الاتحاد الأوروبي يطالب الجيش السوداني بنقل السلطة «سريعاً» للمدنيين

اللجنة السياسية العسكرية تلتقي اليوم سفراء دول عربية وغربية وأفريقية

عناصر من الجيش السوداني بين المتظاهرين في وسط الخرطوم بعد عزل الرئيس عمر البشير (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني بين المتظاهرين في وسط الخرطوم بعد عزل الرئيس عمر البشير (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يطالب الجيش السوداني بنقل السلطة «سريعاً» للمدنيين

عناصر من الجيش السوداني بين المتظاهرين في وسط الخرطوم بعد عزل الرئيس عمر البشير (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني بين المتظاهرين في وسط الخرطوم بعد عزل الرئيس عمر البشير (أ.ف.ب)

دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، مساء أمس (الخميس)، الجيش السوداني، الذي أطاح الرئيس عمر البشير، إلى نقل السلطة «سريعاً» إلى المدنيين، منوهة برغبة الشعب السوداني في التغيير.
وقالت موغيريني، في بيان: «وحدها عملية سياسية موثوق بها وشاملة بإمكانها أن تلبي تطلعات الشعب السوداني، وأن تؤدي إلى الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يحتاج إليها البلد».
وأضافت: «لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال تسليم السلطة سريعاً لحكومة انتقالية مدنية. في هذه العملية، يجب على الجميع ممارسة الهدوء وأقصى درجات ضبط النفس».
وواصل آلاف المتظاهرين السودانيين اعتصامهم أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم، مساء أمس، على الرغم من بدء حظر التجول الليلي الذي فرضه الجيش إثر إطاحته البشير، بحسب ما أفاد شهود عيان.
وعلى وقع هتاف «سلام، عدالة، حرية»، استهل المتظاهرون اعتصامهم لليلة السادسة على التوالي أمام مقر الجيش الذي كان دعاهم قبيل ساعات من ذلك إلى التزام حظر التجول الذي بدأ في العاشرة ليلاً (20:00 ت.غ) ويستمر حتى الرابعة فجراً (02:00 ت.غ).
وأعلن التلفزيون السوداني الرسمي أن وزير الدفاع عوض بن عوف أدى مساء الخميس القسَم رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي، الذي شكله الجيش إثر إطاحته البشير، بعد 4 أشهر من الاحتجاجات الشعبية ضد حكمه.
وتم تأجيل إعلان أسماء أعضاء المجلس العسكري الانتقالي، «لإجراء مزيد من التشاور»، بحسب وكالة الأنباء السودانية (سونا) اليوم.
وأضافت الوكالة أن اللجنة السياسية العسكرية المكلفة من قبل المجلس العسكري الانتقالي ستعقد لقاء مع القوى السياسية في الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم، فيما تعقد مؤتمراً صحافياً في العاشرة صباحاً، بحضور جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية ومراسلي وكالات الأنباء بمباني وزارة الدفاع.
ومن المقرر أيضاً أن تلتقي اللجنة السياسية العسكرية، مساء اليوم، أعضاء السلك الدبلوماسي، وسفراء كل من الدول العربية، ودول الترويكا والولايات المتحدة، والدول الأفريقية والآسيوية، المعتمدين في الخرطوم، كل على حده.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».