حالت عوائق لوجستية دون انتشار الجيش اللبناني في نقاط حدودية مع سوريا في بلدة الطفيل الواقعة شرق لبنان، وألزم هذا الواقع الجيش بتثبيت مواقعه على المدخل الغربي للبلدة، على بعد نحو ستة كيلومترات عن الخط الحدودي.
وتقع بلدة الطفيل في أقصى جرود سلسلة لبنان الشرقية، وتحيط بها الأراضي السورية من جهات الشمال والشرق والجنوب، ولكن إلى الغرب منها تقع بلدات حام ومعربون وبريتال اللبنانية. وسيطرت على البلدة مجموعات متشددة وأخرى من المعارضة السورية خلال فترة الحرب، قبل أن يرحل المسلحون عنها إثر المعارك التي خاضها النظام السوري إلى جانب «حزب الله» في القلمون الغربي، ثم انسحبت كل القوات منها في العام الماضي.
وقالت مصادر ميدانية في بلدة الطفيل إن الجيش اللبناني ثبت مواقعه في منطقة راس الحرف على بُعد 1.5 كيلومتر عن مركز البلدة، مشيرة إلى منطقة وجود الجيش تقع على المدخل الغربي على السلسلة الشرقية، ولم يوسع الجيش حضوره إلى النقاط الحدودية مع سوريا. وقالت إنه لا مسلحين في داخل البلدة، لا من السوريين ولا من «حزب الله»، لكن على الضفة الثانية من الحدود هناك نقطة للجيش السوري، بينما على الجانب اللبناني من الخط الحدودي، لم يثبت الجيش اللبناني موقعاً له.
ولم تنفِ مصادر عسكرية لبنانية هذا الواقع، لكنها أرجعت عدم تثبيت نقطة حدودية مباشرة على الشريط الحدودي إلى صعوبات لوجستية. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش موجود على تلة مشرفة على البلدة، لكنه ينفذ دوريات بشكل دائم في البلدة ويصل إلى الخط الحدودي مع سوريا، لافتة إلى أن الجيش «ألزم القوات السورية في وقت سابق بالعودة إلى الخلف عندما تقدمت إلى داخل الحدود اللبنانية». وقالت المصادر إن الجيش «لا يستطيع التمركز بشكل دائم لأن الطرقات لم تُعبّد بعد، وحال هذا الواقع اللوجستي دون تثبيت مركز دائم وتجهيزه، وليس هناك أي سبب آخر».
وباشرت الدولة اللبنانية في خطة شق طرقات وتعبيدها للوصول إلى بلدة الطفيل، بعد انسحاب قوات المعارضة السورية منها، وذلك بعدما طلب وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق من مجلس الوزراء تعبيد الطرقات إلى الطفيل. وعلى الرغم من أن البلدة لبنانية ويتحدر منها 5 آلاف شخص، فإنه لا طرقات إليها من الجانب اللبناني، ويقوم سكانها بالتوجه إلى المناطق السورية لتلقي العلاج أو لارتياد المدارس، أو لشراء الحاجيات. ويقول مصدر فيها إن أقرب مستشفى إليهم يقع على بعد 18 كيلومتراً في الجانب السوري، بينما يحتاجون إلى قطع 40 كيلومتراً للوصول إلى مستشفى بعلبك.
وحالت معضلة الطرقات دون افتتاح مراكز اقتراع لأبناء الطفيل في الانتخابات النيابية الأخيرة، ما اضطرهم للتوجه إلى بلدة معربون على بعد 20 كيلومتراً منهم إلى الداخل اللبناني. ويطالب الأهالي الدولة اللبنانية بتعبيد الطرقات إلى بلدتهم، لتسهيل دخولهم الأراضي اللبنانية عوضاً عن الالتفاف عبر الأراضي السورية للوصول إلى بعلبك.
عوائق لوجستية تمنع انتشار الجيش في بلدة حدودية مع سوريا
كانت مسرحاً لمعارك النظام والمعارضة ولا طرقات إليها من الجانب اللبناني
عوائق لوجستية تمنع انتشار الجيش في بلدة حدودية مع سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة