البرلمان اليمني يوصي بإعداد قانون لتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية

أقر الميزانية وشدد على تفعيل الدولة ومؤسساتها وإنهاء الانقلاب

مجلس النواب اليمني خلال جلسته أمس التي عقدت في سيئون (سبأ نت)
مجلس النواب اليمني خلال جلسته أمس التي عقدت في سيئون (سبأ نت)
TT

البرلمان اليمني يوصي بإعداد قانون لتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية

مجلس النواب اليمني خلال جلسته أمس التي عقدت في سيئون (سبأ نت)
مجلس النواب اليمني خلال جلسته أمس التي عقدت في سيئون (سبأ نت)

طلب البرلمان اليمني من الحكومة الشرعية، أمس، تقديم مشروع قانون يعتبر الجماعة الحوثية منظمة إرهابية، وذلك في ختام جلسته غير الاعتيادية التي انعقدت في مدينة سيئون على مدار أربعة أيام، والتي من المقرر أن يستأنفها عقب شهر رمضان المبارك.
وفي حين أجاز البرلمان اليمني، أمس، ميزانية الدولة لعام 2019، أوصى الحكومة بالحد من الإنفاق وتوجيه الموارد لإنهاء الانقلاب الحوثي، والعودة للعمل من العاصمة المؤقتة عدن، وتغطية عجز الميزانية من موارد غير تضخمية.
وأكد مجلس النواب اليمني في ختام جلسة أعماله غير الاعتيادية على المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216 أساساً وحيداً لا يقبل التغيير للحل السياسي في اليمن، ورفض أي محاولة لتغيير أو تعطيل هذه المرجعيات.
وشدد البرلمان على اعتبار كل القرارات والإجراءات الصادرة عن الميليشيات الحوثية في مؤسسات الدولة كافة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها في حكم العدم، وقال في بيانه الختامي: «إن المجلس يجرم جميع الأعمال التي قام بها الانقلابيون باعتبار الميليشيات الحوثية عصابة إرهابية مسلحة مغتصبة للسلطة ولا تتمتع بأي مشروعية». وأوضح أنه في حالة انعقاد دائم، وسيواصل جلساته للاضطلاع بمهامه الدستورية والقانونية، وإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وصولاً إلى الدولة الاتحادية التي توافَق عليها الجميع.
وعبّر النواب اليمنيون عن شكرهم وامتنانهم لدول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على تجاوبها لإنقاذ اليمن والشعب اليمني من براثن الميليشيات الحوثية المدعومة من قِبل النظام الإيراني، وما قدمته من مساعدات إغاثية وإنسانية سخية.
وأوصى «النواب» الحكومة بعدم إجراء أي مشاورات جديدة قبل تنفيذ اتفاق السويد الخاص بمحافظة الحديدة، وقال إنه «سيعمل وبكل الوسائل الممكنة مع كافة سلطات الدولة للانتصار لإرادة الشعب اليمني بتخليصه من عصابة الانقلاب الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران». ووجه النواب اليمنيون الدعوة للشعب في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية الإرهابية وغيرها للتصدي لها، واستمرار مقاومتها حتى يتم إسقاط انقلابها واستعادة الدولة والجمهورية.
ورفض البرلمان اليمني كل محاولات تشويه الأدوار التي يقوم بها التحالف الداعم للشرعية، داعياً دول التحالف إلى الاستمرار في الوقوف إلى جانب اليمن ودعم الشرعية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة بجميع مؤسساتها، وبسط نفوذها على كامل التراب اليمني.
وأدان البرلمان اليمني اعتداءات الميليشيات الحوثية الإرهابية المتكررة على المملكة العربية السعودية، بما في ذلك قصف المدن والمقدسات باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية إيرانية الصنع، كما أدان كافة محاولات المساس بأمن وسلامة واستقرار المملكة.
ودعا النواب اليمنيون المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في دعم الشرعية لمواجهة الميليشيا الحوثية الإرهابية، وتطبيق العقوبات الرادعة على الأنظمة الداعمة لهذه الميليشيات، وفي مقدمتها النظام الإيراني وفقاً للقرارات والقوانين الدولية. وأوصى البرلمان الحكومة بعدم إجراء أي مشاورات جديدة مع الحوثيين قبل تنفيذ اتفاق السويد الخاص بمحافظة الحديدة، وقال: إن على «الحكومة تحديد مهلة زمنية للميليشيات للانسحاب من الحديدة وتسليمها للسلطات المحلية وفق الدستور والقانون، وإبقاء جميع القوات العسكرية في حالة تأهب لاستمرار العمل العسكري لتحرير الحديدة في حال انتهت المهلة ولم تنفذ الميليشيات الاتفاق».
وشدد النواب اليمنيون على ضرورة قيام الحكومة اليمنية بقطع أي شكل من أشكال العلاقات مع الدول الداعمة للميليشيات الحوثية، كما أدانوا ما تعرض ويتعرض له أعضاء مجلس النواب من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية من اعتداءات عليهم وعلى حرية أسرهم وأقاربهم، والاستيلاء على ممتلكاتهم وتفجير منازلهم وتشريد الساكنين فيها من النساء والأطفال بطريقة وحشية لم يسبق لها مثيل.
ورفض البرلمان اليمني ما تقوم به الميليشيات من إجراءات باستصدار أحكام قضائية ليس لها أي سند من الدستور والقانون، ضد قيادات الدولة وأعضاء مجلس النواب من خلال إرغام بعض المنتمين إلى السلطة القضائية في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، على إصدار أحكام باطلة بالإعدام ومصادرة الممتلكات، كما أدان الممارسات البشعة التي تتعرض لها المرأة اليمنية، إضافة إلى قيام الجماعة بتجنيد الأطفال، والزج بهم في جبهات القتال، وكذا تكريس الطائفية والتغيير الفكري والمذهبي والتهجير الفردي والجماعي والتغيير الديمغرافي وتفجير المساجد والمنازل.
وقال البرلمان اليمني في البيان الختامي لجلسة سيئون إنه «يثمن المبادرة الكريمة التي قامت بها حكومة المملكة العربية السعودية، واستضافتها مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني الذين اضطرتهم ظروف الحرب إلى مغادرة اليمن، وتمكينهم من الإقامة والعمل والدراسة، وما تقدمه من مساعدات سخية إغاثية وإنسانية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».
وكان مجلس النواب اليمني أقر أمس الميزانية العامة لعام 2019، وأوصى الحكومة بجملة من التوصيات، وكلف لجانه الدائمة بمتابعة تنفيذها، كل فيما يخصه.
وأكدت التوصيات على تقليص الإنفاق الحكومي، وتوجيه الإمكانات في سبيل استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب من خلال حكومة أزمات مصغرة، والعمل على التوسع في تصدير النفط والغاز وإزالة العوائق كافة التي تحول دون ذلك، وتشغيل الموانئ والمطارات كافة وضبط مواردها، وصيانة الحقوق والحريات العامة، ومنع أي ممارسات خارج نطاق القانون وتفعيل دور النيابات والمحاكم، وإحالة من يتم إيقافهم إلى القضاء.
وشددت التوصيات على انتظام صرف رواتب الجيش والأمن شهرياً، وكذا مرتبات الموظفين في القطاعات كافة، كما شددت على إعادة النظر في التعيينات في المناصب الإدارية والدبلوماسية والعسكرية خلال الفترة الماضية وتطبيق قانون شغل الوظيفة. كما أوصى البرلمان بعودة الحكومة بكامل وزرائها لمزاولة أعمالهم من العاصمة المؤقتة عدن وإعادة تأهيل وتطوير مصافي عدن وبإعداد وتجميع ملفات قضائية بخصوص الانتهاكات التي قامت بها الميليشيات الحوثية لتقديمها أمام القضاء، والعمل على تفعيل دور الهيئة الوطنية للتحقيق من ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان.
وأكد البرلمان اليمني على التزام الحكومة بتهيئة الظروف المناسبة وتوفير جميع الاحتياجات العامة واللوجيستية بما يضمن عودة البرلمان إلى العاصمة المؤقتة عدن وممارسة نشاطه لدورة انعقاده القادمة، وتفعيل دور الأجهزة الرقابية المختلفة مثل الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة واللجنة العليا للمناقصات والمزايدات والهيئة الوطنية للرقابة على المناقصات والعمل بمبدأ النزاهة ومكافحة الفساد في مختلف أجهزة الدولة في الجانب المالي والإداري، ولا سيما في قطاع النفط وشراء الطاقة.
ودعا البرلمان اليمني الحكومة إلى وضع الضوابط الخاصة بعمل المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية العاملة في اليمن وبما يضمن الشفافية في إنفاق الموارد المخصصة لليمن ومرور كل الموارد المالية المخصصة عبر البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، وكذا ضرورة قيام الحكومة بشكل عاجل بالتواصل والتفاوض مع البنوك الأجنبية؛ بهدف رفع الحجز عن حسابات البنك المركزي اليمني في الخارج.
وطلب مجلس النواب من الحكومة مواجهة العجز الظاهر في مشروع الموازنة من مصادر غير تضخمية والتزام الحكومة بتوجيه الجهات المختصة بإحالة المعتقلين والمحتجزين للقضاء، كما طلب قيام الحكومة بتقديم مشروع قانون يعتبر الحركة الحوثية منظمة إرهابية لما ارتكبته من جرائم بحق الشعب، كما طلب التزام الحكومة بتقديم مشروع ميزانية عام 2020 إلى المجلس وبشكل مكتمل في الموعد الدستوري المحدد لذلك.
وكان البرلمان اليمني عاد السبت الماضي للالتئام في مدينة سيئون بعد أربع سنوات من الانقلاب الحوثي، بعد أن تمكنت الشرعية وبدعم وإسناد سعودي من توفير الظروف الملائمة للانعقاد بالأغلبية المطلوبة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.