احتراق ملايين الكتب في طرابلس يهدد مستقبل آلاف التلاميذ

TT

احتراق ملايين الكتب في طرابلس يهدد مستقبل آلاف التلاميذ

تسود حالة من الخوف والذعر في أوساط سكان العاصمة الليبية طرابلس، أمس، مما اعتبروه «ضياع مستقبل أبنائهم»، بعد توقف الدراسة في مناطق الاشتباكات، والتهام النيران ملايين الكتب الدراسية، بسبب القصف الذي طال بعض مخازن وزارة التربية التعليم التابعة لحكومة «الوفاق الوطني»، فحوّلتها إلى كومة رماد.
وقال المواطن ناصر أبو الرمسي، القاطن بمنطقة وادي الربيع: إن تدمير مخازن الكتب الدراسية بسبب الاشتباكات في العاصمة، «أصاب المواطنين برعب شديد؛ مخافة ضياع مستقبل أبنائهم». ورأى الرمسي في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «العاصمة ابتليت منذ سنوات بتأجيل الدراسة فيها بسبب اندلاع الحروب»،
من جانبها، عبّرت الأمم المتحدة عن انزعاجها من احتراق أكثر من خمسة ملايين كتاب بسبب قصف صاروخي، أصاب إحدى بنايات وزارة التعليم التابعة لحكومة «الوفاق»، وقالت: إن «استهداف المنشآت المدنية يعد انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي».
من جهتها، قالت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة: إن القتال تسبب في تشريد أكثر من 18 ألف شخص، منهم 2500 في الأيام الماضية فقط. كما حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيانه، من أن «استهداف المنشآت المدنية يعد انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي»، وقال: إن «قصف المدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمناطق المدنية ممنوع منعاً باتاً». وأوضح أنها «توثق مثل هذه الحالات لعرضها على مجلس الأمن الدولي»، وبخاصة مع تعرض مدرسة لضربة جوية.
وفي ظل تسارع الاشتباكات، وجهت وزارة التعليم، التابعة لـ«الوفاق»، مديري مكاتب رياض الأطفال إلى «إنهاء مرحلة رياض الأطفال».
وسبق لوكيل وزارة التعليم بحكومة «الوفاق»، عادل جمعة، أن أعلن عن احتراق خمسة ملايين نسخة من رصيد الكتاب المدرسي، ومستندات أخرى بمخازن الوزارة. ونشر وكيل وزارة التعليم عبر حسابه صوراً أظهرت آثار التدمير، التي طالت مخزن الكتاب المدرسي، التابع لمركز المناهج التعليمية التابع للوزارة.
وفي وقت سابق، أعلنت الوزارة تعليق الدراسة في تسع مدارس قريبة من مطار معيتيقة، الذي تعرض لقصف جوي. لكنها زادت من عدد المدارس المعطلة بسبب المعارك الدامية.
وعلى أثر تسارع الاشتباكات وزيادة أعداد النازحين، اتخذت الوزارة خطوات لإعادة قيد الطلاب مؤقتاً في مدارس بلدية زليتن، وخاطبت لجنة التعليم، التي تشكلت لإدارة ملف الطلاب النازحين، «جميع العائلات من ضيوف البلدية إلى التواصل مع اللجنة لتنسيب أبنائهم الطلبة، والتلاميذ لأقرب مدرسة». كما فتحت مستشفيات البلدية، والعيادات الخاصة أبوابها لعلاج النازحين مجاناً في التخصصات كافة.
يشار إلى أن منظمة «أنديكاب إنترناشيونال»، المعنية بعمليات نزع الألغام وتأهيل وتدريب معاقي الحرب، وصفت الأوضاع الإنسانية في العاصمة بأنها «مأساوية». ولفتت المنظمة غير الحكومية، وفقاً لوكالة «أكي» الإيطالية، إلى أن المعارك المستمرة «عرقلت العمل الميداني لطواقمها»، ونقلت على لسان المدير الجديد للمنظمة، إيروين تيليمانس، أن «الوضع أصبح كارثياً للمدنيين الذين لا يستطيعون الحصول على جلسات المعالجة ، ولا على الأطراف الصناعية»، مشيراً إلى الوضع البالغ السوء للأطفال والمراهقين المحرومين من جلسات العلاج والتأهيل بسبب سوء الوضع الأمني.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.