«أطفال أياكس» يلقنون كبار أوروبا درساً قاسياً

الفريق الهولندي أصبح حديث العالم بعدما أطاح بريـال مدريد ويوفنتوس من دوري أبطال أوروبا

دي ليخت قائد أياكس (وسط) يحتفل مع زملائه بالتأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال (رويترز)
دي ليخت قائد أياكس (وسط) يحتفل مع زملائه بالتأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال (رويترز)
TT

«أطفال أياكس» يلقنون كبار أوروبا درساً قاسياً

دي ليخت قائد أياكس (وسط) يحتفل مع زملائه بالتأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال (رويترز)
دي ليخت قائد أياكس (وسط) يحتفل مع زملائه بالتأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال (رويترز)

كان المدافع الهولندي الشاب ماتيس دي ليخت هو آخر من خرج من ملعب المباراة في تورينو بعد الفوز على يوفنتوس الإيطالي بهدفين مقابل هدف وحيد في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، بعد دقائق قليلة من الساعة الحادية عشرة مساءً، ثم تبعه زملاؤه في نادي أياكس أمستردام. وكان اللاعب البالغ من العمر 19 عاماً قائداً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث أحرز هدف الفوز برأسية قوية، وبعد نهاية المباراة ذهب ومن خلفه زملاؤه في الفريق للاحتفال بهذا الفوز أمام جمهور أياكس أمستردام الذي زحف إلى إيطاليا لتشجيع الفريق الهولندي.
وقبل ذلك المشهد بوقت قليل، وفي الجهة المقابلة من الملعب، كان عدد من جمهور يوفنتوس الإيطالي قد توجهوا لتحية لاعبي أياكس أمستردام. ولم يكن جمهور يوفنتوس وحده هو من كان معجباً بأداء الفريق الهولندي، بل امتد الأمر إلى كل عشاق ومحبي كرة القدم حول العالم، حيث انهالت عبارات الثناء والمديح على الفريق الهولندي على مواقع التواصل الاجتماعي. ونشر نجم أتلتيكو مدريد الإسباني والفائز بكأس العالم الأخيرة مع منتخب فرنسا، أنطوان غريزمان، تغريدة عبّر فيها عن إعجابه بفريق أياكس قال فيها «كرة القدم، برافو».
ولم يفز أياكس على يوفنتوس في عقر داره فحسب، لكنه أطاح به من دوري أبطال أوروبا وتأهل على حسابه إلى الدور نصف النهائي للبطولة الأقوى في القارة العجوز. وقبل ذلك، أطاح الفريق الهولندي بنادي ريـال مدريد حامل اللقب في آخر ثلاث بطولات بعدما تغلب عليه في ملعبه «سانتياغو برنابيو». لقد نجح هذا الفريق، بقيادة لاعب سابق بنادي ساوثهامبتون الإنجليزي يبلغ من العمر 30 عاماً، وبميزانية لا ترقى لمنافسة الأندية التي تلعب في دوري الدرجة الأولى بإنجلترا، في الإطاحة باثنين من أعرق وأقوى الأندية الأوروبية في الوقت الحالي.
وبعد هذه النتائج والعروض القوية، أصبح اللاعبون الشباب بنادي أياكس الهولندي في دائرة الضوء، ومن بينهم دي ليخت، البالغ من العمر 19 عاماً، ودوني فان دي بيك (21 عاماً)، وديفيد نيريس (22 عاماً)، وأندريه أونانا (23 عاماً). ويمكن القول إن «اللاعبين الشباب بنادي أياكس» قد لقّنوا يوفنتوس الإيطالي درساً قاسياً في كرة القدم، وهو الأمر الذي عبّرت عنه صحيفة «غازيتا ديلو سبورت» عندما قالت في عنوانها الرئيسي: «أطفال أياكس يلقنون يوفنتوس درساً قاسياً»، بعدما أطاح به من الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا. ومع ذلك، لا يجب تجاهل الدور الكبير الذي يقوم به اللاعبون أصحاب الخبرات الكبيرة في أياكس أمستردام أيضاً، وبخاصة اللاعبان اللذان ضمهما النادي الصيف الماضي، واللذان حصلا على لقب الدوري الأوروبي أربع مرات.
وأعني هنا دالي بليند، الذي أتم عامه التاسع والعشرين الشهر الماضي، والذي عاد إلى صفوف أياكس قادماً من مانشستر يونايتد في صفقة قياسية في تاريخ النادي الهولندي بلغت 14.1 مليون جنيه إسترليني. وللحظة الأولى، يبدو بليند هو القائد المثالي لأياكس، لكنه من نوعية اللاعبين الذين يجيدون اللعب بكل قوة أكثر من قدرته على الكلام وتوجيه التعليمات لزملائه. لكن زميله في خط الدفاع والأصغر منه بعشر سنوات كاملة، دي ليخت، يشعر بارتياح أكبر وهو يرتدي شارة قيادة الفريق. ويقدم اللاعبان سوياً أداءً رائعاً في خط دفاع أياكس.
أما الصفقة الثانية التي ضمها النادي الصيف الماضي، فتتمثل في دوسان داتيتش، الذي انضم إلى النادي الهولندي مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني. ولكم أن تتخيلوا الآن رد فعل جمهور ساوثهامبتون الإنجليزي وهم يرون الآن لاعب الفريق السابق وهو يقدم هذا المستوى الرائع مع أياكس. وقدم اللاعب الصربي البالغ من العمر 30 عاماً مستويات رائعة للغاية وتفوّق على لاعبي خط وسط ريـال مدريد بشكل واضح للجميع.
ولم يكن من السهل على لاعب في مثل هذا السن أن يلعب مع نادٍ جديد في مركز جديد، لكن تاديتش ظهر بمستوى رائع. ويقول اللاعب الصربي عن اشتراكه في مركز المهاجم الوهمي مع أياكس أمستردام: «إنني أقوم بدور المهاجم الوهمي، وأتحرك في كل مكان، وأتمتع بحرية كبيرة داخل الملعب، وأنا سعيد للغاية بذلك. لكن الأهم هو مصلحة الفريق، وهذا الفريق قادر على القيام بأي شيء».
أما اللاعب الآخر الذي يشارك بصفة مستمرة في تشكيلة أياكس من اللاعبين كبار السن، فهو لاسه شونه، الذي يلعب مع أياكس منذ عام 2012، وسوف يحتفل بعيد ميلاه الثالث والثلاثين قبل أربعة أيام من المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا. وبمرور الوقت، غيّر شونه مركزه لكي يلعب محور ارتكاز، ويقدم الآن ثنائياً رائعاً للغاية مع دي يونغ في خط وسط أياكس، وهو ما يعد مثالاً آخر على التعاون الممتاز بين اللاعبين الشباب وأصحاب الخبرة في هذا الفريق المثير للإعجاب بنادي أياكس. وسوف يرحل دي يونغ إلى برشلونة في الصيف المقبل، ومن المؤكد أن عدداً من لاعبي الفريق الهولندي سوف يرحلون أيضاً إلى أندية أخرى، بما في ذلك دي ليخت وربما المهاجم المغربي حكيم زياش، البالغ من العمر 26 عاماً.
وقال شونه: «نحن لا نتحدث عن أن هذا الفريق سيتفكك وسيرحل لاعبوه، ولا نزال ننافس على ثلاث بطولات، وهذا هو ما نركز عليه في الوقت الحالي. نحن نعرف أن فريقا بهذه القوة سوف يجذب أنظار الأندية الأخرى التي ستخصص ميزانيات ضخمة للتعاقد مع لاعبيه.
وسوف يواجه النادي صعوبة في الاحتفاظ بلاعبيه، وأعتقد أن الفريق لن يكون بنفس هذه العناصر الموسم المقبل. أتمنى أن يحافظ الفريق على لاعبيه، لكن هذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور».
ويدرك مسؤولو أياكس جيداً أن الأموال تتحكم في الأمور، وأن النادي لا يستطيع منافسة الأندية الكبرى في النواحي المالية، لكن النتائج والعروض التي يقدمها الفريق في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم جاءت لتثبت أن الأموال وحدها لا يمكنها بناء فرق قوية وتحقيق نتائج كبيرة.


مقالات ذات صلة

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

رياضة عالمية فوّت نيوكاسل فرصة الصعود إلى المركز السادس ليبقى عاشراً برصيد 18 نقطة (رويترز)

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

سقط نيوكاسل أمام ضيفه وست هام 0-2، الاثنين، في ختام المرحلة الثانية عشرة من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل )
رياضة سعودية منشور رونالدو وتعليق إيلون ماسك عليه عقب المباراة (منصة «إكس»)

إيلون ماسك يلفت أنظار عشاق كرة القدم بتهنئته لرونالدو

لفت الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، أنظار عشاق كرة القدم بعد رده على منشور لنجم نادي النصر السعودي كريستيانو رونالدو.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية جوليلمو فيكاريو حارس مرمى توتنهام هوتسبير (أ.ف.ب)

فيكاريو حارس توتنهام يخضع لجراحة في الكاحل

أعلن توتنهام هوتسبير المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم أن حارس مرماه جوليلمو فيكاريو خضع لجراحة بعد إصابته بكسر في الكاحل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية فينسنت كومباني مدرب بايرن ميونيخ (رويترز)

كومباني: سان جيرمان يضم مواهب مذهلة

قال فينسنت كومباني، مدرب بايرن ميونيخ، إن سان جيرمان يمتلك الكثير من العناصر الفردية الجيدة.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (د.ب.أ)

سيميوني: النظام الجديد لدوري الأبطال ليس سهلاً

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، إن النظام الجديد للبطولة يعني أن الأمور ليست سهلة بالنسبة لأي فريق.

«الشرق الأوسط» (براغ)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.