المبعوث الأممي يحضر جلسة البرلمان اليمني اليوم

إشادة أميركية بالتئام مجلس النواب... والمشرّعون يقررون مواصلة مناقشة القضايا العامة

TT

المبعوث الأممي يحضر جلسة البرلمان اليمني اليوم

قرّر البرلمان اليمني المنعقد في مدينة سيئون التابعة لمحافظة حضرموت أمس الاستمرار في عقد جلساته لمناقشة القضايا العامة، بالتزامن مع توالي الإشادات الدولية والأممية بانعقاده بعد 4 سنوات من توقف نشاطه بسبب الانقلاب الحوثي على الشرعية.
وأفادت مصادر برلمانية لـ«الشرق الأوسط» بأنه من المقرر أن يقوم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث بزيارة سيئون اليوم وحضور جلسة النواب في سياق الدعم الأممي لمؤسسات الشرعية ومساعي غريفيث للتوصل إلى حل سياسي ينهي الانقلاب الحوثي، وتستأنف في ظله العملية الانتقالية التي انقضت عليها الجماعة الموالية لإيران في سبتمبر (أيلول) 2014. وكشفت مصادر حكومية يمنية عن تلقي الرئيس عبد ربه منصور هادي رسالة من غريفيث هنأه فيها بانعقاد الجلسة غير الاعتيادية للبرلمان اليمني، واعترف فيها بتأخر تنفيذ اتفاق استوكهولم بين الجماعة الحوثية والشرعية. وأكد غريفيث في رسالته التزام الأمم المتحدة بالعمل مع الحكومة اليمنية لإعادة الأمن والاستقرار لليمن، وقال إن «الأمم المتحدة ما زالت تتعامل بكل جدية لتذليل أي تحديات قد تحول دون التقدم في تنفيذ اتفاق استوكهولم». كما اعترف المبعوث الأممي بوجود تأخير طرأ على تنفيذ اتفاق استوكهولم الذي نص على وقف إطلاق النار في اليمن، وإعادة الانتشار العسكري في الحديدة.
في غضون ذلك، أفادت المصادر الحكومية بأن الرئيس هادي تلقى التهاني بانعقاد البرلمان اليمني من كل من قائد القيادة الأميركية المركزية الفريق أول كينث ماكنزي وسفير الولايات المتحدة في اليمن ماثيو تولر أثناء استقباله لهما أمس في العاصمة السعودية الرياض. ونقلت وكالة «سبأ» عن الرئيس هادي قوله إن «الحكومة الشرعية قبلت باتفاق استوكهولم الذي تعاملت معه الميليشيات بتعنت وترفض تنفيذه مما يعد ضياعاً لفرص السلام».
وكان البرلمان اليمني الذي استأنف نشاطه من سيئون السبت الماضي، أقر أمس برئاسة سلطان البركاني عقد جلساته بصورة دائمة، وتشكيل لجنة برلمانية لتقصي الحقائق بشأن التقرير الصادر من البنك المركزي اليمني الذي أورد جملة من الاختلالات المالية، وكلف اللجنة برفع تقرير بشأن ذلك إلى المجلس. وأوصى مجلس النواب الحكومة بتنفيذ مشروع توليد الطاقة الكهربائية لمحافظة حضرموت الوادي والصحراء بوقود الغاز، كما شدد النواب على ضرورة اهتمام الحكومة بمدينة سيئون وإعطائها الأولوية في مشاريع الخدمات الأساسية والتنموية. وفيما حددت جلسة أمس لمناقشة القضايا العامة، طالب النواب بضرورة الوقوف أمام مجمل القضايا الهامة والمستعجلة للمواطن اليمني التي تستدعي حلها ومعالجتها ومنها مرتبات الجيش الوطني، وضرورة أن تعمل الحكومة على عملية انتظام دفع المرتبات بهذه المؤسسة التي تدافع عن الوطن والمواطن وحل جميع مشاكل القتلى والجرحى. كما طالب النواب بمعالجة قضايا التعيينات والتوظيف العشوائي سواء في السلك الدبلوماسي أو مؤسسات الدولة الأخرى والعمل على إعادة إصدار الجوازات في المحافظات المحررة التي تعاني حتى الآن من توقفها.
واستمع النواب إلى تقرير موجز عن الأسباب التي أدت إلى فشل تنفيذ اتفاق الحديدة الذي كان بسبب تعنت ميليشيات الحوثي الانقلابية التي عملت بكل وسائلها لعرقلة المضي في هذا الاتفاق وعدم الالتزام بتنفيذه ضاربة عرض الحائط بكل قرارات المجتمع الدولي. ودعا النواب اليمنيون المجتمع الدولي إلى الوقوف الجاد والحازم لوضع حد لممارسة الميليشيات الحوثية بحق الشعب، وقالوا إن الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات ترقى إلى تصنيف الجماعة الموالية لإيران «منظمة إرهابية»، في وقت طالبوا بتشكيل هيئة برلمانية لكشف الميليشيات الانقلابية وإظهار جرائمها أمام المجتمع الدولي.
وكان البرلمان اليمني تسلم في جلسة الأحد مشروع الميزانية من المقدمة من الحكومة الشرعية، وأقر إحالته إلى اللجنة المالية لدراسته ووضع الملاحظات عليه قبل الموافقة عليه.
ويعتقد سياسيون يمنيون أن استئناف البرلمان لنشاطه من جديد سيضيف زخما إضافيا إلى جهود الحكومة اليمنية الشرعية، بما في ذلك تفعيل دوره الرقابي والتشريعي ومؤازرة الشرعية في سعيها لاستعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي.
وكانت هيئة رئاسة مجلس النواب برئاسة سلطان البركاني، عقدت الأحد، اجتماعها الأول بعد انتخاب هيئة الرئاسة الجديدة بالإجماع في الجلسة الأولى من الدورة غير الاعتيادية وناقشت المواضيع المدرجة على جدول أعمال المجلس والخطوط الرئيسية لنشاطه في الفترة المقبلة. وأقر الاجتماع توزيع المهام بين نواب رئيس البرلمان، إذ تم الاتفاق على أن يكون محمد علي الشدادي نائبا للشؤون البرلمانية والعلاقات الخارجية، ومحسن باصرة نائباً للشؤون التنظيمية والفنية، وعبد العزيز جباري نائباً للشؤون التشريعية والرقابية.


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.