شركات التسويق الإعلامي تجتذب نُخباً مصرية

شركات التسويق الإعلامي تجتذب نُخباً مصرية
TT

شركات التسويق الإعلامي تجتذب نُخباً مصرية

شركات التسويق الإعلامي تجتذب نُخباً مصرية

خلال فترة وجيزة، استطاعت شركات التسويق الإعلامي والسياسي في مصر جذب عدد كبير من السياسيين ونواب البرلمان والمشاهير في مجالات كثيرة. فإلى جانب خدماتها الإعلامية والسياسية المتنوعة، تقوم هذه الشركات بدور «الوسيط» بين الصحافيين والمصادر من الساسة والشخصيات العامة.
علاوة على ذلك، تقوم هذه الشركات أيضاً بدور «الوسيط» بين الصحافيين ومصادرهم من السياسيين ونواب البرلمان والشخصيات العامة، من خلال تولي الترويج لأنشطتهم، وإرسال بياناتهم وتصريحاتهم إلى وسائل الإعلام. وفي كثير من الأحيان، تتولى بنفسها صياغة هذه التصريحات، ومن بين مهامها أيضاً تولي الإدارة الكاملة للنشاط الإعلامي والسياسي لعملائها، من خلال تصور متكامل يحدد الرسالة الإعلامية للسياسي وأهدافها، ومتى يجب أن يظهر في وسائل الإعلام، ومتى يتجنب ذلك، وما القضايا التي يتعين عليه الحديث بشأنها.
وقال الدكتور أحمد كامل، العضو المنتدب في شركة للعلاقات العامة والاستشارات الإعلامية، لـ«الشرق الأوسط»: «تقوم الشركة بتقديم خدمات إعلامية متنوعة، منها إدارة العلاقات العامة لصياغة رؤية الرأي العام، والقيام بدور (الوسيط) بين أي كيان أو شخص وبين الجمهور، ونوفر المادة الإعلامية للصحافيين، حيث نقوم بكتابة بيانات وتصريحات العملاء، ونعرضها عليهم للنقاش حولها، قبل إرسالها لوسائل الإعلام، كما نقوم بإدارة الحملات الانتخابية، وتقديم الاستشارات السياسية للأحزاب والمؤسسات. وفي المجمل، نتولى إدارة الشأن الإعلامي والسياسي للعميل، وتواصله مع وسائل الإعلام».
ويصف السياسي عمرو موسى علاقته بالشركة التي أدارت حملته الانتخابية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «بداية، تعاملي مع الفريق كانت في أثناء حملتي لخوض الانتخابات الرئاسية في عام 2012. وقد وجدت فيهم الجدية والاحترافية في إدارة الحملات الانتخابية والإعلامية، وأيضاً في الاتصال السياسي وإدارة الأزمات».
وأضاف موسى: «كان من دواعي سروري أيضاً أن اتفقت معهم على استمرار التعاون والعمل بعد الانتخابات الرئاسية، خلال فترة مخاض سياسي غير مسبوق مرت به مصر والعالم العربي، حيث رافقني في جولاتي ولقاءاتي بمصر، وفي معظم دول المنطقة، وقام الفريق بإدارة الاتصال الإعلامي والسياسي لمكتبي، ولحزب المؤتمر، وجبهة الإنقاذ، كما كانوا فاعلين كمستشارين في أثناء فترة انعقاد لجنة الخمسين (التي صاغت دستور 2014)، وبعدها المؤسسة المصرية لحماية الدستور، وما زلت حتى اليوم أبدأ يومي بمراجعة تقارير الرصد الإعلامي التي يعدونها لتغطية الأخبار كافة والاهتمامات والآراء».
ومن جانبه، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب (البرلمان)، لـ«الشرق الأوسط» إن «تجربة شركات التسويق الإعلامي والسياسي جديدة على مصر، وما زال تفاعل المجتمع معها محدوداً، وهي تجربة واعدة تنمو جيداً، وأعتقد أن أهم التحديات التي تواجهها هي تحديد الرؤية والأفكار التي تدار على أساسها الشركة، وهي مسؤولية صعبة تقع على عاتق المسؤولين عنها»، مضيفاً: «في كثير من الأحيان أخوض نقاشات مع الشركة التي تتولى شؤون الاتصال الإعلامي الخاصة بي كنائب في البرلمان، وأحياناً يكون لديهم وجهة نظر لا أحبذها، لكني أكتشف من النقاشات أنهم محقون... وأرى أن السياسي يجب أن يضع ضوابط ومعايير لظهوره في الإعلام، فليس شيئاً جيداً، من وجهة نظري، أن أكون موجوداً دائماً في وسائل الإعلام. فعلى السياسي أن يعرف بدقة متى يتحدث، ومتى يصمت».
ويرى خبراء إعلام أن شركات التسويق الإعلامي والسياسي تضع الضوابط والقواعد المنظمة لعملها، وآليات اختيار عملائها، حفاظاً على سمعتها ومصداقيتها لدى الرأي العام، كي لا تتحمل تبعات العمل مع شخصيات تؤثر سلباً على نزاهتها.
وتقول الدكتورة ليلى عبد المجيد، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، لـ«الشرق الأوسط»: «من الطبيعي أن تضع شركات التسويق الإعلامي والسياسي قواعد وضوابط تحكم عملها بشكل عام، وتركز على وجه الخصوص على آليات اختيار عملائها، فلا يمكنها التعامل مع عملاء يوجد عليهم علامات استفهام، فهي شركات تعمل باحترافية واستقلالية، لذلك يجب أن تحكمها قواعد مهنية وأخلاقية، رغم أنها شركات تجارية».
وترى عبد المجيد أن «تطور هذه الشركات في أي مجتمع يرتبط بالمناخ السياسي الذي يفتح المجال للتنافس السياسي والإعلامي، وكلما زادت الحيوية والحراك السياسي، تزداد معه قوة تأثير هذه الشركات على الرأي العام»، مضيفة: «قيام هذه الشركات بدور الوسيط بين المصادر والصحافيين يسهل مهمة الصحافي في الحصول على المعلومات، لكنه سلاح ذو حدين، إذ يتلقى الصحافي البيانات والمعلومات من جهة واحدة تسعى إلى تسويق الشخصية السياسية بنظرة أحادية، لذلك يجب على الصحافي أن يستفيد فقط من البيانات والتصريحات، ويقوم بدوره المهني في التحقق منها، والتحدث إلى أطراف القضية كافة. وبشكل عام، يجب أن يحافظ الصحافي على حيوية التواصل المباشر مع مصادره كي يمكنه دائماً التحقق من المعلومات التي ترد إليه».


مقالات ذات صلة

«إيه بي سي نيوز» تدفع 15 مليون دولار لمكتبة ترمب الرئاسية لتسوية دعوى تشهير

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)

«إيه بي سي نيوز» تدفع 15 مليون دولار لمكتبة ترمب الرئاسية لتسوية دعوى تشهير

وافقت شبكة «إيه بي سي نيوز» على دفع 15 مليون دولار لصالح مكتبة دونالد ترمب الرئاسية، لتسوية دعوى قضائية تتعلق بتصريح غير دقيق من المذيع جورج ستيفانوبولوس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة عربية المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر (صفحة المجلس على «فيسبوك»)

مصر: قرارات جديدة لمواجهة «فوضى الإعلام الرياضي»

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز مجموعة قرارات، اعتماداً لتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
أوروبا مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)

ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

قُتل 54 صحافياً حول العالم أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب مهنتهم في عام 2024، ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية، وفق ما أظهر تقرير سنوي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الصحافي سامح اللبودي والزميلة بيسان الشيخ من «الشرق الأوسط»

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تساؤلات بشأن سياسات «ميتا» لحماية المستخدمين بعد حذف مليوني حساب

شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)
شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)
TT

تساؤلات بشأن سياسات «ميتا» لحماية المستخدمين بعد حذف مليوني حساب

شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)
شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)

أثار قرار شركة «ميتا» بحذف أكثر من مليونَي حساب على منصات «فيسبوك»، و«إنستغرام»، و«واتساب»، خلال الأشهر الماضية، تساؤلات بشأن سياسات الشركة حول حماية بيانات المستخدمين، لا سيما أن القائمين على القرار برّروا الخطوة بأنها جاءت بهدف «مواجهة عمليات الاحتيال الرقمي». ووفق خبراء تحدَّثوا مع «الشرق الأوسط» فإن «الخطوة تعد تطوراً في سياسات (ميتا) لحماية البيانات».

«ميتا» ذكرت، في تقرير صدر نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن السبب وراء حذف الحسابات هو «رصد عمليات احتيال رقمي كانت قد قامت بها تلك الحسابات». ويُعدّ هذا التقرير الأول الذي تكشف من خلاله «ميتا» عن تفاصيل استراتيجيتها للتصدي للأنشطة الاحتيالية العابرة للحدود. وعدّ مراقبون هذه الخطوة تعزيزاً لاتباع سياسة واضحة تجاه أي اختراق لحماية المستخدمين. وكتبت الشركة عبر مدونتها «لا مكان على (فيسبوك) أو (إنستغرام) أو (واتساب) للمجموعات أو الأفراد الذين يروّجون للعنف، والإرهاب، أو الجريمة المنظمة، أو الكراهية».

هيفاء البنا، الصحافية اللبنانية والمدرّبة في الإعلام ومواقع التواصل، رأت في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «ميتا» تعمل على تحديث أدواتها لحماية المستخدمين. وأضافت: «تركز سياسات (ميتا) على الحدِّ من الجريمة المنظمة عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) المتطورة، وتعمل هذه التقنيات على تحليل النشاطات المُريبة على المنصات واكتشاف المحتويات المرتبطة بالجريمة المنظمة».

ووفق البنا فإن «(ميتا) تُراجع وتحدّث سياساتها بشكل دوري، كي تتفادى أي تهديدات تلاحق المستخدمين، وكانت الشركة قد أوضحت أن خوادمها الـ(Servers) المنتشرة في الدول يتم تحديثها بشكل دوري؛ لضمان مواكبة أي تغييرات، ولضمان بيئة أكثر أماناً لمستخدمي منصاتها حول العالم».

وأردفت: «التزاماً بلائحة حماية البيانات العامة، تتعامل (ميتا) مع الأشخاص الذين تُحلّل بياناتهم عبر رموز مشفّرة، وليس عبر أسمائهم الحقيقية، ما يضمن الحفاظ على خصوصياتهم»، مشيرة إلى أن حماية بيانات المستخدمين لا تتوقف على «ميتا» فقط.

إذ شدّدت الإعلامية والمدرّبة اللبنانية على تدابير يجب أن يتخذها المستخدم نفسه لحماية بياناته، إذ توصي مثلاً «بتفعيل خاصية (التحقق بخطوتين/ Two-Factor Authentication)؛ لضمان أمان الحسابات، ويمكن أيضاً استخدام تطبيقات مثل (Google Authentication)، التي تولّد رموزاً سرية تُستخدم للدخول والتحقق من هوية المستخدم، وكذا يمكن استخدام خاصية الإبلاغ التي توفّرها (ميتا) بسرية تامة، حيث يصار إلى التعامل مع هذه البلاغات من خلال فرق مختصة أو تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ لضمان بيئة آمنة للجميع».

معتز نادي، المدرّب المتخصص في الإعلام الرقمي، عدّ خلال حوار مع «الشرق الأوسط» تحرّكات «ميتا» الأخيرة انعكاساً لـ«تفاقم مشكلة الاحتيال عبر الإنترنت وزيادة التهديدات السيبرانية التي تواجه المستخدمين». ورأى أن «تحديات (ميتا)» تصطدم بتطور الاحتيال، وازدياد عدد المستخدمين بما يتجاوز نحو مليارَي مستخدم، وتشديد الرقابة الرقمية التي تضعها في مرمى نيران الانتقادات، خصوصاً مع انتقاد خوارزمياتها الكثير من الأحداث السياسية التي شهدها العالم أخيراً.

وحول جدية «ميتا» في حماية بيانات المستخدمين، قال معتز نادي: «بنظرة إلى المستقبل، سيكون الأمان الرقمي بحاجة إلى مجاراة التطور من حيث تقنيات الذكاء الاصطناعي، والعمل على تثقيف المستخدمين عبر وسائل الإعلام والمنصات الرقمية لمنع أي اختراق لخصوصياتهم».