إسرائيل وحماس تصعدان الهجمات ضمن معركة «شد الحبل» قبل هدنة مرتقبة

مقتل صحافي فلسطيني في الشجاعية.. والقسام «تستولي» على طائرة استطلاع إسرائيلية

إسرائيل وحماس تصعدان الهجمات ضمن معركة «شد الحبل» قبل هدنة مرتقبة
TT

إسرائيل وحماس تصعدان الهجمات ضمن معركة «شد الحبل» قبل هدنة مرتقبة

إسرائيل وحماس تصعدان الهجمات ضمن معركة «شد الحبل» قبل هدنة مرتقبة

تواصلت، أمس، الهجمات المتبادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مع تكثيف متعمد من الطرفين ضمن سياسة «شد الحبل» لتصعيد المطالب وزيادة الضغوط قبل هدنة مرتقبة بين الطرفين بدعوة من مصر، وقتلت الغارات الإسرائيلية 9 فلسطينيين على الأقل وجرحت آخرين، كما هددت إسرائيل باستهداف مزيد من قادة حركة حماس. وجاء هذا بينما سقط مزيد من الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة؛ مما تسبب في رحيل مزيد من سكانها، وأعلنت كتائب عز الدين القسام بعد إمطار المستوطنات بعشرات الصواريخ سيطرتها على طائرة استطلاع إسرائيلية.
وقال أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة لـ«الشرق الأوسط»، إن «عدد الشهداء ارتفع إلى 2130، و10850 جريحا» في اليوم الـ49 للعدوان، أمس.
وفي غضون ذلك، أعلن مصدر طبي فلسطيني مقتل صحافي في قصف إسرائيلي مدفعي على حي الشجاعية شرق غزة، وقال المكتب الإعلامي لوزارة الصحة: «استشهد الصحافي عبد الله مرتجى (26 سنة) في قصف إسرائيلي مدفعي على حي الشجاعية شرق غزة؛ مما يرفع عدد الشهداء اليوم (أمس) إلى تسعة، إضافة إلى اثنين توفوا متأثرين بجراح أصيبوا بها قبل أيام»، وأوضحت مصادر صحافية أن مرتجى كان يعمل مراسلا في فضائية الأقصى التابعة لحماس.
من جانبها، أعلنت وزارة الأوقاف الفلسطينية في غزة أن الجيش الإسرائيلي دمر 71 مسجدا بشكل كامل، ونحو 200 آخرين بشكل جزئي، منذ بداية القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في 8 يوليو (تموز) الماضي.
وقصفت إسرائيل قطاع غزة، أمس، بشكل مكثف، وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: «ضرب الجيش 35 هدفا إرهابيا في قطاع غزة، بالإضافة إلى استهداف دقيق لناشطَين إرهابيين كانا يهمان بإطلاق صواريخ نحو بلداتنا الجنوبية المحاذية لقطاع غزة، كما استهدف مسجدين؛ الأول استعمل لتخزين وسائل قتالية وموقع لاجتماع نشطاء، والثاني مقر لالتقاء وتنفيذ نشاطات إرهابية شمال قطاع غزة»، وأضاف: «سنواصل ضرب حماس».
وكانت إسرائيل اغتالت، أول من أمس، مسؤول مالية حركة حماس، القيادي محمد الغول، عبر استهداف سيارته في غزة، ولم تؤكد أو تنفِ حماس الخبر حتى أمس، غير أن مصادر إسرائيلية وفلسطينية أكدت أنه قتل في الغارة.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الغول كان «ناشطا هاما في حماس، وعمل في مجال تحويل الأموال للقسام، وكان هدفا رئيسا بالنسبة لإسرائيل».
ونشر الجيش الإسرائيلي صورا لسيارة الغول تظهر وجود أموال من فئة مئات الدولارات، وجاء ذلك بعد يومين من اغتيال إسرائيل 3 من قادة الصف الأول في كتائب القسام، هم: محمد أبو شماله، ورائد العطار، ومحمد برهوم.
وقال مصدر كبير في الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو «يستعد لاستهداف المزيد من قادة منظمات الإرهاب الفلسطينية في قطاع غزة إذا استمر القتال»، وأضاف أن «حماس تطلق في الفترة الراهنة عددا قليلا من الصواريخ للمديين؛ المتوسط والبعيد، ولكنها زادت من إطلاق قذائف الهاون، ونحن سنواصل استهدافهم».
وتعرضت مناطق شمال وجنوب ووسط القطاع، أمس، لغارات عنيفة، وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن تل أبيب قررت زيادة الضغط العسكري على القطاع بهدف زيادة الضغط على الفلسطينيين قبل العودة إلى مفاوضات القاهرة، في محاولة «لابتزاز تنازلات منها في إطار اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد».
وقال المعلق العسكري للصحيفة عاموس هرئيل، إنه على الرغم من أن وزراء في الكابنيت عبروا في الأيام الأخيرة عن الإحباط من أن استمرار الهجمات الجوية على حماس لم يدفعها للعودة إلى طاولة المفاوضات، فإن مثلث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع موشيه يعالون، ورئيس الأركان بيني غانتس، متمسك بخطة تقضي بزيارة الضغط على حماس عبر عمليات استعراضية تهدم فيها الأبراج والأسواق، واغتيال المزيد من قادة حماس، ومواصلة ضرب القطاع، من أجل كسب نقاط في معركة «شد الحبل».
ويبدو أن حماس تسير على خطى «شد الحبل» نفسها؛ إذ تكثف القصف على مستوطنات «غلاف» غزة، أمس، خلال يومين بشكل غير مسبوق؛ مما دفع المزيد من المستوطنين للرحيل إلى مدن إسرائيلية أخرى في الشمال، وكانت الحكومة الإسرائيلية تحت الضغط الرهيب من المستوطنين في غلاف غزة، قالت إنها ستدعم ماليا من قرر الرحيل نهائيا.
وعلى صعيد متصل، أعلنت كتائب القسام أنها استولت على طائرة استطلاع إسرائيلية شرق حي الشجاعية، من دون أن تعطي تفاصيل إضافية، وعرضت صور فيديو تظهر ملثما يحمل طائرة بيضاء صغيرة غير محطمة من دون أن يتضح مصدرها، ولم تعقب إسرائيل على إعلان القسام، والتزمت الصمت مثلما التزمته بعد إعلان إيران قبل يوم واحد إسقاط طائرة من دون طيار.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.