الهلال يتحفز لاقتناص أولى جوائز الموسم الكروي

بات قريباً من نيل 22 مليون ريال في مدينة العين

كارليتو والدوسري يحتفلان بتأهل الهلال للنهائي العربي (تصوير: محمد المانع)
كارليتو والدوسري يحتفلان بتأهل الهلال للنهائي العربي (تصوير: محمد المانع)
TT

الهلال يتحفز لاقتناص أولى جوائز الموسم الكروي

كارليتو والدوسري يحتفلان بتأهل الهلال للنهائي العربي (تصوير: محمد المانع)
كارليتو والدوسري يحتفلان بتأهل الهلال للنهائي العربي (تصوير: محمد المانع)

يتطلع فريق الهلال إلى اقتناص أولى ثمار الموسم الكروي، من خلال تحقيقه لقب كأس زايد للأندية العربية الأبطال، عندما يلتقي النجم الساحلي التونسي غدا الخميس في نهائي البطولة الذي سيجري في مدينة العين الإماراتية.
ويغيب اللقب العربي عن خزائن الأندية السعودية منذ عام 2004، لذا فإن الهلال سيضرب عصفورين بحجر عندما يتمكن من إحراز البطولة، إذ سيكون له الفضل في استعادة الكرة السعودية لمجدها العربي، وكذلك الحصول على مكافأة هي الأضخم في تاريخ المسابقات العربية والآسيوية والبالغة 22.5 مليون ريال، بينما سيمنح الفريق الوصيف 11 مليون ريال.
وعلى الأرجح لن يفرط الهلال الصديق الدائم لمنصات التتويج في هذه الفرصة التاريخية، ليقف على زعامة الأندية العربية بتحقيق البطولة الثالثة وتجيير المبلغ المالي الضخم في خزائنه المالية.
ولم يخيب الهلال السعودي توقعات النقاد والمحللين في بلوغه لنهائي البطولة، وصادق على جميع الترشيحات التي صبت لصالحه منذ الجولة الافتتاحية التي واجه فيها الشباب العماني وتجاوزه في مواجهة الذهاب بهدف دون رد، وبذات النتيجة في جولة الإياب، ومن عمان توجه الفريق العاصمي السعودي لمحافظة أربيل لمواجهة النفط العراقي، ودك حصونه برباعية في الرياض، وبثنائية نظيفة في أربيل، وواصل «الزعيم» السعودي سطوته في البطولة العربية، ومن العراق توجه الهلال لمصر وأطاح بالاتحاد السكندري في الدوري ربع النهائي وتخطاه في الرياض بثلاثية نظيفة، وتعادل معه في الإياب بنتيجة سلبية.
ورغم المستويات الرائعة التي قدمها الفريق المصري في الأدوار الإقصائية الأولى حيث تخطى الزمالك المصري والترجي التونسي، وهما من الأندية التي كانت مرشحة لبلوغ النهائي، بيد أنه اصطدم بقوة وشراسة الهلال، الذي كان مغايرا تماماً عن الأندية التي سبقته، ولم يجد الفريق السعودي صعوبة في تجاوز الاتحاد السكندري، وظلت شباك أزرق العاصمة نظيفة طيلة 540 دقيقة لعب في هذه البطولة، حيث لم تهتز شباك عبد الله المعيوف في الثلاث مواجهات التي وصل معها الهلال لنصف نهائي البطولة، واستمرت الشباك الهلالية نظيفة من الأهداف في مواجهة الذهاب التي وضعت قدم الهلال في النهائي بعد تخطيه الأهلي السعودي في «كلاسيكو» سعودي بنكهة عربية. بيد أن عذرية الشباك الهلالية «648 دقيقة» لم تصمد أمام المد الهجومي الأهلاوي، حيث أحرز التشيلي باولو هدفا في الشباك الهلالية للمرة الأولى في البطولة بعد مرور 18 دقيقة من مواجهة الإياب، غير أن المعيوف، عوض الهدف الذي ولج في شباكه، وكان رجل المباراة الأول وتصدى لأهداف أهلاوية محققة في شوط المباراة الأول، وواصل تألقه، وكان العلامة الفارقة في ركلات الترجيح وأثبت المقولة الرياضية «الحارس نصف الفريق» بتصديه لثلاث ركلات من أقدام لاعبي الأهلي كانت كفيلة ببلوغ الهلال للمباراة النهائي، على الرغم من تقدم الأهلي في بداية الركلات الترجيحية، فإن المعيوف كان في الموعد وعريس الأمسية الرياضية، وبطل الغلاف على الصحف الورقية والمادة الرئيسية في البرامج والنشرات الرياضية السعودية والعربية.
وبدت ثقافة الأندية الكبيرة حاضرة في مباريات الهلال، على الرغم من الهزات الفنية التي تعرض لها، ما بين الإصابات التي حرمته من أبرز اللاعبين يتقدمهم الإماراتي عمر عبد الرحمن الذي غاب في بداية الموسم الحالي بسبب تعرضه لإصابة بقطع بالرباط الصليبي، وعبد الله عطيف، ونواف العابد، وسلمان الفرج، والعماني علي الحبسي والبرازيلي إدواردو والإسباني سوريانو، وياسر الشهراني الذي غاب هو الآخر عن عدد من المباريات، وهو ما ينطبق تماماً على محمد البريك، علاوة عن الاستغناء عن الجهاز الفني السابق بقيادة البرتغالي خيسوس وتعويضه بالكرواتي زوران، إلا أن ثقافة البطولات مزروعة داخل اللاعبين، ولم يتأثر الفريق السعودي بهذه الغيابات العريضة التي حرمت الفريق من خدماتهم في غالبية المباريات، وزادت هذه الظروف الصعبة الهلاليين قوة وصلابة وثبات في الطريق نحو المباراة النهائية.
وتعاقب على تدريب الفريق الأزرق في هذه البطولة البرتغالي خسيوس والكرواتي زوران، حيث قاده الأول في المواجهات الست الأولى، وسار به إلى بر الأمان بعدما تخطى الشباب العماني والنفط العراقي والاتحاد السكندري، ولم تهتز شباك الهلال مع البرتغالي، وأحرز معه الهجوم الأزرق 9 أهداف، فيما فشل الكرواتي في المحافظة على الرقم التاريخي المسجل باسم الهلال كأول فريق يصل للنهائي دون أن تهتز شباكه، وتلقى الهلال الهدف الأول في البطولة في مواجهة الإياب من الأهلي، كما اكتفى زوران بتسجيل هدف وحيد في مواجهة الذهاب، وفشل في التسجيل في الإياب، وهي المباراة الثانية للهلال في البطولة العربية التي لا يحرز فيها الأهداف بعد مواجهة إياب الاتحاد السكندري، لكن الهلاليون دخلوا هذه المباراة باللاعبين البدلاء بعد الاطمئنان على نتيجة الذهاب 3 - 0.
تخطي الهلال لجميع الصعاب التي واجهته بداية من الدور الأول، وحتى مواجهة الأهلي السعودي التي حسمها بركلات الترجيح لصالحه، لم يكن مستغرباً على فريق يحارب على 4 جبهات، حيث يتصدر الهلال الدوري المحلي وسط منافسة شرسة من غريمه التقليدي النصر، قبل نهاية الدوري بثلاث جولات، ويقف على صدارة المجموعة الثالثة في دوري أبطال آسيا، وبات قريباً من حجز أحد المقاعد المؤهلة للأدوار الإقصائية في البطولة القارية، كما بلغ الدور نصف النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، وتنتظره مواجهة حاسمة أمام التعاون نهاية الشهر الحالي، ولن يرضى الهلاليون بغير تحقيق لقب كأس الملك السعودي، والتتويج ببطولة الدوري للمرة الثالثة على التوالي. ويعتبر الهلال أحد طرفي السوبر السعودي مع الاتحاد السعودي والذي كان من المقرر إقامته قبل انطلاق منافسات الموسم الحالي لكن الاتحاد السعودي لكرة القدم قرر إلغاء هذه النسخة من البطولة، وهو ما سيدفع الفريق لتحقيق البطولة العربية لتحقيق الرباعية للمرة الأولى في تاريخ النادي السعودي.


مقالات ذات صلة

دوراتي: رباعية الهلال لا تعكس مستوى الخلود

رياضة سعودية  البرتغالي باولو دوارتي مدرب فريق الخلود  (نادي الخلود)

دوراتي: رباعية الهلال لا تعكس مستوى الخلود

قال البرتغالي باولو دوارتي مدرب فريق الخلود إن النتيجة التي آلت إليها المواجهة التي جمعت فريقه بالهلال، وأنتهت لصالح الأخير 4-2 لا تعكس المستوى الذي قدمه.

خالد العوني (بريدة )
رياضة سعودية جماهير هلالية حضرت لمساندة فريقها أمام الخلود (تصوير: مشعل القدير)

خيسوس: حققنا المطلوب والفرق الكبيرة تتعرض للضغط

أكد البرتغالي خورخي خيسوس مدرب الهلال أنهم حققوا المطلوب أمام  الخلود في الجولة الخامسة من منافسات الدوري السعودي للمحترفين.

خالد العوني (بريدة)
رياضة سعودية من مواجهة الخلود وضيفه الهلال التي انتهت بنتيجة 4-2 (تصوير: مشعل القدير)

«جزائية الخلود» تكسر صمود الهلال في 40 مباراة متتالية

كسرت ركلة جزاء فريق الخلود التي احتسبت أمام الهلال في المباراة التي جمعت بينهما في الجولة الخامسة من الدوري السعودي للمحترفين تميز دفاع الهلال.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية البليهي محتفلاً بطريقته الخاصة بعد هدفه في الخلود (تصوير: مشعل القدير)

الدوري السعودي: «أهداف الدفاع» تكلل رباعية الهلال في الخلود

أحكم الهلال قبضته على صدارة ترتيب الدوري السعودي للمحترفين، بعدما انتصر على مُضيفه الخلود 4-2 في الجولة الخامسة من البطولة.

خالد العوني (بريدة )
رياضة سعودية ستتم يوم الأحد المصادقة على محضر الاجتماع السابق للجمعية العمومية (الشرق الأوسط)

عمومية رابطة الدوري السعودي تناقش تعيين رئيس وأعضاء مجلس الإدارة

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن أن اجتماع رابطة الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم سيناقش، الأحد، مقترح إعادة تعيين رئيس وأعضاء مجلس الإدارة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».