جوبا مع خيارات السودان وتنفي استضافة زوجة المخلوع

اتصالات بين سلفا كير والمجلس العسكري

TT

جوبا مع خيارات السودان وتنفي استضافة زوجة المخلوع

أكدت حكومة جنوب السودان وقوفها مع خيارات الشعب السوداني، ونفت في الوقت نفسه وجود زوجة الرئيس المخلوع عمر البشير أو أي من أفراد أسرته على أراضيها. وكشفت الحكومة عن تواصل الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه الأول تابان دينق، مع قيادة المجلس العسكري الانتقالي في الخرطوم، وأشارت إلى قرب زيارات متبادلة بين المسؤولين في البلدين.
وقال السكرتير الصحافي لرئيس جنوب السودان ويك أتيني ويك، لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد هنا أي من أفراد أسرة البشير في جوبا... وليست لدينا أي فكرة عن مكان وجود زوجة الرئيس السابق عمر البشير وداد بابكر». وكانت تقارير قد تحدثت عن وصول وداد بابكر حرم الرئيس المخلوع عمر البشير إلى جوبا قبل يوم من عزل زوجها بصحبة أبنائها.
من جانبه، قال سفير جنوب السودان لدى الخرطوم ميان دوت، لـ«الشرق الأوسط»، إن وداد بابكر لم تزر جوبا حتى في أيام حكم البشير، مشيراً إلى أن «عبد الله البشير شقيق الرئيس المخلوع كان قد زار جوبا يوم الخميس 4 أبريل (نيسان) لأعمال خاصة به، وعاد إلى الخرطوم يوم السبت 6 أبريل»، وتابع: «كل ما يُنشر في مواقع التواصل الاجتماعي أو في الصحف عن وجودٍ لأسرة الرئيس السابق عمر البشير لا أساس له من الصحة».
وكشف دوت عن اتصال هاتفي أجراه رئيس بلاده سلفا كير ميارديت، مع رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان، أول من أمس، كما أجرى نائبه الأول تابان دينق قاي، اتصالاً مع نائب رئيس المجلس محمد حمدان حميدتي، وقال: «هذا يعبّر عن تواصل قيادتي البلدين، كما يؤكد وقوف جوبا مع خيارات الشعب السوداني، ونحن مع هذه الخيارات»، وأوضح أن الطرفين اتفقا على التعاون المشترك في المجالات كافة. وأشار الدبلوماسي الجنوبي إلى احتمال أن يقوم وفد من جنوب السودان بزيارة الخرطوم. كما توقع زيارة من المجلس العسكري لجنوب السودان في الفترة القليلة المقبلة، «ونحن نقوم بترتيبات لإتمام هذه الزيارات».
وقال سفير جوبا لدى الخرطوم، إن المجلس العسكري أكد التزام السودان بمتابعة تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان، باعتبار أن الخرطوم وكمبالا هما الدولتان الضامنتان لاتفاقية السلام في جنوب السودان، وأضاف: «لقد أكد لنا عضو المجلس العسكري عمر زين العابدين أن بلاده ستواصل دعمها لتنفيذ اتفاقية السلام وهذه اتفاقيات دولية».
وكانت المفاوضات التي جرت في أواخر يونيو (حزيران) 2018 برعاية من الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، بتفويض من الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيقاد)، قد أفضت إلى توقيع فرقاء جنوب السودان على اتفاقيات في الخرطوم بالأحرف الأولى بشأن الترتيبات الأمنية وتقاسم السلطة، وتُوجت بتوقيع الاتفاق النهائي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وكان البشير ينظر إلى نفط جنوب السودان، كطوق نجاة لحل الأزمة الاقتصادية في بلاده، وهي التي أدت إلى خروج المواطنين ضد نظامه منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي واستمرت حتى تُوجت بعزله يوم الخميس الماضي.
وكانت حكومة جنوب السودان قد بدأت ترتيباتها استعداداً لزيارة الرئيس المعزول عمر البشير، مقررة الأسبوع المقبل لإجراء لقاء مع الرئيس سلفا كير، وبحث العقبات التي تقف أمام تنفيذ اتفاق تنشيط السلام، مع اقتراب نهاية الفترة ما قبل الانتقالية، المنوط بها تشكيل الحكومة الانتقالية في مايو (أيار) المقبل.



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.