الأهداف الفردية أجمل أم الجماعية؟

الدوري الإنجليزي أصبح حافلاً بها وبات من الصعب اختيار أفضلها

TT

الأهداف الفردية أجمل أم الجماعية؟

يرى البعض أن الهدف الذي أحرزه النجم البلجيكي إيدن هازارد في مرمى نادي وست هام يونايتد يوم الاثنين قبل الماضي يستحق أن يكون أفضل هدف هذا الموسم. لكن كثيرين يرون أن المرور بسهولة من مدافعي وستهام يونايتد لا يعد معياراً كافياً للحكم على أي لاعب بالتميز والتألق. ويجب التأكيد على أن الهدف الذي أحرزه هازارد كان هدفاً جميلاً بالفعل ولا يمكن للكثيرين من اللاعبين إحرازه، ويستحق الإشادة، خاصة أنه ربما يكون أحد الأهداف في الموسم الأخير للنجم البلجيكي مع تشيلسي، قبل انتقاله المحتمل لريال مدريد.
لقد استغل هازارد قصر قامته وتحكمه الرائع في الكرة للمرور من مدافعي وستهام يونايتد وإحراز هدف جميل يشبه اللوحات الفنية الرائعة التي تجعل المرء يقف مذهولاً أمام جمالها وروعتها. ولا يمكن للكثيرين من اللاعبين أن يتركوا بصماتهم على المباريات بهذا الشكل الرائع. وإذا كان ريال مدريد يريد أن يتعاقد مع هازارد ليكون بديلاً للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وأن يكون منافساً لنجم برشلونة ليونيل ميسي، فقد كان ريال مدريد محقاً تماماً في اختياره للنجم البلجيكي للقيام بهذا الدور، نظراً لما يمتلكه من مهارات وإمكانيات هائلة.
لكن كل هذا لا يعني أن الهدف الذي أحرزه هازارد يستحق أن يحصل على جائزة أفضل هدف في الدوري الإنجليزي الممتاز لهذا الموسم، بل إنه ربما لا يعد أجمل هدف لهازارد نفسه خلال الموسم الجاري، ولعلنا جميعاً نتذكر الهدف الجميل الذي أحرزه بمجهود فردي كبير أمام ليفربول في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث انطلق من ناحية اليمين ومر من الظهير الأيسر لليفربول ألبرتو مورينو ثم من نابي كيتا، قبل أن يطلق تسديدة مدوية في مرمى حارس الريدز سيمون مينيوليه.
وعلاوة على ذلك، شاءت الصدفة ألا يكون هدف هازارد في مرمى وستهام يونايتد هو أفضل هدف في هذا الأسبوع، الذي شهد إحراز هدفين رائعين في الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي، أحدهما ذلك الهدف الرائع الذي أحرزه نجم واتفورد، جيرارد دولوفيو، في مرمى وولفرهامبتون واندررز، والذي ساهم في صعود فريقه إلى المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي.
ومرة أخرى، يجب التأكيد على أنه لا يوجد الكثير من اللاعبين الذين يفكرون بنفس الطريقة التي فكر بها دولوفيو في هذا الهدف الاستثنائي، فضلاً عن الثقة الكبيرة التي تحلى بها وهو يفكر في تسديد الكرة بهذا الشكل، ثم المهارة التي تجلت في عملية التسديد. وفي الحقيقة، فإننا لا نرى الكثير من الأهداف التي تسدد بهذه الطريقة، لكن الشيء المؤكد هو أن دولوفيو قد عودنا دائماً على القيام بأشياء غريبة وغير تقليدية، وبالتالي كان من الرائع أن ينجح في تسجيل هدف بهذه الطريقة الرائعة.
ولم يكن هذا الهدف جميلاً فحسب، لكنه كان حاسماً في صعود نادي واتفورد للمباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي. وكان واتفورد يواجه صعوبة كبيرة في تلك المباراة وضغطاً متواصلاً من جانب نادي وولفرهامبتون واندررز، لكن بعد إحراز هذا الهدف في الدقيقة 80 تقريباً من عمر اللقاء، بدأ واتفورد يستعيد توازنه ويدخل في أجواء المباراة بقوة.
ورغم أن الجميع يحب مشاهدة مثل هذه الأهداف الجميلة، فإن المشكلة المتعلقة بفكرة اختيار أفضل هدف في الموسم تتعلق بالمعايير التي يتم الاستناد إليها في عملية الاختيار. فهل من الصحيح أن الأهداف الفردية هي التي تجذب الأنظار وتروق للمشجعين، بنفس الطريقة التي يتم بها اختيار المهاجمين كأفضل لاعبين في الموسم على حساب المدافعين فيما يتعلق بالجوائز الفردية؟
لكن ماذا عن الأهداف الجماعية، التي يشترك فيها أكثر من لاعب بتحركاته ومهاراته لتسجيل هدف رائع لا يمكن لمدافعي الفريق المنافس منعه؟ وقد كان الهدف الذي أهل مانشستر سيتي للمباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي على حساب برايتون خير مثال على ذلك. صحيح أنه جاء في وقت مبكر للغاية من المباراة، وليس في وقت قاتل، وصحيح أنه لم يأت بمجهود فردي استثنائي، لكنه يعد مثالاً رائعاً للعمل الجماعي.
في البداية، مرر إيمريك لابورت الكرة بشكل رائع من منتصف الملعب باتجاه بيرناردو سيلفا ناحية اليمين، وكان يمكن للاعبي برايتون أن يقطعوا الكرة، لكنهم لم يتوقعوا تمرير الكرة بهذه الطريقة المتقنة والمفاجئة من لاعب خط الوسط المدافع. ولم يحاول سيلفا تسلم الكرة والاحتفاظ بها، لكنه مررها مباشرة إلى كيفين دي بروين، الذي لم يفكر كثيراً وأرسل كرة عرضية إلى داخل منطقة جزاء برايتون، وبالتحديد في المساحة الخالية بين حارس مرمى برايتون ومدافعيه، لتجد المهاجم البرازيلي غابرييل جيسوس الذي وضعها برأسه في المرمى.
ويرى البعض أنه كان من السهل على جيسوس التعامل مع هذه الكرة العرضية، لكن في حقيقة الأمر كانت الكرة صعبة للغاية، لأنها اصطدمت بالأرض قبل أن تصل إليه، كما أن جيسوس تعامل معها بشكل رائع. وحتى مارتن كيون، الذي كان يعلق على أحداث المباراة على شبكة «بي بي سي»، قال خلال تعليقه على هذا الهدف إن لاعبي مانشستر سيتي لم يمنحوا لاعبي برايتون أي فرصة للتعامل مع الكرة. وفي الحقيقة، لم يكن بإمكان الدفاع القيام بأي شيء لمنع هذا الهدف، بسبب الطريقة الجماعية الرائعة التي نفذها به لاعبو مانشستر سيتي.
لقد أشرنا هنا إلى ثلاثة أهداف جميلة تم إحرازها في نفس الأسبوع، وكل منها يستحق أن يكون الأفضل لأسباب وجيهة. وربما أصبحنا نرى العديد من الأهداف الجميلة بسبب نقل عدد هائل من المباريات على شاشات التلفاز في الوقت الحالي. وبالتالي، فإننا نعذر «بي بي سي» تماماً عندما تقول إنها تشعر بحيرة كبيرة وهي تختار أفضل هدف في الشهر أو في الموسم. وأصبح من شبه المستحيل خلال السنوات القليلة الماضية أن تلقي نظرة على جميع الأهداف الجميلة في جميع المسابقات لاختيار الأفضل من بينها. وهناك الأهداف التي يتم تسجيلها من الكرات الثابتة مباشرة، على سبيل المثال، والتي تجذب فئة كبيرة من الجمهور. وفي كل مرة نشاهد فيها هدفاً جميلاً، لا يمر سوى أسابيع قليلة إلا ويسجل هدفاً أجمل منه.
وعندما شاهدت أجمل أهداف الدوري الإنجليزي الممتاز في شهر أغسطس (آب)، رغم أنه كان أول شهر في الموسم، وقفت عاجزاً ولم أتمكن من اختيار أجمل هدف من بينها. من المؤكد أن رحيل هازارد عن تشيلسي سيكون، في حال حدوثه، خسارة كبيرة لكرة القدم الإنجليزية بأكملها، لأنه يمتلك الكثير من الإمكانيات والقدرات الهائلة التي لا تتوافر في كثير من اللاعبين، لكنه ليس اللاعب الوحيد الذي يمتعنا بمهاراته في الدوري الإنجليزي الممتاز. كما أنه لا يمكن الجزم بأن الهدف الذي أحرزه في مرمى وستهام يونايتد هو الأجمل هذا الموسم، لأن هناك الكثير والكثير من الأهداف الرائعة، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.


مقالات ذات صلة

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

رياضة عالمية إيثان نوانيري (أ.ب)

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

اعترف ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، بأنه أصبح من الصعب مقاومة إغراء الدفع باللاعب الشاب إيثان نوانيري رغم سباق المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

كايل ووكر منزعج من كبوة مانشستر سيتي

شدّد كايل ووكر، مدافع مانشستر سيتي، على ضرورة التخلص من هذه الهزيمة، والتركيز على الأساسيات بعد الخسارة صفر - 4 أمام توتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز، السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الحزن كان واضحاً على لاعبي السيتي (أ.ب)

كيف أذهل توتنهام مانشستر سيتي؟

في نهاية أسبوعين غريبين بالنسبة لتوتنهام هوتسبير، ستكون الصورة المميزة هي أنجي بوستيكوغلو، وهو يرفع قبضته منتصراً في الهواء على خط التماس في «ملعب الاتحاد».

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (إ.ب.أ)

غوارديولا: كرة القدم مزاج... علينا استعادة الثقة قبل مواجهة فينورد

تعهد الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي بأن يعمل ولاعبوه بجد لإنهاء سلسلة الهزائم المتتالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم مدرب يونايتد: سأكون صارماً عندما يتطلب الأمر

يُعرف روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد الجديد بقدرته على التواصل مع اللاعبين وهو أمر يقول كثيرون إن سلفه إريك تن هاغ كان يفتقده.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
TT

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)

أشار البرتغالي جورجي خيسوس، المدير الفني لفريق الهلال، إلى إمكانية مشاركة البرازيلي مالكوم أمام النصر، في المباراة التي تجمعهما، اليوم السبت في كأس السوبر السعودي.

وقال خيسوس، في المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة: «مجدداً الهلال طرف في نهائي آخر ضد منافس قوي، ستكون مباراة قوية. ستظهر صورة الكرة السعودية التي وصلت إلى المستوى العالي، والعالم يشاهد».

وأضاف: «الفريقان يملكان لاعبين كثراً على مستوى عالٍ من الجودة، وبالطبع نبحث عن أن نظهر الوجه القوي للكرة السعودية».

وتابع: «المباراة ستكون منقولة على مستوى العالم ودول أوروبا والبرازيل، نرغب في أن نظهر أفضل صورة للكرة السعودية، نرغب في أن نظهر ما أظهرناه في الموسم الماضي».

وواصل: «في كل مكان بالعالم النهائيات والديربيات يكون فيها شد ذهني لا يمكن السيطرة عليه بالكامل، المستوى هذا من الصعب أن نتحكم خلاله في ردة الفعل. هناك بعض اللحظات التي يكون فيها شحن وهي طبيعية».

وبسؤاله عن موقف البرازيلي مالكوم من المباراة، أوضح خيسوس: «لقد تدرب مع الفريق اليوم، وبناءً على ذلك سنتخذ القرار الأنسب، كل شيء سيعتمد على التمرين الأخير».

وأردف: «مالكوم من أفضل اللاعبين الموجودين على مستوى الهلال والدوري، وبالنسبة لي بصفتي مدرباً معرفة مالكوم التكتيكية مهمة، وهو حل مهم لنا، يجعل الأمور أسهل».

ورفض خيسوس الحديث عن لاعبه سعود عبد الحميد الذي ارتبط بالانتقال إلى صفوف روما الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

وأكد: «الهلال يملك قائمة قوية من اللاعبين، وفترة الإعداد كانت من أجل العمل على استعداد اللاعبين، خصوصاً مثل الموجودين خارج الفريق الموسم الماضي؛ مثل حمد اليامي الذي كان بالشباب، ويملك إمكانات جيدة».

وواصل: «نحن معتادون على حب الجماهير الذي يتحرك معنا، لامسنا هذا الأمر العام الفائت، نحاول أن نمنحهم بطولة أخرى، وقفوا معنا، ودعمونا، ونحن موجودون لأجل إرضاء الجماهير».

وأتم خيسوس حديثه بالإشادة بمهاجمه ميتروفيتش، قائلاً: «إنه محترف على مستوى عالٍ داخل وخارج الملعب، بداية الإعداد كانت رائعة؛ إذ خسر بعض الوزن، ميتروفيتش مثال لنوعية المحترف المثالي».

من جانبه، يأمل الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال في الفوز بكأس السوبر على حساب النصر.

وقال ميتروفيتش في المؤتمر الصحافي: «ستكون مباراة قوية ضد منافس قوي، لعبنا أمامهم في الموسم الماضي، ونتمنى أن نكون الطرف المنتصر».

وأفاد: «لا يوجد شيء اختلف في الإعداد لمواجهة النصر. إنها مثل أي مباراة أخرى، نركز على أنفسنا وتنفيذ تعليمات المدرب أفراداً ومجموعة».

وأكمل: «ستكون مباراة كبيرة حافلة بالحضور الجماهيري، نحن محظوظون بوجود الجماهير داخل أرضنا وخارجها».

واختتم: «السعادة ستكون أكبر إن انتصرنا مع تسجيلي للأهداف، ولكن الهدف الرئيسي إسعاد الجماهير والفوز باللقب».