الجيش يعلن مقتل 14 متشددا في سيناء لكن عملياته تواجه صعوبات

محافظ شمال سيناء لـ {الشرق الأوسط} : الموقف الأمني في تحسن

الجيش يعلن مقتل 14 متشددا في سيناء لكن عملياته تواجه صعوبات
TT

الجيش يعلن مقتل 14 متشددا في سيناء لكن عملياته تواجه صعوبات

الجيش يعلن مقتل 14 متشددا في سيناء لكن عملياته تواجه صعوبات

أعلن الجيش المصري مقتل 14 متشددا في تبادل لإطلاق النار بين عناصره ومسلحين يتبنون نهج تنظيم القاعدة، في شمال سيناء على الحدود بين مصر وقطاع غزة، خلال اليومين الماضيين، لكن نطاق العمليات يشير على ما يبدو إلى احتفاظ المسلحين بقدرتهم على التحرك بحرية في نطاق مدينتي رفح والشيخ زويد. وقالت عناصر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن إمكانيات العناصر المسلحة في الحركة والعمل لم تتأثر ولا تزال على ما هي عليه منذ أغسطس (آب) من العام الماضي، لكن اللواء عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء قال لـ«الشرق الأوسط» إن «عمليات الجيش حققت نجاحا ملحوظا».
وقال المتحدث العسكري العميد محمد سمير أمس إن القوات المسلحة تمكنت من تنفيذ مداهمات خلال يومي 23 و24 أغسطس الجاري، في إطار جهود القضاء على ما سماه بـ«البؤر الإرهابية في شمال سيناء».
وأضاف العميد سمير في بيان على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، عن مقتل 14 «عنصرا إرهابيا» نتيجة تبادل إطلاق النيران مع أفراد القوات المسلحة بشمال سيناء، كما تم القبض على من وصفه بـ«إرهابي شديد الخطورة» يدعى سويلم محمد سالم سلامة.
وقال المتحدث العسكري إن ثلاثة من الإرهابيين قتلوا في منطقة النصرانية، حيث كانوا يستقلون عربة دفع رباعي بالمنطقة، فيما قتل أربعة آخرون بمنطقة الزوارعة حيث كانوا يستقلون عربة دفع رباعي أيضا، بينما قتل ستة من العناصر المتشددة خلال محاولة للهجوم مع قوات التأمين، ولم يحدد الجيش موقع الهجوم. وقتل مسلح آخر كان يستقل دراجة نارية بمنطقة القويعات.
وتعكس مواقع اشتباك الجيش مع العناصر المسلحة قدرة تلك العناصر على الحركة كما تشير إلى أنهم لا يتحصنون في جبال وسط سيناء. لكن اللواء حرحور قال لـ«الشرق الأوسط» إن «العمليات التي يقوم بها الجيش والقوى الأمنية حققت تحسنا ملحوظا»، مضيفا أن الموقف الأمني بالمحافظة أفضل كثيرا من العام الماضي.
وتشن السلطات الأمنية المصرية حملة موسعة على عناصر متشددة في شمال سيناء منذ منتصف العام الماضي، على خلفية استهداف متشددين إسلاميين لعناصر الجيش والشرطة. وخلال الشهر الجاري أعلن الجيش مقتل 17 مسلحا.
لكن مصادر محلية في مدينة الشيخ زويد تحدثت معها «الشرق الأوسط» أمس قالت: إن حركة المسلحين لا تزال على ما هي عليه منذ أغسطس من العام الماضي، وقدرت المصادر عدد المسلحين في نطاق مدينتي الشيخ زويد ورفح ما بين 300 و400 عنصر مسلح.
وتابعت المصادر أن «الإشكالية الأبرز التي يواجهها الجيش والقوى الأمنية تكمن في صعوبة توفير المعلومات عن تلك العناصر، فهم مواطنون عاديون لهم أسر ويعيشون وسط الجميع، هم ليسوا معزولين مثلما يظن البعض».
ودللت المصادر على قدرة العناصر المتشددة على الاحتفاظ بقدراتها بالإشارة إلى اختطافهم 4 من المواطنين وإعدامهم لتعاونهم مع إسرائيل بحسب زعم المسلحين. وكان أهالي محافظة شمال سيناء عثروا على 4 جثث مذبوحة قرب مدينة رفح الأسبوع الماضي.
كما أوضح بيان المتحدث العسكري، أن عناصر القوات المسلحة تمكنت من القبض على 4 أفراد مطلوبين أمنيا بمنطقتي الشيخ زويد ورفح، كما تم ضبط وتدمير 3 سيارات و11 دراجة نارية من دون لوحات معدنية.
وقامت عناصر من القوات المسلحة خلال اليومين الماضيين بتدمير 5 فتحات أنفاق بين مصر وقطاع غزة بمدينة رفح وتدمير مستشفى ميداني كانت تستخدمه «العناصر الإرهابية» والتحفظ على محتوياته، إلى جانب ضبط وتدمير ورشة لتصنيع العبوات الناسفة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.