سر القلوب السليمة في التناغم بين بروتينين

سر القلوب السليمة في التناغم بين بروتينين
TT

سر القلوب السليمة في التناغم بين بروتينين

سر القلوب السليمة في التناغم بين بروتينين

توصلت دراسة أميركية إلى أن بروتينين يعملان معاً قد يكونان مسؤولين عن صحة القلب، وعندما تكون الإشارة بينهما غير متوازنة، فإن ذلك يؤدي إلى إصابته بالأمراض.
وخلال الدراسة التي أجريت على فئران التجارب، ونشرت نتائجها أول من أمس في دورية ساينس سيجنالينج «Science Signaling»، حدد الفريق البحثي من المعاهد الوطنية الصحية الأميركية، هذين البروتينين، وهما مستقبلات هرمون الإجهاد المعروفة باسم مستقبلات الجلوكورتيكويد (GR) ومستقبلات القشرانيات المعدنية (MR)، واختبر صحة القلب في ظل غياب أحدهما، كما اختبره في ظل غياب الاثنين.
وعند حدوث الإجهاد تحث الغدد الكظرية الجسم على تكوين هرمون يسمى (الكورتيزول)، الذي يرتبط بدوره مع تلك المستقبلات في أنسجة الجسم المختلفة لتقليل الالتهاب، وفي حال غياب تلك المستقبلات قد تنشأ عوامل خطر شائعة لأمراض القلب، مثل زيادة الكوليسترول في الدم والجلوكوز في الدم وارتفاع ضغط الدم.
كانت هذه النتيجة قد توصل لها المؤلف الرئيسي للدراسة روبرت أوكلي أوائل التسعينيات عندما كان طالب دراسات عليا في جامعة نورث كارولينا، وبعد فترة وجيزة من اكتشافه، اكتشف علماء آخرون أن الأشخاص الذين تزيد عندهم هذه البروتينات عن المعدلات الطبيعية لديهم مخاطر أكبر للإصابة بأمراض القلب، وبناء على ذلك أراد معرفة الوضع المثالي لهذه البروتينات.
اختبر أوكلي في مسعاه لذلك سلالة فئران دون بروتينات مستقبلات الجلوكورتيكويد (GR)، فظهر لديها قلوب متضخمة تؤدي تلقائياً إلى فشل القلب والموت، وعندما اختبر سلالة فئران من دون مستقبلات القشرانيات المعدنية (MR)، كانت قلوبها تعمل بشكل طبيعي.
تساءل أوكلي عما سيحدث إذا كان كلا البروتينين مفقودين من أنسجة القلب، لذلك اختبر مع فريقه البحثي سلالة فأر أخرى تفتقر إليهما، وخمنوا أن هذه الفئران ستواجه نفس مشاكل القلب أو أسوأ مثل الفئران التي كانت لا تحتوي على مستقبلات الجلوكورتيكويد (GR)، ولكن كانت المفاجأة أن قلوب هذه الفئران تعمل بشكل طبيعي، مع تضخم قليل، مقارنة بالقلوب التي لا يوجد بها مستقبلات القشرانيات المعدنية (MR).
وحيث إن الجسم البشري يحتوي على البروتينين معاً، فليس من الملائم تصميم علاجات تستهدف أحدهما فقط، كما حدث في الماضي، كما أكد د.أوكلي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط». وأضاف: «الحل الأمثل الذي تنادي به الدراسة، هو تصنيع دواء يعمل على كلا البروتينين في وقت واحد، فهذا يمكن أن يساعد المرضى الذين يعانون من أمراض القلب ويمنع أمراض القلب اللاحقة».


مقالات ذات صلة

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

صحتك بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

أفادت دراسة علمية حديثة بأن تناول المأكولات الغنية بالألياف يزيد من حماية الجسم من العدوى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية

7 نصائح للرجال للياقة بدنية تتجاوز العمر

القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية ليتمتعوا بصحة أفضل يوماً بعد يوم وفي أي عمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الرمان يزود الجسم بمضادات الأكسدة ومضادات الفيروسات ومضادات الأورام (غيتي)

تحسين الكولسترول والوقاية من السرطان... فوائد هائلة لتناول الرمان يومياً

بتناول حبات الرمان يومياً تضمن أن تزود جسمك بمضادات الأكسدة ومضادات الفيروسات ومضادات الأورام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مريضة بسرطان الثدي (رويترز)

تقرير: النساء الشابات أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من الرجال

تمثل حالة الأختين رورك ظاهرة منتشرة في الولايات المتحدة، وهي تشخيص المزيد من النساء الشابات بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك 8 مؤشرات تهمك حول الطقس للعناية بصحتك

8 مؤشرات تهمك حول الطقس للعناية بصحتك

ربما تكون مثل كثير من الناس الذين من أوائل الأشياء التي يقومون بها كل صباح هو النظر من النافذة لمعرفة حالة الطقس

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.