؤدي أدوارا على خشبته. وبعد أن أنهى تحصيله العلمي شارك في عدد كبير من الأفلام منذ عام 1994، وهو حائز على «النسر الذهبي» كأفضل ممثل.