محمد الفولي: «أدب كرة القدم» يتخذ من اللعبة منصة للقفز نحو عوالم أخرى

نمط حاضر في الشعر والرواية والقصة القصيرة في أميركا اللاتينية

محمد الفولي  -  الفريق الكولومبي في مواجهة فريق أوروغواي
محمد الفولي - الفريق الكولومبي في مواجهة فريق أوروغواي
TT

محمد الفولي: «أدب كرة القدم» يتخذ من اللعبة منصة للقفز نحو عوالم أخرى

محمد الفولي  -  الفريق الكولومبي في مواجهة فريق أوروغواي
محمد الفولي - الفريق الكولومبي في مواجهة فريق أوروغواي

لفت المترجم المصري محمد الفولي الأنظار بترجمته أنواعاً غير دارجة من الأدب اللاتيني لدى الجمهور العربي كأدب كرة القدم، وهو ما تجلى في كتابه مُختارات «حكاية عامل غرف» الصادر حديثاً، إضافة لأعمال أخرى من أدب أميركا اللاتينية المعاصر، فاجأت القارئ العربي، المرتبط ذهنياً وعاطفياً بأسماء لاتينية بارزة مثل بورخيس وماركيز ويوسا.
من أبرز ما قدمه الفولي في هذا السياق ترجمة روايات: «أشد ألم» لسانتياغو رونكاغليولو، و«استسلام» لراي لوريغا، و«الشرق يبدأ في القاهرة» للكولومبي اكتور آباد فآسيولينسي، ثم خوضه أخيراً مضمار الكتابة القصصية عبر مجموعته «تقرير عن الرفاعية» مقدماً بها تحية للأديب الأرجنتيني إرنستو ساباتو. هنا حوار معه:
> بداية... حدثنا عن «حكاية عامل غرف» وهذا الشكل غير السائد في الأدب وهو «أدب كرة القدم»...
- تشغل القراءة عن عوالم كرة القدم حيزاً كبيراً في قائمة اهتماماتي. كانت البداية مع بعض الكُتب المرتبطة بتاريخ اللعبة أو السير الذاتية لبعض النجوم إلى أن لفت أحد الأصدقاء انتباهي أنه سمع ذات مرة بنمط أدبي أرجنتيني يُسمى «أدب كرة القدم»، ولقد اندهشت حقاً من مدى تشعبه، إذ وجدته حاضراً في الشعر والرواية والقصة القصيرة، وبالمثل وجدت إسهامات لبعض الأسماء اللامعة فيه مثل ماريو بينيديتي وبابلو نيرودا، ووجدت أن الأمر لا يقتصر فقط على الأرجنتين أو أميركا الجنوبية، إذ إن كاتب نوبل الإسباني، كاميلو خوسيه ثيلا له مجموعة قصصية كاملة تتمحور حول كرة القدم.
يتخذ أدب كرة القدم باختصار من اللعبة منصة للقفز نحو عوالم أخرى مختلفة في ظل كونها أحد مكونات الثقافة الشعبية، فمثلاً في مختارات «حكاية عامل غرف»، تظهر قصة «الحياة التي نظنها» لإدواردو ساتشيري التي تُطرح فيها قضية النُسوية عبر الراوية وعلاقتها المضطربة بأخويها وحبها لجدها، وفي قصة أخرى مثل «عجوز ينهض واقفاً»، نجد نقاشاً حول إشكالية الكتابة عبر صوت الراوي الذي يتساءل أي طريقة أفضل لسرد قصته.
من ثم، كان لا بد أن أتتبع جذور المسألة منذ بداياتها، وهكذا عثرت على مرجع لديفيد وود؛ أستاذ دراسات الأدب المكتوب بالإسبانية في جامعة شيفيلد بعنوان «كرة القدم والأدب في أميركا الجنوبية»، الذي ساعدني كثيراً في التعرف على هذا النمط الأدبي واستكشاف عوالمه.
> لك ترجمات أخرى في مجال كرة القدم... هل هذا الشغف ما دفعك للخوض في أكثر من مشروع يتعلق بها؟
- القراءة في عوالم كرة القدم لها ثقلها في حياتي، فضلاً عن أن عملي في الخدمة العربية في وكالة الأنباء الإسبانية يرتبط بصورة كبيرة بكرة القدم، ولقد لاحظت شُحاً كبيراً في المصادر العربية الموثوقة المتوفرة لمن لديه رغبة في الاطلاع بصورة أكبر على تاريخ اللعبة وكواليسها، ولهذا طرأت لي فكرة نقل هذه المعرفة إلى العربية، فلأي سبب أحتفظ بها لنفسي فقط؟ ثمة زملاء آخرون في المجال وعشاق لكرة القدم بصفة عامة قد ينتفعون منها، سواء لأغراض مهنية أو أخرى تتعلق بإشباع الشغف. كانت البداية مع كتاب «أغرب الحكايات في تاريخ المونديال» الذي تزامن طرحه مع كأس العالم 2018 في روسيا، ثم كتاب «لماذا تُلعب كرة القدم 11 ضد 11؟»، سعدت كثيراً بردود الأفعال التي تلقيتها من الجمهور. ثمة عنصر آخر مهم وهو أن حب كرة القدم منتشر بين الشباب. نحن نقول إن الشباب لا يقرأ، فلماذا لا نُقدم لهم شيئاً يحبون أن يقرأوه ما دام ليس مبتذلاً وسيفتح أعينهم على عوالم أخرى قد تكون مدخلاً لقراءات مستقبلية في شتى دروب المعرفة؟
> أولى محطاتك في الترجمة الأدبية بدأت من «الشرق يبدأ في القاهرة»... ما خصوصية هذا الكتاب؟
- كل عمل أقدمت على ترجمته له قصة ترتبط بسؤال طرحته على نفسي. هنا كان السؤال: لماذا لم أقرأ كتاباً من أدب الرحلات عن مصر كتبه مؤلف من أميركا اللاتينية؟ هل مثل هذا الكتاب موجود فعلاً؟ كل أو أغلب ما نقل من أدب الرحلات عن مصر كان غالباً بأعين أوروبية أو أميركية، لكن ما الذي قد يقوله هؤلاء القوم في تلك القارة الساحرة البعيدة عنا؟ هكذا بدأت عملية البحث وتوصلت إلى «الشرق يبدأ في القاهرة». لقد راقت لي كثيراً الطريقة التي يقص بها فاسيولينسي رحلته في مصر والتي لجأ فيها إلى إعادة قص ما قاله رحالة آخرون في أزمنة ماضية عن مصر ومقارنته بما خاضه أو شاهده بعينيه خلال هذه التجربة. هل كان ينظر لنا بتعالٍ كالرجل الأبيض القادم من أوروبا؟ أم كان ينظر لنا كمفكر قادم من أميركا اللاتينية التي لا تختلف شعوبها عنا كثيراً من ناحية العاطفة وخفة الظل؟ أم أن الأمر كان مزيجاً بين هذا وذاك. لقد كانت تجربة ثرية واستمتعت بها، ففاسيولينسي يحلل هنا - وفقاً لوجهة نظره التي قد تتفق أو تختلف معها - كل مكونات المجتمع؛ الرجال، النساء، الدين، الماضي، الحاضر.
> ما معاييرك في الترجمة؟ في اختيار عمل ما؟
- ثمة عوامل أساسية أضعها في الاعتبار عند اختيار عمل ما، وأولها أن يكون العمل جيداً على صعيدي الحبكة واللغة.
> أنت تكتب الأدب وتترجمه أيضاً... كيف تُحافظ على مسافة بين الاثنين وأنت في موقع المترجم؟
- أظن أن هذه المسافة تحافظ على نفسها بنفسها. أرى الترجمة رقصة بين المؤلف والمترجم. المؤلف هنا هو من يحرك الأمور، هو المسيطر؛ وعلى المترجم أن ينغمس مع موسيقى النص ويحاكي خطوات لغة المؤلف لكي يصفق الجمهور في النهاية لهما. أسوأ شيء قد يتعرض له الراقص - المترجم أن يتعثر في مثل هذه الخطوات، إن لم يعثر عقله على التناغم مع إيقاع النص وطبقات اللغة الموجودة فيه، فيجد المترجم نفسه أمام النص مع معانٍ مبطنة وتسارع في إيقاع اللغة أو تباطؤ فيها، بل حتى درجات مختلفة في ثنياتها، وهنا تبرز مهارته.
لي تجربة كتابية واحدة في الأدب في مجموعتي القصصية «تقرير عن الرفاعية». وأظن أن ما فعلته حينها كان نزع عباءة الترجمة- الرقص، لأرتدي حلتي الخاصة.
> لكن ثمة تأثراً بالأدب اللاتيني... هل تشبعك بهذا الأدب انعكس على ذائقتك في الكتابة؟
- أظن أنه قد انعكس بشكل ما، لكن ليس بصورة كبيرة. ثمة إشارتان فقط في المجموعة ككل للأدب اللاتيني والإسباني. ربما يتعلق التأثر بشكل أكبر بالناحية الأسلوبية في الوصف، وكذلك اللجوء أحياناً للتهكم والسخرية المُرة وهي من سمات أدباء أميركا اللاتينية، لكن المجموعة لها صبغة مصرية خالصة ويرتكز تتالي قصصها التي يجب أن تُقرأ بالترتيب على هذه الصفة.
> هل تجد هُوة بين شعبية بعض أساطين الأدب اللاتيني وسط الجمهور العربي، في مقابل الانتشار البطيء لكُتاب من الأجيال الأحدث؟
- هذه الهوة موجودة بالفعل، بل إن مشروعي - ولا أعرف إن كان سيُكلل بالنجاح أم لا - يسعى لإحداث هذا التغيير، عبر انتقاء الأعمال المناسبة والأفضل. قد تأخذ المسألة بعض الوقت في ظل الارتباط العاطفي بماركيز والليندي، لكن كلي أمل أن يحدث هذا التغيير يوماً، سواء كان عبري أو عبر مجهودات أي زميل آخر. لدينا ما قد يطلق عليه قارة بالكامل تتحدث الإسبانية - باستثناء البرازيل - وبالطبع يكتب مؤلفوها بهذه اللغة ولدينا أيضاً إسبانيا، لذا من غير المنطقي أن تتركز كل جهود الترجمة في العالم العربي على 3 أو 4 أسماء بعينها وإهمال بقية التيارات والأعمال والأنماط والأسماء الأخرى.



إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانه

الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)
الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)
TT

إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانه

الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)
الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)

الشكل الإنساني بالسترة الحمراء والبنطال الرمادي، يتحرّك وسط الأُطر فيُحرّرها من ثباتها ويمنحها أنفاس الحياة. رسمُ الفنان الأميركي أندرو سكوت ظاهرُه فكرةٌ واحدة، وفي عمقه ولّادٌ وغزير. بطلُه بشريٌ يُطلق سراح المحبوس ويُجرّده من سجّانه؛ وهو هنا إطار اللوحة. ذلك القادر على ضبطها والتحكُّم بمساحتها، ثم إحالتها على قدرها: معانقة الجدار. التحريك الطارئ على المشهد، يُعيد صياغته بمَنْحه تعريفاً جديداً. الحركة والفعل يتلازمان في فنّ أندرو سكوت، على شكل تحوّلات فيزيائية تمسّ بالمادة أو «تعبث» بها لتُطلقها في فضاء أوسع.

صبيُّ الفنان يتحرّك وسط الأُطر فيُحرّرها من ثباتها (أندرو سكوت)

في ثلاثينه (مواليد 1991)، يمتاز أندرو سكوت بفرادة اللمسة لإضفائه تعديلاً على مفهوم الإطار، ومَيْله إلى تفضيل الوسيط المُحطَّم، مثل الزجاج، وما يطمُس الخطّ الفاصل بين الموضوع وحدوده، فإذا بالإطار المكسور يستميل الناظر إليه ويوقظ سؤال الـ«لماذا»؛ جرَّار الأسئلة الأخرى.

تُحاور «الشرق الأوسط» الفنان الشهيرة حساباته في مواقع التواصل، والمعروضة أعماله حول العالم؛ من إيطاليا وألمانيا إلى نيويورك... يعود إلى «سنّ مبكرة من حياتي حين شغفني الفنّ وكوَّنتُ ذكريات أولى عن الإبداع بحبسي نفسي في غرفتي بعد المدرسة للرسم لساعات». شكَّلت عزلته الإبداعية «لحظات هروب من العالم»، فيُكمل: «بصفتي شخصاً عانيتُ القلق المتواصل، بدا الفنّ منفذاً وتجربة تأمّلية».

يمتاز بفرادة اللمسة لإضفائه تعديلاً على مفهوم الإطار (أندرو سكوت)

لكنَّ الإنجاز الفنّي لم يكن دائماً جزءاً من حياته: «في سنّ الـ13 تقريباً، تضاءل شغفي بالرسم. هجرتُ قلمي حتى سنّ الـ28. طريقي إلى الفنّ طويلة ومتعرّجة. لـ10 سنوات عملتُ في كتابة الإعلانات، وخضتُ تجربة زواج فاشل. أدمنتُ المُخدِّر وواجهتُ تحدّيات أخرى. بُعدي عن الفنّ لـ15 عاماً، شكَّل أسلوبي».

تسلَّل عدم الرضا لتعمُّق المسافة بينه وبين الرسم: «شعرتُ بحكَّة إبداعية، ولم أكن متأكداً من كيفية حكِّها! التبس السبب وراء عجزي عن العودة إلى الرسم. تفشَّى الوباء وفقدتُ وظيفتي، لأقرر، هنا فقط، إحياء شغفي بالإبداع».

شخصيته أقرب إلى الانطوائية، باعترافه، ويفضِّل عدم الخوض في مسارات حياته، وإنْ لمحاولة التعمُّق في قراءة فنّه. ذلك يُفسّر تطلُّعَه إلى شهرته في مواقع التواصل، بأنها «أقرب إلى الشرّ الضروري منه إلى المتعة». فتلك المساحة المُضاءة تُشعره بأنه «فنان بدوام كامل»؛ يُشارك أعماله مع العالم. لكنَّ متعة هذا النشاط ضئيلة.

وماذا عن ذلك الصبي الذي يتراءى حزيناً، رغم ارتكابه فعلاً «حراً» بإخراج الإطار من وظيفته؟ نسأله: مَن هو صبيّك؟ فيجيب: «أمضيتُ فترات من الأحزان والوحدة. لم يحدُث ذلك لسبب. على العكس، أحاطني منزل العائلة بالأمان والدفء. إنها طبيعتي على الأرجح، ميَّالة إلى الكآبة الوجودية. أرسم الطفل ليقيني بأنه لا يزال ثمة واحد في دواخلنا جميعاً. جوابي على (مَن هو صبيُّك؟) يتغيَّر. على الأرجح إنه بعضي».

رغم سطوع الحزن، يتلألأ الأمل ويعمُّ في كل مرة يُكسَر الإطار لتخرج منه فكرة مضيئة. يؤيّد أندرو سكوت هذه النظرة. فالأُطر المكسورة تُشبه مرايا حياته. لسنوات ارتمى في الفخّ، ثم تحرَّر: فخّ العادة السيئة، الكسل، التأجيل، العجز، والتخبُّط. كسرُه الإطار إعلانٌ لحرّيته.

لعلَّ إعلان الحرّية هذا يشكّل إيماناً بالنهايات السعيدة ويجترح مَخرجاً من خلال الفنّ. فأندرو سكوت يفضِّل فناً على هيئة إنسانية، لا يركُن إلى الأفراح حسراً، لاستحالة ثبات الحالة النفسية والظرف الخارجي على الوضع المُبهج. يقول: «أحب تصوير الحالة الإنسانية، بنهاياتها الحلوة والمريرة. ليست كل الأشياء سعيدة، وليست أيضاً حزينة. أمام واقعَي الحزن والسعادة، يعكُس فنّي النضال والأمل».

وتُفسِّر فتنتُه بالتحوّلات البصرية ضمن الحبكة، إخراجَ الإطار من دوره الكلاسيكي. فالتفاعل مع الأُطر من منطلق إخضاعها للتحوّل البصري النهائي ضمن حبكة الموضوع، ولَّده «بشكل طبيعي» التفكير بمعرضه الفردي. يقول: «لطالما فتنتني المنعطفات البصرية في الحبكة. لم يتأثر أسلوبي بفنانين آخرين. أمضيتُ معظم حياتي خارج عالم الفنّ، ولم أكُن على دراية بعدد من فناني اليوم المعاصرين. بالطبع، اكتشفتُ منذ ذلك الحين فنانين يتّبعون طرقاً مماثلة. يحلو لي التصديق بأنني في طليعة مُبتكري هذا الأسلوب».

فنُّ أندرو سكوت تجسيد لرحلته العاطفية وتأثُّر أعماله بالواقع. يبدو مثيراً سؤاله عن أعمال ثلاثة مفضَّلة تتصدَّر القائمة طوال تلك الرحلة، فيُعدِّد: «(دَفْع)، أو (بوش) بالإنجليزية؛ وهي الأكثر تردّداً في ذهني على مستوى عميق. لقد أرخت ظلالاً على أعمال أخرى قدّمتها. أعتقد أنها تُجسّد الدَفْع اللا متناهي الذي نختبره نحن البشر خلال محاولتنا الاستمرار في هذا العالم».

يرسم الطفل ليقينه بأنه لا يزال ثمة واحد في دواخلنا (أندرو سكوت)

من المفضَّل أيضاً، «المقلاع»: «هي من الأعمال الأولى التي غمرها الضوء، ولها أمتنُّ. لقد شكَّلت تلك القطعة المُبكِرة كثيراً من نجاحي. أحبُّ رمزية المقلاع، فهي اختزال للبراءة والخطيئة في الوقت عينه».

ثالث المفضَّل هي «الغمّيضة»، أو «الاختباء والبحث»: «قريبة وعزيزة على قلبي لتحلّيها بالمرح. أراها تُجسّد نقاء الطفولة وعجائبها. إنها أيضاً اكتشاف مثير للاهتمام لشكل الإطار. فهو يرتكز عادةً، ببساطة، على مستوى واحد، وإنما هنا ينحني باتجاه الزاوية. أودُّ اكتشاف مزيد من الأفكار القابلة للتلاعب بالأشكال مثل هذه الفكرة».

هل تتأكّد، بهذا التفضيل، «مَهمَّة» الفنّ المتمثّلة بـ«حَمْل الرسالة»؟ رغم أنّ أندرو سكوت لا يعتقد بوجود قواعد عالمية في الفنّ، وإنما آراء شخصية فقط، يقول: «بالنسبة إليّ، الرسالة هي الأهم. ربما أكثر أهمية من مهارة الفنان. لطالما فضَّلتُ المفهوم والمعنى على الجمالية عندما يتعلّق الأمر بجودة الخطوط والألوان. أريد للمُشاهد أن يُشارك رسائلَه مع أعمالي. وبدلاً من قيادة الجمهور، أفضّل إحاطة فنّي بالغموض، مما يتيح لكل فرد تفسيره على طريقته».