قمة حاسمة بين موسكو وكييف وسط تجدد المعارك في شرق أوكرانيا

بوروشينكو: هدف زيارتي إلى مينسك وقف المذبحة وبدء البحث عن تسوية سياسية

رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو يرحب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو وكاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي قبل انعقاد قمة مينسك أمس (أب)
رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو يرحب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو وكاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي قبل انعقاد قمة مينسك أمس (أب)
TT

قمة حاسمة بين موسكو وكييف وسط تجدد المعارك في شرق أوكرانيا

رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو يرحب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو وكاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي قبل انعقاد قمة مينسك أمس (أب)
رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو يرحب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو وكاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي قبل انعقاد قمة مينسك أمس (أب)

صرح الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو، أمس، بأنه يريد التوصل إلى تسوية لإنهاء الأزمة الأوكرانية تحقق مصالح الشعب في شرق البلاد.
وقال بوروشينكو، في بداية المحادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولين كبار بالاتحاد الأوروبي وزعيمي بيلاروسيا وكازاخستان في عاصمة بيلاروسيا، إن «هدف زيارتي إلى مينسك هو وقف المذبحة وبدء البحث عن تسوية سياسية». وأضاف بوروشنكو بعد أن تصافح مع بوتين قبيل بدء هذه المحادثات «إن مصير العالم وأوروبا سيتقرر أثناء هذا اللقاء في مينسك. هذا ما أراه». كما أكد بوروشينكو أن اندماج أوكرانيا في هياكل الاتحاد الأوروبي لا يعتبر معاديا لروسيا، موضحا أن «اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي هدف لتعزيز العلاقات التجارية».
من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، إنه لا يمكن حل أزمة أوكرانيا بمزيد من التصعيد العسكري، أو دون حوار مع ممثلي المناطق الشرقية التي تتحدث الروسية. وقال بوتين بهذا الخصوص «نحن مقتنعون بأن الأزمة الأوكرانية، اليوم، لا يمكن حلها بمزيد من التصعيد للسيناريو العسكري، ومن دون أن نضع في الحسبان المصالح الحيوية للمناطق الجنوبية الشرقية من البلاد، ومن دون حوار سلمي مع ممثليها». وأضاف خلال اجتماع رفيع المستوى في مينسك بحضور الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو أن الاقتصاد الروسي قد يخسر نحو مائة مليار روبل (2.77 مليار دولار) إذا وصلت بضائع من الاتحاد الأوروبي إلى روسيا عبر أوكرانيا، متفادية التعريفات الجمركية التي تفرضها روسيا على بضائع الاتحاد. وتابع بوتين «لا يمكن أن تقف روسيا مكتوفة الأيدي في موقف كهذا، وسوف نضطر ببساطة لاتخاذ إجراءات حاسمة لحماية سوقنا»، مضيفا أن هذا سيشمل إلغاء المزايا التجارية الممنوحة للواردات القادمة من أوكرانيا. وقال بوتين إن روسيا البيضاء وكازاخستان، وهما شريكتا موسكو في اتحاد جمركي، سوف تتأثران أيضا.
من جهتها، قالت كاثرين أشتون، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أمس، إن مهمتها في المحادثات بشأن الأزمة الأوكرانية، التي احتضنتها عاصمة روسيا البيضاء مينسك، هي ضمان قدرة أوكرانيا على حماية سلامة أراضيها. وقالت أشتون في بداية المحادثات الرفيعة المستوى التي حضرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بيترو بوروشينكو إنها أرادت «محاولة دعم الشعب الأوكراني ليحقق السلام والأمن، والتأكد من قدرته على الحفاظ على سلامة أراضيه، وضمان مستقبل ينطوي على مقومات اقتصادية قوية.. وعلى علاقات جيدة ومتزايدة مع الدول المجاورة».
وفي الميدان، دارت معارك طاحنة أمس قرب الحدود الروسية في منطقة نوفوازوفسك الساحلية جنوب معقل المتمردين في دونيتسك، حيث أكدت السلطات الأوكرانية أنها اعترضت قافلة من المدرعات القادمة من روسيا. وأفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية بأنهم شاهدوا دخانا كثيفا، ينبعث من منطقة مدينة نوفوازوفسك الساحلية المطلة على بحر ازوف، والخاضعة لحكومة كييف. كما أفاد شهود بحدوث عدة انفجارات وقعت صباح أمس في ضواحي المدينة في اتجاه الحدود. وقال الناطق العسكري الأوكراني أندري ليسنكو إن «قصف المرتزقة الروس نوفوازوفسك متواصل في هذا الحين، وتفيد المعلومات الأولية بنشوب النار في مستشفى».
وكان الجيش الأوكراني قد أعلن أول من أمس أنه اعترض «عشر دبابات وآليتين مدرعتين لنقل الجنود»، كانت تحمل أعلاما انفصالية مباشرة بعد عبورها الحدود قادمة من روسيا، لكن موسكو نفت ذلك. وقال ليسنكو إن «روسيا تحاول فتح جبهة جديدة جنوب منطقة دونيتسك (...) وفي هذه اللحظات يعزز العسكريون الأوكرانيون خطوط الدفاع من حول نوفوازوفسك».
على صعيد متصل، قال الجيش الأوكراني أمس إن مجموعة من الجنود الروس عبروا الحدود بين أوكرانيا وروسيا «في مهمة خاصة»، وهو ما يتناقض مع تقارير وسائل إعلام روسية نقلت عن مصدر في وزارة الدفاع في موسكو قوله إنهم دخلوا بطريق الخطأ. وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني أندريه ليسينكو في إفادة صحافية أذاعها التلفزيون «لم يكن الأمر خطأ بل كانوا في مهمة خاصة». كما أعلن الجيش الأوكراني أسر عشرة جنود مظلات روس على أطراف منطقة دونيتسك المضطربة شرق أوكرانيا، حيث ذكر مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني أنه تم العثور على بطاقات هوية روسية بحوزة الجنود. وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الروسية، أمس الثلاثاء، أسر الجنود الروس العشرة، موضحا أنهم كانوا ضمن دورية حدودية وصلت «بالصدفة» إلى منطقة أوكرانية تخلو من العلامات.
وقد تحدثت القيادة السياسية في كييف والانفصاليون الموالون لروسيا عن وقوع اشتباكات عنيفة في شرق أوكرانيا، حيث أشار مجلس الأمن القومي الأوكراني إلى مقتل نحو 250 مسلحا في غضون 24 ساعة. في المقابل نقلت وكالات أنباء روسية عن الانفصاليين قولهم إن المعارك أسفرت عن وقوع أكثر من 80 جنديا أوكرانيا ما بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى أسر أكثر من 40 آخرين. كما ذكر الانفصاليون أنهم حاصروا ما يصل إلى سبعة آلاف مقاتل متطوع أوكراني في مناطق مختلفة في شرق البلاد، غير أن الجيش الأوكراني لم يؤكد بعد هذه الأنباء. وقال مجلس مدينة دونيتسك إن ثلاثة مدنيين لقوا حتفهم في إطلاق نار بالمدينة.
وفي كييف، حدد الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو يوم 26 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل موعدا لإجراء الانتخابات البرلمانية، وذلك بعدما أمر بحل البرلمان. وقال بوروشينكو في بيان «الانتخابات البرلمانية المبكرة هي جزء من خطتي للسلام»، وتابع أن العنصر الأساسي هو الحوار السياسي مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.



روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)
رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)
TT

روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)
رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)

قالت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، إن قواتها وجّهت ضربات مكثفة لوحدات أوكرانية في منطقة كورسك غرب روسيا؛ وأفاد الجيش الأوكراني بتصعيد القتال خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وسيطرت أوكرانيا على جزء من منطقة كورسك أوائل أغسطس (آب)، واحتفظت بمواقعها هناك منذ 5 أشهر، قبل أن تشن هجوماً جديداً على المنطقة، يوم الأحد، لكنها لم تُقدِّم تفاصيل عن العملية، أو تحدد أهدافها.

صورة مأخوذة من مقطع فيديو وزعته دائرة الصحافة التابعة لوزارة الدفاع الروسية 4 يناير 2025 يشارك عسكريون روس في تدريب قتالي في مكان غير معلوم (أ.ب)

وأعلنت هيئة الأركان العامة في الجيش الأوكراني، الثلاثاء، عن وقوع 94 اشتباكاً في منطقة كورسك، الاثنين، مقارنةً مع 47 يوم الأحد.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن قواتها ألحقت الهزيمة بألوية أوكرانية في 6 مواقع، ونفّذت ضربات على قوات ومعدات أوكرانية في 7 مواقع أخرى، تضمّنت موقعاً على الجانب الأوكراني من الحدود.

جنود أوكرانيون يوجِّهون مدفع «هاوتزر» باتجاه القوات الروسية وسط هجوم روسي على كييف في منطقة خاركيف 3 يناير 2025 (رويترز)

من جهته، قال الجيش الأوكراني، الثلاثاء، إن قواته بدأت عمليات هجومية جديدة في منطقة كورسك غرب روسيا. وقالت هيئة الأركان العامة أيضاً على تطبيق «تلغرام» إن القوات الأوكرانية ضربت مركز قيادة روسيا في المنطقة، الثلاثاء.

وقالت هيئة الأركان الأوكرانية على «تلغرام» إن الضربة ضد المقر القيادي قرب بيلايا بمنطقة كورسك «جرت بالتنسيق مع القوات البرية الأوكرانية التي تُنفّذ عمليات قتالية على أراضي روسيا الاتحادية».

ومساء الاثنين، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي إلى «أهمية» تثبيت الجيش الروسي في منطقة كورسك، لمنعه من نشر كل قواته على الجبهتين الشرقية والجنوبية.

وأكد: «نحن نحافظ على منطقة عازلة في الأراضي الروسية، وندمّر بشكل فعال الإمكانات العسكرية الروسية». كما تحدث مدونون عسكريون روس، مقربون من الجيش، عن الهجوم الأوكراني الجديد منذ الأحد.

صورة ملتقطة في 2 يناير 2025 تظهر جنوداً أوكرانيين يغادرون ملجأً على خط المواجهة بالقرب من بلدة تشاسيف يار بمنطقة دونيتسك (أ.ب)

ولم يُحدد الجيش الأوكراني الثلاثاء في بيانه ما إذا استعمل صواريخ «أتاكمس» الأميركية أو «ستورم شادو» البريطانية في «ضربته عالية الدقة» ضد مركز قيادة روسي قرب بيلايا.

وتعد روسيا الهجمات الأوكرانية على أراضيها بالصواريخ الغربية تجاوزاً للخط الأحمر، وتتوعد في كل مرة «بالرد»، وخصوصاً ضرب كييف.